مرحبا ، يا من توقفت لحظة
في عالم يركض فيه الكل مسرعا نحو الكلمات، هناك من يمتلك شجاعة التوقف.
شجاعة الصمت القصير قبل أن ينطق الحرف،تلك اللحظة ليست ضعفًا، بل هي سعة كون في قلب واحد.
هي لحظة تشبه الفراشة التي تحط على وردة قبل أن تطير، تأخذ منها رحيقا طيبا وتترك بصمة رقيقة.
هي لحظة تشبه النهر الذي يتباطأ قبل أن يصب في بحيرة هادئة، يجمع في طياته كل قصص الغابات والوديان ليحكيها بلطف.
تلك الوقفة القصيرة، التي يراها البعض ترددا، هي في الحقيقة أعمق من كل الكلمات.
هي المساحة التي تنمو فيها الرحمة، وتزهر فيها الحكمة.
هي اللحظة التي ندرك فيها أن الآخر ليس مجرد صدى لأفكارنا، بل هو عالم كامل يحمل في داخله لياليه ونهاراته، أفراحه وأحزانه.
وأن الكلمة الجارحة، التي قد تبدو سهلة النطق، هي كالحجارة التي نلقيها في نهر هادئ ، فيثير فيه ما قد يستمر طويلًا.
فصباح الصباحات ومساء المساءات لمن اختار أن يكون بستانيا يزرع الكلمات الطيبة، لا صيادا يصطاد القلوب.
فصباح الصباحات ومساء المساءات لمن أدرك أن الحكمة ليست في قوة الصوت، بل في عمق الصمت.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|