![]() |
رد: نص للنقد
هنيئا لك عروبة بهذه القراءة المميزة ودمت مبدعة دائما ومتألقة بكتاباتك
|
رد: نص للنقد
قتباس
مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arouba shankan كل الشكر لك ليلى أفيديني عزيزتي بأي نقد حول اي فقرة أكون سعيدة نشطت بتعليق أ.محمد الصالح كثيراً، وضعني على الكثير من الخطوات الصائبة استفدت فله كل الشكر ولك أيضاً مودتي وتقديري ..وحتّى نبقي العمل في الواجهة ـ أرجو من الجميع إضافة لبنة لنؤسّس لثقافة النّقد البنّاء وحتى لا نكتفي بالقراءة فقط..شكرا لك مرّة أخرى أختي الأستاذة الأديبة عروبة على الاهتمام بكلّ ما يُقال حول عملك الرّائع !! ورمضان كريم.. (محمد الصالح الجزائري) نزولا عند رغبة الغاليين الشاعر الكبيرمحمد الصالح والأديبة عروبة أقدم قراءتي المتواضعة وإن كنت قد اعتذرت من عروبة على لخاص لعدم تخصصي في مجال النقد وضيق وقتي. قراءة في نص "رفقة الأمس" من نافل القول في هذا الاستهلال؛ التركيز على الجنس الأدبي للنص؛ ومعروف أن للكتابة "قوانينها" التي يؤكدها ويعيد إنتاجها مفهوم الجنس الأدبي. وعندما قرأت نص الكاتبة عروبة وجدتها قد خرقت الأساس السلطوي الأول للكتابة (الجنس الأدبي). ف"رفقة الأمس" كبسولة أدبية معقدة؛ ملتبسة بين جنس القصة والرواية والخاطرة، وبذلك نفت صاحبة النص الجنس الأدبي النقي. "رفقة الأمس" للأديبة عروبة هو نص اتسم بالتميز والتفنن الإبداعي في نقل الأحاسيس والمشاعر المرهفة، إذ تركت الكاتبة للقلم حرية الإبداع وللنفس أريحية التعبير في التصوير؛ فحرفها التخييلي المزخرف أبان عن ملكة وعاطفة لأديبة عاشقة للحرف والهمس، وكلما تفحصت النص كلما خالجني احساس عميق بارتباط النص بذات الأديبة، ونفسيتها المنمة عن طهر روحي وحنين لماض تليد؛ وكأنني بها اتخذت من لواعج النفس وخلجاتها مادة خام أثثت بها النص؛ وهو الشيء الذي يحقن النفس بموصل الدهشة والاستغراب خاصة وأنني أمام نص يكتنفه الغموض والإبهام. ومما لا شك فيه أن القارئ النهم للنصوص الأدبية بات يتخبط في تعدد المقاربات النقدية والترسانات التقنية الموظفة في العملية التحليلية، وأنا هنا سأحاول سبر أغوار النص لأخوض بذلك غمار التجربة النقدية. فإذا ما عدت إلى العنوان باعتباره بوابة رئيسية و مهادا للتعارف بين المتلقي والنص، وجدت نفسي أمام مساءلة مشروعة لاستنطاقه وتفكيك بنيته؛ لأجد أنه مكون من جملة إسمية؛ وهو على علاقة تعالق بالنص وإن ورد مبتدؤه (رفقة) بصيغة الجمع؛ في حين أن الكاتبة ركزت الاهتمام على شخصية واحدة و وحيدة من الرفاق (مانويل)؛ هي محرك النص ونبضه؛ شخصية أفردها واقع الحكي؛ لذلك كان لا بد من هذه الناحية أن يوسم النص ب"رفيق الأمس"؛ وقد يطرح هذا المبتدأ (رفيق) علامة استفهام في علاقته مع مشاعر الكاتبة التي تؤثت النص، والأصوب أن يرد العنوان محصورا في اسم "مانويل" ليتحقق الاتصال والعلاقة اللازمة اللازبة بين النص وعتبته. فالعنوان الذي يشوبه الغموض والإبهام يكون بمثابة محفز للمتلقي يجعله يشحد اهتمامه في محاولة منه لكشف المستور أو المستكنه في النص؛ مما يبعث في النفس الشعور بالمتعة والتشويق؛ وعليه فالإثارة تستهوي القارئ النهم وتجعله يسعى وراءها كي يروي عطشه من المادة الدسمة التي بين يديه. وهو الأمر الذي استشعرته بعد ذلك في شخصية "مانويل"؛ ذلك البطل الذي شكل جسد النص وعموده الفقري؛ فكل الأحداث دارت في فلكه، وهو الحاضر الغائب في مخيلة الأديبة وواقعها، وكيف لا وهو الجار والصديق الذي تحمل له في جعبتها الكثير من الذكريات؛ التي وإن جار الزمان عليها إلا أنها أبت أن تنصاع للنسيان، فعطرته بحنينها في براد ذاكرتها وعتقته بنبيذ الأحلام، وهو الصديق الأقرب للروح، (أخفيت رأسي المثقل بالهموم بين يدي اللتين اشتقتا لعناقه والبوح له بآلامي ومشاكلي.... كنت أسترسل والأمل يضمد جراحي أعلل نفسي بغد من الأمنيات....)، وقد يكون الحبيب العصي على النسيان (أما اليوم عاد ليطارحني الأمل، فتحت باب المنزل وعطر رجولته الذي راح ينسكب من البطاقة يتسلل من بين أصابعي مالئاً أرجاء الصالة التي كانت تحتاج إلى فتح جهاز التبريد الهوائي ليسري بالمنزل بعض من الأجواء الباردة المنعشة)، فعطر الرجولة داعب أناملها و أوقد مشاعر جياشة فرضتها عودة الحبيب الأول؛ رفيق الطفولة، عودة محققة بعدما كانت مسطورة في الفؤاد أملا مزدوجا؛ عودة ألزمت البطلة فتح جهاز التبريد الهوائي لتخفف من وقع الحدث وحمئته من لهيب موقد على شمولية ذاتها بمستويين؛ مستوى ناري مضطرم بحرارة الشوق، ومستوى نوري موقد من مشكاة الأمل الذى أصبح واقعا؛ و استعارت (الصالة)-وهي مكان استقبال أغلى الضيوف في ثراتنا العربي- كناية عن قلبها الذي أفردته لمانويل وضمخه عطر رجولته المفقود منذ آخر لقاء، كما استعارت المنزل كناية لتضعنا أمام صورة كليتها المضطرمة شوقا، المُنارة بفعل الحضور الذى أجلى وعدا ذات فراق بإسدال الظلام في آخر النفق، بعدم واستحالة اللقاء. وهذا ما جعل عروبة توظف"مانويل" كشخصية مرجعية ثابتة استمدت منها طاقتها ونور قلبها. وهو الشيء الذي يظهر جليا في قراءة ثانية معمقة لشخصية مانويل البهي الطلعة الأنيق الطلة، وبطلة النص الثابتة الصامدة أمام رياح التغيير، بطلين يتقاسمان حلم العودة إلى الأرض المفقودة؛ حيث نستشف أنهما يشكلان تماثلا لثقافتين وديانتين طبعهما السلام والتعايش وحسن الجوار وفرقهما جور العدو المتسلط الجبار. و تتميز لغة النص بقربها الشديد من الحياة العملية فتقدم صورا مباشرة (وعدت أدراجي إلى منزلنا الذي يقع على بُعد أميال من منزلهم- صباح اليوم التالي، توجهت كما كل يوم إلى عملي، نشيطة مرتدية ملابسي التي ابتعتها يوم أمس، دخلت المكتب بنشاط وحيوية لمحها زملائي...)، ولكنها تقدم في أحيان كثيرة بالمجاز (دخلوا قلوبنا- لم تعد أمه تتوسل الزمن أن يوقف نبضها- توجهت إلى سيارتي التي لسعتها الشمس بحراراتها)، وفيها هفوات من الركاكة تحير القارئ بين قوة جمالية الوصف و تدبدب اللغة أحيانا (وفهم أنني فهمت مايريد ولن أوافقه على أفكاره المجنونة التي لن أؤمن بها، تجلدت أمامه وتماسكت لأنها عليه بالرد دفعة واحدة - صعدت إلى غرفتي التي نسيت إغلاق نافذتها التي فتحتها صباحاً- وابتعدت عن الساحل المؤدي إلى منزلنا الصيفي، مرت الأعوام لأشعر بشيء من الإنقباض، غادرت مكتبي باكراً، خرجت من المبنى لألمح طيفاً أنيق الطلة وسيم المحيا، يقترب من باب المبنى الذي خرجت منه) وهذا يسلب القارئ لذة تذوق الحرف والمتعة التي لا تحكى؛ وهو ما لا نغفره للأديبة عروبة التي عودتنا على حرف مميز. في مقابل هذا تفاجئنا الساردة بمقاطع شاعرية ذات صور أبعد ما تكون عن المباشرة وهي تسحرنا بقولها (هبطت ستائر الليل بمخملية بانورامية ترصد سحرها العدسات الذكية بعد حفل عشاء صاخب - في واحة أيلول التي احتضنت تناقضات الطبيعة، واختزلت مواسمها العطرية التي أهدتها لزوارها ندية رطبة - طارحها زهر الخريف الغزل، وعتق شفافها بكرز الأمنيات - ويخضر الأمل في عيوننا...) وتجدر الإشارة إلى كون عروبة في نصها هذا تسلحت بذخيرتها الوصفية، واستدعت كل الأوصاف لتعبر عن شغفها العشقي للطبيعة، وكل ما هو جميل في هذا الكون المشحون صراعا؛ ليغطي بذلك مساحة كبيرة من النص حين وصفت مانويل بصفات الأناقة والجمال، وتدرجت لتصف أشجار الياسمين والمنحدرات الجبلية وحرارة الشمس اللافحة ، وكل ما صدفها في الطبيعة من جمال جعل من النص وصفيا بامتياز؛ ليقارب بذلك الخاطرة المعبرة عن الأحاسيس والمشاعر. أما السرد فقد اتخذ منحى آخر؛ فأديبتنا تسارعت لديها الأحداث، فأنزلتها في النص إنزالا بشكل شتت اتساق الأفكار، و قطع الخيط الناظم للحكي، وأفقده الانسجام والترابط؛ فتداخلت الأحداث بين الماضي والحاضر وانتقلت نحو استشراف المستقبل الشيء الذي يزعج القارئ ويجعله يتوه في درب الحكاية، والأجدر لو أعطت لهذه الأخيرة حقها في سرد الأحداث وتفصيلها لتنقلنا إلى عالمها؛ خصوصا وأننا نلمح نوعان ضمنيان من الحكي؛ حكي حول ثقافتين مختلفتين والعلاقة الضبابية؛ الغير معلن عنها بشكل مباشر بين الكاتبة ومانويل، وحكي حول الحناجر المذبوحة، وضياع الأرض والحلم بالعودة إليها؛ وإن على يد الأجيال القادمة، ثم حدث القرن المسمى صفقة القرن أو كما أطلقت عليه الكاتبة صفعة القدر. و كل ما عرفناه عن الشخصيات والأحداث؛ فكان بلسان الكاتبة عن طريق توظيفها لضمير المتكلم في النص إذ كانت على دراية تامة بالأحداث، حبذا لو أن عروبة فتحت باب الحوار بين الشخصيات لتتحول من كائنات ورقية إلى شخصيات فاعلة في النص؛ لها ردود أفعالها وسماتها المميزة لها؛ سواء تعلق الأمر بما هو ثقافي، اجتماعي، أو فكري، وهو الأمر الذي غاب على أديبتنا؛ إذ جردت الشخصيات المحدودة في مانويل -العصب الحسي للقص-، ورفاقه مع فتاة الثلج –المحتشمي الظهور-؛ من الحوار ليبرز المنولوك الداخلي الصامت؛ المعبر عن الأحاسيس والمغيب للحوار الخارجي؛ الذي من خلاله تتضافر الأحداث وتنمو؛ ليستشف القارئ تركيبة الشخصيات ودورها في النص الحدث، فأديبتنا احتفظت بكل ما هو جمالي في الوصف، وغيبت وظائف وأبعاد مقومات النص والأدوار التي تضطلع بها في نسج وبناء نص حكائي إن صح القول. أما الأمكنة فقد شكلت فيها عناصر الطبيعة (اهتزت أغضان الأشجار – قمم الجبال- كانت الاستراحات تكتظ بمحبي العطل- المنحدرات تهدر بها أصوات الشلالات والينابيع الحارة...) الجزء الأكبر في النص وهو الأمر الذي يدل على عشق الكاتبة للطبيعة وجمالها؛ إذ كانت هي الأرضية الخصبة لأفكار ها وتمثلاتها. وعن زمن النص، فهو يتأرجح بين زمن الرواية بواسطة آلية التذكر؛ التي تعتبر بمثابة نظام لإعادة تشكيل الذاكرة الحية للكاتبة، باعتبار الزمن مفتاحا لسيل من الأحداث المتقاطعة والمتشابكة، وزمن القصة حيث دارت مجريات الأحداث بعد القطيعة الفعلية بين البطلين، في أيام معدودة بين آخر فترة من العمل مع ظهور البطل من جديد، وفترة الإجازة القصيرة التي تتالت فيها الأحداث بسرعة فائقة. و قد خدم النص بشكل قوي كل من الفعل الماضي والحاضر على حد سواء؛ باسترجاع الأول للأحداث المخزونة في الذاكرة، وضرورة الثاني لمواكبة الأحداث اليومية ليبقى زمن المستقبل نادرا. ولن يفوتني القول بأن النص الذي بين أيدينا يكتنفه الغموض ويثير الفضول حول ما هو شخصي ومكتوب وحول إرادة الكاتبة وما أبدعته، وبين تجاربها الذاتية وانعكاساتها في عالمها الفني، وبين حدود عالمها الخاص وثخوم عالمها الإبداعي. وسأكتفي بهذا وأستسمحكم عذرا فحالي في النقد كحال عروبة في الحكي فإن وجد أحدكم من استطالة فليقل طغى القلم فذاك من دواعي الكرم، وإن رامني خطأ فسامحوني، وإن صدر زلل فأبيحوني، ولكم مني وللأديبة عروبة أصدق عبارات الود والاحترام فتجربتها هي "نص" كما يقول "بارت" تفتقد لعناصر القصة والحكاية ولكن هذه المسحة الفنية المشبوبة محاولة جادة تستحق التقدير والقراءة، ويحق لها الاعتزاز بها والعمل على تطويرها وتقنينها؛ حتى نرى إنتاجها إن شاء الله يفرض وجوده في السوق الأدبية. |
رد: نص للنقد
اقتباس:
|
رد: نص للنقد
شكرا خولة على تعليقك المشجع، دمت قارئة واعية |
الساعة الآن 20 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية