منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الرواية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=166)
-   -   الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23328)

هدى نورالدين الخطيب 10 / 07 / 2012 15 : 10 AM

الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
 
[align=justify]
فكرة أدبية جديدة ابتكرت فكرتها من خيالي أرجو أن تروقكم وأظن لا أحد سبقنا لمثل هذه الآلية.


رجل قام بقتل ولده والتجأ إلينا طالباً أن يقوم أعضاء نور الأدب كل بدوره بالمرافعة والدفاع عنه
فلتكن روايتنا المشتركة منطلقها المرافعة والدفاع وسرد ظروف الجريمة كل وفق رؤيته حتى نشكل روايتنا
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 10 / 07 / 2012 39 : 10 AM

رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
 
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/39.gif');border:4px double silver;"][cell="filter:;"][align=justify]
تناقلت وكالات الأنباء في العالم خبر إقدام رجل في الستين من عمره على قتل ابنه الشاب بينما كان نائماً، وبطلقة واحدة من مسدسه..
هذا وأكدت الأنباء الواردة أن الرجل يتمتع بكامل قواه العقلية ولا يتعاطى أي نوع من أنواع المخدرات أو الكحول - ويتساءلون - أي إجرام هذا وأي وحشية تجعل من أب يقدم على قتل ولده الشاب؟!
تصدر الخبر كل صحف العالم
أي إجرام؟!
حقاً إنهم شعب همجي متوحش

عينت المحكمة محاميا للأب القاتل لكن الرجل رفض التعامل معه وأصر على صمته ولم يخرج عنه سوى بعبارة واحدة:
[gdwl]
أعضاء نور الأدب يكتبون حكايتي ويترافعون عني
[/gdwl]
في الجلسة الأولى للمحاكة والتي تم فيها تحديد موعد قادم بعد شهر لاستئناف المحاكمة ريثما نتولى ترتيب الدفاع
وقف الادعاء في الجلسة الأولى يطلب أقصى عقوبة لهذا الوحش الآدمي الذي قتل فلذة كبده، وكان صوته يجلجل في قاعة المحكمة:
حتى وحوش الغاب لا تقدم على مثل هذا
الأسود والنمور تحمي أولادها، حتى الأفاعي والتماسيح !!
نعم لو كان الإعدام فهو يستحقه ألف مرة

توجه القاضي لسؤال المتهم:
* هل أنت مذنب؟
- لا لست مذنباً
* ألم تقتل ولدك؟
- نعم قتلته بمسدسه، ولو عاد ألف مرة لقتلته في كل مرة من جديد..
* لماذا؟!
- لأنه روح خبيثة وعمل غير صالح وعار يجب التطهر منه، إنه إبني لكنه ليس مني ...

____ وصمت الرجل تماما بعد هذا الجواب____

وهو الآن بانتظاركم لتقوموا برواية حكايته والدفاع عنه

[gdwl]
وها نحن جميعاً بانتظار المتطوع الأول ليروي الحكاية ويبدأ مرافعته
ثم المتطوع الثاني والثالث إلخ...
[/gdwl]
[/align][/cell][/table1][/align]

فيصل بن الشريف الاحمداني 10 / 07 / 2012 26 : 01 PM

رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
 
فكرة جديدة وطرح لم يسبق له مثيل استاذة هدى مثلما عهدناك دائما فريدة في طرحك
اردت ان ابدأ ولكن ترددت لان البداية ستكون سردا لاحداث ستوجه مجريات الحكاية وتفاصيلها لذا من الافضل ان تكون من نسج عضو له في مقام الرواية و سرد الاحداث نصيب لذا سأؤجل دوري الى ما بعد ...الى أن يسمع الناس حكاية الاب و قصته....
فكرة رائعة و مميزة استاذة هدى و انا في شوق لتتبع مجريات الامور.

عبد الحافظ بخيت متولى 10 / 07 / 2012 31 : 02 PM

رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
 
بعدها صمت الب وانتحى جانبا وتقدم أحد دفوع نور الأدب
سيدى الرئيس
السادة المستشارون
حين خلق الله الكون وأراد تعميره أودع فيه آدم وأودع فى آادم حب الأبناء حتى يتم تعمير الكون واستمراره ولذلك كانت محبة الأبناء أهم ما يشغل قلوب الآباء وليس من المعقول أن يقتل الأب ابنه أو تمتد يده وإن امتدت ترتعش وتععود للوراء لأن نهر الحب فى القلب يفيض فيملأ الجباه بالعرق ويمنح اليد الارتعاش ويهزم الغيظ فى النفوس ويتحاور الدم فى عروق الابن والاب لانهما من نهر واحد فيكونان كشاطئ نهر يتدافع موج الحب بينمها وإذا ما لامس أحدهما رده برق إلى الآخر رغم ثورة الغضب فيحار الحب على أى شاطئ يرسو
فهل يعقل ياسيدى أن يقتل الأبا ابنه بهذه السهولة ؟
لكننا الآن أمام تجربة وقعت وجريمة حدثت جريمة لاتشبه ما فعله قابيل وهابيل مؤسسا أول جريمة فى الأرض لأنه بين رحم متصل وجذع له فرع ممتد فكيف تقتل الجذوع فروعها وهى التى تباهى بها بين الأشجار؟
دعونا حضرات السادة نسأل أنفسنا لماذ قتل الب ابنه؟ وأى جرم حدا بحانا الأب إلى الجفاف حد القتل ودعونا نتذكر قصة الخضر مع موسى وكيف كان الخضر يهدم ويبنى ويقتل ويحمى دون مبرر منطقى دفع واعية موسى ان تمزق عقد الرفقة وتتجاوز الشروط وتغرق فى الدهشة والأسئلة القلقة والحيرة المميته لكن حين جاء تفسير الخضر لموسى عن الحوداث اللامنطقية بطلت الدهشة وانقضت الحيرة لان الخضر كان يعلم ما وراء سجف الغيب ويستشرف المستقبل وهنا لابد ان نخرج الى المستقبل المؤسس على الحاضر والطالع من الماضى فالخضر حين قتل الغلام كان قد قرا الماضة وتأمل الحاضر واستوعب المستقبل فقتل الغلام لان ابويه صالحين وهو كافر سوف يقتلهما وينشر الشر فوأد الشر فى مهده
من هنا فالماضى يرسم جحود الغلام وقهره لوالده والحاضر يقر الشر النبت الصغير الذى استعصى على كل صلاح وتجاوز حدود النصح وتطاول على القيم الدينية والتربوية وهو لا يزال العود اللين فكيف به اذا اشتد عوده وصار يملك القوة سوف يملأ الهواء شرا والارض فسادا والعضو الفاسد قتله فى مهده فيه حفاظ على مستقبل آمن وحياة مستقرة من هنا لابد أن نزيل من طريق الانسانية كل عضو فاسد غاصب قاهر للضعفاء ومن هنا فلم يكن قتله بالأمر الهين على الأب الذى يجرى فى دمه تيار اخلاقى تربى عليه قضحى بابنه ليضمن سلامة قومه وأمن محيطه وقد كان ابراهيم عليه السلام يضحى بابنه ليضمن رضا ربه
حضرات السادة كل تجارب الترايخ تحمل النقيضين الحب والقتل النمو والوأد وايهما أنفع كانت البشرية تقضى به فالالنسان قتل فى الطبيعة عنفوانها ليحيا بها والاب قتل ابنه ليضمن استمرار حياته وبقاء مجتمعه
هذا والله من وراء القصد ولربما ضارة كانت اكثر مفعا فى عيون الكثيرين
ولما انهى السيد / عبد الحافظ بخيت مرافعته جلس فى المقعد المخصص له ليأتى مدافع آخر من أعضاء نور الأدب ليعرض للقضيه وما زلنا فى انتظاره


خيري حمدان 10 / 07 / 2012 54 : 03 PM

رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
 
سيدي القاضي، السيد المدّعي العام، السيدات والسادة المحترمين
اسمحوا لي قبل الترافع والدفاع عن موكلي أن أعود بالذاكرة إلى الوراء قليلا، علمًا بأنّ موكلي أسرّ لي بالكثير. بعضه مقنع والآخر كذلك.
قد يشير البعض بأصابع الاتهام إلى موكلي بصفته قاتل من الدرجة الأولى، لأنّه قام بعملية القتل عن سابق إصرار وكان بكامل قواه العقلية حين نفّذ هذه العملية! من وكّله، من أعطاه الحقّ بالقيام بذلك؟ أنا أيضًا أتساءل، أريد أن أضع النقاط على الحروف. جميعنا يدرك بأنه لا يوجد من يمتلك حقّ انتزاع الروح من الجسد سوى خالقها وبارئها، وبعد إجراء محاكمة عادلة. نعم، كلّ هذا صحيح. ولتعلموا يا سادّة بأن موكلي حقيقة (صرخت بكلّ ما أوتيت من قوّة) قد أجرى هذه المحاكمة. وتوصّل إلى هذه النتيجة، بعد تمحيص كافّة الجوانب والاحتمالات. هل تعتقدون بأنّ هذا الرجل يسعى لتخليص جسده من براثن المحكمة والقصاص؟ لا فهو أشجع مما تتصورون. هو القادم في نهاراتنا حين تهربون بعيدًا عن المكان، خوفًا من تبعات تأنيب الضمير.
لكن دعونا نعود ثانية إلى صلب القضية. لسنا بصدد استعراض القضية معكوسة كما فعل دوستويفسكي من قبل في روايته "الجريمة والعقاب". المعني هنا هو هذا الرجل المكلوم بقتل ابنه بيده، هذا الرجل الحكيم الذي فعل ما فعل بعد أن استيقظ ضميره في وهلة من الزمن. اعذروني فقط أطلت عليكم، لكن وسائل الاتصالات والمعلومات المتاحة في فضاء الانترنت سمحت لهذا الرجل بالاطلاع على الكثير من الأسرار. قال لي موكلي بأنه عاد ذات يوم إلى البيت، فوجد جهاز حاسوب ابنه يعمل. جذبه الفضول لمشاهدة نشاط ابنه في هذا العالم الافتراضي. أتعرفون ما وجد في علبة السحر هذه. وجد الكثير من صور المناضلين والنشطين في القرية والمدينة، وجد أسماء الكثيرين من الذين وهبوا حياتهم لمكافحة الاحتلال! كافّة هذه المعلومات كانت في طريقها لأجهزة الأمن المعادية. نعم كان على وشك أن يرسلها، لأنّني وجدت مثيلاتها من المعلومات محمّلة في بريده الالكتروني. لهذا قرّر أن يقوم بهذه الخطوة الاحترازية. حين قام بقتل ابنه بالطريقة التي تصفونها بالوحشية، تمكن من إعتاق الكثير من الشباب والشابات من خطر التنكيل والاغتيال. ثم قام موكّلي يا ساد ة يا محترمين بمحي وشطب كلّ شيء من الحاسوب والأماكن الدفينة التي يمكن ان تتواجد فيها هذه المعلومات. ليس هذا فحسب، لقد قام باستئصال قلب الحاسوب ((ذاكرته)) وأشرف بنفسه على حرقها وتدميرها نهائيًا.

هل تعتقدون بأنّه مجنونًا أو وحشًا؟ هههه. لا يا سادة، هذا رجل فاضل والتاريخ يشهد على الكثير من هذه الأمثلة. إنّها تضحية مقابل أضحيات. والآن اسمحوا لي أنا الموكل من قبل نور الأدب الأديب خيري حمدان للاستماع إلى مرافعة محامي آخر. فقد سئمت نظرات التحدّي والاتهام في عيوانكم.


علاء زايد فارس 11 / 07 / 2012 50 : 12 AM

رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
 
[align=justify]
عفوا سيادة القاضي، لقد جئت متأخراً لأن الكهرباء كانت مقطوعة :-)
احم احم

سيدي القاضي، حضرات السادة المستشارين، ..إن هذا الرجل المسكين بريء من التهمة المنسوبة إليه براءة الذئب من دم ابن يعقوب...

إنني أستغرب واستهجن الاستخدام السيء للقصة التي أوردها الإدعاء في رده على مرافعتي السابقة، حيث استشهد بقصة حدثت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر الولد وأنبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب (أي القراءة). قال الولد: يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك. أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي وقد سماني جعلاً (أي خنفساً) ولم يعلمني من الكتابة حرفا واحدا. فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت إلي تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك "

ولكني هنا أسألكم أيها السادة لماذا لا تستشهدون بقصة سيدنا نوح عليه السلام مع ابنه الذي نال ما يستحقه وغرق في الطوفان، ...

لو فكرنا قليلاً، كيف لرجل يشهد له الناس أن يده نظيفة، وأنه محبوب بين الناس، يكرم الضيف ويساعد المحتاج، رجل تقي نقي ، كيف له أن يقتل فلذة كبده؟؟

ولماذا قتل هذا الولد تحديداً ولم يتعرض أي من أبنائه وبناته الآخرين لأي اعتداء لفظي أو جسدي سابقا من أبيهم؟؟؟

هذا الرجل الذي يقبع خلف القضبان الآن هو ضحية لهذا الولد المستهتر، الذي كان يسرق عرقه ويبدده على المخدرات دون علم أبيه، ولم يكتف بذلك بل كان يسرق الجيران أحياناً، ويسبب لوالده الكثير من المشاكل، حيث كان هذا الرجل يعود من عمله منهكاً متعباً كي يمضي بقية يومه في حل المصائب التي سببها ولده العاق...

لقد استهان هذا الولد بكل القيم والتقاليد، حيث كان يشتم والديه، وقد مد يده سابقاً على أمه وسرق ذهبها كي يتعاطى المخدرات، وأخذ ذهب أخته رغماً عنها لذات الغرض أيضاً...

ولم يكتف بذلك فحسب، ففي تلك الليلة التي قتل فيها هذا الرجل ابنه، اكتشف هذا الرجل أن ابنه كان يوزع المخدرات ويفسد جيلاً كاملا في الحي الذي يقطنون فيه، وبعدما راقب ابنه لساعات طوال تبين له أن ولده يتلقى تعليمات مكتوبة في نقاط ميتة وهذا يعني أن هذا الولد كان يعمل لصالح جهة أجنبية تحاول تدمير بلادنا ...

فكر الأب لحظتها في أن يسلم ابنه للشرطة، لكنه كان بين نارين، أن يسلمه كي تحصل الشرطة على معلومات قد تفيد الوطن فيفتضح أمر ولده فيصبح هو والد الجاسوس في نظر الناس أو أن يصمت ويعيش مع عقدة الذنب إلى الأبد!

لم ينتظر الأب كثيراً وحسم قراره فأمسك به وقال له تعال معي إلى الشرطة سأسلمك بنفسي، لكن الولد دفع والده وضربه وأخفى ما لديه من ممنوعات، وتخلص منها بسرعة ثم قال له مستهتراً:
الآن إن ذهبنا إلى الشرطة سيسجنوك أنت!
فقال له: حسناً إذا كان القانون قاصراً لا يحمي الوطن، سأنجز المهمة بنفسي وسأدفنك مع العار الذي قد يلحق بي إن اكتشفوا أمرك!
وقام بقتله!

سيدي القاضي، حضرات السادة المستشارين، إن أهل الحي ينظرون لهذا الرجل القابع خلف القضبان بنظرة البطل لأنه خلصهم من مجرم محترف، نشر المخدرات بين أبنائهم، وأخذ الكثير من الشباب والبنات إلى مستنقع الرذيلة...وأعتقد أن المزيد من التحقيق قد يثبت أن هذا الولد كان يعمل لصالح جهات أجنبية تريد تدمير هذا الوطن...

إن هذا الرجل القابع خلف القضبان يستحق وساماً لأنه خلص البلاد من شرور هذا المجرم، وداس على أبوته في سبيل ذلك، وما أصعب أن يقتل الرجل فلذة كبده من أجل أن يحيا الوطن، كل الوطن!

لذا أطلب من سيادتكم أن تحكموا له بالبراءة وأن تنصفوه بصفته بطلاً وطنياً وشكراً

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[/align]

بوران شما 11 / 07 / 2012 36 : 01 AM

رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
 
سيدي القاضي , السادة المستشارون , السيدات والسادة الحضور

اسمحوا لي قبل تقديم مرافعتي , أن أعيدكم إلى قول موكلي الذي أعلنه بكل ثقة وصراحة ,
إن هذا الرجل الجريء يقر ويعترف وهو بكامل قواه العقلية , ورأسه مرفوع للأعلى ,
بأنه قتل ولده ويقول بملء فمه :( لأنه روح خبيثة وعمل غير صالح وعار يجب التطهر منه,
انه ابني ولكنه ليس مني ). ويعلن أيضاً أنه لو عاد لقتله في كل مرة من جديد .
ربما ولأول وهلة يصدمنا هذا الرجل بصلفه وجبروته وظلمه وقلبه الحجري , فكيف يتجرأ
ويقتل فلذة كبده , وهو مؤمن ويدرك ان قتل النفس حرام , وقد حرمه الله في كل الأديان
السماوية ,
لكن صدمة الأب كانت في ولده عندما وجده يملك في البنك مبالغ من المال كبيرة جدا جدا.
وبعد أن بحث في الموضوع اكتشف وبالدليل القاطع أن ولده الذي علمه ورباه على
الأخلاق والتربية الحسنة وعلى حب الوطن , اكتشف بانه عار ويجب التطهر منه , فولده
يتعامل مع عدو الله والوطن ويوشي بأسماء وتحركات الكثير من الرجال الأبطال المناضلين
إلى العدو ليصطادهم الواحد تلو الآخر . الله أكبر , صرخ الأب , كله ولا الخيانة ولا العمالة
ولم يحمله عقله فأشهر مسدسه وأطلق النار على ولده .
هذا الفعل الذي تصفونه بالوحشية والإجرام ليس أصعب على الأب مما قامت به الأم الفلسطينية
التي تحمل في قلبها كل الحنان والعطف والتي لا يمكنها أن تسمح لأي أحد أي يؤذي فلذة كبدها
ولكنها أصرت على مشاهدة إعدام ولدها الخائن لبلده وشعبه ودمه حين باع نفسه للعدو الصهيوني
وبعد إعدامه تقدمت نحوه وظن الجميع للوهلة الأولى أنها سترمي نفسها على فلذة كبدها لتحضنه وتقبله
لكنها بدلاً من ذلك فإذا بها تدوس على صدره ووجهه بقدمها وتعلن على رؤوس الأشهاد بتبرئها منه
في الدنيا والآخرة .
الخيانة , سيدي الرئيس , بكافة صورها وأشكالها بغيضة , لكن تبقى خيانة الوطن أكبر الخيانات ولا
يمكن تبريرها مهما كانت الأسباب والظروف .
هذا الرجل الوطني الشريف يستحق التقدير والاحترام لأنه داس على قلبه من أجل حماية الوطن
الذي هو أغلى من الروح .
آسفة على الإطالة سيدي القاضي , وبانتظار باقي محامي نور الأدب , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


حياة شهد 11 / 07 / 2012 37 : 09 PM

رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
 
سيدي الرئيس .. السادة المستشارين ..
حضرة ممثل الحق العام ..
***
بداية لا يسعني إلّا أن أقدم التعازي الحارة لهذا الرّجل الواقف خلف القضبان .. في ولده و في العمر الذي أفناه خدمة له و سعيا منه لأن ينشئ من خلاله جيلا تحكمه المبادئ السامية و الأخلاق الكريمة و رجلا يستند عليه إذا ما حفر العمر أخاديده العميقة .. و برز شبح الشيخوخة المخيف ..
فهو أولى بأن نقدّم له جميعا العزاء و المؤازرة .. رغم كلّ شيء ..
هذا الجالس أمامنا التعيس بموت ولده، الصامت، الهادئ .. صمته لا يعني أنّه فاقد لصفة الأبوة بل بداخله أشياء لا يودّ الإدلاء بها و أوّلها صدمته بموت ولده أولا و على يديه ثانيا و كيف انّه قتل عمره المتمثّل أمامه في صورة هذا الشاب الّذي كان من المفروض أن يحني قامته حتّى يرفع شأن والده ..
هدوءه ينمّ عن روح معذّبة حدّ السكون المريب .. جسده لا يعكس أبدا بساطة الموقف .. كما يبدو عليه للوهلة ا أولى ..
ذلك الدمع المتجلّد في مقلتيه يكفي قارتنا العربية لزمن من الشتاء .. و الحرقة الموصدة دوننا تستفزّ أعتق البراكين الخامدة منذ عصور .. لأن يفجّر ذاته قهرا و ألما .. حمما حارقة ..
أستسمحكم عذرا على هذه المقدمة التي أردتها عمدا كي أخاطب فيكم الحسّ و الشعور و صوت الضمير النائم المستلقي فوق فضيحة إنسانية كهذه ..
أيّها السادة الكرام ..
قضيتنا اليوم ليست قضية عادية لتدفعنا عن صمت داخلي للبحث في مجلّدات القانون عن أي من البنود الّتي يجوز تطبيقها أو أي المواد يجوز إسقاطها .. أو أية وثيقة رسمية تكفل تطبيق أقصى عقوبة ..
بل يجب أولا التساؤل عن أيّ قانون وجب تطبيقه على قضية الحال .. و من هو الأجدر لأن يحمل عالة الأبوة المنكسرة ..
هل يكفي قانوننا الوضعي الّذي هو نتاج مخيلة الإنسان و فقهه في مجال الجريمة و سلاطة لسان الحق الممثّل في الحق العام الممثل أيضا في " الإنسان " .. ككائن عادي قد يتجاوز بفكره البسيط أهم الأمور التي قد لا تبدو دون التفكير العاقل، الرصين ..
أم وجب البحث عن قاعدة إلهية أسمى من تلك المدونة فوق أوراق قد تحمل الرّياء الإنساني المعروف منذ غابر العصور .. قاعدة قد تكون أرحم لأنّها الأسمى و فوق مستوى العقول البسيطة ..
قاعدة إلهية تنطلق من عمق الرابطة المقدّسة التي تجمع الضحية بقاتله .. ذلك الدم الموصول برابطة أسمى بجسده .. تلك الخارقة الإلهية و المعجزة الربانية الموصوفة بين هاذين الكائنين ..
أمع هذا يجوز لنا كبشر أن نتّهمه بحكم القواعد القانونية الّتي تعتبر في هذا المجال مجرّد طيش حرفي لا يفقه شيئا في العلاقات الرّوحية التّي هي أسمى و أرفع من مجرّد علاقة عابرة ..
هذا الرّجل الواقف أمامنا .. مشدوها، مصدوما كأنّه لم يستوعب بعد قدر الرّحيل .. مصمّما كجسد هذا القفص الماثل بداخله ..
لو سألناه عن حقيقة شعوره الأبوي حيال دمه المهدور .. كيف سينطق .. ؟ كيف سيقول انّه قد قتل نفسه قبل أن يخرس ذلك الجسد للأبد .. أهدر روحه قبل أن يحمل مادة الجسد تلك الساكنة بين يديه دون محرّكها .. يشقّ عليه أن يراه ممدّدا دون حركة ..
و هل سينطق الجسد يوما و يناديه " والدي " .. ما وقع تلك الكلمة التي أصبحت اليوم مكتومة .. ؟
لو سألناه بغض النظر عن فعلته .. دون أن نتطرّق إلى الواقعة بوصفها واقعة ..
هل أحبّ ذلك الشاب يوما ..
و ماذا عساه أن يجيب .. غير أنّه أحبّه منذ أن عرف بقدومه .. أحبّه قبل أن يفلت من قبضة الّسماء و يسقط رضيعا بين مخالب أرض قاسية ..
أحبّ روحه السويّة التي زرعها الله في رحم والدته و كنيته و صورته المجهولة و صوته المكتوم .. أحبّه قبل أن يتكهّن شكله أو صوته .. أحبّه ككيان ينتمي إليه بغض النظر عن أيّ ميول أخرى .. أحبّه امتثالا لرابطة روحية ..
سيدي القاضي ..
لنتناسى القضية قليلا و لنتناسى مواد القانون و حضورنا هنا من أجل فرضية الإعدام كأقصى عقوبة .. لنتناسى أّننا هنا تحت أسوار المحكمة الموقرة و أنّ جدرانها الخرساء توحي بالموت و العقاب القاسي على كلّ حالة مشابهة ..
و لنتفكرّ .. فلنُعْمِل عقولنا و فكرنا ..
هل يعقل لإنسان سوّي أن يرتكب جرما في حقّ ذاته .. و تاريخ الإنسانية يثبت أن الوالدين يستميتان في سبيل أولادهما، فكيف إن كان القاتل أحدهما ..
لا عقل و لا منطق يجبرنا على التسليم بذلك ..
هل تقتضي الطبيعة الفطرية للإنسان و غريزة الأبوّة .. ؟ أن يجاهر الأب بقتل ولده ثم ليكرّر المأساة عن طيب خاطر إن افترضنا عدم حدوث الوفاة .. أو تكرّر مشهد الإساءة العظيم أمامه و تكرّر الجرم الّذي سبق الجريمة ..
فليسأل كلّ واحد هنا نفسه ..
هل يمكنه في أحواله الطبيعية أن يرتكب فعلا مشابها و لو على سبيل المزاح .. رجل استيقظ و في نفسه رغبة في القتل و التّصفية .. حاجة ماسة و دعوة نفسية خاصة تبيح له الإجرام فوقعت الرغبة فوق جسد أحد أبنائه فاستسلم لها .. !!!
*****
( ساعتها دوّت قاعة المحكمة بأصوات الحضور .. بنقاشات و جدالات و صراخ دفع القاضي لاستعمال مطرقته حتّى يخرس الحاضرين و يأمرني كدفاع عن المتهم بأن أواصل المرافعة .. )
*****
سيدي الرئيس ..
مجرّد سؤال بسيط حرّك قاعة المحكمة في ثوان فقط .. الكلّ استنكر الفعل و ردّة الفعل انطلاقا من قناعاته الشخصية و صوت الحق و الضمير الأخرسين .. يكفي هذه العلامات و الرموز التي اتضحت جليا على الوجوه لنتأكد بأنّ الوضعية شاذة .. و لا تنتمي للطبيعة البشرية السوية بأي حال من الاحوال ..

كلّها علامات استفهام و استنكار و ذهول ..
علامات تعاطف و أخرى تجهّم و الكلّ يصدر حكمه السابق لأوانه دون أن يتفكّر و يتأمل و يستنتج .. و يسوغ المبررات ثمّ ليدعي غير ما أثارته حفيظته من صدق أو حتّى كذب ..
ما فائدة العقل و الفكر إن لم نُعْمِله خدمة للقضايا التي تخرج عن المألوف بحكم .. ليست الغرابة فقط إنّما بحكم استهجاننا للظروف المحيطة، للوقائع، للتعليقات .. لكلّ ما يحيط بالجريمة من متاهات و غموض ..
قد يتبادر السؤال هنا ..
عن مدى سلامة القوى العقلية لهذا الرّجل الأب المبتلى في فلذة كبده ..
و أرى أنّ فكرة السلامة العقلية قد تجاوزها الزّمن آو على الأقل تجاوزتها قضيتنا الإنسانية هذه .. فليس من المبرّر يقودنا للبحث عن وسيلة للخلاص فقط و حتّى نقهر لغة القانون بعبارة بسيطة .. كأن نقول مثلا أنّ المتهم يعاني من اضطرابات نفسية أو عقلية أو أنّه مثلا يعاني من أثار المخدرات او الكحول التي تناولها يوما .. أو .. أو ..
بل إعمالا لقاعدة التفكير السليم و جب البحث في عقله لا من باب إصابته بمرض نفسي أو عقلي من ذلك المتعارف عليه ..
إنّما من باب الخطوات العقلية التي سلكها المتهم شيئا فشيئا وصولا إلى تحرير أفكاره على شكل جريمة سيشهد لها التاريخ و الإنسانية و الأجيال .. و لابد أن نصدر حكمنا انطلاقا من هذه الخلفية فإما نوصل القضية بتفاصيلها كاملة قد تفكّ عن الأجيال القادمة عقد القتل و سفك الدماء .. و إما نوصلها مخدوشة مشكوك فيها و هنا ستقع الكارثة حتما فالكل سيعطي انتقاداته انطلاقا من أفكاره الخاصة الطائشة في مجملها أو قد ترتكب جريمة أخرى تستلهم صوابها و شرعيتها من مثل هذه القضية و تنسب بالتالي إلى سابقة خطيرة .. دون النظر في الأسباب ..
من باب الأفكار السلبية و حتّى الإيجابية التي حملته على تنفيذ خطة لا شك انّها جاءت حتمية كنتيجة كان يجب الوصول إليها من خلال محادثة طويلة مع النّفس و حتّى الرّوح ذلك أن الرّوح ما كانت لتستوعب أبدا اختصار المسافات الممكنة من أجل الوصول لفعل مادي بحث . لا يمتّ للتفكير السليم بصلة ..
سيدي الرّئيس ..
أتحدّى أي شخص هنا أن يرفع يده انطلاقا من هيئتكم الموقرة و يفضح نزعاته و ميوله إلى ارتكاب نفس الفعل اعتمادا على أسباب جادة قد يرسمها بمخيّلته ..
فليبحث كلّ والد عن سبب مقنع .. انطلاقا من علاقته الأسرية و المبادئ السامية التي رسمها من يوم زواجه و ميلاد أول طفل للعائلة ..
لا شك انّ كلّ واحد منا قد رسم لوحته الأسرية انطلاقا من مبادئه و أساسياته و خطوطه الحمراء التي لا يجب ان يتعداها احد حتّى هو نفسه .. و بالتالي أيّ تجاوز قد يشكّل أول خطوة للاعتقال و المساءلة ..
كلّ واحد شيّد مملكته الخاصة بأفكاره و تصميماته و منهجياته خلال فترة زمنية قد تكون طويلة جدا لدرجة أنّ طفله الصغير ذلك الّذي كان يجثو على ركبتيه يوما استعطافا لوالده على خطأ طفولي صغير .. قد شبّ و أصبح يمسك العصا من مؤخّرتها و يلوّح بها في وجه التقاليد التي يراها بالية، ضاربا عرض الحائط مدخرات والده العقلية و المنطقية و الدينية .. فكيف في لحظة سهو أو تمرّد أن يسمح بتهديم كلّ شيء كأن لم يكن .. كيف له أن يتقبّل فرضية انهياره كرب أسرة و أن القيم قد ماتت و قد مضى عمره يغرسها في قلوب أولاده ..
الإسلام و الدين عماد الأسرة العربية فكيف سيسمح لهذا الولد أن يلج البيت متأخرا و هو يحمل قارورة كحول صغيرة مخبأة بعناية شاب مستهتر في أدراج ذاكرته و هو المعتاد على لغة القرآن و ذاكرته تحفل بأنواع المناسبات الدينية ..
كيف له أن يتسامح و ولده البار بل الذي اعتقده ألف مرة كذلك، يستغني عن هذه الصفة ليفاجئه يوما في غرفته و في وقت متأخر من الّليل يدخّن سيجارة قاتلة .. و في أدراجه أشرطة ممنوعة .. أو في حوزته وثائق تنظيم سرّي قد يعرّض أمن البلد للخطر .. أو أنّه قد هتك عرض فتاة قاصر أو شتم والدته او رفع يده في وجه أبيه أو داس على قيم الدين أو .. أو ..

و إن ثبت مثلا بالدليل القاطع أنّ أسبابه وطنية سياسية .. فكيف سنطبّق حكم جريمة خيانة عهد الأبوة على الوالد .. و هو الذي بتر عن نفسه عار الخيانة .. فهل يستحق هذا الرجل الموت ثمنا لذلك .. أم يستحق العيش و مواصلة النضال في سبيل جدية القضية التي ضحى لأجلها بدمه ..
إن ولده قد قتله قبل ذلك بوقت مجهول .. فكيف للقاتل أن يتحوّل إلى قتيل في ظرف وجيز .. مجرّد الإشهاد الجسدي لا يكفي .. لأن نقول أن الإنسان قد مات حقا .. قد يكون قتله نفسيا معنويا قبل ذلك .. صعقه في نفسه ..
كيف له أن يستوعب قائمة الأشياء الممنوعة الدخيلة على أسرة عربية أصيلة .. و هو القائم بل و المستميت في سبيل دحض و قمع كلّ دخيل أجنبي .. مدسوس على الوطن أو الاخلاق و الدين ..

أعطيت هنا أمثلة فقط من الأمثلة الكثيرة التي قد تدفع أي رجل دون أن يتهاون لسلك نفس الطريق و قد تختلف طريقة القتل حسب نوعية الدوافع .. فأحيانا نجدها أكثر بشاعة مما ورد في وقائع القضية ..

و لتتصوروا الفاجعة ..
******
مرّة أخرى علت الأصوات حتّى أربكت القاعة بقداستها و هيبتها و اهتزّت الجدران على صوت النحيب و الصراخ و الاستهجان و المواساة و المؤازرة .. بينما الرجل الواقف خلف القضبان .. أحنى ظهره و غرس وجهه بين كفيه جزعا و حزنا ..
حتّى رئيس المحكمة نفسه التمعت إحدى عينيه حسرة و استعطافا ..
و لم يعلّق ..
بعد ثانيتين استرجعت المحكمة صمتها و هيبتها و سط وجوه معكّرة و أنفاس تتقاذف وهج التأثر و عيون تلتمع من الحين للأخر ببعض الدموع المواربة .. وجوه لا تخلو من الاستغراب تارة و من الاقتناع تارة اخرى ..
صمتُّ .. حتّى أسترجع شيئا مما فُقِدَ بداخلي وسط سكون ذلك الجسد الذي تقاسم الجدران الحديدية المحيطة صلابتها و قساوتها .. كنت أعلم أنّ الرّوح التي تسكنه قد انشطرت في ثانية إلى ألف شظية ملتهبة ..
كنت أشعر أنّ ذلك الرّجل سينهار في أيّة لحظة .. ليس بسبب الجريمة، إنّما لأسباب أخرى .. لأسباب تجاوزها حكم الغيب .. تجاوزتها مخيّلة أيّ رجل عادي لم يعاصر جنون اللحظة الّتيمرّ بها و من تمّ يقرّر عن إدراك أو عن نصفه تصويب جسد الآلة القاتلة ناحية ظلّه المرسوم في صورة ولده ..
لأسباب قد يكون أهمها انّه فقد رسالته في الحياة و أنّه فشل في إدارة بوصلته للاتجاه الصحيح و هو المسؤول أمام الله على أحد أعضاء الجيل الجديد .. و انّه الواقف أمام العالم ينتظر نصيبه من عذاب الضمير
واصلت بنبرة حزينة تُدَاخِلُها في أحيان كثيرة أنفاس متقدة .. و شجن قاتم .. و دخان أبصرته ينطلق عمدا من شفتيّ المتورمتين .. قد يكون سلطان الدفاع على رجل أعتقده بريئا لأسباب كثيرة من زجّ بي في ذلك العالم من الاحتراق الرّوحي .. تلك المرافعة التي لم تأتي طوعا إنّما تزامنا مع أشياء احسستهاتتقدّ داخل ذلك الجسد الذي أبصرته لأكثر من مرة يسقط كتمثال حديدي فقد ليونته .. تشبّه في لحظة بالموت غير أنّه لم يكمل مرحلة الانعتاق ..
*******
سيدي الرئيس ..
و قد كلّفت بهذه القضية و من صميم نفسي أستعبد خطوات ولوجي القاعة منسجما و متحرّرا من عقد الفشل .. و انا أرفع كفيّ لله و أمام حضرتكم تضرّعا لأن يلهم الله هذا الرّجل الصبر و يعوّضه بما يثلج صدره عن قهر فقده لعمود نور ثبت أنّه امتهن الظلام بدلا من ينير سماء والديه .. عن دمار أقوى من دمار الموت ..
صراحة لم يفلح استجوابي له بشيء .. فلم يزد شيئا عن مجرّد الصمت و بعينين متحجرتين قال الكثير ..
حاولت استفزاز الأبوة فيه فلم يحرّك ساكنا .. حاولت اتهامه بالاعتداء على شرع الله فتجاوز الأمر بغصّة شديدة .. و بكلمتين كان يرددهما سرا بين شفتيه .. مستغفرا ربّه ..
حاولت اقتياده وهما و خيالا لمنصة الإعدام فلم يردعه الحبل المتدّلي فوقنا و لم يحرّكه الموت و لم يعكّر رجولته و أبوّته سوى صورة ولده التي وضعتها أمامه للتنويه .. علّه يفضح سبب ارتكابه لفعل القتل و لم يصدمني أنّه بصق عليها و لعنه في غيابه و أكمل حرقته بدمعة اعتقدتها في ثانية أنّها سقطت من خلف ذلك السياج الّذي فصله عنّي طوال مدة الاستجواب .. بل كان يبكي بصمت كنت أستشعره في حركة عينه اليمنى و هي تستعيد المسافات بينها و بين ذلك الواد المفصول .. عنوة ..
حاولت التخفيف عنه بضّمة من هواجس خفية فاستنكر علّي مسار المواساة و رمقني بنظرة تحدٍ توشك ان تهلكني كتتمة لقضيته .. و كأنّه كان يساومني على أن لا ادافع عنه .. فهو الرجل الذي فشل أمام الحياة فكيف له بعد ذلك أن يواجهها بوجه شاحب ..

سيدي الرّئيس ..
إنّ موكلي سليم عقليا تماما و أنا أراهن لو أنّ الزمن تراجع قليلا للخلف لأعاد تمثيل جريمته بنفس لغة التصميم التي شهدتها عدالة المحكمة منذ قليل لما اعترف امام الجميع أنّه غير نادم .. و أنّه مستعد لأن ينفّذ قصاصه لألف سنة مقابل وجود آخر لولده المتوفى ..
أبعد هذا نبحث في الأسباب و نشكّك في غرابة القضية .. و نتهمه بالجنون و لو انطلاقا من الفكرة ..
جاء في وثائق الدعوى و بشهادة بعض الحاضرين أنّ الولد كان ذو مزاج هادئ و مسالم .. و أفاد تقرير الطب الشرعي بعد تشريح الجثة أنّ الولد سليم من أيّ مرض عضوي ..
و انّ دمه في ليلة الجريمة كان خاليا من أيّ أثر للمواد المخدّرة أو الكحولية .. و اكد البعض من أصدقائه أنّه كان غامضا في بعض تصرفاته .. غير منسجم مع بعض القضايا التي أسموها هم بالسياسة .. و أنّ أشياءه الخاصة لا زالت محجوزة في إطار تحقيق سرّي ..
لا شيء يبرّر الجريمة صحيح .. لكن ..
ما الداعي لأن تحرّض الرّوح الشريرة في والده أو إن صحّ القول أن يهاجم شيء ما كان ليستيقظ لولا قساوة الموقف .. شيء يشوّه رسم الأبوة و ان يغيّر ملامحها الساذجة إلى حنق و جنون ..
ثبت أنّ الوالد متديّن و يؤدي صلواته في أوقاتها و محبوب عند الناس و سلوكه سوّي جدا .. و معروف بمساعداته الكثيرة لذوي الحاجة .. و انّه قضى نصف حياته خدمة للوطن تقاعد منذ حوالي سنة من سلك الشرطة ..
فكيف ستمحو لحظة مجنونة كلّ هذا و ينسلخ فجأة عن طباعه المألوفة .. ؟ ليس من أجل الانتقام كانتقام .. و لكن لأجل أن يحطّم عائلة بكاملها .. كانت قبل وقت قصير أسرة متماسكة يضرب بها المثل ..
لا شكّ أنّ الموضوع أكبر من ذلك بكثير .. و أنّ الدوافع كانت أكبر من إحساس الأبوة و صلة الرّحم .. هاجسا خفيا حوّلته محض الصدف لحقيقة وجب القصاص منها قبل أن تتقد لتصبح عالة على المجتمع ككل ..
ألا ترون سيدي الرّئيس تلك المرأة الجالسة هناك .. تتكئ على الكرسي و ظهرها مكسور .. و نبضها متوقف إلّا من بعض الأنفاس اللاهثة المكتومة .. المتتابعة في غير انتظام و أخاديد دمعها المرسومة .. عبرت وجهها كأنّها كانت لدهر من المعاناة ..
هي والدته ..
لم تتكلم ..
أيكفينا قهرا لو قلنا أنّ موت ولدها هو السبب الوحيد ..
أيكفينا تكهنا أن فرعها المكسور كان السبب خلف انحناء جذعها ..
حضورها هنا أكبر دليل على ثقتها التامة أنّ زوجها ( والد الضحية ) متهم بمحو العار .. متهّم بقتل الخيانة .. و هي متمسكة بعدالتكم الحكيمة و ترجو أن يعمّ العدل حتّى و إن فقدت فلذة كبدها .. هذا ما نطقت به .. هذه الخدمة الوحيدة التي أسداها لسانها المعقود منذ حلول الكارثة ..
سيدي الرّئيس ..
قد أكون اطلت الحديث .. لكنّ الوصّف الجنائي هنا يجعلني أبحث و أحرّر خطابات طويلة و أناقش أجواء الجريمة و ظروفها منطقيا و فلسفيا .. أحاول ان أسكن في عمق الوجع و أَشرُدَ بين الأفكار المتناقضة و المخاوف علّني أجد ضالتي .. أحاول الرّبط بين مختلف وجهات النظر .. و أُعْمِل عقلي فقط قبل مواد القانون .. و انا الإنسان قبل أن أكون رجل قانون ..
فالجمود العقلي قد يحطّم أكثر مما قد يشيّد .. و الاستنجاد بوثائق جافة لا تفقه في العلاقات الإنسانية المقدّسة شيئا و لا تفكرّ و لا تبحث قد يقودنا لظلم الفكر السليم ..
لذلك أرجو من سيادتكم التريّث و الفهم العميق و التفكير برويّة .. بجدّية إسقاط الحالة، بجدّية الأسباب لا بجديّة رجال القانون .. فلعل ذلك سيدفعنا أخيرا إلى تطبيق القانون في شقّه المخفّف المنطلق لا شعوريا من عمق إنسانيتنا و قد يكون للمحكمة اجتهادها الخص هنا .. بما يثري قوانيننا و يمنحها مرونة خاصة للتعامل مع كلّ جديد أو شاذ يطوّق ساحة الجريمة ..
و أذكّر : ..

أنّي لا أشجّع الجريمة مهما يكن .. انطلاقا من دوافعها الجادة فرغم كلّ شيء أدعو للتروّي و إحكام العقل و محاولة حلّ المسائل بأكثر حكمة و تبصر .. لكن موقفي كدفاع على متهم و انطلاقا من قناعاتي الشخصية ببراءة موكلي ليس من وجهة نظر القانون او المجتمع .. إنّما من وجهة نظر خفية يعلمها هذا الماثل أمامنا .. من عمق سحيق لفكرة أرهقت كتفيه حتّى كادت تشنقه لو لم يسلم بها .. و العبرة هنا بحالته و عمق تأثره لحظة ارتكاب الجريمة ..
قد تكون هذه مرافعة مبدئية و لكم البث في القضية بعد ان تتضح كلّ الجوانب و الملابسات بحيث يصبح معها النطق بالحكم ضروريا لا مجرّد واجب قانوني ..
و لهذا فإنّني ألتمس من عدالتكم فرص أخرى للبحث و التحري .. لاستجلاء الحقيقة كاملة حتى يتسنى للقانون أن يأخذ مجراه و يمارس شفافيته و عدالته غير المجروحة و حتّى لا تتهم المحكمة يوما بخدش في عدالتها ..
حين يستقصي الشارع و العامة و الصحافة و العالم الحقيقة المتخفية وراء تجهم هذا الرجل و تصلّبه و رفضه الإدلاء أو الدفاع عن نفسه أو حتّى السّعي لنيل البراءة ..
أختم مرافعتي عند هذا الحد .. و لي عودة بإذن اللّه في الجلسة القادمة ..
كلّ الشكر .. لهيئتكم .. و تقديري و كامل مواساتي ..

هدى نورالدين الخطيب 12 / 07 / 2012 37 : 11 PM

رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
 
[align=justify]
الأديبات والأدباء الكرام الأفاضل
كل الشكر والتقدير لمرافعاتكم الشفيفة الأدبية المتعمقة
أتمنى أن أقرأ المزيد من المرافعات فما زال العدد قليل جداً والمحكمة بانتظار مرافعاتكم

ورمتم قلبي قبل قلب الرجل الذي استعان بكم للدفاع عنه
أين؟!!!!!!!!
[/align]

علاء زايد فارس 13 / 07 / 2012 10 : 03 AM

رد: الأب القاتل نبحث له عن محامي يتولى الدفاع عنه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب (المشاركة 153069)
[align=justify]
ورمتم قلبي قبل قلب الرجل الذي استعان بكم للدفاع عنه
أين؟!!!!!!!!
[/align]

سلامة قلبك أستاذة هدى
بس هالرجال مش سارق كوز لبن من البقالة، هدا قتل بني آدم، بغض النظر عن ملابسات الحادث!
صدقيني لو جبناله قناة الجزيرة ما احنا مطلعينه براءة...
يعني كل الي بنقدر عليه بدل ما يلبس البدلة الحمرا وينشنق نلبسوا البدلة الزرقا ويآخد تأبيدة أو على الاقل 13 سنة سجن إذا أثبتنا إن الولد كان بوزع حشيش!
قولي يارب ونقدر نخليها سجن 10 سنين أو 8 سنين، مكفي جوسسناه للولد وطلعنا فيه كل مصايب الدنيا
لا تقلقي أستاذة هدى الأمور تحت السيطرة
ضايل أستاذة نصيرة تجي وتدافع عن الولد والراجل حتلاقيه على عشماوي عطول
قصدي على البراءة عطول!


الساعة الآن 25 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية