![]() |
أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
[frame="15 95"]
السلام عليكم اشتقت لكم، كُنت بانتظار ضيف استثنائي، وحكاية من نوع شيق، حياة صعبة، قاسية طفولة شردها الاحتلال، نكبة اغتالت براءة الطفولة إلى نكسة اجتاحت عنفوان الشباب إلى كهولة مازالت تبحث عن وطن ومنفى بلا عنوان في منتدى نور الأدب حدث التعارف، كتب القصة القصيرة، المقالة السياسية والادبية لفت نظري اسلوبه السردي، حنكته، وخبايا تريد أن تظهر بمواضيعه ضيفي أ.رأفت العزي أهلا ومرحبا بكم في مجلس التعارف ننتظركم في شرفات التعارف، قهوتنا، وأسئلة تنتظر رد أُستاذنا مع التحية[/frame] |
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
رأفت العزي
قدم نفسه: انسان بسيط ولد في قلسطين ونشأ في لبنان لم يتعدى الصف الرابع الإبتدائي ميولي تتعلق بالتقنية الحديثة وواحد من آلاف المطورين " developers " أو المشتغلين بنظام الأندرويد |
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
سيدتي الفاضلة ابنتي العزيزة عروبة
سُعدت أن تاتي منك هذه الدعوة فانشري ما ترينه ولك حرية التصرف في أي جملة أو حرف سألت نفسي مرة: متى اصابني الخوف لأول مرة ؟ ظنا مني بان المرء حين يتذكر متى خاف في حياته أول مرة، يعني أن ذاكرته صار لها تاريخ ، أو أن التأريخ لحياته قد بدأ منذ تلك اللحظة التي شعر فيها بالخوف ..؟ - كان لي من العمر اربعة اعوام وصورا لمشاهد لم انساها ارتبطت بمشاعري انتابتني لأول مرة من عمر الطفل الصغير؛ إذ كيف يمحو الزمن من ذاكرتي هذا الاختزان وتلك الذكرى وهي ذكرى أحداث انطبعت بالذاكرة الجماعية لأطفال فلسطين الذين كانوا في مثل عمري . ما زلت اذكر تلك الليلة التي حملتنا فيها امي ثلاثة، هاربة بنا كقطة تحمل ابناءها ببين أسنانها ولا تعرف الى اين .. ! صراخ يعلوعبر مكبرات الصوت بالعبرية والعربية ويختلط بأزيز الرصاص وأصوات الانفجارات: - " سنقتلكم كلكم إن لم يستسلم المخربون ...!!" كلمات رددها جنود الاحتلال عبر مكبرات الصوت وهم يقتحمون الأحياء القديمة من حيفا فأين المفر ..؟! ما تبقى من المقاومين الذين صمدوا، هم في حصار مثلنا .. فاليهود أطبقوا على المدينة من كل جانب ما عدا البحر! الطريق اليه كان يجب ان تظل مفتوحة لنهرب، كانت تنتظرنا مراكب الصيادين والسماسرة لتنقلنا الى مجهول ما زال يبحث عن ارض آمنة لنحط فيها الرحال. عندما اشاهد اطفال فلسطين اليوم على شاشات التلفزة ، اعاني اشد المعاناة وأتأثر كما كل انسان .. ولكن .. ما علق بذاكرتي من رعب وهلع عشتهما في تلك الليلة من شهر نيسان من العام 1948 كان وما زال يضعني مجددا في قلب المشاعر لأن الحكاية لا تنتهي ويبقى جرح الذاكرة نازف مع نزيف سنوات العمر وقد تجاوزت السبعين بعام هذه السنة . وما زلت اذكر تلك الساعات التي كنت ومن كان في عمري من الأطفال نصرخ ونصرخ ثم نصرخ ليس خوفا من اصوات الرصاصاو القذائف .. ولا خوفا من تلك لأصوات الآتية عبر المكبرات ( لم نكن نفهم ما تعني ) .. انما كان خوفنا الأكبر يأتي من ظاهر الرعب على وجوه الكبار من الرجال والنساء خصوصا الأمهات قال رجل مجهول - " طريق البحر اسلم لكم "واختفى عن الأنظار سريعا ..! انقلبت جميع الأزقة الى طرق مكتظة تعبرها قوافل الهاربين على خط واحد باتجاه ارصفة الميناء ...! يروي القصة كثيرون ، لكنهم لم يشاهدوها ، لم يعيشوا تفاصيلها كما رأيتها وعشت مسلسلاتها ، هي مأساة اكبر وأشمل وأعمق من كل ما تبعها من مآسي ! وهي بالنسبة لي ، كانت يوم ولادة ذاكرتي ، يوم أُليقينا على ظهر مركب صياد عتيق، نقلنا من ميناء حيفا الى ميناء مدينة أخرى ،وكلما كنا نبتعد عن شاطئ حيفا ، تزداد الناس صمتا ويرتفع منها الأنين ،اما انا فأتذكر بان وجهي كان باتجاه السماء شاهدت النجوم لأول مرة تتراقص، كان يحملني رجل غريب حسبته يمرجحني ولم اكن اعلم ان المركب كان يتمايل من ثقل ما كان يحمل وهو يمخر عباب البحر ببطيء فوق الأمواج وتذكرت بأني كنت في هذه اللحظة سعيدا في عتمة ذلك الليل البهيم ! على ما حسبت ذاكرة من ولدتني فإني ولدت في السابع من نيسان العام 1944 أما نشأتي فابتدأت في أزقة مدينة عكا حيث لجأنا وهناك تكونت بعض الانطباعات عن وحشية الاحتلال الصهيوني وتصرفاته حيال الأهل وبدأت كومة من القصص الصغيرة تتكون بالقرب من سور عكا وقلعتها التاريخية ؛ بعد مضي ثلاث سنوات على وجودنا في عكا هجرنا المدينة وسرنا نحو الشمال، نحو لبنان الذي سبقنا إليه قسم من الأهل وأقمنا في مخيمات اللجوء " المية ومية ، وعين الحلوة " ثم انتقلنا للعيش في مدينة صيدا ولم نزل . كنت في السابعة من عمري حين عبرنا الحدود فوجدت امي تجهش بالبكاء سالتها: لماذا تبكون يا امي .. ونحن سوف نرى اقاربنا، ووالدي؟ قالت: يا ولدي ان فراق ارض الوطن، بما يتركه من حزن وألم، لا تساوي فرحة لقاء من نحب. في المخيم تعلمت الكثير، بل أن معظم ما تعلمته في حياتي كان من أثر المخيم. وأهم ما كان في المخيم هو " الديوان "ف الديوان يجب ان يكون فيه جميع مستلزمات الضيافة، القهوة والشاي وما شابه ، بعض الطعام الذي يحضر بسرعة عجيبة للضيف الغريب عن المخيم .. ولا يمكنك ان تشعر ان شيئا ما قد عطّل تلك الخدمة لسنوات .ومن اهم مستلزمات الديوان في ذلك الوقت هو .. الراديو .... هذا الصندوق العجيب المزين بغطاء منديل مطرز بألوان علم فلسطين تتدلى منه خرزة زرقاء لحجب الحسد ! وضع على رف عال، ليشاهده الجميع .. ويستمع اليه الجميع حينما ينطق! وفي الديوان ايضا كانت المهام تتوزع على المختارين من الأفراد، فهذا العم ابا مصطفى متخصص في سرد القصص، قصة كل يوم . بالرغم من تردادها تظل ممتعة وبكل المقاييس .. |
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
وهذا العم ابو احمد .. الرأس المفكر في حل المشاكل - من بعد اذن " الأمير" أو الزعيم طبعا -
وهذا العم " ابو جفيلي " الرجل المؤتمن والذي يمون على مجموعة معظم الشباب " القبضايات " الحاضرين للنجدة في وقت الشدة - ولا يترددون - ...!! وهذا العم ابا ياسين ... حلاق الديوان .. وفي مكان رفيع يجلس " الدكتور " وهناك في زاوية إلى معظم الوقت لا يتكلم على عكسي تماما ، هو أكبر مني بقليل لكننا كنا لا نشبه غيرنا من الأولاد في ذلك الحي من المخيم كنا الوحيدين اللذين كان يُسمح لنا بالجلوس على طرف خيمة ذلك الديوان ؛هو لهدوئه وموهبته ، وأنا لطاعتي وإنصاتي ! كان لا يتحدث إلا من يداه ، بهما كان يعبّر يرسم على ورق الأكياس الممزقة شخصيات قصص العم أبو مصطفى المروية ، ويخربش في اليوم التالي على رقعة من الحيطان والجدران القليلة في المخيم ، كنا نعرفه ولا نعرفه ! لم أعرف أن صديقي صار بعد مضي سنوات وسنوات ذلك الرجل الذي صار الزعماء يهابون من خربشاته التي عرفها معظمكم لم اعرف أنه سيأتي اليوم الذي صرت أشتري فيه الجريدة واحيانا لا اقرأها من أجل رؤية ما رسمت يداه .. كان يكفي ان أعرف موقف " حنظلة " وان لم تسمح ميزانيتي في يوم كنت احتال على البائع ، أوهمه بشرائها ! أنحني فوق رصيف الشارع ، أمد يدي وأقلب صفحتها الاخيرة ... ألقي نظرة أختصر فيها القراءة ! ما اروعك يا ناجي... كنت تعبّر عن الموقف بخربشة من ريشتك ، حينما أنظر لموقف " حنظلة" أعزز ما في نفسي .. هو نفس الموقف .. فمن ذات المعين شربنا الرسمة تنطق فلسفة فما اروعك يا ناجي جعلت كل من يعرفك " حنظلة" ..! دلّ الكثيرون على الطريق ، عرّف الكثيرون ان ليس كل" متمارد" هو مارد ... ! علمنا سر تصوير الابعاد .... ليبدو حذاء ولد صغير يحمل بيده حجرا اكبر من ذاك المتمارد! قتلتك الصوره؟! نعم لكنك يا ناجي .... حاصرت كل متمارد ، متآمر، رجمته بأحجارك المصنوعة من قلم الرصاص فرضت السجن عليه.... عريته حتى من ورقة "التوت" فبانت عورته ! الم يخبرنا " النواب " بان ضرب حجر على رأس افعى هنا ... كضرب حجر على رأس افعى هناك ؟ الم تخبرنا قصص الاجداد بذلك الولد الذي اعاد سجن المارد بقدرة عقله إلى محبسه الصغير ؟! ما اروعك يا ناجي .... علمت الاطفال كيف ترمي حجرا .... علمت الاطفال كيف ، تحب الأرض .. تعشق الشجر تسعد في المطر .... وكيف بتضحياتها ستبني وطنا حرا مهما طال الزمن وكبرت التضحيات . حنظلة " .... !! تلك الشخصية المعبرة عن صورة الأنسان العربي المسحوق الا في كرامته .. الا في عنفوانه .. الا في ابائه، ورفضه لواقعنا العربي الأليم .. و" حنظله " الذي رفض الاستسلام وما زال مقاوما حتى لو ارغموه .. لو جوعوه وحاصروه ... ولو قيدوا يديه ووضعوا سكينهم بيد الجهلة من بنيه ... سيبقى التعبير عن الرفض في عينيه .. ولو دفنوه ستنبت الأرض المعطاءة مليون حنظلة من قبل ومن بعد . وسنبقى نغنى لفلسطين والفقراء والوطن الكبير كما كنا ونشأنا ! أما درجة تعليمي فله حكاية صغيرة سارويها وهي في أي حال لا تختلف عن أولئك الأطفال الذين يخرجون من مدارسهم ليعيلوا أهلهم في أوقات الشدة فأنا يا سيدتي لم اتعدى الصف الرابع الابتدائي مع ذلك عملت على تطوير نفسي في عدد من المجالات سنحكيها إن قُدّر لنا . |
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
ـ حكايات المُخيم مؤلمة، لكنها تُعلم
علمت ناجي العلي فن رسم المعاناة صورا، وعلمت محمود درويش رسم فن المُعاناة كلمات ماذا علمت الأُستاذ رأفت العزي ابن المدينة المنكوبة، ابن فلسطين المُحتلة ؟؟؟؟ تحيتي |
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
[align=justify]العزيز الغالي رأفت ..
قرأت بتمعن وتأثر كبيرين ما ادرجته الأخت عروبة .. وعايشت تفاصيل النزوح لحظة بلحظة .. ووجدت فيك رجلا سامقا عصاميا .. وتوقفلت عند هذه الفقرة من حديثك : أما درجة تعليمي فله حكاية صغيرة سارويها وهي في أي حال لا تختلف عن أولئك الأطفال الذين يخرجون من مدارسهم ليعيلوا أهلهم في أوقات الشدة فأنا يا سيدتي لم اتعدى الصف الرابع الابتدائي مع ذلك عملت على تطوير نفسي في عدد من المجالات سنحكيها إن قُدّر لنا . وأنا أنتظر منك أن تحكي لنا عن ذلك .. سؤالي الثاني : إقامتك في لبنان لمدة طويلة لا شك وأنها طبعتك ببصمة لبنان الذي لا يختلف كثيرا عن فلسطين .. هل هناك ازدواجية في الشعور ما دامت فلسطين بلدك الأم ؟ محبتي لك .[/align] |
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
أشكر حضوركم الكريم أ.ؤشيد الميموني
أهلا بك على الدوام في مجلس التعارف بانتظار الأُستاذ رأفت العزي للإجابة على أسئلتكم تحيتي وتقديري |
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
الأستاذ رأفت.. كنتُ أحسبك تصغرني كثيرا..(ابتسامة)..ستظلّ في نظري ذلك الطفل المشاكس الجميل وإن كنتَ تكبرني سنّا !!
أتابعك باهتمام..ولي عودة لطرح الأسئلة إن سمحتْ المضيفة الأستاذة عروبة... |
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
أ.محمد الصالح الجزائري
نور المتصفح بحضوركم، بمئات الورود نستقبلكم تحيتي وتقديري |
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
شكرا جزيلا أختنا الفاضلة الأستاذة عروبة على استضافة أخينا الأكبر الأستاذ رأفت..هذه الشخصية التي شدّت انتباهي كثيرا كثيرا حتّى تلاقحت أفكارنا وانسجمت ..
واسمحي لي أن أطرح على ضيفنا الأستاذ رأفت هذه الأسئلة: [frame="15 10"] 1 ـ مستواك التعليمي (السنة الرابعة)..كان هذا سنة 1954 !!! هو اليوم يعادل الماجيستير أو يفوق !!! لكن : من أين لك ذلك المخزون الثقافي والأدبي والسياسي؟ [/frame]2 ـ ما هي أحلى لحظاتك في المنتدى ؟ وماهي أسوأها ؟ (إجابة صريحة).. 3 ـ هل حدث ـ وأنتَ الكاتب المبدع ـ أن تخاصمتَ مع رأفت العزي الإنسان والمواطن البسيط؟ |
الساعة الآن 39 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية