منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قصص الأطفال (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=68)
-   -   البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=17221)

سها شريِّف 26 / 09 / 2010 19 : 12 PM

البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة
 
البطة المسكينة
/ قصة للأطفال بقلم الكاتب الكبير الدكتور هيثم يحيى الخواجة
حملت ماسة حقيبتها وودعت والديها ، ثم انطلقت باتجاه مدرستها القريبة ذات الملامح الجميلة.
كانت ماسة مجتهدة ومحبة لزميلاتها ، وهي لا تنسى أن تزورهن في المناسبات المختلفة ، كما تحرص على احترام معلماتها ، وتضعهن في مصاف والديها ، ولهذا لا تسمح لنفسها أن تقصر في تأدية واجبها في العلم والمعرفة والتفوق المستمر .
إن أسعد لحظات ماسة تتلخص في أمرين :
الأول عندما تتعلم فكرة جديدة والثاني عندما تنقل لوالديها نبأ نجاحها بتفوق .
أما عن حياة ماسة فلم تكن معقدة أو قلقة ، فهي لا تهتم بأمور الكبار وأحاديثم التي هي فوق مستواها ولا تعنيها كثيراً ، كما لا تشاهد الرائي ( التلفاز ) كثيراً فعندما تنتهي برامج الأطفال تدير ظهرها له غير عابئة بأي برنامج آخر لا يخصها ، وفي أيام العطلة توزع وقتها بين الجلوس مع والديها ومحاورتهما بأمورها وأمور المنزل ، وبين الدراسة ، و عندما تفرغ من الدراسة تقضي معظم وقتها مع بطتها وتغني لها أغنيات راقصة ، مما يجعل البطة تغدو وتروح سعيدة طربة.
كانت ماسة وحيدة والديها ، وعرفت بشغفها و محبتها لأنواع العلوم ، حتى أن معلمتها دهشت من إجاباتها الصحيحة على أسئلتها حول صفات البط ومراحل حياته وطعامه ، وغير ذلك من أمور ، لكن المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد عندما تسلم والدها لفت نظر من جمعية الرفق بالحيوان يتضمن الطلب من الأسرة شراء بطة أخرى أو أكثر حتى لا تظل البطة وحيدة .
حزنت الأم بشدة واعترضت ماسة ، لأن البطة لم تكن يوماً وحيدة ، فهي صديقة بطتها و رفيقتها ، و نتيجة لذلك اقترحت على والدها العودة إلى الوطن والإقامة فيه فلم تعد الغربة مريحة ما دامت مثل هذه الأساليب تحاصر الإنسان وتقيد حريته ، لكن والد ماسة أسف لأنه غير قادر على تلبية طلبها وقال :
- ألا تعرفين لماذا نحن هنا ؟
تذكرت ماسة أن بلدها فلسطين يعاني من اضطهاد الأعداء ، وأن أطفاله يسقطون بنيران الصهاينة دون رحمة أو رأفة . في الصباح حكت ماسة لمعلمتها حكاية البطة فتفهمت الموضوع بعمق ، لكنها أعلنت عن عجزها في إقناع هذه الجمعية ، لكي تعدل عن قرارها.

لم تعد ماسة تضحك كما عودت زميلاتها ، وظهرت علائم الحزن على ملامحها بشكل مستمر، فقد كانت تبحث عن حل للخلاص من هذا المأزق والحفاظ على صديقتها البطة التي تنال منها رعاية فائقة لكن دون جدوى ، ولما كان لابد من البقاء في الغربة بسبب احتلال وطنها ، فقد اعتبرت رسالتها هي الحل الوحيد لإقناع جمعية الرفق بالحيوان فكتبت تخاطبها :
( أنا أحب صديقتي البطة حباً جماً ، ولا أريد التخلي عنها ، وإذا كانت جمعيتكم ترفق بالحيوان ، فأرجو أن توسعوا إهتمامكم فترفقوا بالإنسان أيضاً وأنا أحيلكم إلى الأطفال أبناء قومي في فلسطين والعراق ، فهم بحاجة ملحة إليكم .. أرجوكم اتركوا لي صديقتي البطة فأنا أحبها كثيراً كثيراً )
بعد أن أنهت ماسة الرسالة فتحت النافذة المطلة على حديقة منزلها فرأت بطتها ذات البياض الناصع و القوام الجميل تنظر إليها نظرات غريبة لم تعهدها من قبل ، و قد فهمت من خلالها أن البطة موافقة على موقفها، و استدلت على ذلك أكثر حين اقتربت منها فإذا بالبطة تجلس في حضنها ، و تلقي برأسها على كتفها ، و ما كان من ماسة إلا أن قبلتها و ضمتها إلى صدرها تعبيرا عن المودة المتبادلة بينهما .
حمل والد ماسة الرسالة وسلمها للجمعية ، وهو واثق أن العدل في هذا العصر لم يعد يشمل الناس كلهم والأوطان كلها .. وعندما عاد إلى البيت قال لابنته :
- انتبهي يا ماسة الحياة مليئة بالأخطاء والمتناقضات ، وعليك أن تدربي نفسك على تقبل الواقع حتى لو كنت غير مقتنعة بما يحدث ، أو سيحدث .
بعد أسبوع من تسليم الرسالة حضر بعض أعضاء الجمعية وأخذوا البطة ، لأن والد ماسة لم ينفذ ما طلب منه ، أما ماسة ، فقد بكت بحرقة ، كما ملأ الدمع عيني أمها ، وظل التساؤل قائماً لماذا يحدث هذا ؟







رشيد الميموني 26 / 09 / 2010 19 : 03 PM

رد: البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة
 
[align=justify]
رائعة .. رائعة .. رائعة ..
هذا ما يمكنني البدء به كي أعطي رأيي المتواضع حول ما ادرجته هنا أختي الكريمة سها .
إنه اغتيال الفرحة تحت مسميات عدة .. وهو برهان على نفاق متاصل في نفوس تعطي للحيوان حقوقه وتهمل للإنسان أدناها .
قصة جميلة لن أتردد في إطلاع تلامذتي عليها و هم يستعدون للانضمام إلى المنتدى .
تحية شكر و إعجاب لك أختي ..
ودمت بكل المودة و التقدير اللائقين بشخصك الكريم .
والشكر و التقدير موصولان للمبدع الأستاذ الدكتور هيثم يحيى الخواجة .
[/align]

ناهد شما 26 / 09 / 2010 55 : 07 PM

رد: البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة
 
[read]العزيزة أستاذة سها
نعم رائعة هذه القصة وكم يحتاج أطفالنا لطرح مثل هذه الحكم والعبر
فعلاً الحياة مليئة بالأخطاء والتناقضات لذلك يجب أن ينتبه الاهل
كم هم الأطفال بحاجة الى تنظيم وقتهم وكم هم بحاجة الى
تذكيرهم بأن أبناء فلسطين يعانون من اضطهاد الأعداء ،
وأن أطفاله يسقطون بنيران الصهاينة دون رحمة أو رأفة .
أشكرك كما أشكر الأستاذ الدكتور هيثم يحيى الخواجة لهذا العمل الرائع .
دمت بخير[/read]

سها شريِّف 09 / 10 / 2010 41 : 03 PM

رد: البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة
 
المبدع المتألق رشيد الميموني - رعاك ربي وحماك
كل الشكر الموصول بالتقدير على تواجدك العطر الذي زاد الصغحة ألقاً .
ولك كل التقدير والشكر مني ومن الدكتور هيثم يحيى الخواجة
مع بطاقة ود وتقدير

سها شريِّف 09 / 10 / 2010 44 : 03 PM

رد: البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة
 
المتألقة المبدعة ناهد شما - حماك الله ونصرك
يسعدني جداً ردك
مودتي الخالصة وتقديري


الساعة الآن 31 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية