![]() |
طفولة برسم التشرد واللجوء!!.. - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');border:4px ridge black;"][cell="filter:;"][align=justify]
يفتح الطفل الفلسطينيّ عينيه منذ الولادة على هواء اللجوء وفضاء الغربة ومساحة البعد عن الدار والوطن والبيت .. والحديث عن حقوق الطفل الفلسطينيّ يفترض ألا ينسى حقوق الطفل الفلسطينيّ اللاجئ..إذ من أبسط حقوق أي طفولة في العالم أن تتوفر لها شروط الحياة الكريمة الحرة السعيدة في الوطن.. ومن يفكر للحظة واحدة بطفل يولد وينشأ ويمارس كل سنوات طفولته بعيدا عن داره ووطنه وشارعه وهواء وشمس بلاده ، سيعرف معنى الحرمان الذي يحياه الطفل الفلسطينيّ اللاجئ منذ قدومه إلى الحياة.. فهو مطارد باللجوء منذ اللحظة الأولى.. مطارد بالحرمان منذ الصرخة الأولى التي يطلقها معبرا عن قدومه إلى هذه الحياة .. مطارد بغياب وطنه قبل أن يتعلم كيف يلفظ حرفا واحدا من حروف لغته .. ومطارد بالحرمان من كلّ معاني الطفولة كون اللجوء الذي أصاب أهله بعد أن سرقت ديارهم واغتصب وطنهم يعانون ما يعانون من شظف وقسوة الحياة .. مطارد حتى من نعمة ممارسة طفولته في سنواته الأولى ببلده ، فهو لاجئ في طفولته، مكتوب عليه أن يتذكر أنّ البعد عن الدار مقيم في كل خطوة من خطواته في أي مكان كان ..!!.. لا أحد ينكر طبعا أنّ معاناة الطفل الفلسطينيّ تحت الاحتلال أشدّ قسوة وظلما وإيلاما .. لكن من الصعب تجاوز حياة الطفل الفلسطينيّ في حالة لجوئه .. من الصعب أن نتجاوز حياة منتهكة باللجوء ، محاطة بالغربة.. فهذا الطفل مثل أي طفل آخر من حقه أن يمارس طفولته بشكل طبيعيّ عادي كأي طفل في العالم .. ولكن هذا غير مضمون له بأيّ شكل من الأشكال ، لأنّ اللجوء ضاغط بثقله على أهله وعليه وعلى كل أقاربه ، فهو محاط بجو التشرد والغربة واللجوء منذ سنواته الأولى .. ولا نستطيع القول علينا أن نجعله يتجاوز مكونات اللجوء بعدم الحديث عن ذلك أمامه ليحيا طفولته بشكل طبيعيّ كما يطيب للبعض من أصحاب الآراء التي تخفي الكثير حين يطالعوننا بمثل هذه النصائح!! .. فالابتعاد عن ذكر اللجوء والتشرد ، لا يعني أبدا أن كل شيء سيسير بشكل طبيعي وعادي حتى بالنسبة للطفل .. فأن نقول إننا سعداء لطفلنا ، ونحن نعاني البعاد والحرمان من وطننا ، سيكون قولا غير واقعي أو مقنع ، لأنه يخرج من حياة نحياها وهي واضحة أمام الطفل .. ومن غير المجدي أن نمنع الحديث عن فلسطين والحنين إليها أمام الطفل وكأنّ الفلسطينيّ يرتكب ذنبا بالحديث عن وطنه وداره ..!!.. والمنطقيّ أن يطالب العالم بتصحيح الخطأ بدل مطالبة صاحب الحق بأن يخطئ ألف مرة حين يتناسى بلاده أمام أولاده كي يعيشوا سعداء..!!.. والسؤال كيف سيعيشون سعداء وأهلهم وهم الأقرب إليهم لا يعرفون هذه السعادة وكل منهم يعيش الغربة واقعا لا كلاما ، ويتنفس واقع اللجوء في كل لحظة خلال حياته التي تعاش بعيدا عن الوطن .. من المنطقيّ أن نعطي طفولة اللاجئ حقها في الطفولة الصحيحة والصحية حين نجد الحل المناسب له ولأهله من خلال العودة إلى وطنه.. فالطفل الذي يكبر ، والطفل الذي يأتي بعده سيبقى محروما من معنى الطفولة الحقيقية في جو الغربة والبعد عن الوطن كون اللجوء لا ينتهي بانتهاء الجيل الذي ولد في فلسطين كما يراهن العدو الصهيونيّ، لأن ذهاب الوطن وسرقته واغتصابه يعني شعبا كاملا متصل الوجود لا منقطع أو ممتنع الاستمرار والتواصل .. والحق لا يخص عددا من الأشخاص يتوقف عندهم وينتهي معهم وكأننا نلعب لعبة لا معنى لها بأي شكل من الأشكال.. فالطفل الفلسطينيّ اللاجئ ، كما الطفل الفلسطينيّ في الوطن المحتل ابن لشعب فلسطين واستمرار له ، ولذلك فالحق متصل مع وجود هذا الشعب واستمراريته .. ومن حق كل طفل أن يتمتع بطفولته في وطن لا احتلال ولا اغتصاب فيه .. هذا هو الحل الوحيد، وكل الحلول الأخرى مجرد مسكنات مؤقتة التأثير والفاعلية ولا معنى لها.. [/align][/cell][/table1][/align] |
الساعة الآن 49 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية