منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   دراسات أدبية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=39)
-   -   النص إجمالا (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=26723)

د. رجاء بنحيدا 08 / 03 / 2014 51 : 02 AM

النص إجمالا
 
مفهوم النص :
إذا كان مفهوم الأدب في طبيعته الكلية قد حير المنظرين ، فإن مفهوم النص أيضاً لا يحيد عن ذلك فمن أراد الإحاطة بمدلوله يتوسم عناء كبيرا مصدره الخلط في المفاهيم وتداخل الحقول المعرفية ،وكذا تعدد توجهات النقاد والمنظرين ، مما جعله دائم الانفلات وأكسبه طابعا رمى بالعديد من الباحثين إلى تجاوز تعريفه .
من هنا حقيق بنا أن نقف عند المعنى اللغوي لكلمة (((نص))) والمعنى الاصطلاحي ، حتى نرصد مستويات استعمالاتها عند بعض المنظرين ، باعتباره مفهوما إشكاليا عالقا ، يحتاج إلى توضيح وتحديد معناه في نظريات النص والخطاب وفي علوم اللغة والآداب .
1- المستوى اللغوي :
جاء في معجم الروس العامي المجلد 15 مايلي :
" تنحدر كلمة النص texte من فعل texére ، والنص تبعا لذلك يعني الثوب ، ويعني بعد ذلك تسلسل الأفكار وتوالي الكلمات ، إنه الكلام الخاص بكاتب معين في مقابل التعليقات "
وحين نعود إلى أصل الاشتقاق في اللغة العربية نجد ابن منظور في لسان العرب يدرج تحت مادة (((ن ص ص))) ما يلي :
" النص رفعك للشيء ، نص الحديث ينصه نصا بمعنى رفعه ، وكل ما أظهر قد نص "
وقال الأزهري :
النص أصله منتهى الأشياء ومبلغ أقصاها ، ومنه قليل : نصصت الرجل إذا استقصيت مسألته عن الشيء ، حيث تستخرج كل ما عنده وكذلك النص في السير إنما هو أقصى ما تقدر عليه الدابة .... ونص الشيء إذا استوى وقام "
هكذا نصل الى استنتاج أولي مفاده، أن المعنى اللغوي المشترك بين العجمتين العربية واللاتينية هو بلوغ الغاية والاكتمال في الصنع ، وهذا ما نلمسه بجلاء على مستوى النص الأدبي ،باعتباره حقلا لتكامل وتجانس العناصر المتجانسة .
إلا أن هذا المعنى لانجد له كبير الصدى في دلالته الاصطلاحية ، إذ تختلف تعريفاته باختلاف النظريات والمرجعيات .
فبعدما كان ينظر للنص على أنه خطاب اللاشعور يكشف عن نفسية كاتبه أو المجموعة التي أنتجته من جهة ، باعتباره منتوجا اجتماعيا مطبوعا بقيم اجتماعية ، فإنه مع علم اللغة أصبح النص بنية لغوية مغلقة مكتفية بذاتها ولا تحيل إ لا على نفسها ،كما قال جمال باروت في مقالة له بالمواقف الأدبية .
غير أن استفادة النقاد من الدرس البنيوي الذي بلوره فرديناندو سوسير "كانت متباينة ،مما أفرز لنا حقلا من التصورات الفكرية التي حاولت الإحاطة بالمفهوم الزئبقي للنص .
وهكذا نجد جوليا كريستيفا في سياق تعريفها للنص :" إن النص يقع عند التقاء عدة نصوص يكون في نفس الوقت إعادة لقراءتها وتكثيفها ، وتحريكا وانزياحا وتعميقا لها "
ففي سياق التغيرات التي طرأت على المفاهيم النقدية والأدبية ، واعتبارا لظهور وجهات نظر منهجية جديدة في تحليل الأعمال الأدبية ، اعتبر النص مع - بارت- لغة " فليس الأدب إلا لغة أي نظام من العلامات . إن حقيقته ليست في الرسالة التي يريد أن يؤديها وإنما هي كامنة في هذا النظام بالذات "
من هنا يتبدى أن القاعدة التكوينية للنص الأدبي حسب رولان بارت هي اللغة بجوانبها المضمرة وبمعانيها المتعددة الثانوية وراءها .
يتبع :nic28:

د. رجاء بنحيدا 10 / 03 / 2014 26 : 07 PM

رد: النص إجمالا
 
بيد أنه إذا سلمنا مع بارت بتعدد معاني النص سيصبح هذا الأخير : " يتغير ، فهو لم يعد واقعة تاريخية، وإنما أصبح واقعة أنثروبولوجية، نظرا لأن أي تاريخ لا يستنفذه ، كما أن تنوع المعاني لايدل لى ميل المجتمع للخطأ ، وإنما يدل على استعداد الأثر الأدبي للانفتاح ، كون الأثر يمتلك في وقت واحد معاني متعددة ، فذلك ناتج عن بنيته وليس عن عطب في عقول من يقرؤونه "
حري بنا هنا أن نشير بخصوص تصور كل من " جوليا كريستيفا " و "رولان بارت " للنص في علاقته بعملتي الكتابة والقراءة ،تحول من التعامل معه بوصفه إنتاجا إلى التعامل معه باعتباره إنتاجية ، مما دفع التفكيكية من هذا المنطلق إلى المزاوجة بين الاهتمام بالنص الأدبي فتح المجال للدور الإبداعي للقارئ، فحفظت للنص قيمته الفنية ، وحولت القارئ من مستهلك للأدب إلى منتج له .
وفي سياق الحديث يستوقفني تعريف سعيد يقطين للنص باعتباره :" بنية دلاليةتنتجهاذات ( فردية ،جماعية ) ضمن بنية نصية منتجة وفي إطار بنيات ثقافية واجتماعية محددة ) ليتقاطع بذلك مع - عبد الفتاح كيليطو - الذي يؤكد على النص هو نص ثقافة " وأول ما نلاحظ أن كلاما ما لا يصير نصا إلا داخل ثقافة معينة ، فعملية تحديد النص ينبغي أن تحترم وجهة نظر المنتمين إلى ثقافة خاصة ، لأن الكلام الذي تعتبره ثقافة ما نصا قد لا يعتبر نصا من طرف ثقافة أخرى ، بل هذا ما يحدث في الغالب "
نلاحظ إذن أن الثقافة شرط أساسي لتحديد مفهوم النص ، النص ينشأفي كينونة ثقافية معينة ، وإذا وُجد خارجها ليس هناك نص .
إشكالية تحتاج إلى مزيد من التعمق والتوضيح ،
يُتبع

محمد الصالح الجزائري 10 / 03 / 2014 23 : 08 PM

رد: النص إجمالا
 
مقال في جزأيه مدعاة للتبصّر والقراءة التأملية الواعية..وبعيدا عن المصطلحات فكل ما يمثّل المكتوب والمقروء والمسموع الذي بلغ غايته يسمّى نصّا ، لذلك نقول: نصّ الآية ، نصّ الحديث ، نصّ الكلمة (الخطاب) نصّ القانون...وهكذا..فالنصّ قد يكون آية أو سورة أو بيت أو قصيدة....شكرا لك دكتورة رجاء..ولي عودة بعد الأجزاء القادمة..تحيتي..

د. رجاء بنحيدا 10 / 03 / 2014 22 : 09 PM

رد: النص إجمالا
 
شكرًا لك الأستاذ محمد صالح الجزائري ، الحائك لبساط المعرفة والعلم الذي يسع الكل
شكرًا على مرورك الذي يحمل دائماً إضافات رائعة
تحيتي وتقديري

د. رجاء بنحيدا 27 / 04 / 2014 29 : 04 AM

رد: النص إجمالا
 
هذا من جهة ، أما من جهة أخرى فإن الباحثين في ديداكتيك النص الأدبي يجمعون على كون النص هو :
- موضوع اشتغال لأغراض تعليمية تعلمية .
- كاشف عن إمكانية لغوية قابلة للا ستثمار في تعلم اللغة .
- حافل بأساليب وطرائق التواصل مما يسمح للمتعلم والمدرس إدراك اللغة في بعدها التواصلي .
- كما يتضمن مادة تثقيفية واسعة بإمكانها أن تستقطب إليها عمليات التدريب على اكتساب المعارف والمهارات .
- وهكذا يمكن القول أن مفهوم النص تم انتزاعه من مجاله الطبيعي وإدماجه في مجال يعيد إنتاجه وفق مواصفات وأهداف عامة ، من خلال:
-اقتطاعه من نصه الأصلي وصنع بنية مغلقة ومكتملة للمقتطف والقطعة .
-التصرف في بنيته بالحذف والتطويع ، لملائمة وضعيات التعليم وشروطه .
- إضافة تحسينات وتصحيحات عليه ، لجعله قابلا للعرض البيداغوجي والقراءة المدرسية ( العنوان - الصور والرسوم ..)
- إدراجه وتصنيفه في محور من محاور الوحدات والمجزوءة المقررة.
وهنا حري بنا أن نشير إلى أن ما يميز المنظور لتربوي الوظيفي للنص ، عن المنظور العلمي الأكاديمي ، هو اعتبار النص مطية وقاعدة لتعلم اللغة ، عبر نشاطي القراءة والتعبير الكتابي والشفوي .
يتبع

د. رجاء بنحيدا 27 / 04 / 2014 31 : 04 AM

رد: النص إجمالا
 
هذا من جهة ، أما من جهة أخرى فإن الباحثين في ديداكتيك النص الأدبي يجمعون على كون النص هو :
- موضوع اشتغال لأغراض تعليمية تعلمية .
- كاشف عن إمكانية لغوية قابلة للا ستثمار في تعلم اللغة .
- حافل بأساليب وطرائق التواصل مما يسمح للمتعلم والمدرس إدراك اللغة في بعدها التواصلي .
- كما يتضمن مادة تثقيفية واسعة بإمكانها أن تستقطب إليها عمليات التدريب على اكتساب المعارف والمهارات .
- وهكذا يمكن القول أن مفهوم النص تم انتزاعه من مجاله الطبيعي وإدماجه في مجال يعيد إنتاجه وفق مواصفات وأهداف عامة ، من خلال:
-اقتطاعه من نصه الأصلي وصنع بنية مغلقة ومكتملة للمقتطف والقطعة .
-التصرف في بنيته بالحذف والتطويع ، لملائمة وضعيات التعليم وشروطه .
- إضافة تحسينات وتصحيحات عليه ، لجعله قابلا للعرض البيداغوجي والقراءة المدرسية ( العنوان - الصور والرسوم ..)
- إدراجه وتصنيفه في محور من محاور الوحدات والمجزوءة المقررة.
وهنا حري بنا أن نشير إلى أن ما يميز المنظور لتربوي الوظيفي للنص ، عن المنظور العلمي الأكاديمي ، هو اعتبار النص مطية وقاعدة لتعلم اللغة ، عبر نشاطي القراءة والتعبير الكتابي والشفوي .
يتبع

د. رجاء بنحيدا 01 / 05 / 2015 59 : 11 PM

رد: النص إجمالا
 
ومن خلال هذه الرحلة في مفهوم النص من زاويتي (( المنظور العلمي الأكاديمي و المنظور التربوي الوظيفي )) يتضح أن النص في أقصى تجلياته نسق متدفق من الكلمات ،قد نجد فيه ما يجذبنا ويورطنا ،فيمارس فتنته علي القارئ ، حين يجد هذا الأخير فيه جمالا كليا باهرا ، يدفعه إلى تدقيق النظر في جزئياته وفي تفاصيله ، وقد يصل الأمر إلى منحه شعور المالك له، المتمكن منه ... وذلك بفعل القراءة الراقية الواعية الفاحصة المتمكنة ... ..


لكن الأسئلة المحورية في أي قراءة واعية، والتي تفرض نفسها هي كالآتي ..
كيف ينبغي أن نقرأ ؟؟ وما هي شروط ومقاييس القراءة الجيدة ؟؟ وهل هناك قراءة واحدة للنص ، أم قراءات متعددة تختلف باختلاف ثقافة الشخص وطبيعته واهتماماته ، أم بحسب الغرض والهدف المطلوب من جهة ثانية ... ؟!

محمد الصالح الجزائري 02 / 05 / 2015 09 : 03 AM

رد: النص إجمالا
 
[frame="15 10"]

مفهومالنص:
إذا كان مفهوم الأدب في طبيعته الكلية قد حير المنظرين ، فإن مفهومالنصأيضاً لا يحيد عن ذلك فمن أراد الإحاطة بمدلوله يتوسم عناء كبيرا مصدرهالخلط في المفاهيم وتداخل الحقول المعرفية ،وكذا تعدد توجهات النقادوالمنظرين ، مما جعله دائم الانفلات وأكسبه طابعا رمى بالعديد من الباحثينإلى تجاوز تعريفه .
من هنا حقيق بنا أن نقف عند المعنى اللغوي لكلمة (((نص))) والمعنىالاصطلاحي ، حتى نرصد مستويات استعمالاتها عند بعض المنظرين ، باعتبارهمفهوما إشكاليا عالقا ، يحتاج إلى توضيح وتحديد معناهفي نظرياتالنصوالخطاب وفي علوم اللغة والآداب .
1-
المستوى اللغوي :
جاء في معجم الروس العامي المجلد 15 مايلي :
"
تنحدر كلمة
النصtexte من فعل texére ، والنص تبعا لذلك يعني الثوب ، ويعني بعد ذلك تسلسلالأفكار وتوالي الكلمات ، إنه الكلام الخاص بكاتب معين في مقابل التعليقات "
وحين نعود إلى أصل الاشتقاق في اللغة العربية نجد ابن منظور في لسان العرب يدرج تحت مادة (((ن ص ص))) ما يلي :
" النص
رفعك للشيء ، نص الحديث ينصه نصا بمعنى رفعه ، وكل ما أظهر قد نص "
وقال الأزهري :
النص أصله منتهى الأشياء ومبلغ أقصاها ، ومنه قليل : نصصت الرجل إذااستقصيت مسألته عن الشيء ، حيث تستخرج كل ما عنده وكذلكالنصفي السير إنما هو أقصى ما تقدر عليه الدابة .... ونص الشيء إذا استوى وقام "
هكذا نصل الى استنتاج أولي مفاده، أن المعنى اللغوي المشترك بين العجمتينالعربية واللاتينية هو بلوغ الغاية والاكتمال في الصنع ، وهذا ما نلمسهبجلاء على مستوىالنصالأدبي ،باعتباره حقلا لتكامل وتجانس العناصر المتجانسة .
إلا أن هذا المعنى لانجدله كبير الصدى في دلالته الاصطلاحية ، إذ تختلف تعريفاته باختلاف النظريات والمرجعيات .
فبعدما كان ينظر للنص على أنه خطاب اللاشعور يكشف عن نفسية كاتبه أوالمجموعة التي أنتجته من جهة ، باعتباره منتوجا اجتماعيا مطبوعا بقيماجتماعية ، فإنه مع علم اللغة أصبحالنصبنية لغوية مغلقة مكتفية بذاتها ولا تحيل إ لا على نفسها ،كما قال جمال باروت في مقالة له بالمواقف الأدبية .
غير أن استفادة النقاد من الدرس البنيوي الذي بلوره فرديناندو سوسير "كانتمتباينة ،مما أفرز لنا حقلا من التصورات الفكرية التي حاولت الإحاطةبالمفهوم الزئبقي للنص .
وهكذا نجد جوليا كريستيفا في سياق تعريفها للنص :" إنالنصيقع عند التقاء عدة نصوص يكون في نفس الوقت إعادة لقراءتها وتكثيفها ، وتحريكا وانزياحا وتعميقا لها"
ففي سياق التغيرات التي طرأت على المفاهيم النقدية والأدبية ، واعتبارالظهور وجهات نظر منهجية جديدة في تحليل الأعمال الأدبية ، اعتبرالنصمع - بارت- لغة " فليس الأدب إلا لغة أي نظام من العلامات . إن حقيقتهليست في الرسالة التي يريد أن يؤديها وإنما هي كامنة في هذا النظام بالذات "
من هنا يتبدى أن القاعدة التكوينية للنص الأدبي حسب رولان بارت هي اللغة بجوانبها المضمرة وبمعانيها المتعددة الثانوية وراءها.

بيد أنه إذا سلمنا مع بارت بتعدد معاني النص سيصبح هذا الأخير : " يتغير ،فهو لم يعد واقعة تاريخية، وإنما أصبح واقعة أنثروبولوجية، نظرا لأن أيتاريخ لا يستنفذه ، كما أن تنوع المعاني لايدل لى ميل المجتمع للخطأ ،وإنما يدل على استعداد الأثر الأدبي للانفتاح ، كون الأثر يمتلك في وقتواحد معاني متعددة ، فذلك ناتج عن بنيته وليس عن عطب في عقول من يقرؤونه "
حري بنا هنا أن نشير بخصوص تصور كل من " جوليا كريستيفا " و "رولان بارت " للنص في علاقته بعملتي الكتابة والقراءة ،تحول من التعامل معه بوصفهإنتاجا إلى التعامل معه باعتباره إنتاجية ، مما دفع التفكيكية من هذاالمنطلق إلى المزاوجة بين الاهتمام بالنص الأدبي فتح المجال للدور الإبداعيللقارئ، فحفظت للنص قيمته الفنية ، وحولت القارئ من مستهلك للأدب إلى منتجله .
وفي سياق الحديث يستوقفني تعريف سعيد يقطين للنص باعتباره :" بنيةدلاليةتنتجهاذات ( فردية ،جماعية ) ضمن بنية نصية منتجة وفي إطار بنياتثقافية واجتماعية محددة ) ليتقاطع بذلك مع - عبد الفتاح كيليطو - الذي يؤكدعلى النص هو نص ثقافة " وأول ما نلاحظ أن كلاما ما لا يصير نصا إلا داخلثقافة معينة ، فعملية تحديد النص ينبغي أن تحترم وجهة نظر المنتمين إلىثقافة خاصة ، لأن الكلام الذي تعتبره ثقافة ما نصا قد لا يعتبر نصا من طرفثقافة أخرى ، بل هذا ما يحدث في الغالب "
نلاحظ إذن أن الثقافة شرط أساسي لتحديد مفهوم النص ، النص ينشأفي كينونة ثقافية معينة ، وإذا وُجد خارجها ليس هناك نص .
إشكالية تحتاج إلى مزيد من التعمق والتوضيح ،

هذا من جهة ، أما من جهة أخرى فإن الباحثين في ديداكتيك النص الأدبي يجمعون على كون النص هو :
-
موضوع اشتغال لأغراض تعليمية تعلمية .
-
كاشف عن إمكانية لغوية قابلة للا ستثمار في تعلم اللغة .
-
حافل بأساليب وطرائق التواصل مما يسمح للمتعلم والمدرس إدراك اللغة في بعدها التواصلي .
-
كما يتضمن مادة تثقيفية واسعة بإمكانها أن تستقطبإليها عملياتالتدريب على اكتساب المعارف والمهارات .
-
وهكذا يمكن القول أن مفهوم النص تم انتزاعه من مجاله الطبيعي وإدماجه في مجال يعيد إنتاجه وفق مواصفات وأهداف عامة ، من خلال:
-
اقتطاعه من نصه الأصلي وصنع بنية مغلقة ومكتملة للمقتطف والقطعة .
-
التصرف في بنيته بالحذف والتطويع ، لملائمة وضعيات التعليم وشروطه .
-
إضافة تحسينات وتصحيحات عليه ، لجعله قابلا للعرض البيداغوجي والقراءة المدرسية ( العنوان - الصور والرسوم ..)
-
إدراجه وتصنيفه في محور من محاور الوحدات والمجزوءة المقررة.
وهنا حري بنا أن نشير إلى أن ما يميز المنظور لتربوي الوظيفي للنص ، عنالمنظور العلمي الأكاديمي ، هو اعتبار النص مطية وقاعدة لتعلم اللغة ، عبرنشاطي القراءة والتعبير الكتابي والشفوي.

ومن خلال هذه الرحلة في مفهوم النص من زاويتي (( المنظور العلمي الأكاديمي و المنظور التربوي الوظيفي )) يتضح أن النص في أقصى تجلياته نسق متدفق من الكلمات ،قد نجد فيه ما يجذبنا ويورطنا ،فيمارس فتنته علي القارئ ، حين يجد هذا الأخير فيه جمالا كليا باهرا ، يدفعه إلى تدقيق النظر في جزئياته وفي تفاصيله ، وقد يصل الأمر إلى منحه شعور المالك له، المتمكن منه ... وذلك بفعل القراءة الراقية الواعية الفاحصة المتمكنة ... ..
لكن الأسئلة المحورية في أي قراءة واعية، والتي تفرض نفسها هي كالآتي ..
كيف ينبغي أن نقرأ ؟؟ وما هي شروط ومقاييس القراءة الجيدة ؟؟ وهل هناك قراءة واحدة للنص ، أم قراءات متعددة تختلف باختلاف ثقافة الشخص وطبيعته واهتماماته ، أم بحسب الغرض والهدف المطلوب من جهة ثانية ... ؟!
[/frame]
مبحث هام جدا يحتاج إلى قراءة عميقة واعية..شكرا جزيلا لك دكتورة رجاء..

د. رجاء بنحيدا 20 / 06 / 2018 46 : 05 AM

رد: النص إجمالا
 

مفهومالنص:
إذا كان مفهوم الأدب في طبيعته الكلية قد حير المنظرين ، فإن مفهومالنصأيضاً لا يحيد عن ذلك فمن أراد الإحاطة بمدلوله يتوسم عناء كبيرا مصدرهالخلط في المفاهيم وتداخل الحقول المعرفية ،وكذا تعدد توجهات النقادوالمنظرين ، مما جعله دائم الانفلات وأكسبه طابعا رمى بالعديد من الباحثينإلى تجاوز تعريفه .
من هنا حقيق بنا أن نقف عند المعنى اللغوي لكلمة (((نص))) والمعنىالاصطلاحي ، حتى نرصد مستويات استعمالاتها عند بعض المنظرين ، باعتبارهمفهوما إشكاليا عالقا ، يحتاج إلى توضيح وتحديد معناهفي نظرياتالنصوالخطاب وفي علوم اللغة والآداب .
1-
المستوى اللغوي :
جاء في معجم الروس العامي المجلد 15 مايلي :
"
تنحدر كلمة
النصtexte من فعل texére ، والنص تبعا لذلك يعني الثوب ، ويعني بعد ذلك تسلسلالأفكار وتوالي الكلمات ، إنه الكلام الخاص بكاتب معين في مقابل التعليقات "
وحين نعود إلى أصل الاشتقاق في اللغة العربية نجد ابن منظور في لسان العرب يدرج تحت مادة (((ن ص ص))) ما يلي :
" النص
رفعك للشيء ، نص الحديث ينصه نصا بمعنى رفعه ، وكل ما أظهر قد نص "
وقال الأزهري :
النص أصله منتهى الأشياء ومبلغ أقصاها ، ومنه قليل : نصصت الرجل إذااستقصيت مسألته عن الشيء ، حيث تستخرج كل ما عنده وكذلكالنصفي السير إنما هو أقصى ما تقدر عليه الدابة .... ونص الشيء إذا استوى وقام "
هكذا نصل الى استنتاج أولي مفاده، أن المعنى اللغوي المشترك بين العجمتينالعربية واللاتينية هو بلوغ الغاية والاكتمال في الصنع ، وهذا ما نلمسهبجلاء على مستوىالنصالأدبي ،باعتباره حقلا لتكامل وتجانس العناصر المتجانسة .
إلا أن هذا المعنى لانجدله كبير الصدى في دلالته الاصطلاحية ، إذ تختلف تعريفاته باختلاف النظريات والمرجعيات .
فبعدما كان ينظر للنص على أنه خطاب اللاشعور يكشف عن نفسية كاتبه أوالمجموعة التي أنتجته من جهة ، باعتباره منتوجا اجتماعيا مطبوعا بقيماجتماعية ، فإنه مع علم اللغة أصبحالنصبنية لغوية مغلقة مكتفية بذاتها ولا تحيل إ لا على نفسها ،كما قال جمال باروت في مقالة له بالمواقف الأدبية .
غير أن استفادة النقاد من الدرس البنيوي الذي بلوره فرديناندو سوسير "كانتمتباينة ،مما أفرز لنا حقلا من التصورات الفكرية التي حاولت الإحاطةبالمفهوم الزئبقي للنص .
وهكذا نجد جوليا كريستيفا في سياق تعريفها للنص :" إنالنصيقع عند التقاء عدة نصوص يكون في نفس الوقت إعادة لقراءتها وتكثيفها ، وتحريكا وانزياحا وتعميقا لها"
ففي سياق التغيرات التي طرأت على المفاهيم النقدية والأدبية ، واعتبارالظهور وجهات نظر منهجية جديدة في تحليل الأعمال الأدبية ، اعتبرالنصمع - بارت- لغة " فليس الأدب إلا لغة أي نظام من العلامات . إن حقيقتهليست في الرسالة التي يريد أن يؤديها وإنما هي كامنة في هذا النظام بالذات "
من هنا يتبدى أن القاعدة التكوينية للنص الأدبي حسب رولان بارت هي اللغة بجوانبها المضمرة وبمعانيها المتعددة الثانوية وراءها.

بيد أنه إذا سلمنا مع بارت بتعدد معاني النص سيصبح هذا الأخير : " يتغير ،فهو لم يعد واقعة تاريخية، وإنما أصبح واقعة أنثروبولوجية، نظرا لأن أيتاريخ لا يستنفذه ، كما أن تنوع المعاني لايدل لى ميل المجتمع للخطأ ،وإنما يدل على استعداد الأثر الأدبي للانفتاح ، كون الأثر يمتلك في وقتواحد معاني متعددة ، فذلك ناتج عن بنيته وليس عن عطب في عقول من يقرؤونه "
حري بنا هنا أن نشير بخصوص تصور كل من " جوليا كريستيفا " و "رولان بارت " للنص في علاقته بعملتي الكتابة والقراءة ،تحول من التعامل معه بوصفهإنتاجا إلى التعامل معه باعتباره إنتاجية ، مما دفع التفكيكية من هذاالمنطلق إلى المزاوجة بين الاهتمام بالنص الأدبي فتح المجال للدور الإبداعيللقارئ، فحفظت للنص قيمته الفنية ، وحولت القارئ من مستهلك للأدب إلى منتجله .
وفي سياق الحديث يستوقفني تعريف سعيد يقطين للنص باعتباره :" بنيةدلاليةتنتجهاذات ( فردية ،جماعية ) ضمن بنية نصية منتجة وفي إطار بنياتثقافية واجتماعية محددة ) ليتقاطع بذلك مع - عبد الفتاح كيليطو - الذي يؤكدعلى النص هو نص ثقافة " وأول ما نلاحظ أن كلاما ما لا يصير نصا إلا داخلثقافة معينة ، فعملية تحديد النص ينبغي أن تحترم وجهة نظر المنتمين إلىثقافة خاصة ، لأن الكلام الذي تعتبره ثقافة ما نصا قد لا يعتبر نصا من طرفثقافة أخرى ، بل هذا ما يحدث في الغالب "
نلاحظ إذن أن الثقافة شرط أساسي لتحديد مفهوم النص ، النص ينشأفي كينونة ثقافية معينة ، وإذا وُجد خارجها ليس هناك نص .
إشكالية تحتاج إلى مزيد من التعمق والتوضيح ،

هذا من جهة ، أما من جهة أخرى فإن الباحثين في ديداكتيك النص الأدبي يجمعون على كون النص هو :
-
موضوع اشتغال لأغراض تعليمية تعلمية .
-
كاشف عن إمكانية لغوية قابلة للا ستثمار في تعلم اللغة .
-
حافل بأساليب وطرائق التواصل مما يسمح للمتعلم والمدرس إدراك اللغة في بعدها التواصلي .
-
كما يتضمن مادة تثقيفية واسعة بإمكانها أن تستقطبإليها عملياتالتدريب على اكتساب المعارف والمهارات .
-
وهكذا يمكن القول أن مفهوم النص تم انتزاعه من مجاله الطبيعي وإدماجه في مجال يعيد إنتاجه وفق مواصفات وأهداف عامة ، من خلال:
-
اقتطاعه من نصه الأصلي وصنع بنية مغلقة ومكتملة للمقتطف والقطعة .
-
التصرف في بنيته بالحذف والتطويع ، لملائمة وضعيات التعليم وشروطه .
-
إضافة تحسينات وتصحيحات عليه ، لجعله قابلا للعرض البيداغوجي والقراءة المدرسية ( العنوان - الصور والرسوم ..)
-
إدراجه وتصنيفه في محور من محاور الوحدات والمجزوءة المقررة.
وهنا حري بنا أن نشير إلى أن ما يميز المنظور لتربوي الوظيفي للنص ، عنالمنظور العلمي الأكاديمي ، هو اعتبار النص مطية وقاعدة لتعلم اللغة ، عبرنشاطي القراءة والتعبير الكتابي والشفوي.

ومن خلال هذه الرحلة في مفهوم النص من زاويتي (( المنظور العلمي الأكاديمي و المنظور التربوي الوظيفي )) يتضح أن النص في أقصى تجلياته نسق متدفق من الكلمات ،قد نجد فيه ما يجذبنا ويورطنا ،فيمارس فتنته علي القارئ ، حين يجد هذا الأخير فيه جمالا كليا باهرا ، يدفعه إلى تدقيق النظر في جزئياته وفي تفاصيله ، وقد يصل الأمر إلى منحه شعور المالك له، المتمكن منه ... وذلك بفعل القراءة الراقية الواعية الفاحصة المتمكنة ... ..
لكن الأسئلة المحورية في أي قراءة واعية، والتي تفرض نفسها هي كالآتي ..
كيف ينبغي أن نقرأ ؟؟ وما هي شروط ومقاييس القراءة الجيدة ؟؟ وهل هناك قراءة واحدة للنص ، أم قراءات متعددة تختلف باختلاف ثقافة الشخص وطبيعته واهتماماته ، أم بحسب الغرض والهدف المطلوب من جهة ثانية ... ؟!

- يتبع -

محمد الصالح الجزائري 21 / 06 / 2018 17 : 02 AM

رد: النص إجمالا
 
[align=justify]نتابعك باهتمام بالغ..شكرا لك دكتورتنا الغالية الأستاذة رجاء..تحيتي واحترامي..[/align]


الساعة الآن 14 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية