منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الرواية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=166)
-   -   دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=10754)

خولة الراشد 03 / 06 / 2009 28 : 05 AM

دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة
 
العاصفة الرابعة


الفقرة الأولى
_________



رُزق سلمان بطفلة وكان إلى جانبه
"أحمد"، و" وليد"
كان اللقاء الأول بينهما عند باب حجرة سلمان في المشفى ..
-"صافح( أحمد)،( وليد)، بعد أن عرَّفه بنفسه
-أحمد:
السلام عليكم
أنا أخو المريض
-وليد:
"أهلا،أهلاً"
ثم هزَّ رأسه وقال:
"الحمد لله على سلامته "
-أحمد :
منذ متى وأنت مع أخي؟
وليد :منذ بداية الحادث
-صمت أحمد ثم تابع كلامه
لقد قرأت خبر
الحادث من الصحف
-وليد:
-هل عَرِفتْ عائلتك و زوجة سلمان بالحادث.؟
- أحمد:
"لا ،لا"
-وليد :
لقد اتَّصلت بأخيها، وقال لي أنها في مستشفى الولادة
-ظهرت علامات التعجب على أحمد وقال باستنكار:
ماذا تقول ؟ لا أصدق ..هل أنت متأكد أنها مع أخيها ؟
هزَّ( وليد) رأسه بدهشة وقال :
-وما الغرابة في ذلك ؟
- أخذ" أحمد " يحكي
لوليد معاناة أخيه وعلامات الحسرة تعتريه :
- لقد رفض أخوها"فهد" زواجهما، وأصرَّ على ألا يتصل أحد من طرف عائلة زوجها ، حينها اضطرَّت زوجة سلمان أن تقطع صلتها بأخيها .
-ثم أردف أحمد بعد صمت : لذلك لا أستطيع الذهاب إليها إذا كانت برفقة أخيها

-شرَدَ أحمد لوهلة، ثم قال باستحياء: -هل تستطيع أن تقدم لي خدمة وسأكون لك ممنونا ؟
-" فأجابه وليد" وهو يخلع نظارته عن وجهه "قل ولا تَتَرَدَّدّْ"
-أحمد: هل تستطيع الذهاب يا أخ وليد إليها ،لتطمئنها عن حالة أخي قبل أن تقرأ الخبر من الصحف
-"وليد" :اتفقنا
انطلق السيد (وليد) ،متوجها إلى زوجة سلمان في المستشفى
وعندما وصل، اتَّجهَ نحو رجل الاستعلامات وهو يلهث،
- ثم عقد جبينه واستجمع قواه وألقى التحية على رجل الاستعلامات وقال:

.السلام عليكم ..

هل المريضة( سعاد عبد الرحمن) هنا.. ؟

- أجابه رجل الاستعلامات:
:نعم ،هي هنا
ثم تابع وليد سؤاله :
-هل من الممكن أن تدلَّني عن مكانها؟
رجل الاستعلامات:
خذ يمينك بعد ذلك سيقابلك" مصعد" وفي (الدور الثاني) اسأل عن "قسم الولادة"
-وليد:

"شكراً، شكرا لك"


اتَبع "وليد" وصف الرجل ،وعندما صعد للدور الثاني أشارت له الممرضة المناوبة إلى( رقم الغرفة 204)

فأسرع نحوها وما أن أمسك بمقبض الباب حتىعاد إلى "الوراء"، ثم "تقدَّم" وعَدَلَ وقفته باتزان
-ثم طرق الباب مُتنحنحاً
فتعثر فتحي بالكنبة
-نظرت سعاد نحو فتحي وقالت:
لا تخف يا "فتحي" سأتستِّر عليكَ كما كُنت أَمينا عليَّ، فأنا مُدينة لكَ وما عليك إلا أن تهدأ، ولا ترتبك... فليكن كل شيء طبيعيا
-ثمَّ استعادت (سعاد) جلستها وبهدوء قالت:
-مَنْ الطارق ؟
- (وليد) :
"السلام عليكم"،
هل ممكن أن أدخل؟
-ردَّت سعاد بحذر وهدوء:

تفضل


-وقف( وليد) من خلف الستار وعرَّفها بنفسه وقال:
( أنا ،وليد منصور) ...معرفة لزوجك ، ثم تابع دون أن يتيح لها الكلام:
عفوا "يا، سيدتي" إني أعتذر لكِ عَن غياب زَوْجِكِ، فقد أُصيب بارتفاع في درجة حرارته ودوران خفيف، وسيبقى في المستشفى لبضع ساعات .
-فزَّ قلبها وأوجس حيرة وقاومت التعب المتمكن من كل أجزاء جسدها وشعرت بالغضب والذهول !
فصرخت و باضطراب قالت :
"لا ،لا " أصدق
" أنت تكذب ، تكذب"
ثم قالت بدهشة وخوف: و هل أُصيب بمكروه .؟
"أرجوك ، أرجوك"، قل لي الحقيقة
- نظر( فتحي) إلى المكان مقطب الحاجبين واستدار بظهره قليلا إلى الخلف ،ثم نظر مرة أخرى إلى السيد وليد بنصف غمضة وشبّك أصابعه بعضها ببعض وطرقها
..
-صمت( وليد )للوهلة الأولى ، ثم قال بصوت مرتفع.: عفوا يا أخ
- فزع فتحي واقترب قليلا وازداد اضطرابه وسَرت في جسده رعشة.
-ثم استطرد ( وليد) قائلا:
أنا أعرف كل شيء-
- فاهتزَّ جسم (فتحي) أكثر وانتفض جسده وخفق قلبه خفقات مسارعة وبدا على وجهه انقباض .. فحاول التَجمُّل بابتسامته ..وبدأ العرق ينتفض من مسامه ، وتقدم بخطواته متلكئا على أطراف رجليه.،.ثم اقترب إلى مصدر الصوت هامسا
وبِحِيرَة وخوف من جوابه :
" أنا أتيت بها إلى هنا"
-فقاطعه (السيد وليد ) بتلقائية، ودون أن يعطيه فرصة :
أنا أعلم أنك تكره( سلمان زوج أختك ) ولم توافق على زواجهما ،لِكونه ممثلا.... فقد شرح لي السيد أحمد المشكلة..وعن مقاطعتك لهما ....ولكن يجب أن تقف يا سيدي إلى جانب أختك فهي تحتاج إليكَ في هذا الوقت العصيب ،ثم شرح له حادث زوجها وطلب منه أن يَتَفَهَّم الموضوع ويُهوِّن عليها ،
ثم شَكره و خَرج



***************



الفقرة الثانية



___________


بعد أن خرج السيد وليد من غرفة سعاد
قال لها فتحي بهدوء:
سأذهب لتنامي إذ يجب أن تحاولي أخذ قسط من الراحة لتعتني بطفلتك،

-ثم هون عليها وقع الحادث المؤلم واستأذنها قائلا:
سأذهب لأشتري لوالدتي إبر الأنسولين فهي مريضة بالسكر ويجب أن أُوفِّر لها الدواء
- سألته (سعاد):
بعد أن لاحظت حالته المادية من مظهره وملابسه "الباهتة المبهدلة"

-هل لديك من المال ما يكفي لشراء الدواء؟
طأطأ فتحي.ر أسه، وراح ينظر إليها بعينين دامعتين ساهمتين ويرمقها بنظرات خفيفة متصنعا الابتسامة، وكلمات قد رُسمت على وجهه
فشعر بالحرج والضيق ..ثم أطبق جفنيه و تَخَشَبت قدماه..وَجفَ حَلْقه
.. و أسوار الصمت تقيّده ،غموض يَحُوُلُ به كخطوط يديه ، وهو ينظر
إلى وجهها بزاوية عينيه،فاستبدَّ به العجب والتوتر مبهورا ببريق عينيها ، حتَّى بدت سعاد تبث إشعاعا وحيوية ..
(فأخذ (فتحي) يحدث نفسه) بانبهار :
" سبحان الله " يا له من بريق في عينيها كلؤلؤة داخل صَدَفَة، ويا لملامح وجهها الدقيقة.
والتي
تداخل بشرتها الحنطة كسهل مسحور بسحر جذع الصنوبر .
اشتعل صمته ليطفئ
أوجاعه ووجدانه ،
وأخذ قلبه ينبض بخفقان سريع ، وشريانه الأيسر يرتجف.
و بدا يحاكي و يساءل نفسه:
أَلِهذا الحد...!!.
هل يعقل أن الحب قد طرق بابي،أو هو مجرد إعجاب ،أم هو شعور أضاء لي حياة جديدة، أم هي مراسم توبتي التي زينَّت لي لقاء الله وإيمانه..

"لا ،لا "

إنها النظرة الأولى التي أخذتني إلى جمال الربيع بورود مستمدة من وجنتيها،.

و بدا يشعر ببساط يطير به إلى سماء تعانق أمانيه ،بحلم مُكَلَّلٍ بالندى ، يعوم به بين أمواج من الأفكار تعانق وتنسج منه فجر جديد

.- فبات يناجي نفسه :
" يا عاذلي لا تلمني فأنت لا تعرفها مثلي، ويا لائمي بالهوى أنت لا تعرف كيف الحب يضيء ظلمة النفس"
طفقت أقفاص صدره ،وتنشقت نيران الآهات بأنين الهوى، مستسلما لناظريه صامتا بلا حراك، متأملا ..

"إنه سهم طائش، أصاب فؤاده"
-فنظرت (سعاد) إليه نظرات غير مفهومة
اختلطت فيها الحيرة والحزن والشكوى
- وسألته باستعجاب واستنكار:
-اسمح لي أيها الطِيِّب أن أسألك عن سر اهتمامك بي ؟ فأنا لا أعرف عنك سوى اسمك !
-و بهدوء كررت سؤالها :
هل تسمح أن تعطيني عنوانك أو هاتفك لأَسْتدِّل به عن مكانك ؟ فقد أحتاج إليك في ساعات عصيبة!

-فردَّ عليها (فتحي) بحرج :
اعذريني.. لا أستطيع أن أقول لك الآن، ولكن لا تخافي أنت في آمان ما دُمْتُ معكِ .
كانت ذاتها تغرق بسهام متوترة تغور بحرارة في قِعْر شديد من البرودة والتجلد والقشعريرة....
وأخذت تحدِّث نفسها:
- لم هي تكلمه ببساطة! لم تعامله وكأنها تعرفه من سنين !..

" كيف،كيف ؟"

،"

أليس لها الحق بذلك!
فانتابها شيء من الخجل، من إحراجها له ،وشعرت كمن يرمي نفسه بصحراء قاحلة مترامية الأطراف ،وحملت نفسها على الصبر و الوحدة من جديد، ثم اعتذرت له
-و قالت له باستحياء:
" حسنا،حسنا" ،
أيها الطيِّب لن أُعَطِّلك عن والدتك ،.ولكنْ ،لا تتركني بين بَرَاثِن الوحدة و مَخاِلب الوحشة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج فتْحي ليبحث عن الدواء لوالدته ولم يعد له فكر للرجوع
وعندما وصل للصيدلية طلب من الصَّيدلي أن يعيره ثمن إبرة الأنَسُولين لأنها باهِظة الثمن وهو لا يملك ثمنها
-عَقد الصيدلي جبينه وبشدّة رفض :

"مستحيل، مستحيل"


هذه مسؤولية عليَّ... والإدارة لا تسمح لي بذلك
-فتقدَّم (فتحي) إلى "الأمام "واتَّكأ بيده اليمنى فوق الحاجز المقابل للصيدلي،
-ثم صرخ بحده وقال :
-لا تخف سأعيد لك ثمنها بعد ساعة ،
وفيما هو يتحدث مع الصيدلي
دخل رجل، كبير في السن قصير القامة تبدو عليه علامات الطيبة والبشاشة..
-فقاطعه الرجل موجها كلامه
(لفتحي )وقال:
أنا، سأدفع لكَ ثمنها يا ولدي
- رفض (فتحي)

-فأردف الرجل كلامه بِسَكِيَنَة:
"ما عليك، ما عليك "
سأعتبره دَيْنا وعندما تستطيع رُدّهُ"إن شاء الله"
فابتسم ( فتحي) وقال"
"هذا من فضل الله و دعا له أن يفتح الله له الأبواب .. كما فرَّج عنه كربته هذه."...
".سبحان الله "،
وكأنّ الله يكافئه على وقوفه إلى جانب سعاد
أخذ ( فتحي ) الدواء وهرع إلى عشه الذي يسكنه هو وأمه
،وهو عبارة عن "غرفة واحدة "واطئة السقف تَفُحُّ منها رائحة الرطوبة وتتلون جدرانها الطينية بألوان العفن ..وتتراكم في مساحتها أكياس الخيش الطافحة بتراب الجبل
.
وفانوس" من فوق الطاولة الدائرية "وزنبيل" معلق على الجدار ..و "صندوق خشبي" .."وبراد صغير" في زاوية الحجرة
"ومطرحتين" صفراويين مزركشتين بورود حمراء فاقعة اللون قد دهك عليهما" الزمن"
وعند زاوية الغرفة ،"مَرْسَمَهُ الصغير "الذي هجره منذ زمن وبعض الأدوات القليلة من "الفحم" و الذي يرسم بها لوحاته لأن حالته المادية لا تسمح له بشراء "الألوان"
.. لذلك كانت أغلب لوحاته المرمية من بين الزوايا بالفحم
أما" نافذة "الغرفة فكانت تطُّل على الشارع
وعندما دخل( فتحي ) إلى داره
وجد أمه تنتظره وقد بد التعب والقلق عليها..
سألته بحيرة واستنكار: أين كنت يا ولدي !
- فأجابها فتحي والعرق يتصبب من رأسه :
"آسف،آسف".
يا أمي، لقد
اضطررت لذلك،.و.هذا الدواء خذيه ونامي
ثم قبَّلها على جبينها وعَينَيِه ذابلتين....

ومدَّ يديه وانحنى إليها وضمَّ كفيها إلى شفتيه ، وَقبْلَ أن تَلْتفتْ تمكَّن من سماع صوتها وهي تقول بصوت خافِت:"الله يحميك.... وينور لك طريقك".
-ثم نهضت وهي تجثو على ركبتيها ومن بين أضلعها وجع شديد
وقالت: سأَعُدُّ لكَ يا بُنيْ كوب من الشاي وطبق من الفول...
-فرد عليها فتحي
" لا،لا"
.لقد تناولت العشاء عند أحد الزملاء،،ثمَّ نظرت" والدته "إليه وإلى وجهه الشاحب وأيقنت أنه لم يكن صادقا

(إنه قلب الأم )




******************


الفقرة الثالثة


بينما كان( وليد) برفقة |(سلمان) في المشفى ومن حوله الأطباء والجراحيين ،أقبل العديد من الإعلاميين والصحفيين
لاتقاط هذا الخبر المفجع ونشره في الصحف والساحة الفنية
حيث تعرضَّ (سلمان) لكسور ونزيف وجروح عميقة ، وقد بدت أنياب الموت تسابقه، ولكن القلب ما زال صاحيا ،ولا بُدّ له المزيد من الدم
حينها خرج الممرض ليسعفه
ثم التفت من حوله وقال :
هل يوجد هنا أحد من الأقارب فصيلته تتطابق مع فصيلة المريض؟
- أجابه السيد أحمد :وقد بد التعب عليه :
أنا أخوه ولكن فصيلته تختلف عن فصيلتي
-تقدَّم (وليد) وراح يَتَحَسَّس شعره القليل القصير الذي ينبت على حواف رأسه
-ثم قال للمرّض: تستطيع تحليل دمي
فقال الممرض: إذاً اتبِّعني إلى المعمل
ثمَّ خرج الممرض بالنتيجة. مُتَبسِّما .

" ممتاز، ممتاز"
إنها
"b "


وذلك بعدما تأكد الممرض أنه لا يعاني من أي مشاكل مرضيه


"يا لهذا الرجل كم هو إنسان ذو خلق و نخوة وشهامة ومروءة ،فمن النادر في هذا الزمن أن نقابل مثيله"

وعندما انتهى الممرض من نقل الدم ،.طلب من وليد أن يستريح لبعض من الوقت، وأن يشرب كوبا من عصير البرتقال و الكثير من السوائل كي يعوَّض ما فقده من دم
-سأله وليد :
متى سيخرج سلمان من غرفة العمليات؟
- أجابه الممرض:
سيأخذ وقتا طويلا فالطبيب سيقوم بثلاث. عمليات،
وعندما خرج وليد من المختبر وَجد الضابط ينتظره ليستفسر عن الحادث، وذلك من بعد أن حقق مع السيد أحمد وغيره
طلب الضابط منه أن يجلس ثم سأله:
هل لك أن تزوُّدني ببعض المعلومات عن الحادث.....؟
كان وليد مرهقا جدا
-تابع الضابط كلامه وقال:
أعلم أنَّكَ مُتعب ولكنْ لابدَّ لي من إجراء بعض التحقيقات اللازمة...

ما اسمك....وعملك..وأين تقيم..؟؟

شَرقَ السيد وليد بغصَّة حادة وشديدة تجْرَح بلعومه وجحظت عيناه إلى آخر درجة الجحوظ ....وراح يكحُّ حتى كادت روحه تطلع ولما استرد
أنفاسه انفكَّ عن لسانه صوت به بحَّة قويَّة خشنة تَخلَّلَ عنها التقاط أنفاسه.
فمد الضابط له كأس من الماء
وأجابه
اسمي (وليد منصور)
"كاتب ،و صحفي" في (جريدة الصباح) وأقيم في "مدينة الرياض"
الضابط:. ما صلة قرابتك بالمريض؟؟
. هزَّ وليد بكتفيه ورفع حاجبيه ثم قال متمتما:
لا أعرف عنه سوى أنه ممثل مشهور.
-فحدَّق الضابط بعينيه قائلا:
هل تعرف أحد من أقاربه..؟؟
"وليد":
أنا لا أعرف أحد منهم وليس لي أي احتكاك به ،
وهذا هاتفه الَنقَّال وجدته مرمياً إلى جانبه أثناء الحادث ،
لم يُدْل وليد له بمكالمته الهاتفية بفتحي خوفا من أن يتعرض للمزيد من الأسئلة.
سكت قليلا ثم قال:
لقد قُلت لك أيها الضابط عنه كل شي ..
-الضابط يكرر سؤاله:
من فضلك قل لي أيضا عن وَقْع الحادث ؟؟
تأفف وليد ثم قال :
كان الحادث في الحي الذي أسكنه وكان لا بد لي أن أسعفه أنا وبعضا من أهل الحي وهذا كل ما لدي يا حضرة الضابط
ثم تابع (وليد) كلامه و سأله بعصبية :
هل لي أن أعود للمريض؟؟؟..
الضابط:
"نعم،نعم"
بعد السؤال اعتذر له الضابط عن ارهاقه له ثمَّ شكره
عاد( وليد) إلى جانب غرفة العمليات وهو يحدِّق في عقارب ساعة الحائط المربَّعة وأخذ يشبِّك كفيه ويعقص جذعه إلى" الوراء" تارة وإلى "اليمين" تارة ..حتى أصابه المزيد من التوتر العصبي وبعد ساعات طويلة خرج الطبيب من الغرفة ،وقد بدت عليه علامات الحزن
فقال بصوت هامس:
"الحمد لله" على سلامته
ثم قال بأسف شديد :

"لكن ،لكن"

قد يصاب بشلل مؤقت
ثم صمت وقال متعذراً:
لقد حاولت الكثير ليكون أفضل من ذلك ،ولكن لا بدَّ له أن يتصبَّر،
و أرجوأن تهوُّنوا عليه حالته
"والحمد لله" أنه ما زال على قيد الحياة
فهو ما زال شابا يستطيع التغلب على ذلك بإرادته القوية


فتهادت خطوات وليد الوئيدة متثاقلة






******************



خولة الواشد



يتبع بإذن الله

ماري الياس الخوري 03 / 06 / 2009 34 : 10 AM

رد: دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة
 
قصة جميلة ومتماسكة ولغة ممتازة
شكرا لك وبانتظار التتمة

خولة الراشد 21 / 06 / 2009 47 : 02 PM

رد: دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة
 

العاصفة الخامسة


___________________


الفقرة الأولى
_________________

ارتدى( فتحي) جلبابه

ثمَّ تَمَدَّدَ على مَطْرحته محركاً جسده نحو" جميع الجهات"، حتى أخذ يفرك عينيه لقلة النوم فنومه دوما قلق والكوابيس مستمرة،
استيقظ( فتحي) على صوت المكبِّر لصلاة الظهر واتَّجه نحو الحمام و فتح خلاط الماء وبدأ يغسل وجهه
ثم نظر إلى تفاصيل وجهه في المرآة وإلى هالات عينيه المُرْهَقَة وإلى تلك الشُعَيْرات الباهِتَة في رأسه بعد أن قضي ساعات
طويلة مع (سعاد) ليلة أمس

حتى بدأت أقدامه تَقُودانه نحو "مَرْسَمه" الذي هجره ، وراحَ يُلاحق خيال (سعاد) ، وبات يزيل أكداس الرمال بيديه في تلك الزاوية المُشقَّقَة، ثم مثلَّ نقطة محورية تُجسِّد مفاتنها وملامحها الهادئة، وذلك ببعض أقلام الرَصَاصْ والفحم،
وبيده اليمين أمسك مرسمه وبكفِّه الآخر أمسك الممحاة، وذلك لتخفيف عتمة اللون وتوازن الرؤيا الجمالية الساحرة
***************************************

الفقرة الثانية

_________
راح
(فتحي) يُشِّع بلوحته المموجة ،ويبحث عن ثنايا روحها ليطفئ لهيب حُبه الصامت يا له من مُحب ، حتى أخذ يَلتقط
أنْفاسه من بين رسوم وجهها يلامس عيناها بدمعتها الداكنة، وتارة يقبِّلها ويلحن لها بقلبه الدَّامي، وبخطوطه الباكية حبا لها وفرحا ،رغبات يَستفيق لها قلمه الفَّحمي ويخطو نحو عالم مفقود، لم يكن ( فتحي )يريد أن يصحو منه فكم هو سعيد بمشاعره التي رفَّت عليه ولوَّنت حياته




تذكَّر( فتحي) أنّه لم يذهب إليها ، وبعجلة شرب قهوته الثقيلة العربية وأكل تمرته مع أمه ثم ودَّعها ،
-فاستوقفته أمه قبل أن يجتاز عتبة الباب
وقالت:
يا بُنيْ، عُدْ مُبكِّرا لنأكل سوياً.......
-هَزَّ (فتحي) رأسه وهو ساهما ،ثم قال من بعد صمت:

"سَمِّ ،سَمِّ"
..
يا الغالية
وبعد أن مَشي بطريقه التُرابي ..والذي أخذَ يتسع به "شيئا، فشيئا"
توقف( فتحي) عند (العم سعيد الفاكهاني) و سلَّم عليه وهو ينظر إلى التفاح الأحمر الشَّهيْ،ثم أمسك بواحدة ليأكلها،
وما كاد أن يفتح شفَتَيْه إلا وأعادها فهو لا يملك من الريالات لشراء واحدة منها
و بدا فتحي يُحاكي نفسه بحسرة:
كيف لي أن أحبها وأنا لا أملك أن أقدِّم لها لو القليل!!
كيف لي أن أفكر بها وهى تحلِّق مع قلب آخر، ومُلكٌ له !!
إن مجرَّد التفكير فيها أنانية منِّي
فبدتْ صورتها تتلاشى" رويدا ،رويدا" ،صورة استفاق( فتحي) منها على صوت" الفاكهاني"
-وهو يناديه بصوت مرتفع:
-كم كيلو تُريد أن أَزنْ لك...يا بني !!!!
-صَمت فتحي ونظر إليه ثم شكره قائلا :
سأعود إليكَ لاحقا،
فانتابته قليل من الُحرْقَةْ واعْتصَر حُزنا وألما ..فتأوَّه وابتلع ريقه ،وبشيء من الواقعية قال:
" يا إلهي،يا إلهي"
ما أتعسني من رجل ليتي عرَفْتها من قبل ولكن
"سأظل أضّمها إلي صدري وأعانق اسمها بصمتي الُمؤجَجُ
**********************

الفقرة الثانية

____________


تأخر
( فتحي) على ( سُعاد) وبدت تزداد قلقا. فثِمَة أشياء كثيرة تَدُبُّ برأسها تحوّلت إلى خَليّة نَحل
ثم أسندت رأسها على ظهر السرير ،
لم يكن بجانبها مًن يَرُد الصوت ،
تناولت (سعاد) هاتفها النقال من فوق الطاولة ، وقد ُطُويت إلى جانبه جريدة هذا الصباح، قرأت تفاصيل الحادث تصاعدت أنفاسها كاد أن يغمى عليّها، لولا أن تماسكت، وضبطت أعصابها
-رنَّتْ (سعاد) على الجهاز الخلوي الخاص بزوجها
-فردَّ عليها الضابط
-مَن المتحدِّث؟
-سعاد : أودُّ التحدث إلى زوجي
-الضابط:عفوا زوجك في العناية المركزة
ارتعشت( سعاد) بجنون
-كادت أنفاسها تعانق سماعة الهاتف فقالت:
ماذا !!!
كان( أحمد) يقف إلى جانب الضابط عندما كان يحادثها
سرعان ما التقط الهاتف من الضابط
-وبهدوء رد أحمد عليها:
-ألو ، سعاد كيف حالك
-(سعاد ): من غير أن ترد على سؤاله
-قل لي يا (أحمد) هل صحيح ما سمعته
- تمتم( أحمد) وقال:
-
تصبَّري يا( سعاد) إنه حادث بسيط وهذا "قدر الله"
فإذا بدمعة موجعة تنزلق من خدها وبكفيها تمسح عليها ،واليأس يدفن سعادتها الغامرة بطفلتها

***********************
الـفـقــرة الثالثة
__________
كانتالساعة قد قاربت- الواحدة ظهراً- ،
خرج ( أحمد) من المستشفى إلى داره الذي يسكنه مع والديه،
وعندما وصل وجد أهالي الحي "يأتون"و " يغدون"
أوقف( أحمد ) سيارته البيضاء تحت ظل الشجرة المقابلة لداره، ثم أخرج المفاتيح الخمس من جَيْبه ، وأدخل أحدهما بقفل الباب الحديدي، ثم دخل من الباب الخلفي للمنزل متسحبا من الممر .. إلى غرفة المعيشة حيث وجد والديه
فوقف عند باب المجلس مُستنداً عليه وما أن سمع صوت والديه
إلاَّ و أنْ تقدم بخطاه إليهما، فطأطأ رأسه ،ثم قبَّل جبين والده وضم يَديْ والدته إليه

جلس أحمد على الإسفنج الممدود بينهما
-صمت (أحمد) وتوقف تفكيره لدقائق وبشيء من التوتر نطق:
-"أهلا يا أبي ،أهلا يا أمي"
- فردَّت والدته متذمِّرة: وقد وخز قلبها وقوع "شيء ، ما"
-(أحمد) !!، أين كنت؟
وهل تعرف" شيء ،ما" عن أخيك؟
-أجابها (أحمد)والألم يعصر قلبه محاولا إخفاء معالم الحزن عنه
-نعم ،إنه مع زوجته في المشفى
- ثم استطرد كلامه
"أُبشِّركم ،أُبشِّركم"
لقد رزقه الله بفتاة
:-رفعت والدته يديها داعية:
"يا الله لكَ الحمد والشكر على سلامتها ،يا رب اجعلها عطا صالح"
-فقاطع أبو سلمان زوجته، وهو مشدود الأعصاب بسؤال:
وماذا عن سعاد؟!
-(أحمد): إن سعاد وطفلتها بخير..وكل شيء طبيعي فابعدوا الهواجس والقلق عنكم
-ثم استطرد
وهو يتكلم بصوت خافت يشبه الصمت:
"ولكن،ولكن"
سيغيب سلمان لفترة يومين فقد أُصيبَ بذراعه الأيمن، عندما حاول الإسراع بٍسَيَّارته لإسْعاف (سعاد)
ارتعشت والدته وتصلبت أجزاء جسدها كجذع نخلة
- وتسمرّ والده في مقعده قائلاً:
ماذا تقول لا أصدق!! خذني يا ولدي إليه
-أحمد: ليس الآن يا أبي فهو نائم ،وحين تبدأ الزيارة سنذهب إليه معاً "بإذن الله"
فبدأ الشك يثير نفس والده ،والكثير من الأسئلة !!
فراح في الحال يساند والده في سؤاله عن ( سلمان)
- فكرَّر( أحمد) مؤكداً صحة كلامه قائلاً:
"أجل ،أجل" سنذهب إليه يا "أبي"
سأحاولُ، قالها (أحمد) بلهجةٍ مضطربة
- في هذه اللحظة رنَّ جرس الهاتف، وكان رنينه قد قطع لحظت صمت
-فحدقت أمه قائلة :
-(أحمد) إن هذا الرنين لا يتوقف ، خاصة عندما أردُّ عليه
-فقاطعها "والده ":
"أسرع ،أسرع" قد، يكون أخيك
فامتدت يدي (أحمد) بلهفة
فجاءه صوت أُنْثَوِيْ، من بعيد ،رجف أحمد رجفة باردة سرت في كيانه
وغمرتهلحظة صمت مفاجِئَة ليست مُعتادة وأُصيب بالذُّهول
- فانْفَّك لسانه متظاهر بصفة المذكر،مجيباً:
-ألو، أهلاً يا (هيثم) كيف حالك
-وداد:
ألو أحمد أنا "وداد" ويجب أن نحدد موقفنا
-أحمد:
" لا ،لا"
إن المناقصة قد تخسر ، ثم أخي مريض ولن أستطيع التفرغ لها،
- وبصوت مخنوق ردّت وداد:
"لا ،لا
"
لا تقفل السماعة يا (أحمد) قبل أن نتَّفق على كل شيء
-تأفّْفَ (أحمد) ثم تملل وأدار وجهه لوالديه وتظاهر بالهدوء ثم قال:
مع السلامة، وأشكركَ ،وسيكون" بإذن الله " كل شيء تمام
- فلاذَت( وداد) بالصمت ،وأطرقت،
" والصمت أبلغ من الكلام"
ثم انفكت أناملها وسقطت سماعة الهاتف منها

وبعدما استيقظ (سلمان) من البنج بدأ ينظر من حوله ويبحث عن حياته ،و يتَحسس مكانه ،ويلتقط أنفاسه ،ويحاول أن يُدرك ما الذي يدور من حَولِه
بدأ يُسائل نفسه:
-أينَ أنا ؟وكيف صارْ؟ ومتى حصلْ؟!
فرفع عينيه للسقف و تَلفتَ" يمناه ويسراه "ثم تناول الحَبْل المتدَّلِّي من جانبه ،
إذْ بالممرضة تأتي مهرولة
- الممرضة:
هل مٍن مساعدة يا سيدي..
- (سلمان):
أريد أن أعرف ما الذي يجري من حولي
- وبشيء من الهدوء أجابته الممرضة:
"حسناً،حسناً"
سأخبر الطبيب وسيشرح لكَ
- دخل عليه الطبيب ،و خلع رَبْطَةْ عُنقه لتَنْفَكْ الكلمات منه وقال: -
"أهلا،أهلا"،ثم مدَّ يده مصافحا
(أنا الدكتور عماد )وقد قمت بعملية جراحية لك ،وذلك إِثْر حادث كان سَيودي بك للموت.
-فقاطعه (سلمان):
قل لي ..أيها الطبيب هل حالتي خطرة
- الطبيب
كل شيء له مضاعفات وقد تواجه ذلك
...فصبرا جميل، سيأتي أخوك بعد قليل ويشرح لك بالتفصيل واترك أوهامك الحمراء
..
-قال سلمان في ذاته :وهو يرنو إلى صور متراكمة ومتشابكة يحاول بها التأكد
هل هو حدث حقيقّْ؟ أم هو حلم كابوسي؟!!!.
فنظر إلى الطبيب وقال:" أعلم أنك تخفي عني الحقيقة"


وبعد ساعة عاد (أحمد) إلى المستشفى وهو مَشْحون بأفكار يرتّبها لأخيه، و بدأ يَدْفَع قدميْه بآليَّة كَئيبة مَمْزوجاً بآهات محرْقة ،وكآبة تَعتَريه بسبب انْهيار حادث أخيه دفعة واحدة ،سحب نفسا عميقا
- ثم راح أحمد يسائل ذاته:
- كيف سيدفن أحلامه الفنية و هو ما يزال في ريعان شبابه؟
و ماذا ترك إذاً للكهولة؟
وابتلع ريقه بكآبة تعتريها ابتسامة، ثم قال :ا
لحمد لله على سلامتك "أيها الأب"أُبشّرك، لقد رزقت بفتاة
- نطق سلمان بابتسامة متسائلاً :
و ماذا عن سعاد؟!
-أحمد:
لا، تخفْ فهي بخير ومعها أخيها
- سلمان:
لا أصدق، أخيرا لانَ وحنَّ قلبه

.. ثم سكت وسأل : قل لي يا( أحمد) ما هي المضاعفات التي قالها الطبيب ؟
- فأردف (سلمان) كلامه قائلاً:
إني خائف يا( أحمد) فأنا لا أشعر بأجزاء جَسَدي السُّفليْ، ولا أستطيع الحركة
- أحمد:
هذا وضع مؤقت يا أخي ستخرج قريبا"بإذن الله"
- رد عليه سلمان وقد قرأ الزيف في كلامه :
هكذا إذاً !
بينما قرر (فتحي )أن يعود( لسعاد) فقد تذكر وعده لها ، سارع إليها بعجلة ، وكانت تسابقه روحه بخطوات تتسارع
"أكثر ،فأكثر"
حتى وصل إليها وهي تحمل طفلتها ،
-فوجد الطبيب يقف إلى جانبها ويقول :
أعتقد من الأفضل لكِ أن لا تخرجي اليوم
فأنتِ تستطيعين الاعتناء بنفسك
- فقالت (سعاد):
يجب أيها الطبيب أن أخرج فظروفي تمنعني من البقاء
- قال الطبيب ناصحا:
إذاً إِرْفِقي بنفسك ولا تَحملي ثقيلاً
-فقاطعه( فتحي) موجها كلامه للطبيب :
أعتقد أن وضعها لا يسمح لها بالخروج فلتبقى الليلة
- فردّالطبيب على ( فتحي):
يجب أن تعتني أنتَ بها عندما تخرجفهي
مسئولة منَّك
كان فتحي في قرار نفسه يخاف أن يصحو من حلمه


نظرت سعاد إلى فتحي بدهشة وقالت متذمرة:
(فتحي) لماذا تأخرت ؟؟
ثم استطردت :
الحمد لله أني لَحِقت عليكَ من قبل أن أخرج من المستشفى، لقد كنتُ أن أودُّ أنْ أطمئن على والدتك ،أتمني أن تكون بصحة جيدة
فوقف فتحي مشدوها صامتا
ثم هز رأسه ثم تنهد ببطء وتنفس هواء رئتيه
-شكرته (سعاد) على كل ما قدَّم لها من خدمات إنسانية ،و سألته بكل أدب، أن يطلب لها سيارة أجرة
وبشيء من التعجب قال فتحي:
أيعقل هذا
،"كيف ، كيف "
ستذهبين! ألم تطلبي مني معرفة المزيد عن حياتي؟
ثم أردف كلامه من قبل أن تقاطعه وقال :
"انتظري،انتظري"
سأدفع لكِ ثمن الغرفة
قالها فتحي على الرغم أنه لا يملك ثمنها...
-ردَّت سعاد:
"لا ، لا"
شكرا، لقد دفع ثمنها زوجي سلمان ، كما أنِّي أريد الاطمئنان عليه بعد حادثه
ثم صمتت وتابعت :إني أقدر لك كل ما فعلت
**************************
الفقرة الرابعة
_____________


.
لقد اهتزت جوارح فتحي عندما نطقت باسم زوجها ..... وبدأت أنفاسه تلاحق خطواتها
فاستدارت إليه مبتسمة شاكرة، ثم اقترب (فتحي) بخطاه وامتدَّت يديْه إليها ليَحمل طفلتها ويقبِّل يَديْها ويحْضنها بلطْف حتى أحسَّ كأنه طائرا بين النجوم فهي قطعة منها
بينما كانت عينيْ سعاد تتراقص بين الغيوم في وقت الغروب....
تشابكت تلك الأحزان والحب العميق بوداع رومانسي
ولكنه تجرّأ، و أوقفها قائلاً ..
"هكذا،هكذا" بسهولة..
سترحلين" لا،لا "
فنظرت إليه... عندها التمس خاطرها وجدانه وحرقته على الفراق،
- فأثار في نفسها أحاسيس منهمرة بشلال من الغموض وقالت :
لا تقلق عليَّ سأكون بخير" إنشاء الله"
استيقظ فتحي من حلْمه الجميل بقَرْصَه مؤلمة فحمل حقيبتها واتَّجه نحو الشارع وتركها لدقائق ،
- هنالك أخذ فتحي يفكر بحيلة تقطع عليه واقعه الأليم قائلا لها:
ماذا عن ابنتك "آمال "؟
ما رأيك أن تبقى عند والدتي لبضع ساعات ..وتذهبين أنتِ إلى مشوارك......
أجابته سعاد بشيء من التردد:
ولكن ، أنت تعلم
فقاطعها فتحي قائلاً:
اسمعي مني يا( سعاد)، لن تتحمل" الطفلة" هذا الجو
شردت ( سعاد) ووافقت على اقتراحه،
- ثم قالت :
لا آبه ذلك
...


حمل( فتحي) (آمال) متجهاً بها لوالدته، وكأنَّما معه كنوز الدنيا ثمَّ صَعَدَ بها السَلالِم ركضاً وبِكل ما أُوتي من قوة فتح الباب ونادى :
" أمِّي ،أمِّي"
هذه الطفلة ستبقى هنا لفترة فأباها صديقي، والآن هو يرقد في المستشفى ،أرجو أن تراقبيها وتتقبليها بصدر رحب
فبدت عليه تهيجات في نفسه وإحساس لذيذ لا يوصف
نظرت والدته إليه بتعجب شديد، وتساءلت :
كيف تحوّل في غمضت عين هكذا؟ّ
ودون سبب راحت عينا (فتحي) تَدوران بفرح طُفولي
فضحكت أمه لكلماته البريئة و فهمت من أين أتت هذه الفرحة التي تغمره
ولكن كانت شكوك مليئة بالحيرة والخوف تحوم من حولها


*عاد(فتحي) إلى (سعاد) بسرعة أكثر من ذي قبل، فإذا بها تنتظره بين جدارين سميكين يفصل عنهما الشارع المحاذي لحارته وعندما ذهبا للمشفى الذي يرقد فيه زوجها...
بدأ( فتحي) يثرثر عليها في الطريق بأشياء غير مفهومة ،ولكنها لم تكن له صاغية
كيف!!
وهي تعيش لحظات قلق،ومعانات...
حتى وصلا إلي ذلك المبنى الأصْفر العريض ،اتّجهت سعاد نحوَ الاستعلامات واستدلَّت على غرفة زوجها ثم دخلت بحالة هستيرية تفرك بيديها حُزنها إليه

فصاحت:
(سلمان،سلمان) حبيبي
قل لي ما الذي جرى...؟؟
"لا أصدق ..لا أصدق"

وسرعان ما ألقت بقوامها على صدره وضمته وقبلته، و خصلات شعرها المنسدلة على كتفيها وظهرها كانت كسنابل عسلية تموج بحركة وسكون ، ثم وضعت يديها على حافة السرير وقلبها يتنهد ألماً ورعشة ...وهي تنظر إليه بدهشة وتأثر
وتقاوم دمعة تَرَقْرَقَتْ في عينيها.
-عرفت( سعاد )أنه يخفي عنها شيء ما
-فقطع سلمان عليها تفكيرها قائلاً:
لا تقلقين يا حبيبتي سأكون بخير
"بإذن الله"
وازداد شكَّها
خرجت "لأخيه" ووجدت ( وليد ) يقف بجانِبه
فاستنجدت به بصوت حزين (أحمد، أحمد )
فسِّر لي ما يحدث من حولي؟!
فسِّر لي ما كُتب في "الجريدة" .
هزَّ أحمد رأسه وبكل أسف قال :
تصبري
انه "قدر الله "يا سعاد وما علينا إلا أن ندعو له بالسلامة
..************************


الفقرة الخامسة
_________________

استسلمت سعاد للأمر وشعرت بدوران ثم اتكأت بكتفيها على الجدار..
- أمسك( أحمد) بها وقال
:
"هيا،هيّا" سأذهب بكِ لوالدي
- فقالت( سعاد) وقد انحدرت منها قطرات على خدها الذابل:
ماذا عن سلمان ؟ّ!
- فقاطعهما وليد موجها الحديث لأحمد:
انتظر يا أحمد مع أخيك وسأذهب أنا بها
– هزَّ أحمد رأسه وقال:
حسنا ،لا آبه ذلك
وعندما نزل (وليد)من السلَّم الخارجي للمشفى لَمَحَ (فتحي) في تلك اللحظة وهو مُتَّكأ على العامود الحديدي
-اقترب( وليد)، وسعاد من(فتحي)
-حينها رَفع (وليد)حاجِبَه بعينيْن غائرتيْن وقال:
·على ما أظنْ أنك أخو سعاد
نظر( فتحي) إلى( وليد) بصمت
- ثم قاطعت( سعاد) صمته:
حتى كادت أن تقع" لو لا" أن مسكت بكتف
(فتحي) متظاهرة بأنه أخيها
وقالت :
(أرجوك،أرجوك ) يا "أخي "خذني لابنتي....
·قال( وليد):
الحمد لله أنك هنا....كنت أعلم أنك لن تتركها
(فالدم لا يمكن أن يكون ماء) ..
ذهب( فتحي) بها إلى مَقهى قريب ، حتى تستريح فيه لبضع دقائق ...
- قال فتحي :
يجب أن تتمالكين أعصابك كي تعتني بطفلتك( أمال) ،ولن أصطحبك إليها حتَّى تهدئين...
نظرت إليه سعاد بصمت وهي غير قادرة على الحركة...
- فواصل فتحي كلامه أريدكِ يا سعاد أن تكوني أقوى كما عرفتك..
كانت سعاد مذهولة والدموع تنهمر منها
- ثم تابعت بحزن:....
يا (فتحي) ،."صعب ،صعب "،إني لا أستوعب ما الذي يدور من حولي وإني أكاد أجن
أخذ (فتحي) يبحث عن كلمات وحكايات ،وسرَح بخياله ليطول اللقاء
ثم أخذ نفساً عميقاً
و راح يفكر بصوت عالٍ :
آه ما أجملها عندما تنطق اسمي .. لقد أحببت حروف اسمي حين نطقت بها " آه، آه "كم أحبها


بعد أن اطمأنَّت ( سعاد) على ابنتها وتعرَّفت على والدة (فتحي) انشرح لها صدرها وبَدتْ تشكي لها همها
فقاطعتها والدة فتحي ثم قالت:
اسمعي منِّي،يا(يا ابنتي) سأكون سعيدة إنْ بَقيتي معي
ابتسمت( سعاد) باستحياء ثم تلفتت من حولها
وقالت بشيء من التردد :
" لكن، لكن"
فأردفت والدة (فتحي) كلامها:
(إن لم يَسعك المكان ،ستسعك قلوبنا)
التفت (فتحي) من حوله مضطرباً ثم حَبَسَ نسمات حبّه ،فازدادت خفقات قلبه عندما وافقت( سعاد )على ذلك
وعندما خرج فتحي لبضع ساعات ،أخذت أم فتحي ُتجمِّل الحديث مع سعاد بحكايات عن ابنها
وقالت:
انظري يا( سعاد) إلى تلك اللَّوحات
فهي لها ذكريات يرسمها (فتحي) منذ الصغر
سعاد بدهشة يصحبها إعجاب
..حقا ،ما أجملها
هل أستطيع أن أراها ؟
والدة فتحي :
طبعاً،طبعاً ...
لمحت سعاد بينهم لوحة لها
حينها سَبحتْ ..بخيالها ...وبَدت تستجمع حركاته وتصرفاته...
فهمست :"لا،لا"
..ثم كتمت ذلك بنفسها..
وعندما عاد( فتحي) فرحاً مسروراً
سألته (سعاد) أن يذهب بها لزوجها! ...
فتغيرت ملامحه
وأغلق الحزن على تفكيره أبواباً جعلته كالمخبول، يتحرك دون إحساس ويتكلم دون تفكير.

***********.
الـفـقــرة السادسة
_________

..
وفي الطريق دعته (سعاد) للعشاء في أحد المطاعم المطلَّة على أشجار تتدلى منها أورق صفراء
انقلب حاله وكاد (فتحي) يُجَنْ
كانت الفتيات يَنْظُرن إلى وسامته وجاذبيته وتناسق جسمه ،وهو غير مبالي،
وعندما دخلا إلى المطعم جمع (فتحي) شتات جُرأته وشَظايا نفسه
حينها طلب( فتحي )من النَّادِلْ طاولة عند زاوية مُنزوية تطّل على منظر شجرة تتدلّ منها أوراق خريفية من خلف النافدة ثم َخطى (فتحي) بخطاه وأزاح الكرسي لَها إلى الوراء
فجلست ( سعاد) باستحياء ونظرت إليه و هي تحاول أن تبتسم وكأنها تريد أن تقول شيء ما،
ثمّ جلس فتحي أمامها ،و عيناه تبحثان برعشة"عما" يدور بخاطرها،
وبعد صمت دام دقائق بادَرتْ (سعاد )كلامها بسؤال :
- قل لي يا (فتحي) منذ متى وأنت تَرسم؟
- ثم استطردت بخيالها قائلة:
".فأنا أعشق هذا الفن "
وقد لمحت في بيتك بعض اللوحات
نظر إليها (فتحي) محرجاً لما رأته
فقطعت سعاد عليه خياله وهَّزتْ برأسها بجواب :
"نعم ،نعم" ما يخطر ببالك تلك اللوحة التي رسمتها،
كم هي جميلة، إنَّكَ رسمتها بخطوط متناسقة، تعكس صورتي تماما "ما شاء الله "
الآن عرفت من أنتْ، عرفت أنك بإحساسك أخذتني لجمال الكون، فقد أوحتْ لي تصرفاتك وطيبتك فَنَّك الراقي في كل لوحة
ثم تابعت بحماس :
" وما الفن إلا إحساس"،تماماً كفن التمثيل
وبشيء من الغموض قالت:
تخيَّل يا (فتحي) إنَّ زوجي يعمل في مجال الفن "التمثيل والإخراج المسرحي، والسينمائي"
فابتسمت قائلة :
يبدو أنِّي محظوظة "بعالم الفن والفنانين"
وكأنها كانت تقصد اهتمامها بزوجها أكثر
-فانقبض قلب( فتحي )ثانية وسألها مستفهماً:
هل لكِ أن توضحين لي أكثر:
- فأجابته (سعاد) بابتسامة مشرقة:
لقد أتَيْت بكَ يا (فتحي) إلى هنا، لأعرض عليك أن تواصل فن الرسم فقد يكون لكَ ذات يوم شأنٌ كبير في هذا المجال
- فتحي:
ولكن هل وصلتي إلي ما ترمز إليه لوحتي
رفعت سعاد كتفها الأيمن ثمّ نظرت إليه وقالت بشيء من التردد:
ربما ،و"لما، لا" !


و بدأ ( فتحي ) يحرك كرسيه إلى الأمام وإلى الخلف
- ثم استطرد في الكلام وقال :
-هل لي أن أطلب منكِ طلب ،وذلك
بأن ألقاكِ، بين" الحين، والحين "
- نظرت (سعاد إليه )فأطرقت صامتة ثم أردفت هامسة ،
إنْ قبلتْ شَرْطِي فلن أتردد في طلبك
فَّزَّ قلب( فتحي) وانقلب حاله
- فقطعت سعاد صمته مستطردة:
أريدك أن تُواصل رُسوماتك وتُكْمِل لوحاتك
- حينها هزَّ فتحي رأسه قائلا:
سأفعل ذلك، يا "سَيّدتي"
- ثم سكت ونطق بخوف وتردُّد:
ولكن إن قلت لك عن شيء سأكون صغيرا في عَينْيكِ وأنا لا أتحمَّل ذلك،
فاعترف لها بسرِّهِ ،عندما تهجَّم على منزلها وعن توبته من بعد أن التقى بها
- شهقت سعاد ثم وضعت كفَّها الأيْمن على فمِها وقالت متعجبَّة:
ماذا تقول لا أصدق؟
"كيف،كيف"
فنان ،وسارق!
ثم بدأ( فتحي) يحكى لها عن طفولته القاسية ، حتَّى .حضر النَادِلْ وهو يحمل طَبَق الحلوى الذي طلبه في آخر وجبة
فقطعت( سعاد ) كلامه.قائلة:
الآن أدركت غموض لوحتك
فنظر إليها(فتحي) ومدَّ يديه وأعضاء جسده تهتز برعشة جامدة، ثم أزاح يديه إلى الوراء و لم يَجرأ أن يلامس يديها ثانية
ثم نطق بصوت مُعَذَّب
.. وبآهات تَفور حَسْرَتُه مُتَنهِّداً ..
"إنِّي أُحبكِ ليس لأني أهوى الحب بل لأن الحب يبحث عنك "
وأنهى هذا الكابوس الموغِلُ بأعماقه
حينها وَّدعته (سعاد) وتابعت طريقها للمستشفى
"وَبدَتْ الأشياء راحلة من قبل رحيلها"

*******************************************

خولة
يتبع" بإذن الله"


خولة الراشد 13 / 07 / 2009 52 : 09 AM

رد: دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة
 
العاصفة السادسة
_______________________________________
الفقرة الأولي
______________

الساعة الخامسة
بدت الشمس من بعيد أكثر اصفراراً فيما هي تنحدر نحو المغيب، حتى لامست أطراف الرمال الممتدة نحو الأفق.، و بسرعة متلاحقة راحت تختفي إلى أن توارت تماماً، مخِّلفة في السماء شفقاً وردياً ثم دكنة خفيفة،
فيما سار فتحي بحركاته ألا إرادية متثاقلا خطاه
شيئا فشيء، حتى تسربلت قدماه تلقائيا عند عتبة خروجه من المطعم ،و دون أن يلتفت خَلْفَه حَرَّك أعضاءه وبَدا يخطو خطوا ، حينها تمنّي لو أن الأرض ابتلعته كما تبتلع الصحاري ،وَجَعٌ عميق قد احتلَّ كيانه وعكَّر صفو حياته فعادت من جديد أشواك الصَبَّارْ تُوخِز جوارحه لانكسار حاله .
بينما اخترق جدار الصمت في أعماق
(سعاد) مَدْويا برائحة الكذب ورعب يَسْري في جسدها فاختفت الكلمات عن صدرها وبَدت سجينة لأفكارها تُلمْلِم أشلائها ،فتلفَّتت في كلِّ الاتجاهات مُتمنِّيَة بأن يعود مُتَأسفا
*******************
الفقرة الثانية
_____________

فجأة وقعت عيناها علي ظِلاله وَوَقْعُ خُطاه فاتَّجَهَتْ نَحْوَه ُحتى أَمْكَنَتْهُ مُتَحامِلة على نفْسِها لتشعر بالِإطْئنْان ، محاولة أن تَغُضْ بَصَرها وهي بين الرَّغْبة في بقائه والحاجة لرَحِيلَهُ عنها
-
همَّت (سعاد) وهتفت في صوت مرتجف خائف:
- "
لا ؛ لا ،لا"
تتركني وأنا في هذه الحالة فأنا لا أستطيع أن أتدبر أموري بدونك
- فتابعت بحزن شديد:
أتتركني بين مخالب الوحدة وأنا ما زلت أشعر بأننا يجب أن نكون معاً !
- ثم استطردت بجواب على استفهامها:
سأبقي معكَ لعلي أنتفع،.إنَّكَ في رُجُولَتك وعَطائك حملتني معك ولن ينتهي الأمر

- اضطَّرب( فتحي) خَفقَ قلبه خفقه مزلزلة، ولم يتوقع سماع صوتها فأصابته قَشْعَرِيرَةْ لم يعتدها مِن قبل
فجَمَّدَتْهُ المفاجأة في مكانه، فإذا به تمثال مِن الدَهشة الممزوجة بسعادة ،حتَّى أَخَذَتْ عواطفه تتراقص مع سيمفونية القَدَرْ

**************************


الفقرة الثالثة
__________________

استدار( فتحي )
ثم انتفض ملتفتا خلفه، وقد سقط قلبه بين ضلوعه
، فتحشرج صوته وتلعثم سائلاً:

هل أفهم يا سيدتي أنك عافيتي عني ونسيتِ ما قُلْتُه لكِ في المطعم بأني لِصٌ فنَّان؟
-فهزَّت سعاد رأسها باسْتِحياء
- حينها نظر فتحي إليها نظرة كسرت تلك الحواجز
ولمح في عيْنيها دمعة حامية مع ابتسامة خفِيَّةْ تحاول أن تداريها على وجهها الدَّائِريْ،
كانت سعاد غير متمكِّنةْ مِنْ قَرارها متردِّدَّةْ ، ولكن ظل فتحي في مكانه لا يبرحه وهو ينظر إليها في حيرة
فوقف كلٌّ منْهُما مُقْطَبِ الحاجبين مِحْمَرِّ الوجْه في حِيرة ِمن أمْرِهما
- فابتسم( فتحي) ابتسامة ضائعة مقترباً إليها "شيئَاً. فشيئا"
حتَّى ازْداد مُلوحَة ووسَامَةْ ،فلَمِسَ في عيْنَيْها الخوف الشديد ومُقْتَها العظيم للوضع بأكمله
عندها تراجعت(سعاد) بِخفَّة يصحبُها توتِّر وهي تَتمزَّقْ في داخِلها
- فاسْتَطْرَدَ (فتحي )قائلًا:
هَوِّنِي عليكِ يا سعاد ستكونين معي دائما في أعماقي كظِّلي الذي لا يفارقني
- ثُمّ صَمَتَ لَوهْلَةْ شاردا
فأخرج نفسا عميقا متنهداً "آه.. آه..

كم أحبك يا مهجتي وبلسم روحي لقد كافأتني بقرْبيٌ ٌإليكِ
- ثم واصل(فتحي) حديثه مبتهجا وقال:
سأكون صريحا معكِ نحن نعيش في غابة ،ولا بُدَّ أنْ نواجه بعض المصاعب من الناس والقيلَ والقالْ
-
فقاطعته سعاد بصوت حزين
أنا يا فتحي لا أرغب أن أُوَرِّطك في المشاكل وأُعَرِّضَكَ للأخطار ولكن ليس لَديْ من أبثَّه ألمي وأجعله يحمل عني بعض أحزاني، فأنتَ الذي تركتني أبوح لكَ بأسراري
وحالي كيفما يحلو لي

************************


الفقرة الرابعة
________________


كاد قلب فتحي يخرج من صدره وجَفَّ ِريقَهُ لكنَّه تمالك نفسَه،
حدَّقَ فيها طويلا وكأنه كان يقبلها ،وحاول أن يُعطيها نوع من الأمان
أَمْسَكَ بها ثم جَذبَها بِيَدِهِ وسار بها متجهاً نحوَ المشفى ، فانْتَابها شعورٌ غامض،وتجمَّدَتْ قَدَماها طُوالَ الطريق فأحسَّت بأجزاء جِسْمها ترتجف وبأسْنانها تَصْطَّكْ على الرَّغْم مِنْ مبادرتها له بالكلام،
وعندما وصلا ،سَاقَتْها قَدَماهْا
نحو أَرْوِقَةْ المشفى وعيناها تُلاحق رَقْمَ حُجْرَتَهُ، حتَّى دفعت بذراعها باب غرفته،
ثمَّ اقتربت من زوجها (سلمان) بخطوات هامِسَة
فراح كلٌّ منهما في مَوَدَّة يرمق الآخر ، ثم فتح( سلمان) ذراعيه فارتَمتْ( سعاد )في صدره ودَفَنَت نفْسِها في حضنه وارتكزت عند سَريره وشدَّت يَدَهُ إلى صدْرِها ُتَعطَرَهُ بدموعها وببعض الآيات.....
فترفرف قلبه بأجنحة من ضياء يملئ الفؤاد نورا يُغَنِّي له طربا ويَسْري في الشرايين ليشُعَّ الوجه ضياء واللسان عذوبة فتَستفيق له النفس من جديد،
وبعد نظرات حلوة بينهما ابتسمت(سعاد) كقمر في ليل حالك
كانت شفتاها جافتين متصلبتين كانت تجاهد كي تنطق فَطَوَّقَتْهُ بحنان وجفَّتْ عروقها
- ثم سألته ومراسم الحزن قد ارتسمت على بابها
- سلمان،سلمان، حبيبي كيف أنت اليوم ؟
- تريَّثَ لحظات ثم تنهدَّ وتابع بنفس النبرة قائلا :
كل شيء تمام ،حتى أنني بدأت استخدام الكرسي ألعجلي
- في نفس اللحظة دخل( أحمد) أخيه مرحبا مسروراً:
أهلا ،(سعاد ):أنت هنا! الحمد لله ..
فقد طلب منِّي الطبيب أن نواصل علاجه الطبيعي
- ثم استدار أحمد ظهره وهمس لسعاد:
- عليكِ أنتِ أن تُقوِّي مِن همته، وذلك باستخدام الكرسي ألعجلي باستمرار
نظر (سلمان) إليهما وتألَّم لذلك ،لكنَّه لم يُظهر مشاعر الشفقة التي قرأَها على وجهيهما لشلله
فساعدته زوجته وزحفت به نحو الكرسي حتى تَشكَّلت لدى سلمان مَواجع جديدة مما جعل الخوف هاجسا لديه وبالرغم من ذلك اسْتَجْمَعَ (سلمان) قوَّته ثم استعاد بعض منها وتقدَّم متثاقلا لكنَّه ترنَّح َ"يمنة ويُسرة" فاهتزَّ الكرسي وتبَيَّنَ عندها للسُقوط
فبُهرَت( سعاد) بنظرات التصميم و الإرادة التي في عيني سلمان،
فتغاضت عن إعاقته وشلله وأحبت روحه السوية وأبوته لابنتها فوهبته حياتها
وجعلت من أحزانه نجاحات أكبر ومنطلقاٍ لأماله
- ثم قالت له ،والحنين يوقظ أشلائها وهي تمسح وجنتيه :
حبيبي لا تحزن
فأنت عندي كل شيء وأجمل هدية وهبها "الله "لي

- فقاطعها(سلمان) بنبرة حزينة ثم نظر إليها بأسى وهدوء يائس قائلا:ـ
ولكن ما ذنبكما أنت وابنتي وكيف سأوفِّر لكم العيش فليس باستطاعتي فعل شيء
- فقاطعته( سعاد) بارتياع يصحبه خوف:
ما هذا الذي تقول؟؟
أنا زوجتك في السعد والرخاء

- ثم أردفت باستنكار وعتاب ولم تترك له الفرصة ليتحدث

ماذا لو كنت أنا التي أُصبت بالحادث ......ماذا ستفعل حينها
أجابها( سلمان)
(بعد الشر) عليكِ ،
أنتِ عمري يا
(سعاد) فكل هذا النجاح الفنِّي الذي حقَّقته لا ُيمثَّل شيئا لي، لو أنِّي لا أستطيع إسعادك ،كما أنك أنت من ساعدني في حياتي وعملي ،ولا يوجد في القلب غيركِ
مستحيل.. مستحيل
أن أتخلَّى عنكِ فأنت فلذَّة قلبي وبلسم روحي
فتنهدت (سعاد) بألم وقالت :ـ
إذاً، يا( سلمان) اتركْ عنك تفكيركَ الأحمق وتعوَّذْ من إِبْليس و لا تَلْعب بكَ أفكارك المتشائمة فنحن دائماً معاً
فابتسمت أمواجه وأخذ الحديث يدور بينهما- لمدة ثلاث ساعات-
ثمَّ هتفت سعاد كمن تذكرت شيئا ونظرت للساعة قائلة
" ساعة المحب قصيرة"
فقد حان وقت الانصراف


*************************

الفقرة الخامسة

وموعد بعد لقاء حتى جاء اليوم الذي انكشفت فيه الحقيقة
عندما كان
فتحي ينتظرها عند جذع الشجرة المطلة من نافذة حجرة زوجها
بينما كانت هي عند زوجها يرمقها بالحديث الجميل والغزل كانت( سعاد) للمرة الخامسة والسادسة والعديد تعاود معه المحاولة للوقوف، حتى اتكأ أخيرا بيده على السرير فلم تكن المسافة بينه وبين النافذة بعيدة
كما أن شعوره بالضعف أمام زوجته جعله يرمي ظهره ويرخي أرجله على الكرسي ألعجلي تلك كانت نقطة التحول
فصرخ( سلمان) بصوت ملؤه الحماس
"الله أكبر ،الله أكبر"
" سعاد،سعاد"
انظري لقد استعاد جسمي بعض من قوته
- حينها دخل الطبيب قائلا:
مشاء الله، مشاء الله،
ستخرج بإذن الله غدا و لن تحتاج إلاَّ
لبعض من العلاج الطبيعي،
ثم أردف متنهدا ..
إيه.. إيه
"كنَّا
فين وصِرْنا فيْن"
- فأخذ الطبيب نفساً عميقا و طَبطبَ على كتفيه مبتهجا ،وقال:
- وفقك الله يا ولدي
- ثم ودَّعته( سعاد) بابتسامة مليئة بالفرح..قائلة:
سآتي غدا بإذن الله لنخرج للمنزل معاً
فابنتك
( آمال)
بانتظارك
وعندما خرجت( سعاد) من البوابة الرئيسية للمشفى
- إذْ بفتحي يهمس لها بكل عشق
(سعاد ،سعاد )
أنا هنا أنتظرك تحت الشجرة
- خطت سعاد بخطاهَ الغير مسموعة قائلة:
هل رآك أحد ،
- رد( فتحي) بصوت خافت:
لا، لما أنت خائفة هكذا..
فلن يصيبك مكروه ما دُمت معي
ثم تابع:
إن ابنتك بانتظاركِ

- سكتت (سعاد) ثم نطقت:
أرى يا( فتحي) أن مُصاحَبَتكَ لي باستمرار قد تكشف أمرَنا
قاطعها فتحي متقربا إليها
"شيئا،فشيئا"
وواضعا أصَابِع كفِّه على شفتيها،
أرجوكِ ،أرجوكِ.. لا تكملين


حينها بدت (سعاد ) ترفع صوتها
لا ،لا، لا
قاطعها( فتحي) بسؤال :
لما لا ؟هل ما نفعل خطأ ؟
إن كل هذا ذلك من أجل مصلحة (آمال) ،كي تكون في جو هادئ ،
ولكن كان فتحي في قرار نفسه يتمنى أن يستمر الحال وتبقى(سعاد) بجانبه


وفي تلك اللحظة صادف"( أحمد)، (وليد)"،عند بوابة المشفي
- وما أن رآه و(وليد) إلا شهق ومدَّ يده بالتحية مبتسماً:
أهلًا ،أهلاً،( أحمد)
وببعض من التردد تطلَّع(أحمد) إليه :
أهلا بك
... أهلا
- ثم استطرد( وليد) برغبة مضاعفة ولهفة :
لقد قطعت يا( أحمد)عليَّ شوطاً كبيرا فأتيتْ إلى هنا ، الحمد لله يا رجل ، فهنالك بعض الاستفسارات التي أحاول أن أجمعها عن أخيك ..
وقد يحالفني الحظ أن أكتب بخصوص حياته وعمله ثم قال طبعا، إن سمح لي بهذا
!!!
- أجابه أحمد باستنكار :
ماذا تقول؟ لن تسمح نفسيته بذلك ،و يجب أن لا نتعجل

- فرد وليد وقد ركن الصمت لدقائق
كنت مجرَّد أفكر بذلك ثم تحمَّست للموضوع ،ولكن وجهة نظرتك سليمة يا( أحمد)، على الرَّغم أنَني أعتقد أنه
سيرحب بالفِكرة "بإذن الله"
- سمع وليد صوتا مألوفا ينادي :
""سعاد، سعاد”
هَدِّئي من روعك فلن يصيبك إلا ما كتب الله، و لن يعلم أحد عن شيء
- ثم همس( فتحي) لها بصوت مرتفع:
"لا، لا "
تخافين سأظل معك، و لمس كفيها مقتربا إليها
فانبعث الصوت نحو( أحمد) و(وليد) بوضوح
- فتلفتَّ( أحمد ُ) "يمناه ويُسْراه" وقد رفع حاجبه الثقيلين قائلا بصوت مسموع:
إنه صوت (سعاد) إنها (سعاد)
- ثم قاطعه( وليد) مشيرا بإصبعه الشاهد ،ها هي، مع أخيها
- دقَّق النَّظر( أحمد )عليهما قائلا:
ولكن هذا ليس بأخيها
- فهز (وليد) رأسه وصرخ
بكل تأكيد هو،هو الذي رأيته معها في مشفى الولادة.
"والله، إنه لهو
فطلب (أحمد) بكل أدب من (وليد) أن يقصده ويسلٍّم عليه ثم يلحق هو به ..حينها قد تَتَضِّح الرؤيا
و وقعت الواقعة
وعندما سلَّم الصحفي(وليد) على( فتحي) ، وسعاد"
- تسائل بكل تعجب وفضول :
أنتَ هنا ..!
لِما لا تصعدْ إلي زوج أُخْتكَ؟ أما زلت تكرهه؟؟

كانت نسمات أنفاسها سريعة متلاحقة وأفكارها تعبث بنفسها المرهفة، لقد سيطر الخوف عليها أجواء كلها رومانسية
كادت تكون في إطار خطر
حينها أزاح (أحمد) بعض الغصون وفتح عينيه ببطء وأخذ يجول بهما حوله
قال في دهشة واستغراب -
(سعاد|)! كيف حالك؟
حسبت أنك قد ذهبتِ لابنتك !!!
- فحملق (أحمد) بعينيه الجاحظتين ثم استدار بظهره نحو( فتحي) وهو يهز رأسه و باستهتار واستنكار سألها :
ومن يكون هذا الوسيم، ألا تعرفِّيني عليه؟؟

- صمْتٌ (فتحي) بنظرة خاطفة ضاعَتْ فيها الكلمات
و وقف كل منهما قبالة الآخر لثوان
-فتلعْثَمت سعاد و راحت تمتمت
ثم هتفت ، بعدها محتجة:
لا ،لا،لا
ماذا تقول.. يا( أحمد)؟
مستحيل،مستحيل،
كُفْ عن الإهانة
ثم تجمَّدت ولم تَعُدْ قادرة عن الدفاع، فلم يُتِحْ(أحمد) لها فرصة للإفصاح بلسانها، والدفاع عن كرامتها،
حتى وجدت نفسها من القسوة ما أخرسها، فلاذت بالجماد الأصم تفرغ عليه من ذاتها
- ثمَّ قاطعته بحزن شديد وانفعال :
ولكن كيف يا (أحمد) تحكم هكذا
بمجرد تهمة ملفقة
حاول( فتحي) أن يقاطع أحمد ويشرح له الموقف:-
فنظر أحمد إليه بنظرات تفيض احتقار قائلا:
اسكت ..اسكت
يا لوقاحتك
لا مفر لك من المواجهة
حينها أُحرج الصحفي (وليد) وانْصَرفَ، فهو يشعر أنه السبب في تفاقم المشكلة بينهما
ريثما رأى زوجها( سلمان) من النافذة كل ما قد حدث وما دار بينهما، كان وقع الصدمة عليه شديد فقد كان وضعهما كعاشقين فشكَّ أنه
خطيبها السابق
وأخذ( سلمان) يحدِّث نفسه بكل يأس-
ربما عاد خطيبها ليَعْرض حبه السابق لها بعد ما رفضته من سنين، خاصة بعد شللي هذا ،فقد يفوز بها وتعود إليه ...
- ثم كرر كلامه متنهدا محدثا نفسه:
آه ،" يا لهذه الدنيا كيف تتغير من حال إلى حال"

لكن كان شعور ( وليد) بالذنب وفضوله بحكم وظيفته والتي دَفَعَتهُ أنْ يُلاحق سعاد ويكشف أمرها ،
حتى َعرف عنها كل شيء، حينها تعاطف معها وبدا يُظهر لها نوع من الاحترام ثمَّ وعدها
بأنْ يُحاول أن يُصلح ما انْتَكَس

**************************

الفقرة السادسة
_____________

ذهبت سعاد في اليوم التالي إلي زوجها تعتذر وتوضح له ما حصل
حاولت باكية ومترجيَّة أن يتفهم ويتأكد من كل ما قِيلَ له وما سَمِعْ من كذب،
لكن كيف!
وقد رأى (سلمان) من النافذة ليلة أمس ذلك المنظر

- رفض (سلمان )وهزَّ رأسه وأغمض عينيه ثم رفع رأسه وشدَّ نفسه قائلا :-
هل حن قلبك على خطيبك ؟عودي إليه لا أريدكِ اذهبي، لا أودُّ رؤيتك انصرفي...
فأصبح وجهها خارطة من الألم . وقالت
- لا تفهمني فهم خاطئ. فأنا لست مذنبة
فلم يكن ( لفتحي) إلا وأن ذهب إلى والدته وشكى لها عن كل ما حصل من مشاكل، فاقترحت عليه بأن يزور (سلمان) ويشرح له الأمر،
وفعلًا قصد( فتحي) المشفي ثمَّ دخل على( سلمان) في حجرته وقد وجده جالسا علي الكرسي ألعجلي حزينا ينتظر أخاه ليخرج معه
- قَرعَ (فتحي) الباب بهدوء:
- ردَّ (سلمان )
من ؟

- تلعثم (فتحي) قائلا:
" أنا ،أنا
" .....
- فرد عليه (سلمان) مبتسما :
- تفضل ..ادخل
-ثمَّ حدَّق به وهو مقطب العينين
محاولا أن يسترجع بذاكرته
- فصمت(سلمان) قليلا ثم نطق قائلا :-
-على ما أظن أننا نعرف بعض
،ألست ،"أنت ،أنت"
(فتحي العسلي)..؟
- هز فتحي رأسه
حتي تناثرت الأحرف وضاعت الكلمات، بينما استيقظت الطفولة والذكريات
- فصاح ( فتحي) بدهشة
- سلمان ، سلمان ،لا، لا أصدق
هذا أنت!!..
- حينها قاطعه( سلمان) قائلا:
-آه، أه ،
منك أيها الوسيم
أما زالت الفتيات يتلفتن إليك ويمقُتن وسامتك؟ ..
أَتَذْكُر كم كنت تحظى فيهنْ أيها الجذَّابْ..؟
ثم تابع(سلمان) كلامه وسأله بكل حماس
- قل لي يا سلمان هل ما زلت تحب فن الرسم
؟
فتراكمت الأسئلة..
وتحول الجدّ إلى هزل وإلى ذكريات الطفولة ،ثم أخذا يتكلَّمان معا -لمدة ساعة -
وقد حاول فتحي أن يُفاتحه
بالأمر ولكنْ لم يُتيح (سلمان) له أي فرصة، فقد كان مبتهجا مسرورا لزيارته
وقبل أن يودع (فتحي)( سلمان)
- قال( فتحي) مبتسما له نصف ابتسامة :
مرة أخري ،الحمد لله على سلامتك ،وإنشاء الله نشوفك على المسرح
فطأطأ سلمان وجهه ولامس ذَقْنَهُ عنْقَه ثم ابتلع ريقه بكل قهر وأسف على شلله فلم يستطع النطق
فسكت فتحي ثمَّ نطق مرتعشا:
كنت أودُّ يا (سلمان) أن أوضح لك شيء ما وذلك من قبل أن آتي إلى هنا
ولكن لم يَكدْ (فتحي) أن "يَخطو خطوه" إلى الوراء إلاَّ واصطدم( بأحمد)
- فصرخ( أحمد) بكل غضب
- هذا أنت:
- كيف تْجرُأْ أنْ تأتي هنا وتعتذر من أخي.. كيف؟
حينها عَرفَ (سلمان )كل شيء ولكنه لم يصدق عندما تعمق كل منهم بالحوار
وقبل أن يخرج( فتحي )من الحجرة
- تنهد ثم قال :
زوجتك يا( سلمان) مظلومة
"والويل ،الويل" لمن ظلم
ثم انسحب عائدا من حيث أتي

*****************************
يتبع بإذن الله
خولة

خولة الراشد 21 / 07 / 2009 30 : 06 AM

رد: دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة
 
الغالية ماري الياس الخوري:

لقد سعدت بالرد والتعليق على روايتي
حقا أشكرك على هذا التشجيع ،وها أنا أجاهد كي أصل لنهاية هادفة .

خولة الراشد 27 / 08 / 2009 46 : 10 AM

رد: دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة
 
العاصفة السابعة


________________________

الفقرة الأولى



________________

فكَّر فتحي بمساعدة"سعاد"وإيجاد لها حَلْ، فبدأ يسرح بخياله وهو يمشي من بَينَ المقاهي الُمرتمية على الأرْصفَة
ثم أخذ يَلْتَفت يمينا وشمالا فاغرا فَمَهُ
وعندما اسْتقلَّ سيَّارته، خطر بباله. الصحفي "وليد" لَعَلَّه يُساعده، حينها بدأ يستنج مفكرا:

كيف سَيَتَوَصَّل إلى عنوانه،وإلى طريقه
فلم يكن له إلاَّ أن عاد للمستشفى،
و وَجَدَ اسمه ،و رقم جواله ، و عرف عنه المزيد
- وعندماهاتَفه مُتحمساً
ردَّ عليه( وليد):
"ألو ، من المتحدث ؟

- فتحي: أنا صديق قديم لسلمان
- رحَّب به (وليد) متعجباً

قاطع فتحي ترحيبه قائلاً:
هلْ أَستطيع أنْ أراك لأمر ضَروري:
- رد عليه وليد
طبعاً،طبعا !!

وفعلًا واعدَهُ بالقُرب مِن مَسْكنه وطلب لهُ" ساندويتش" من مطعم السيد( أكرم ) الذي يقع بمقابل العمارة المرممة،


له
ثمَّ طلب منه أن يساهم بحل مشكلة سعاد
أخذ (وليد) يَقْضِم السندوتش بهدوء وهو يتأمل الحي من حوله،و عندما صعد (فتحي) ل(سعاد)
حاملاً لها بيده بعض الحاجيات لم يجدها ولم يجد ابنتها

- فنادى والدته بصوت عالٍ:-

أُمِّي ،!،أُمِّي

أين سعاد وابنتها!!

-فأجابته متكدِّرة :
لقد ذهبت يا فتحي مُستاءة عند خيها
- فتمتم قائلا :
"ولكن ، هنالك" ضَيْف معي يا أمي، وهو سَيُحاوِل أنْ يَحِّل مشكلة( سعاد )"بإذن الله"
ثم كَرَّرَ سؤاله بكلِّ حَماس :
-أَلِمْ تُدلي لكِ بعِنْوانِها؟
فأجابته والدته :-
لقد ذهَبَتْ إلى "أخيها " وتركت لك هذه الورقة يا بُنيْ

وعندما قرأها(فتحي)
وجدها تقول:

"فتحي أشكرك على ما قدمت لي من مساعدات، ولن أنسى لك ذلك، أرجو منك أن لا تحاول أن تبحث عني

فمشاكلي قد تراكمت"



**********************************



"الفقرة الثانية"
--------------
عاد (فتحي) للسيد( وليد) متوجها إلى المطعم، حيث كان ينتظره...
كان (فتحي) في حاله يرثى لها

- (وليد):
هل لي أن أصعد وأرى (سعاد) لعلي أصل لنتيجة ؟

- فتحي:
للأسف رحلت ولن تعود لا هي ولا ابنتها ،ولا أعرف كيف أستدُّل على مكانها
وبصورة سريعة دارت برأس فتحي فكرة
فأسرع نحو سيارته البيضاء ، ضاغطا بأصابع يَده على مفتاح السيارة حتى غَدَت جامدة مِحمرَّة
ثم صاح ملوحاً بيديه :

- وليد: هيا ، بنا ،هيّا....
-وليد بشيء من الشك

سنلقاها يا (فتحي) لا ترتبك !!
.........

أخذت (سعاد) تَركض بسرعة

نحو حجرة الهاتف عند زاوية الطريق
وأَدارَتْ قُرصَهُ، لتحادث أخاها ولكن لا جدوى ، إذ لم تجدْ من يجيب .

– حينها أشارت إلي سيَّارة الأُجْرة وطلبت منه أن يُسرع
  • – فاعْتَدَلَ السَّائق في جلسته وراء المْقْوَد وأقلع بسرعة كبيرة
  • ثمَّ نظر من المرآة الموازية إليها مُرْتابا ضاغِطا بقدمه على الفَرامِل قائلًا:-
  • -إلي أين يا سيدتي؟
  • فأجابته (سعاد):
  • إلي" حي النخيل"
  • وبعد قليل جاء صوت من الناحية الأخرى.
كان ذلك الصوت سيارة( فتحي) وكان معه وليد،

كان يحاول اللّحاق ب(سعاد)
وعندما وَصَلَتْ (سعاد)أعطت السائق الُأجْرة وشَكَرَتْه ،ثمَّ قادَتْها قدماها الُمرْتِجفتان نَحو مَنزل أخيها،
- دقَّت (سعاد) الباب بعصبيّة
فإذْا بـ
( مَرَامْ )زوجة أخيها تردُّ عليها:


  • من في الخارج؟
– تنفست (سعاد) بعمق قائلة:


أنا "سعاد عبد الرحمن" أخت زوجك "فهد عبد الرحمن"

صًمتَت( مرام ) وهي تحدِّث نفسها كيف يكون ذلك؟

ثم فتحت الباب ووقفت بانبهار

تنهدت( سعاد) بعمق ثم.... توقفت عن الكلام
فدعتها زوجة أخيها (مرام) إلى العدول عنه


- فقالت(سعاد):
هل أستطيع الدخول والإقامة هنا لمدة مؤقتة؟

- ضحكت زوجة أخيها بهدوء
وأجابتها هل يحتاج هذا لسؤال!!-
فصمتت سعاد قليلا ثم واصلت بسؤالها:
-هل أستطيع أن أكلّم أخي ؟

-فأجابتها (مرام)
"إنه في الخارج وقد يتأخر "
-ثم أردفت مرام بكل أدب وتصرفت بلباقة:
ماذا تشربين "بارد أم دافئ"؟

وقبل أن تتكلم (سعاد)أسرعت( مرام) لإحضار كوب من الماء لها
فسكنت أنفاسها وهَدأت دقات قلبها
-ثم بدأت سعاد بالحديث معها


كانت "مرام" في غاية من الطيبة والرقي والأدب ،كانت تحاول أن تقنع زوجها دوماً بزيارة أخته ،
إنها المرة الأولي التي تلتقي (مرام) ب (سعاد)

-صمتت (سعاد) قليلا ثم تكلمت بحكمة:
"قد يكون يا( مرام) ما نفتقده موجودا لدى أقرب الناس إلينا ونحن في تلك الحال بحاجة لبعضنا البعض كبشر"

-فابتسمت( مرام) باستحياء وعرفت إلى ما تلمِّح إليه (سعاد)
وقالت:
طبعا إنَّ كل ما تقولين صحيح بل واجب علينا أنْ نتواصل ولا نقاطع بعضنا البعض
ونحرص على "صلة الرحم" فهي الأساس المتين والرابط المقدس


وفي تلك اللحظة الحاسمة دخل( فهد) منادياً بصوت مرتفع
"مرام ،مرام"

فزعت( مرام)بسرعة قائلة:

"سَمْ،سَمْ"
أنا هنا

- ثم تابعت بشيء من الهيْبة :
لدينا ضيفة عزيزة يا( فهد)
فتوجَّه(فهد) نحوَ المجلس

ثم

نظر إلى( سعاد) نظرة تأملية سريعة ثم تنفس بعمق
ثم هزَّ رأسه وقال مباشرة باستهتار واستنكار:
" ها" أنتِ هنا، ما الذي أتى بكِ!!
بدأت (سعاد) تشرح له مأساتها وأحزانها ،ثم طلبت منه أن يستضيفها لِبضْعة أيام

-فردّ عليها بكل شموخ وكبرياء:

لقد قلتُ لكِ يا سعاد ونصحتكِ أن تتزوجي من( سامي) ابن عمي، وألا ترتبطن ب(سلمان) ولكن أنتِ دوما تعاندين كلامي، والآن قد حصل ما كنت أتوقع
-ثم أردف بصوت جارح وبحاجب مرتفع:
سأستضيفكِ ( أنتِ، وابنتكِ) على شرط أن تقطعي صلتكِ بزوجكِ

-سكتتْ (سعاد) ثم تابعتْ مستسلمة تماما لشعوره
وارتسمتْ على وجهها ملامِح كشفت عن إحاسيسها وردت قائلة:-

" ابْشِرْ،ابْشِرْ"
لكَ ما تشاءْ يا أخي...


**************************************************

"الفقرة الثالثة"

وعندما اسْتَدلَّ (وليد) و(فتحي ) على منزل أخيها
أيقنا أن الحديث إلى(سعاد) شِبه مستحيل وأنَّ أخاها رجُل متعَصِّب ، وذلك من شكل منزله
الخارجي وحرسه



وفي صباح اليوم التالي ، كان الصحفي (وليد) ينتظر(فهد) من خلف بوابة المنزل المرتفعة وأخذ يراقبه بتمعن ورويَّة

راح(وليد) يلاحق سيارة (فهد)السوداء نحو الطريق المؤدي لمؤسَّسَة السيد( فهد)

ثم صعد من ورائه و فتح الباب الزجاجي وجلس على الكنبة الجلدية في خارج مكتب( فهد) الضخم



بعدها اتّجه نحو السكرتير العام وانتظر السيد(فهد) –نصف ساعة-
ثم قال..
بكل ثقة موجهاً حديثه للسكرتير -:
أنا (وليد منصور)



محرر في " جريدة الصباح "

وأتيت متأملاً بأن أحظى بلقاءٍ مع السيد (فهد)
ثم أبرز كرته
-وسأله بكل احترام
هل أستطيع أن أدخل للسيد " فهد"

فسمح له الإداري بالدخول من بعد ما سأل السيد (فهد)

-صافح (وليد) السيد (فهد) متصنعا بابتسامة
فدعاه السيد فهد للجلوس
فجلس( وليد) بكل ثقة
ثم بدأ كلامه بِنبرة مُنطلقة:
ألم تعرف من أنا يا سيدي !
لقد أتيتُ إليكَ من قبل

-فأجابه (فهد) بدهشة وهزّ بكتفه :-

ربما
فالجميع يعرفني
"لم يكن( وليد ) صادقا، فهو يعرف أنَّ السيد (فهد) يقابل الكثير من الناس وقد تتشابه الملامح والأسماء لدَيْه "

طلب( وليد) من السيد (أحمد)بعض البيانات
وذلك لينشر نشاطاته في "الصفحة الاقتصادية"في سوق العقار والعديد من "الاستثمارات " لاسيَّما

وأنه عبّرَ عن إعجابه به بعد أجرى معه بعض المحادثات
لعله بذلك يستطيع أن يتوصل إلى (سعاد)

-فأجابه (فهد) بدهشة وهزَّ كتفه ثم رفع حاجبيه الكثيفين و أرْخى عينيه ثم استطرد بكبرياء:

ـالحقيقة أنا لا أفهمك اشرح لي المزيد!!
فرسم(فهد)ابتسامة زائفة
فهاب( وليد) تلك الكلمات الباردة وشعر أنها تخنقه
-وردَّ عليه :

أنت تعلم يا سيدي ما تتطلبه هذه المِهنة من مواضيع ومقالات ناقدة
وتعلم أن أيّ صحفي يميل للغموض والفضول، ومعرض للخطر
فما عليك إلا أن َتتَحَمَّل ذلك



وأتمنى أنْ تَعتاد لقائي وتتقبلني دوماً ..بصدر رحب

كان( فهد) مُتَعَجْرِفا، شامِخ الذَّات، يعتقد أنه الأفضل
وكان ذا هيبة لا يستطيع أنْ يكلِّمه الصغير أو الكبير
وكانت ملامح وجهه دوما مكشرة
هكذا كان(فهد)بعكس أخته



********************************************

الفقرة الرابعة

استأذن( وليد) من السيد (فهد) بمقابلة أخرى في منزله

فوافق( فهد)، من بعد مراوغة من (وليد) ومجاملة
  • وعندما ذهب إلى منزله أخذ (وليد) مكانه في المجلس
ثم احْتسى فنجان من القهوة وراح يتأمل تلك المصابيح المتدليَّة من سقف المنزل وإلى ارتفاع أبواب القصر


وإلى ورق الحائط وأثاث المجلس ، وبعد أن راقب المكان جيداً

حاول أن يتعمَّق في الكلام وبصوت مرتفع قال:ـ
" مَاشاء الله ،مَاشاء الله"
واضح أن تجارتك جاءت من بعد عَناء وتَعب.. هكذا أخذ (وليد) يتلاعب بالكلمات

واستطاع أن يغوص بأعماق فكره ،

لاسيما و أنه قد عرف نقاط ضعفه من مديح و كبرياء
وبعد أن انتهى من كل ما يَخُص عمله

دخل عليهما ( ماجد) ابن السيد( فهد)
وهو في السابعة من عمره
ابتسم (وليد )قائلا:-
"مَاشاء الله، مَاشاء الله "

ثم أردف( وليد) كلامه بسؤال واستظراف
أهذ ابنك؟

قاطعه الولد بكل ما أوتي من شقاوة
نعم أنا هُوَ

-فسأله (وليد):
قل لي يا( ماجد) هل لديك أخ؟

فهزَّ برأسه لا، لي أخت واسمها
"بَسمة "

ثم تابع الطفل كلامه موجِّهاً الكلام لأبيه:

"أبي، أبي"
إن أمي تقول أن عمتي( سعاد) هنا، ومعها ابنتها ، وتقول إنها ستقيم، معنا .

وهكذا سهَّل (ماجد) لـ (وليد) الأمر

فقاطعه (وليد) قائلا :
رائع،رائع..

و ما اسم ابنتها؟

- فرد (ماجد) بشقاوة
"آمال "

ثم كرر وليد
سؤاله متجاهلا:-
ما اسمها الكامل يا شاطر ؟

- فقاطعه( فهد) بعصبية
وما شأنُكَ أنتَ !

طَأْطَأَ( وليد )رأسه باستحياء

- فرد (ماجد) بفرح وابتهاج:-
إنه الممثل( سلمان)، وهو يظهر في التلفاز

-فنهره (فهد) بصوت مرتفع:

اصمتْ، اصمتْ
وانصرف.....من هنا

- ثم استطرد كلامه:
أنا يا أخ (وليد) لا أحبّ التمثيل ولكن لكل شيء نصيب ، و أختي غير موفقة ، فالتمثيل لا يُؤَمِّنْ الحياة
ونحن في
"عصرْ هاتْ أعطيك "
ضحك وليد ضحكة وأحس بغصة تخنق صوته ثم قال متلعثما مترددا :-

ولكن مهنتي
" كاتب وصحفي"
والإعلام له رابط كبير بين الفن المسرحي والتمثيلي


ثم هزَّ رأسه ..
- وهل تقارن الصحفي والكاتب بالممثل !!
- ثم استطرد قائلا:
أنا يا (وليد) لا، أُحب التلفاز والمسرح ،وهنالك فرق كبير بين القراءة والتمثيل
خاصة أفلام هذه الأيام إنها مجرد مسخرة

-فردَّ عليه (وليد)

ليس كل ما تقول صحيحا، فهنالك الرديء منها وهنالك الجيِّد

- صمت (فهد) وضحك باستهتار وهو ينظر إليه نظرات غامضة ثم سأله:ـ

ولكن لم أنتَ تدافع عنه هكذا يا (وليد) ؟

- فردَّ عليه (وليد) بهدوء:

إن زوج أختك له شأن في الساحة الفنيَّة
وكل ما يُقَدِّمُه هو فن راقي سواء من قريب أو من بعيد

-فَنَثَرَ (وليد) أنفاسه بعصبية قائلاً:
لا تُذكِّرني به إنه رجل من غير مستقبل
وها هوَ الآن عاجز لا يستطيع أن يتابع تمثيله وعمله، ولن يوفر لأُختي ما تحتاج
إذنْ ما الفائدة ؟
ثم أخذ (وليد) يحاوره بِدبلوماسية قائلاً


:-
إنَّ الفنَّ الراقي لا يَدخل منازلنا في هذا الزمن، حتى أننا فَقدنا الحوار الفنِّي الرَّاقي
فلنحي ذلك الفن العربي الذي أنتج يوما ما اجمل الروايات الادبية
ولنجسده ونقدمه بالصورة الحقيقية




ولو تأمّلنا ما تتحفنا به باقات الشّاشة العربيّة، لتيقنّا أنّ في الأمر تدبيرا

فهذه المسلسلات تدخل ضِمْن مفهوم آخر يتعارض مع مبادئنا و عن عاداتنا و ديننا


حتى صارت هي الشغل الشاغل
ولكن لا تقع تلك المسؤولية على عاتق الممثل

إن الإنتاج له دور كبير في ذلك ،وإني لأجهل من هو المسئول عن توزيعها لمختلف القنوات
حقاً لا أدري!!!!

و ما هي تلك المراكز المسئولة
عن ترجمة هذه الأعمال الرّديئة
محتوى و مضمونا إلى العربيّة أو اللهجة العامية


فهي مسح للذات



وما تلك المسلسلات والأفلام الركيكة والمدبلجة
إلا حروف وجمل متقاطعة ابتدعتها أمريكا و ساهم الغرب فيها، وذلك بتدمير ومسح
" ثقافتنا العربية "من فنون وغيرها ...من جيل إلى جيل
وبصور مخيفة ومرعبة
فهل يعقل ..

أن الفتيات يهربن من أهلهن
وهل يعقل أن الإنسان يطير كسوبرمان !!!
وهل.......!
إن هذا الصراع لهُوَ أداة لحرب نفسية

"إنه غزو ثقافي ، تعيشه الأمة العربية
و خصوصا ً من الجانب الفكري، والعلمي ، والأدبي

والذي باتَ سلاحاً فَتَّاكاً بِيَدِ أعدائنا و ضدّ َ أمتنا
والأّذْهَل أن خطورتها تعالج المشكلات بطريقة تتنافى مع عادات وقيم مجتمعنا

توقف وليد قليلا ثم استطرد قائلا:-


إنَّ الفرق بين عالم التَّجسيد القَصَصي وبين الواقع هو تهذيب الذَوْق وتنمية القدرات الفنّية

إذاً، ما تقول لا يَعُم القضية






فقاطعه( فهد):

ولكن الأفضل لي أن يشاهد (ولدي ) التلفاز، ويظلُّ بالقرب من والدته
فذلك ،آمن له

- ثم صمت ( فهد )وتابع بكبرياء:

قد يكون لا ،
وقد يكون بعض ما تقوله
" صحيح"

فهنالك أفلام للأسف لا شأن لها بالواقع و لا غير الواقع
فهي فارغة من المضمون و ذات
لغة أبعد من أن تكون عربية.

تعددت الإجابات وتشعبت
فالتقت حينا، واختلفت حينا أخر

حتى طال الحديث بينهما لساعات

ثم ودّعه( فهد) قائلا:

ـأتمنى أن نكون قد أرضينا الإعلام

- فهزَّ( وليد ) برأسه وصافحه قائلا:-

"لكل عمل ربح وخسارة، والصبر مفتاح الفرج"

خاصة التجَّار فهم مُعرَّضون للأخطار دوماً

فضحك كل منهم ضحكة ساخرة .... !!

هكذا استطاع( وليد) بذكائه أن يجذب السيد( فهد)

***********************




يتبع بإذن الله


خولة الراشد


[/quote]




ريما طلال 10 / 09 / 2010 13 : 12 PM

رد: دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة
 
السلام عليكم
آختي خولة

روايتك رائعة وممتعة آحببتها وآتمنى آن تنتهي فآنا متحمسة للنهاية وقد سبق وآن سآلت عن نهايتها فقال الآخ رشيد آنه مشرف لذا آسآلك آنت والآخ رشيد متي تنتهي فهي من المواضيع التي حمستني لها
تحياتي ريما
كل عام وآنت بخير

رشيد الميموني 10 / 09 / 2010 47 : 08 PM

رد: دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما طلال (المشاركة 87522)
السلام عليكم
آختي خولة

روايتك رائعة وممتعة آحببتها وآتمنى آن تنتهي فآنا متحمسة للنهاية وقد سبق وآن سآلت عن نهايتها فقال الآخ رشيد آنه مشرف لذا آسآلك آنت والآخ رشيد متي تنتهي فهي من المواضيع التي حمستني لها
تحياتي ريما
كل عام وآنت بخير

[align=justify]
الأخت الفاضلة ريما ..
كنت قد علقت على رأيك بالنسبة لكتابات الأخت خولة ، وذلك في "فنجان قهوة وساحة من البوح" بقولي :
أهلا بإطلالة الأخت ريما .. فعلا ما تكتبه الأخت خولة مميز وأنا أتابع إبداعاتها .
وربما لم أوضح معنى قولي بأني أتابع إبداعاتها .. فقد قصدت أني أقرأ كل الحلقات بكل اهتمام ، ولهذا فإني لا أعرف نهاية الرواية مثلي مثل جميع القراء و أنا متشوق لمعرفتها .
الأخت خولة أخبرتني أنها على وشك الانتهاء من النهاية و أنا مثلك أنتظر .
شكرا لك و تقبلي كل مودتي .
[/align]

خولة الراشد 21 / 09 / 2010 16 : 07 AM

رد: دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة
 

الأخت الغالية ريما طلال
أعتذر عن التأخير ب الرد على سؤالك ،كما أشكرك على هذا التقدير والتشجيع لروايتي التي أخذت مني وقتا طويل حتى أنني لم أصدق أنني انتهيت منها ،ولكني لم أنزل النهاية لأني أنتظر بعرضها أولا على أستاذي وتعقيبها فكما قال هو لا يعرف النهاية وينتظر أن أرسلها له أو يُعقّبها هنا وذلك إن كان لديه وقت بمراجعتها..
وأتمنى أن أرضي بإذن الله كل من ساهم بتشجيعي لهذا العمل المرهق
أشكرك وأتمنى لك النجاح
أختك خولة الراشد
بارك الله فيك ووفقك


الساعة الآن 04 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية