![]() |
رد: مدينة الشاعر محمود درويش
من سميح القاسم إلى محمود درويش خُذني معك تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني ووزرِ حياتي وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ، أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيداً.. لماذا؟ وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقاً، وآثَرتَ حُزني مَلاذا أجبني. أجبني.. لماذا؟. • • • • • عَصَافيرُنا يا صَديقي تطيرُ بِلا أَجنحهْ وأَحلامُنا يا رَفيقي تَطيرُ بِلا مِرْوَحَهْ تَطيرُ على شَرَكِ الماءِ والنَّار. والنَّارِ والماءِ. مَا مِن مكانٍ تحطُّ عليهِ.. سوى المذبَحَهْ وتَنسى مناقيرَها في تُرابِ القُبورِ الجماعيَّةِ.. الحَبُّ والحُبُّ أَرضٌ مُحَرَّمَةٌ يا صَديقي وتَنفَرِطُ المسْبَحَهْ هو الخوفُ والموتُ في الخوفِ. والأمنُ في الموتِ لا أمْنَ في مجلِسِ الأَمنِ يا صاحبي. مجلسُ الأمنِ أرضٌ مُحايدَةٌ يا رفيقي ونحنُ عذابُ الدروبِ وسخطُ الجِهاتِ ونحنُ غُبارُ الشُّعوبِ وعَجْزُ اللُّغاتِ وبَعضُ الصَّلاةِ على مَا يُتاحُ مِنَ الأَضرِحَهْ وفي الموتِ تكبُرُ أرتالُ إخوتنا الطارئينْ وأعدائِنا الطارئينْ ويزدَحمُ الطقسُ بالمترَفين الذينْ يُحبّونَنا مَيِّتينْ ولكنْ يُحبُّونَنَا يا صديقي بِكُلِّ الشُّكُوكِ وكُلِّ اليَقينْ وهاجَرْتَ حُزناً. إلى باطلِ الحقِّ هاجَرْتَ مِن باطلِ الباطِلِ ومِن بابل بابلٍ إلى بابلٍ بابلِ ومِن تافِهٍ قاتلٍ إلى تافِهٍ جاهِلِ ومِن مُجرمٍ غاصِبٍ إلى مُتخَمٍ قاتلِ ومِن مفترٍ سافلٍ إلى مُدَّعٍ فاشِلِ ومِن زائِلٍ زائِلٍ إلى زائِلٍ زائِلِ وماذا وَجَدْتَ هُناكْ سِوى مَا سِوايَ وماذا وَجّدْتَ سِوى مَا سِواكْ؟ أَخي دَعْكَ مِن هذه المسألَهْ تُحِبُّ أخي.. وأُحِبُّ أَخاكْ وأَنتَ رَحَلْتَ. رَحَلْتَ. ولم أبْقَ كالسَّيفِ فرداً. وما أنا سَيفٌ ولا سُنبُلَهْ وَلا وَردةٌ في يَميني.. وَلا قُنبُلَهْ لأنّي قَدِمْتُ إلى الأرضِ قبلكَ، صِرْتُ بما قَدَّرَ اللهُ. صِرْتُ أنا أوَّلَ الأسئلَهْ إذنْ.. فَلْتَكُنْ خَاتَمَ الأسئِلَهْ لَعّلَّ الإجاباتِ تَستَصْغِرُ المشكلَهْ وَتَستَدْرِجُ البدءَ بالبَسمَلَهْ إلى أوَّلِ النّورِ في نَفَقِ المعضِلَهْ. • • • • • تَخَفَّيْتَ بِالموتِ، تَكتيكُنا لم يُطِعْ إستراتيجيا انتظارِ العَجَائِبْ ومَا مِن جيوشٍ. ومَا مِن زُحوفٍ. ومَا مِن حُشودٍ. ومَا مِن صُفوفٍ. ومَا مِن سَرايا. ومَا مِن كَتائِبْ ومَا مِن جِوارٍ. ومَا مِن حِوارٍ. ومَا مِن دِيارٍ. ومَا مِن أقارِبْ تَخَفَّيْتَ بِالموْتِ. لكنْ تَجَلَّى لِكُلِّ الخلائِقِ زَحْفُ العَقَارِبْ يُحاصِرُ أكْفانَنا يا رفيقي ويَغْزو المضَارِبَ تِلْوَ المضارِبْ ونحنُ مِنَ البَدْوِ. كُنّا بثوبٍ مِنَ الخيشِ. صِرنا بربطَةِ عُنْقٍ. مِنَ البَدْوِ كُنّا وصِرنا. وذُبيانُ تَغزو. وعَبْسٌ تُحارِبْ. • • • • • وهَا هُنَّ يا صاحبي دُونَ بابِكْ عجائِزُ زوربا تَزَاحَمْنَ فَوقَ عَذابِكْ تَدَافَعْنَ فَحماً وشَمعاً تَشَمَّمْنَ مَوتَكَ قَبل مُعايشَةِ الموتِ فيكَ وفَتَّشْنَ بينَ ثيابي وبينَ ثيابِكْ عنِ الثَّروةِ الممكنهْ عنِ السرِّ. سِرِّ القصيدَهْ وسِرِّ العَقيدَهْ وأوجاعِها المزمِنَهْ وسِرِّ حُضورِكَ مِلءَ غِيابِكْ وفَتَّشْنَ عمَّا تقولُ الوصيَّهْ فَهَلْ مِن وَصيَّهْ؟ جُموعُ دُخانٍ وقَشٍّ تُجَلجِلُ في ساحَةِ الموتِ: أينَ الوصيَّهْ؟ نُريدُ الوصيَّهْ! ومَا أنتَ كسرى. ولا أنتَ قيصَرْ لأنَّكَ أعلى وأغلى وأكبَرْ وأنتَ الوصيَّهْ وسِرُّ القضيَّهْ ولكنَّها الجاهليَّهْ أجلْ يا أخي في عَذابي وفي مِحْنَتي واغترابي أتسمَعُني؟ إنَّها الجاهليَّهْ وَلا شيءَ فيها أَقَلُّ كَثيراً سِوى الوَرْدِ، والشَّوكُ أَقسى كَثيراً. وأَعتى كَثيراً. وَأكثَرْ ألا إنَّها يا أخي الجاهليَّهْ وَلا جلفَ مِنَّا يُطيقُ سَماعَ الوَصيَّهْ وَأنتَ الوَصيَّةُ. أنتَ الوَصيَّةُ واللهُ أكبَرُْ. • • • • • سَتذكُرُ. لَو قَدَّرَ الله أنْ تَذكُرا وتَذكُرُ لَو شِئْتَ أنْ تَذكُرا قرأْنا امرأَ القَيسِ في هاجِسِ الموتِ، نحنُ قرأْنا مَعاً حُزنَ لوركا وَلاميّةَ الشّنفرى وسُخطَ نيرودا وسِحرَ أراغون ومُعجزَةَ المتنبّي، أَلَمْ يصهَر الدَّهرَ قافيةً.. والرَّدَى منبرا قرأْنا مَعاً خَوفَ ناظم حِكمَت وشوقَ أتاتورك. هذا الحقيقيّ شَوقَ أخينا الشّقيّ المشَرَّدْ لأُمِّ محمَّدْ وطفلِ العَذابِ محمَّد وسِجنِ البلادِ المؤبَّدْ قرأْنا مَعاً مَا كَتَبنا مَعاً وكَتَبنا لبِروَتنا السَّالِفَهْ وَرامَتِنا الخائِفَهْ وَعكّا وحيفا وعمّان والنّاصرَهْ لبيروتَ والشّام والقاهِرَهْ وللأمَّةِ الصَّابرَهْ وللثورَةِ الزَّاحفَهْ وَلا شَيءَ. لا شَيءَ إلاّ تَعاويذ أحلامِنا النَّازِفَهْ وساعاتِنا الواقِفَهْ وأشلاءَ أوجاعِنا الثَّائِرَهْ. • • • • • وَمِن كُلِّ قلبِكَ أنتَ كَتبتُ وَأنتَ كَتبتَ.. ومِن كُلِّ قلبي كَتَبْنا لشعْبٍ بأرضٍ.. وأرضٍ بشعبِ كَتَبْنا بحُبٍّ.. لِحُبِّ وتعلَمُ أنَّا كَرِهْنا الكراهيّةَ الشَّاحبَهْ كَرِهْنا الغُزاةَ الطُّغاةَ، وَلا.. ما كَرِهْنا اليهودَ ولا الإنجليزَ، وَلا أيَّ شَعبٍ عَدُوٍ.. ولا أيَّ شَعبٍ صديقٍ، كَرِهْنا زبانيةَ الدولِ الكاذِبَهْ وَقُطعانَ أوْباشِها السَّائِبَهْ كَرِهْنا جنازيرَ دبَّابَةٍ غاصِبَهْ وأجنحَةَ الطائِراتِ المغيرَةِ والقُوَّةَ الضَّارِبَهْ كَرِهْنا سَوَاطيرَ جُدرانِهِم في عِظامِ الرّقابِ وأوتادَهُم في الترابِ وَرَاءَ الترابِ وَرَاءَ الترابِ يقولونَ للجوِّ والبَرِّ إنّا نُحاولُ للبحْرِ إلقاءَهُم، يكذبُونْ وهُم يضحكُونَ بُكاءً مَريراً وَيستعطفونْ ويلقونَنَا للسَّرابِ ويلقونَنَا للأفاعِي ويلقونَنَا للذّئابِ ويلقونَنَا في الخرابِ ويلقونَنا في ضَياعِ الضَّياعِ وتَعلَمُ يا صاحبي. أنتَ تَعلَمْ بأنَّ جَهَنَّم مَلَّتْ جَهّنَّمْ وعَافَتْ جَهَنَّمْ لماذا تموتُ إذاً. ولماذا أعيشُ إذاً. ولماذا نموتُ. نعيشُ. نموتُ. نموتُ على هيئَةِ الأُممِ السَّاخِرهْ وَعُهْرِ ملفَّاتِها الفاجِرَهْ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟.. ومَا كُلُّ هذا الدَّمار وهذا السقوط وهذا العذاب ومَا كلُّ هذا؟ وهذا؟ وهذا؟ • • • • • تذكَّرْ.. وقدْ يُسعِفُ اللهُ مَيْتاً بأنْ يتذكَّرَ. لله نحنُ. فحاول إذن.. وتذكَّرْ تذكَّرْ رضا الوالِدَهْ لأُمَّينِ في واحِدَهْ ونعمةَ كُبَّتِها.. زينة المائِدَهْ وطُهرَ الرَّغيفِ المقمَّرْ تذكَّرْ أباً لا يُجيدُ الصّياحْ ولا يتذمَّرْ تذكَّرْ أباً لا يضيقُ ولا يتأفَّفُ مِن سَهَرٍ صاخِبٍ للصَّباحْ تذكَّرْ كَثيراً. ولا تتذكَّرْ كَثيراً. فبعضُ الحِكاياتِ سُكَّرْ وكُلُّ الخرافاتِ سُمٌّ مُقَطَّرْ ونحنُ ضَحايا الخرافاتِ. نحنُ ضَحايا نبوخذ نصّرْ وأيتام هتلَرْ ومِن دَمِنا للطُّغاةِ نبيذٌ ومِن لَحمِنا للغُزاةِ أكاليلُ غارٍ ووردٍ ومِسْكٌ. وَعَنبَرْ فَلا تتذكِّرْ قيوداً وسجناً وعسكَرْ وبيتاً مُدَمَّرْ وَليلاً طَويلاً. وَقَهراً ثقيلاً وسَطواً تكرَّرْ وَلا تتذكَّرْ لا تتذكَّرْ لا تتذكَّرْ. • • • • • لأنّا صديقانِ في الأرضِ والشّعبِ والعُمرِ والشِّعرِ، نحنُ صريحانِ في الحبِّ والموتِ.. يوماً غَضِبْتُ عليكَ.. ويوماً غَضِبْتَ عَلَيّ وَمَا كانَ شَيءٌ لدَيكَ. وَمَا كانَ شَيءٌ لَدَيّ سِوَى أنّنا مِن تُرابٍ عَصِيّ وَدَمْعٍ سَخيّ نَهاراً كَتبْتُ إليكَ. وَليلاً كَتَبْتَ إليّ وأعيادُ ميلادِنا طالما أنذَرَتْنا بسِرٍّ خَفِيّ وَمَوتٍ قريبٍ.. وَحُلمٍ قَصِيّ ويومَ احتَفَلْتَ بخمسينَ عاماً مِنَ العُمرِ، عُمرِ الشَّريدِ الشَّقيّ البَقيّ ضَحِكنا مَعاً وَبَكَيْنا مَعاً حينَ غنَّى وصلّى يُعايدُكَ الصَّاحبُ الرَّبَذيّ: على وَرَقِ السنديانْ وُلِدْنا صباحاً لأُمِّ الندى وأبِ الزّعفرانْ ومتنا مساءً بِلا أبوَينِ.. على بَحرِ غُربتِنا في زَوارِقَ مِن وَرَقِ السيلوفانْ على وَرَقِ البَحرِ. لَيلاً. كَتَبْنا نشيدَ الغَرَقْ وَعُدْنا احتَرَقْنا بِنارِ مَطالِعِنا والنّشيدُ احتَرَقْ بنارِ مَدَامِعِنا والوَرَقْ يطيرُ بأجْنِحَةٍ مِن دُخانْ وهَا نحنُ يا صاحبي. صَفحَتانْ وَوَجهٌ قديمٌ يُقَلِّبُنا مِن جديدٍ على صَفَحاتِ كتابِ القَلَقْ وهَا نحنُ. لا نحنُ. مَيْتٌ وَحَيٌّ. وَحَيٌّ وَمَيْتْ بَكَى صاحبي، على سَطحِ غُربَتِهِ مُستَغيثاً بَكَى صاحبي.. وَبَكَى.. وَبَكَيْتْ على سَطحِ بَيْتْ ألا ليتَ لَيتْ ويا ليتَ لَيتْ وُلِدنا ومتنا على وَرَقِ السنديانْ. • • • • • ويوماً كَتَبْتُ إليكَ. ويوماً كَتَبْتَ إليّ أُسميكَ نرجسةً حَولَ قلبي.. وقلبُكَ أرضي وأهلي وشعبي وقلبُكَ.. قلبي. • • • • • يقولونَ موتُكَ كانَ غريباً.. ووجهُ الغَرابَةِ أنّكَ عِشْتَ وأنّي أعيشُ. وأنّا نَعيشُ. وتعلَمُ. تَعلَمُ أنّا حُكِمْنا بموتٍ سريعٍ يمُرُّ ببُطءٍ وتَعلَمُ تَعْلَمُ أنّا اجترَحْنا الحياةَ على خطأٍ مَطْبَعِيّ وتَعلَمُ أنّا تأجَّلَ إعدامُنا ألف مَرَّهْ لِسَكْرَةِ جَلاّدِنا تِلْوَ سَكْرهْ وللهِ مَجْدُ الأعالي. ونصلُ السَّلام الكلام على الأرضِ.. والناسُ فيهم ـ سِوانا ـ المسَرَّهْ أنحنُ مِن الناسِ؟ هل نحنُ حقاً مِن الناسِ؟ مَن نحنُ حقاً؟ ومَن نحنُ حَقاً؟ سألْنا لأوّلِ مَرَّهْ وَآخرِ مَرَّهْ وَلا يَستَقيمُ السّؤالُ لكي يستَقيمَ الجوابُ. وها نحنُ نَمكُثُ في حَسْرَةٍ بعدَ حَسْرَهْ وكُلُّ غَريبٍ يعيشُ على ألفِ حَيْرَهْ ويحملُ كُلُّ قَتيلٍ على الظَّهرِ قَبرَهْ ويَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّةِ.. يَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّهْ. • • • • • تُعانقُني أُمُّنا. أُمُّ أحمدَ. في جَزَعٍ مُرهَقٍ بعذابِ السِّنينْ وعِبءِ الحنينْ وَتَفْتَحُ كَفَّينِ واهِنَتَينِ موبِّخَتَينِ. وَتَسأَلُ صارخةً دُونَ صَوتٍ. وتسألُ أينَ أَخوكَ؟ أَجِبْ. لا تُخبِّئ عَلَيَّ. أجِبْ أينَ محمود؟ أينَ أخوكَ؟ تُزلزِلُني أُمُّنا بالسّؤالِ؟ فماذا أقولُ لَهَا؟ هَلْ أقولُ مَضَى في الصَّباحِ ليأْخُذَ قَهوَتَهُ بالحليبِ على سِحرِ أرصِفَةِ الشانزيليزيه. أمْ أدَّعي أنَّكَ الآن في جَلسَةٍ طارِئَهْ وَهَلْ أدَّعي أنَّكَ الآن في سَهرَةٍ هادِئهْ وَهَلْ أُتْقِنُ الزَّعْمَ أنّكَ في موعِدٍ للغَرَامِ، تُقابِلُ كاتبةً لاجئَهْ وَهَلْ ستُصَدِّقُ أنّكَ تُلقي قصائِدَكَ الآنَ في صالَةٍ دافِئَهْ بأنْفاسِ ألفَينِ مِن مُعجَبيكَ.. وكيفَ أقولُ أخي راحَ يا أُمَّنا ليَرَى بارِئَهْ.. أخي راحَ يا أُمَّنا والتقى بارِئَهْ. • • • • • إذنْ. أنتَ مُرتَحِلٌ عن دِيارِ الأحبَّةِ. لا بأسَ. هَا أنتَ مُرتَحِلٌ لدِيارِ الأحبَّةِ. سَلِّمْ عَلَيهِم: راشد حسين فدوى طوقان توفيق زيّاد إميل توما مُعين بسيسو عصام العباسي ياسر عرفات إميل حبيبي الشيخ إمام أحمد ياسين سعدالله ونُّوس كاتب ياسين جورج حبش نجيب محفوظ أبو علي مصطفى يوسف حنا ممدوح عدوان خليل الوزير نزيه خير رفائيل ألبرتي ناجي العلي إسماعيل شمُّوط بلند الحيدري محمد مهدي الجواهري يانيس ريتسوس ألكسندر بن يوسف شاهين يوسف إدريس سهيل إدريس رجاء النقاش عبد الوهاب البياتي غسَّان كنفاني نزار قباني كَفاني. كَفاني. وكُثرٌ سِواهم. وكُثرٌ فسلِّم عليهم. وسَوفَ تُقابِلُ في جَنَّةِ الخُلدِ سامي . أخانا الجميلَ الأصيلَ. وَهلْ يعزِفونَ على العُودِ في جَنَّةِ الخُلْدِ؟ أَحبَبْتَ سامي مَع العودِ في قَعدَةِ العَينِ .. سامي مَضَى وَهْوَ في مِثلِ عُمرِكَ.. (67).. لا. لا أُطيقُ العَدَدْ وأنتُمْ أبَدْ يضُمُّ الأبَدْ ويَمْحُو الأبَدْ وَأَعلَمُ. سوفَ تَعودونَ. ذاتَ صباحٍ جديدٍ تعودُونَ للدَّار والجار والقدس والشمس. سَوفَ تَعودونَ. حَياً تَعودُ. وَمَيْتاً تَعودُ. وسَوفَ تَعودون. مَا مِن كَفَنْ يَليقُ بِنا غيرَ دَمعَةِ أُمٍّ تبلُّ تُرابَ الوَطَنْ ومَا مِن بِلادٍ تَليقُ بِنا ونَليقُ بِها غير هذي البلادْ ويوم المعادِ قريبٌ كيومِ المعادْ وحُلم المغنّي كِفاحٌ وموتُ المغنّي جهادُ الجِهادْ. • • • • • إذاً أنتَ مُرتحلٌ عَن دِيارِ الأحِبَّةِ في زّوْرَقٍ للنجاةِ. على سَطْحِ بحرٍ أُسمّيهِ يا صاحبي أَدْمُعَكْ وَلولا اعتصامي بحبلٍ مِن الله يدنو سريعاً. ولكنْ ببطءٍ.. لكُنتُ زَجَرْتُكَ: خُذني مَعَكْ وخُذني مَعَكْ خُذني مَعَكْ. |
رد: مدينة الشاعر محمود درويش
1 مرفق
يوميات جرح فلسطيني (إلى فدوى طوقان) محمود درويش -1- نحن في حلّ من التذكار فالكرمل فينا و على أهدابنا عشب الجليل لا تقولي: ليتنا نركض كالنهر إليها، لا تقولي! نحن في لحم بلادي.. و هي فينا! -2- لم نكن قبل حزيران كأفراح الحمام ولذا، لم يتفتّت حبنا بين السلاسل نحن يا أختاه، من عشرين عام نحن لا نكتب أشعارا، و لكن نقاتل -3- ذلك الظل الذي يسقط في عينيك شيطان إله جاء من شهر حزيران لكي يصبغ بالشمس الجباه إنه لون شهيد إنه طعم صلاة إنه يقتل أو يحيي و في الحالين!آه! -4- أوّل الليل على عينيك ،كان في فؤادي، قطرة قطرة من آخر الليل الطويل و الذي يجمعنا، الساعة، في هذا المكان شارع العودة من عصر الذبول. -5- صوتك الليلة، سكين وجرح و ضماد و نعاس جاء من صمت الضحايا أين أهلي؟ خرجوا من خيمة المنفى، و عادوا مرة أخرى سبايا! -6- كلمات الحب لم تصدأ،و لكن الحبيب واقع في الأسر_ يا حبي الذي حملني شرفات خلعتها الريخ أعتاب بيوت وذنوب. لم يسع قلبي سوى عينيك في يوم من الأيام و الآن اغتنى بالوطن! -7- و عرفنا ما الذي يجعل صوت القبّرة خنجرا يلمع في وجه الغزاة و عرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرة مهرجانا.. و بساتين حياة! -8- عندما كنت تغنين رأيت الشرفات تهجر الجدران و الساحة تمتد إلى خصر الجبل لم نكن نسمع موسيقى و لا نبصر لون الكلمات كان في الغرفة مليون بطل -9- في دمي من وجهه صيف و نبض مستعار عدت خجلان إلى البيت فقد خر على جرحي شهيدا كان مأوى ليلة الميلاد كان الانتظار و أنا أقطف من ذكراه عيدا -10- الندى و النار عيناه إذا ارددت اقترابا منه غنى و تبخرت على ساعده لحظة صمت و صلاة آه سميه كما شئت شهيدا غادر الكوخ فتى ثم أتى لما أتى وجه إله -11- هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء تعد الصيف بقمح و كواكب فاعبديها نحن في أحشائها ملح و ماء و على أحضانها جرح يحارب -12- دمعتي في الحلق يا أخت و في عيّني نار و تحررت من الشكوى على باب الخليفة كل من ماتوا و من سوف يموتون على باب النهار عانقوني، صنعوا مني.. قذيفة ! -13- منزل الأحباب مهجور. و يافا ترجمت حتى النخاخ و التي تبحث عني لم تجد مني سوى جبهتها أتركي لي كل هذا الموت، يا أخت أتركي هذا الضياع فأنا أصفره نجما على نكبها -14- آه يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبه و أنا لست مسافر إنني العاشق ،و الأرض حبيبه -15- و إذا استرسلت في الذكرى! نما في جبهتي عشب الندم و تحسرت على شيء بعيد و إذا استسلمت للشوق، تبنيت أساطير العبيد و أنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاه و من الصخر نغم ! -16- جبهتي لا تحمل الظل. و ظلي لا أراه و أنا أبصق في الجرح الذي لا يشعل الليل جباه ! خبئي الدمعه للعيد فلن نبكي سوى من فرح و لنسم الموت في الساحة عرسا.. و حياه! -17- و ترعرعت على الجرح، و ما قلت لأمي ما الذي يجعلها في الليل خيمه أنا ما ضيّعت ينبوعي و عنواني و اسمي و لذا أبصرت في أسمالها مليون نجمه! -18- رايتي سوداء، و الميناء تابوت و ظهري قنطرة يا خريف العالم المنهار فينا يا ربيع العالم المولود فينا زهرتي حمراء و الميناء مفتوح، و قلبي شجرة! -19- لغتي صوت خرير الماء في نهر الزوابع و مرايا الشمس و الحنطة في ساحة حرب ربما أخطأت في التعبير أحيانا و لكن كنت_ لا أخجل_ رائع عندما استبدلت بالقاموس قلبي! -20- كان لا بد من الأعداء كي نعرف أنا توأمان ! كان لا بد من الريخ لكي نسكن جذع السنديان ! و لو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب ظل طفلا ضائع الجرح.. جبان. -21- لك عندي كلمه لم أقلها بعد، فالظل على الشرفة يحتل القمر و بلادي ملحمة كنت فيها عازفا.. صرت وتر! -22- عالم الآثار مشغول بتحليل الحجارة إنه يبحث عن عينية في ردم الأساطير لكي يثبت أني : عابر في الدرب لا عينين لي1 لا حرف في سفر الحضارة! و أنا أزرع أشجاري. على مهلي و عن حبي أغني! -23- غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمة علّقت نسل السلاطين على حبل السراب و أنا المقتول و المولود في ليل الجريمة ها أنا ازددت التصاقا.. بالتراب! -24- آن لي أن أبدل اللفظة بالفعل و آن لي أن أثبت حبي للثرى و القبرة فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان و أنا أصفر في المرآه مذ لاحت ورائي شجره |
رد: مدينة الشاعر محمود درويش
في شرفة محمود درويش قاسم حداد 1 بغتة، ضبطت نفسي أقرأ محمود درويش شاعراً خارج فلسطينيته. حدث هذا منذ سنوات، حدث تدريجياً، ورغماً عني، ولنقل بغير قصد شعرت بذلك، كما لو أنه يحدث بمحض الصدفة العفوية. تحررت من فلسطينية الشاعر، وارتحت كثيرا لهذا الأمر. ربما لأنني تأكدت بأن هذا سلوك يساعدني على التعامل مع شعر درويش بحرية أكثر، ومتعة مضاعفة. والمؤكد أن هذا ما كان له أن يحدث لولا أن الشعر، الذي بدأت أقرأه لمحمود في السنوات الأخيرة قد انعتق من فلسطينيته، فلم تعد هذه حكم قيمة، وصار النص المتحرر من سلطاته كفيلاً بتحرير قارئه من أحكامه المسبقة. صار محمود في أفقه الكوني، بامتياز. وكان يفعل ذلك، بحرية كبيرة، ولكن بقلق أكبر .فتلك حرية مسوّرة بقدر لا بأس به من أرث يضاهي القداسة، حتى لكأن التفلّت منه يشكل تفريطاً في صلاة. فبين أن لا يبدو خائناً لقضيته، وأن لا يفرّط في الإخلاص لقصيدته، كان درويش يتحرك برشاقة الغزال وبكعوبٍ أخيلية لا تحصى، في مسافة نارية يتطلب الذهاب إليها شاعراً يدرك ما يريد، ويعرف درب الذهاب إليه. 2 من بين أكثر الشعراء العرب حيوية وفعالية، كان درويش يخوض حروبه الكثيرة، على أكثر من صعيد، وبصفة علنية، وبدرجة عالية من الصرامة والصراحة والإتقان. خاض حرباً مبكرة ضدّ العدو الذي احتل بيته، ولا يزال. ثم انخرط في حرب مع المؤسسة السياسية حول مسائل عديدة، واختلف معها دون أن يناهضها، وظلّ يرفض الارتهان لكامل سياساتها ومنظوراتها. ثم نراه يخوض حرباً ضد سلطة الأيديولوجيا التي لا تتوقف عن التعامل مع الشاعر بوصفه بوقاً لها، وهي النظرة الموروثة من شاعر القبيلة، والتي أصبحت تراثاُ يتشبث به الجمهور الصاخب، وتشجعه المؤسسات السياسية الرسمية. لكن درويش، في سنواته الأخيرة خصوصاً، أخذ يخوض حرباً صارمة مع القارئ، هي أطرف الحروب وأكثرها بسالة ونبلاً، بسبب طبيعتها الفنية والذاتية. كان درويش يعي تماماً دور الشاعر في بلورة قارئه معه، وتدريبه على إعادة النظر في طرائق التلقي الشعري. وهذه مسؤولية لا تنفصل عن الدور النضالي الذي اضطلع به درويش منذ تأسيس علاقته بالقارئ السياسي، بل لعله كان يرى في هذه المسؤولية طرازاً من الإخلاص العالي في مهامّ الانتقال بالكائن الفعال نحو درجة أرقى من النضال، كمفهوم إنساني. ففي هذا ضربٌ من محاولة إنقاذ القارئ من حضيض السلوك السياسي التقليدي الذي يستهين بالإبداع، ويقود الناس، مثل القطيع، امتثالاً لأوامر الخطاب السياسي الذي انخرط في آلية قاتلة من التخبط. ولقد قاوم درويش فكرة أن يكون استمراراً للشاعر الخطيب الذي يقيم المظاهرات ويسيرها ويقودها بقصائده، وعكف في المقابل على إقناع قرائه/مستمعيه بالكفّ عن الصراخ، والبدء في تجربة التأمل والتفكير والحلم، في حلبة صراع هو بمثابة حرب ينتصر فيها الشاعر على القارئ، دون أن يهزمه. وهكذا يتوجب أن نفهم حرب الشاعر المزدوجة مع القارئ، وضده في آن: معه، لكي يخرج من قبضة التفكير التقليدي، فنّاً وسياسة؛ وضده، بهدف تحريره من نظرته المأسورة بمنطق النص الشعاري. حربٌ تنطوي على اقتياد القارئ إلى نوع من العبث واللهو الشعريين، في اللغة والتعبير، إمعاناً في انتهاك تصوّرات القارئ الجاهزة وأحكامه المسبقة، وأسبقيتها على الشاعر والقصيدة. وظني أن هذه الحرب هي أحد أجمل الحروب التي اكتسب درويش فيها خبرة تتميز بالوعي، وتحرز الانتصار أيضاَ. 3 لقد كان درويش يغرف من لغة تموج به لغة يسبح فيها بولع، ومتعة، وتنوع إيقاعي بلا هوادة، وهذا جانب مهم من مكونات جماليات لغة درويش الشعرية. اللغة عنده انتقلت من لحظة الخطابة، وهي الآلية الأكثر شيوعاً في الكتابة العربية التقليدية، إلى فسحة التأمل والسبر والمسائلة ومرارة النقائض، وهي الخصائص التي لم تكن مألوفة في مجمل كتابة الأدب العربي، خاصة عندما يتعلق الأمر بشعر يتحرك في برزخ سياسي. وقد ساعد درويش في اجتياز هذا البرزخ موهبة الغناء التراجيدي، وآلياته الشعرية التي كان يبتكرها مع قصائده الجديدة. ذلك الغناء الروحي الذي يصدر عن إحساس عميق وحزين بالخسارة المستمرة للحياة والحق فيها، حتى لكأنه كان يرثي أمّة بأسرها، صاعداً، متسامياً إلى رثاء الذات ورثاء الجماعة. وظاهرة المراثي في شعر درويش هي اختزال وتدريب مضمرين: اختزال تجربة الفقد المتواصل في المشهد الفلسطيني، والتدريب على استيعاب الفكرة المهيمنة للموت الذي يحضر باكراً في اللحظة الحرجة من تظهير تحولات الشاعر الفنية الجديدة. فالشاعر هنا يتحقق من جانب، ويتهدد، مصيرياً، من جانب آخر. كأن طبيعة كونية غامضة صارت تشكل ملمحاً بالغ الخصوبة )يا للمفارقة( كي يصبح الكائن موجوداً في الدرجة العالية من الغياب، أو الاستعداد له، وفي درجة أخرى مماثلة من الحضور. 4 أرى في ارتباط كتابة درويش بنظام التفعيلة مسألة أعمق من مجرّد خيار فني، لأن موسيقى الشعر وإيقاعاته هي من صلب مكونات موهبة درويش الإبداعية أصلاً، وعنصراً جوهرياً من طبيعته الجمالية. وهي، أيضا، مكوّن أساسي في آليات علاقته باللغة بوصفها غناءً روحياً من جهة، ومصدراً لفعالية التوليد الجمالي من جهة أخرى. وهذا ما جعل درويش، مع كوكبة من الشعراء العرب، يغْنون الشعرية العربية بثروة إيقاعية خصبة، جعلت الحوار الإبداعي حول الموسيقى الشعرية مرشحاً للمزيد من بلورة المعطيات التي سوف يحتاجها الفعل الشعري المتجدد في التجارب الراهنة والقادمة. وحين أتحدث عن الإيقاع، فإنما أعني بالضبط المعنى الأكثر شمولاً ورحابة من مجرد المفهوم القسري للوزن والقوافي، أي الموسيقى العميقة الجوهرية، الكامنة في بنية اللغة قبل الشعر وبعده. وهي الموسيقى التي سيبتكرها كل شاعر بقدر موهبته ومعرفته، وصدقه مع المفهوم الكامل للشعر. وإذا كان ثمة درس تعبيري تقترحه تجربة درويش على مستقبل الكتابة الشعرية العربية، فإنه ذاك الذي يتصل بالتجليات الجمالية الكامنة في الإيقاعية العالية والعميقة في آن، وطاقة التعبير في الموسيقى، باعتبارها جزءاً جوهرياً في التجربة الشعرية، وليس جرساً خارجياً لاستجداء حواس القارئ/ المستمع المباشر. فالنص الشعري عن درويش، لا يصير مقروءاً ولا مسموعاً ولا نافذاً إلا إذا كان نشيداً، أو ضرباً من النشيد. وفي هذا الدرس سوف يتوجب علينا أن نتوقف ملياً، ليس فقط لتأمل ودراسة معطيات تجربتنا الشعرية منذ لحظتها التحديثية المبكرة حتى الآن، ولكن، خصوصاً، لاستشراف ما تأخذنا إليه هذه التجارب الكثيرة الجديدة الراهنة، وهي تتكاثر )لئلا أقول تتفاقم( متراكمة، متسارعة، لاهثة، دون أن تعرف، في الواقع، إلى أين تذهب. بهذا تضعنا تجربة درويش أمام أسئلتنا الشعرية مجدداً، وهو الشاعر الذي لم يكتب خارج الوزن، ولم يكن يرغب فيه، دون أن ينفي اجتهادات غيره أو يصادر حقهم في التجريب. وهذا ما يجعلني أميل إلى اعتبار درسه الشعري اقتراحاً مناسباً لمساءلة حركتنا الشعرية المعاصرة بأسرها، من حيث مفهوم الموسيقى في الشعر. وهذه الخصائص كلها هي شبكة عناصر متداخلة مترابطة، كانت تتبلور في نهاية الأمر لتصنع سلسلة معطيات فنية، وضعتْ قصيدة درويش في قلب التحولات المتواصلة التي سوف تخضع لها تجربته الشعرية، في كلّ قصيدة جديدة يكتبها. |
رد: مدينة الشاعر محمود درويش
الآن في المنفى محمود درويش الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ، في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ يُوقدون الشَّمعَ لك فافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء، لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك من فرط الزحام.... وأجّلك قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال, يضحك كالغبي فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ الجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ وأهمَلكْ فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس. في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس: سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ: هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ! سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ! قُلْ للغياب: نَقَصتني وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ! |
رد: مدينة الشاعر محمود درويش
رائعة هي هذه الشرفات الدرويشية.
شكرا لك أسماء . تحياتي |
رد: مدينة الشاعر محمود درويش
أهلا نصيرة يسعدني مرورك و إعجابك بإختياراتي من عالم درويش محبتي |
رد: مدينة الشاعر محمود درويش
ماأجملها وماأنبلها قصيدة سميح القاسم لدرويش وماأروع ماتزينين به مدينة درويش أستاذة أسماء.
عميق تقديري لك |
رد: مدينة الشاعر محمود درويش
اقتباس:
أشكرك أستاذة نصيرة و آسفة على تأخري في الرد مودتي |
رد: مدينة الشاعر محمود درويش
إسخيليوس في ضيافة محمود درويش احمد حفناوي [align=justify]قصيدة 'على هذه الأرض'، احدى قصائد محمود درويش، لاقت اعجاب السواد الأعظم ممن قرأوها وسرعان ما أصبح عنوانها أو حتى مقاطع كاملة منها شعاراً تردده أفواه شعبه، بل أصبحت لوحة جدارية تزين العديد من زقاق المخيمات وشوارع المدن في الداخل والمهجر الفلسطيني. هي قصيدة لا تقل أهمية عن قصيدة 'أمي' في تعبيرها عن البعد الإنساني لملامح الحياة اليومية للفلسطيني. رائحة الخبز في الفجر وتعويذة امرأة على سبيل الذكر لا الحصر هي بعض من الأمثلة التي تشير الى البوصلة التي تحدد أهداف النضال من أجل تثبيت استحقاق الحياة لقاطني أرض فلسطين الأصليين. محمود درويش كما هو معروف لمن تابع تجربته الشعرية شاعر لم يجتر نفسه أبدا. آخر أعماله تدل بشكل واضح أن القدر خطف هذه الظاهرة وهي في أوج نضوجها. الدلالات والمجازات التي استعملها الشاعر في آخر أعماله أتت لتؤكد أن هذا الشاعر الفذ تمكن من تطويع اللغة لتلك الدرجة التي سمحت من عبارة مثل 'على هذه الأرض ما يستحق الحياة' أن تختصر النضال الفلسطيني الممتد على مدى قرن من الزمان في سطر من قصيدة. مربط الفرس في هذه القصيدة تحديدا هو الدلالات التي تختفي خلف السطور التي تدفع القارئ المتعمق إلى أن يعيد قراءة محمود درويش حرفاً حرفاً وكلمةَ كلمة وخاصة أولئك الذين اعتقدوا أن فترة الرضاعة من شعر محمود درويش انتهت وفطمنا. يعد محمود درويش في هذه القصيدة خمسة عشر سبباً اعتبر من أجلها الحياة على أرض فلسطين استحقاقاً لشعبها، وكلها مرتبطة في الأرض وفي تفاعل ساكنها الأصلي معها وعليها باستثناء سبب واحد وهو كتابات إسخيليوس. إسخيليوس الشاعر يعتبر الأب الشجرة للتراجيديا اليونانية العضوي والروحاني معاً. هو الشجرة التي حملت سوفوكليس في العصر الذهبي للحضارة اليونانية، كما يرجع الى إسخيليوس إرساء الأسس الثابتة للمأساة الإغريقية قبل أرسطو بما يقارب القرن ونصف القرن وذلك بتقديمه للتاريخ البشري ما يقارب التسعين تراجيديا وعشرين دراما ساتورية يصعب فيها التفرقة بين الأسطورة والتاريخ والبطولة، ذلك أن إسخيليوس لم يكتب الملحمة اليونانية على الورق ولم يقدمها على المسارح فقط بل انه شارك وبدور قيادي في معاركها على الأرض وذلك بصمود الإغريق الأسطوري وانتصارهم على حملات الفرس في معارك ماراثونا وسلمينا التي استهدفوا فيها أرض وحضارة الإغريق في ذلك الوقت. محمود درويش كان قد كتب 'التراجيديا يكتبها كتبة التراجيديا'، ولكن هل الإشارة الى كتابات إسخيليوس في هذه القصيدة تحديداً هي تصريحٌ بأن نضال الشعب الفلسطسني وصموده هما تراجيديا القرن العشرين بالمفهوم الإسخيلي؟ أم أن البطولات والقتال الملحمي على الطراز الإغريقي هي خلاص الشعب الفلسطيني من تراجيدياه؟ الاحتمالات كثيرة والإجابات ذهبت مع محمود درويش في 'الممر اللولبي' وبالحد الأدنى تستدعي اعادة قراءة محمود درويش كلمة كلمة وسطراً سطرا من جديد.[/align] |
رد: مدينة الشاعر محمود درويش
كم هي جميلة ورائعة هذه المدينة الدرويشية أختي الغالية الأستاذة أسماء بوستة , بانتظار المزيد من هذه الإبداعات الخالدة . تقبلي فائق محبتي وتقديري . |
الساعة الآن 12 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية