هدوء ٌيهمسُ للروح
الهدوء، ليس مجرد غياب الأصوات.. إنه حالة وجودية، هو أن أُلقي بقلبي المتعب المثقل على أريكة من الغيم، وأترك الريح تداعب خصلات شعري المتعبة. إنه لحظة استسلام لا خنوع، بل توقفٌ لأجلٍ لا نهائي، هو أن تتوقف عقارب الزمن عن الدوران، وتتجمد الصور في إطار الروح.
أتدرين؟ زيارة الهدوء تشبه زيارة من افتقدناهم. لا يطرقون الباب بعنف، بل يتسللون كظل خفيف، يلامسون أرواحنا برفق، ويهمسون لنا بما عجزت عنه الكلمات. إنه يعيد ترتيب الفوضى داخلنا، يلملم شتات الأفكار، ويرمم ما كسره صخب الأيام.
بالهدوء والابتعاد عن الضجيج تبدأ طريق العودة إلينا…إلى تلك الذات المنسية تحت ركام الأيام، تحت وطأة الركض وراء السراب.
الهدوء هو تلك المساحة المقدسة التي نجد فيها أنفسنا من جديد، كسفينة ضلت طريقها وعادت إلى مرفئها الآمن.
هو آخر ملاجئنا حين لا يبقى لنا شيء نلوذ به سوى صمتنا العميق، صمتٌ يضجُ بالحياة.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|