التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,843
عدد  مرات الظهور : 162,298,595

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. > قصص الأطفال
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26 / 09 / 2010, 19 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
سها شريِّف
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية سها شريِّف
 





سها شريِّف is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية - حلب

البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة

البطة المسكينة
/ قصة للأطفال بقلم الكاتب الكبير الدكتور هيثم يحيى الخواجة
حملت ماسة حقيبتها وودعت والديها ، ثم انطلقت باتجاه مدرستها القريبة ذات الملامح الجميلة.
كانت ماسة مجتهدة ومحبة لزميلاتها ، وهي لا تنسى أن تزورهن في المناسبات المختلفة ، كما تحرص على احترام معلماتها ، وتضعهن في مصاف والديها ، ولهذا لا تسمح لنفسها أن تقصر في تأدية واجبها في العلم والمعرفة والتفوق المستمر .
إن أسعد لحظات ماسة تتلخص في أمرين :
الأول عندما تتعلم فكرة جديدة والثاني عندما تنقل لوالديها نبأ نجاحها بتفوق .
أما عن حياة ماسة فلم تكن معقدة أو قلقة ، فهي لا تهتم بأمور الكبار وأحاديثم التي هي فوق مستواها ولا تعنيها كثيراً ، كما لا تشاهد الرائي ( التلفاز ) كثيراً فعندما تنتهي برامج الأطفال تدير ظهرها له غير عابئة بأي برنامج آخر لا يخصها ، وفي أيام العطلة توزع وقتها بين الجلوس مع والديها ومحاورتهما بأمورها وأمور المنزل ، وبين الدراسة ، و عندما تفرغ من الدراسة تقضي معظم وقتها مع بطتها وتغني لها أغنيات راقصة ، مما يجعل البطة تغدو وتروح سعيدة طربة.
كانت ماسة وحيدة والديها ، وعرفت بشغفها و محبتها لأنواع العلوم ، حتى أن معلمتها دهشت من إجاباتها الصحيحة على أسئلتها حول صفات البط ومراحل حياته وطعامه ، وغير ذلك من أمور ، لكن المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد عندما تسلم والدها لفت نظر من جمعية الرفق بالحيوان يتضمن الطلب من الأسرة شراء بطة أخرى أو أكثر حتى لا تظل البطة وحيدة .
حزنت الأم بشدة واعترضت ماسة ، لأن البطة لم تكن يوماً وحيدة ، فهي صديقة بطتها و رفيقتها ، و نتيجة لذلك اقترحت على والدها العودة إلى الوطن والإقامة فيه فلم تعد الغربة مريحة ما دامت مثل هذه الأساليب تحاصر الإنسان وتقيد حريته ، لكن والد ماسة أسف لأنه غير قادر على تلبية طلبها وقال :
- ألا تعرفين لماذا نحن هنا ؟
تذكرت ماسة أن بلدها فلسطين يعاني من اضطهاد الأعداء ، وأن أطفاله يسقطون بنيران الصهاينة دون رحمة أو رأفة . في الصباح حكت ماسة لمعلمتها حكاية البطة فتفهمت الموضوع بعمق ، لكنها أعلنت عن عجزها في إقناع هذه الجمعية ، لكي تعدل عن قرارها.

لم تعد ماسة تضحك كما عودت زميلاتها ، وظهرت علائم الحزن على ملامحها بشكل مستمر، فقد كانت تبحث عن حل للخلاص من هذا المأزق والحفاظ على صديقتها البطة التي تنال منها رعاية فائقة لكن دون جدوى ، ولما كان لابد من البقاء في الغربة بسبب احتلال وطنها ، فقد اعتبرت رسالتها هي الحل الوحيد لإقناع جمعية الرفق بالحيوان فكتبت تخاطبها :
( أنا أحب صديقتي البطة حباً جماً ، ولا أريد التخلي عنها ، وإذا كانت جمعيتكم ترفق بالحيوان ، فأرجو أن توسعوا إهتمامكم فترفقوا بالإنسان أيضاً وأنا أحيلكم إلى الأطفال أبناء قومي في فلسطين والعراق ، فهم بحاجة ملحة إليكم .. أرجوكم اتركوا لي صديقتي البطة فأنا أحبها كثيراً كثيراً )
بعد أن أنهت ماسة الرسالة فتحت النافذة المطلة على حديقة منزلها فرأت بطتها ذات البياض الناصع و القوام الجميل تنظر إليها نظرات غريبة لم تعهدها من قبل ، و قد فهمت من خلالها أن البطة موافقة على موقفها، و استدلت على ذلك أكثر حين اقتربت منها فإذا بالبطة تجلس في حضنها ، و تلقي برأسها على كتفها ، و ما كان من ماسة إلا أن قبلتها و ضمتها إلى صدرها تعبيرا عن المودة المتبادلة بينهما .
حمل والد ماسة الرسالة وسلمها للجمعية ، وهو واثق أن العدل في هذا العصر لم يعد يشمل الناس كلهم والأوطان كلها .. وعندما عاد إلى البيت قال لابنته :
- انتبهي يا ماسة الحياة مليئة بالأخطاء والمتناقضات ، وعليك أن تدربي نفسك على تقبل الواقع حتى لو كنت غير مقتنعة بما يحدث ، أو سيحدث .
بعد أسبوع من تسليم الرسالة حضر بعض أعضاء الجمعية وأخذوا البطة ، لأن والد ماسة لم ينفذ ما طلب منه ، أما ماسة ، فقد بكت بحرقة ، كما ملأ الدمع عيني أمها ، وظل التساؤل قائماً لماذا يحدث هذا ؟







نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
سها شريِّف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 09 / 2010, 19 : 03 PM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة

[align=justify]
رائعة .. رائعة .. رائعة ..
هذا ما يمكنني البدء به كي أعطي رأيي المتواضع حول ما ادرجته هنا أختي الكريمة سها .
إنه اغتيال الفرحة تحت مسميات عدة .. وهو برهان على نفاق متاصل في نفوس تعطي للحيوان حقوقه وتهمل للإنسان أدناها .
قصة جميلة لن أتردد في إطلاع تلامذتي عليها و هم يستعدون للانضمام إلى المنتدى .
تحية شكر و إعجاب لك أختي ..
ودمت بكل المودة و التقدير اللائقين بشخصك الكريم .
والشكر و التقدير موصولان للمبدع الأستاذ الدكتور هيثم يحيى الخواجة .
[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 09 / 2010, 55 : 07 PM   رقم المشاركة : [3]
ناهد شما
مشرف - مشرفة اجتماعية


 الصورة الرمزية ناهد شما
 





ناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: صفد - فلسطين

رد: البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة

[read]العزيزة أستاذة سها
نعم رائعة هذه القصة وكم يحتاج أطفالنا لطرح مثل هذه الحكم والعبر
فعلاً الحياة مليئة بالأخطاء والتناقضات لذلك يجب أن ينتبه الاهل
كم هم الأطفال بحاجة الى تنظيم وقتهم وكم هم بحاجة الى
تذكيرهم بأن أبناء فلسطين يعانون من اضطهاد الأعداء ،
وأن أطفاله يسقطون بنيران الصهاينة دون رحمة أو رأفة .
أشكرك كما أشكر الأستاذ الدكتور هيثم يحيى الخواجة لهذا العمل الرائع .
دمت بخير[/read]
توقيع ناهد شما
 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
ناهد شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 10 / 2010, 41 : 03 PM   رقم المشاركة : [4]
سها شريِّف
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية سها شريِّف
 





سها شريِّف is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية - حلب

رد: البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة

المبدع المتألق رشيد الميموني - رعاك ربي وحماك
كل الشكر الموصول بالتقدير على تواجدك العطر الذي زاد الصغحة ألقاً .
ولك كل التقدير والشكر مني ومن الدكتور هيثم يحيى الخواجة
مع بطاقة ود وتقدير
سها شريِّف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 10 / 2010, 44 : 03 PM   رقم المشاركة : [5]
سها شريِّف
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية سها شريِّف
 





سها شريِّف is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية - حلب

رد: البطة المسكينة بقلم الدكتور هيثم يحيى الخواجة

المتألقة المبدعة ناهد شما - حماك الله ونصرك
يسعدني جداً ردك
مودتي الخالصة وتقديري
سها شريِّف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عظام أمي بقلم / الدكتور عدنان جابر بوران شما يافلسطيني قامتك الأشجار انتصبتْ 4 28 / 06 / 2014 25 : 12 AM
((( البحث عن الذات في رواية ستة آلاف ميل لمحمد مهيب جبر ))) / بقلم الدكتور عبدالقادر عادل سلطاني هيئة النقد الأدبي 8 29 / 04 / 2013 14 : 12 PM
أفاميا، أكروبول سوريا .. بقلم الدكتور رياض نعسان آغا هدى نورالدين الخطيب آثار ومكتشفات 2 12 / 09 / 2012 06 : 06 PM
حوار مع الدكتور هيثم يحيى الخواجة عن مسرح الطفل سها شريِّف حوارات 10 24 / 09 / 2010 35 : 09 PM
تطهير فلسطين عرقياً في العام 1948 بقلم: الدكتور إيلان بابيه.. مازن شما قصص و شهادات عن الجرائم الصهيونية 0 26 / 12 / 2007 10 : 08 AM


الساعة الآن 10 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|