ميلاد جديد .. وحكايات لاتُنسى
يا سائلي عن سر اجتماع العقل والقلب، يا سائلي عن سر اللقاء بين الحكمة والشغف! إن هذا ليس اجتماعا ، بل هو ميلاد جديد، ميلاد ينسج من خيوط العقل الرصين شالا يدفئ به القلب، وينير دربه بوهج العاطفة.
في هذه اللحظة الساحرة، يمتزج صمت العقل الحكيم بضجيج القلب العاشق…العقل الذي رأى تقلبات الحياة، وفهم قوانينها، وأدرك أن لكل بداية نهاية، يجد في القلب العاطفي شغفا يجدد روحه، ولهيبا يكسر صمت رتابة الأيام…والقلب الذي يركض خلف أحلامه، ويغرق في بحر عواطفه، يجد في العقل مرساة تمنعه من الغرق، وبوصلة تهديه في لجة الحيرة.
كم من فكرة عظيمة ولدت من رحم هذا الاتحاد! فكرة قوية كمتانة الصخر، وعذبة كهمس النسيم... العقل يضع الحدود، والقلب يكسرها ليخلق آفاقا جديدة… العقل يخطط، والقلب يمنح للخطة روحا، ويصبغها بلون الحب والشوق.
هذا المزيج لا ينتج شخصية مثالية لا تخطئ، بل ينتج إنسانا يتألم بحكمة، ويحب بعقلانية،إنسان يعرف متى يقدم، ومتى يتراجع، ولكنه في كل خطوة يخطوها، يظل يافع القلب، نابض العاطفة، كأن الحياة لا تزال في أول فصل الربيع… هو كالأرض الخصبة التي تسقى بماء العقل، فتثمر ورودا عاطفية عطرها يملأ الكون.
فيا لروعة هذا اللقاء، ويا لجمال هذا التناغم! إنهما كقافية تتناغم مع بحر قصيدة، أو كنوتتين موسيقيتين تصنع منهما ألحان خالدة… إنه العقل الذي يحب، والقلب الذي يفكر، وعندما يجتمعان، تكتب حكايات لا تنسى!
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|