منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـميـزان (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=334)
-   -   وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان النقد (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=28319)

هدى نورالدين الخطيب 06 / 12 / 2014 36 : 09 PM

وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان النقد
 
[frame="2 10"]
ـ وَتَرُ الْجِبَالِ يَبُثُّنِي حَيْثُ الْمَدَى
........................ وَجَنَازَةُ الْأَنْغَامِ .. فِي كَلِمَاتِي
ـ ذَابَ الْجَلِيدُ عَلَى ضَفَائِرِ غَزَّةٍ
...................... وَالْحُزْنُ .. يَصْلُبُنِي عَلَى آهَاتِي
ـ إِنِّي احْتَرَقْتُ عَلى مَدَى أَهْدَابِهَا
........................ وَعَلَى الرَّمَادِ .. تَمَرَّدَتْ أَنَّاتِي
ـ وَتَخَلَّلَتْ سُدَفَ الرَّمَادِ وَأَشْرَقَتْ
........................ حَجَرِيَّتِي الشَّقْرَاءُ مِنْ ظُلُمَاتِي
ـ وَتَنَزَّلَتْ حَتَّى الْوَتِينِ .. تَبُثُّنِي
..................... طَقْسَ الْأَسَى وَاسَّاقَطَتْ مِنْ ذَاتِي
ـ هُزِّي بِجِذْعِ الصَّبْرِ .. يَا قِدِّيسَتِي
........................ وَتَبَتَّلِي .. فِي غُرْبَةِ الصَّلَوَاتِ
ـ وَلْتُورِقِي مِلْءَ الضُّلُوعِ .. وَتَسْكُبِي
...................... نُورَ الْحَيَاةِ .. وَتُوقِظِي مِشْكَاتِي
ـ وَلْتُسْهِرِي لَيْلِي الْحَزِينَ .. وَهَدْهِدِي
....................... مَهْدَ الْفَرَاغِ .. وَلَمْلِمِي دَمْعَاتِي
ـ طُوفِي بِقُطْبِ الْحُزْنِ .. يَا حَجَرِيَّتِي
.................... حَتَّى الْجَلِيدِ .. لِسِرِّ مَنْ لَمْ يَاتِ
ـ مُدِّي الْجَدَائِلَ لِلْخِيَامِ .. وَمَهِّدِي
.................... طَقْسَ الْعَزَاءِ .. عَلَى مَدَى مَأْسَاتِي
ـ زُفِّي إِلَى الزَّيْتُونِ "طَلْعَتَ" فَارِسًا
.................... مُدِّي الصَّهِيلَ .. وَأَسْرِجِي ثَارَاتِي
ـ مُدِّي الصَّهِيلَ فَسَيْفُ طَارِقَ لَمْ يَذُقْ
...................غِمْدَ الْهَزِيمَةِ .. مَا اسْتَوَتْ صَهَوَاتِي
ـ بُثِّي إِلَى أَوْرَاسَ .. "طَلْعَتَ" فَاتِحًا
.................... حُزْنِي الْجَمِيلَ .. وَبَرْعِمِي ثَوَرَاتِي
ـ إِنِّي اعْتَصَرْتُ الْمَوْتَ .. دَالِيَةَ الْأَسَى
..................... وَرَشَفْتُهُ .. مِنْ أَعْذَبِ السَّكَرَاتِ
ـ مَازَالَ لَوْنُ الْحُزْنِ .. يَرْسُمُ ثَوْرَتِي
..................... وَصَدَى النَّفِيرِ .. يَنُزُّ مِنْ لَوْحَاتِي
ـ هَلْ ضَاعَ وَجْهُ الْقُدْسِ بَيْنَ مَلَامِحِي
........................ وَتَلَبَّدَتْ .. فِي تَيْهِهَا مِرْآتِي؟
ـ مَازَالَ نَبْضُ البُرْتُقَالِ مُشَرَّدًا
........................ هَيَّا ارْجِعِيهِ .. لِدِفْءِ بَيَّارَاتِي
ـ عُودِي اهْجُرِي مُدُنَ الْجَلِيدِ وَجَمْرَهَا
......................... وَتَغَلْغَلِي .. يَا حُرْقَةً مِنْ ذَاتِي
ـ هَيَّا اسْكُبِي لَوْنَ الْحِدَادِ عَلَى الْمَدَى
........................ ذَابَ الْجَلِيدُ .. وَشَيِّعِي أَبْيَاتِي

----------
[marq]عادل سلطاني ـ الجزائر[/marq]
[/frame]
[align=justify]
تحية شعرية إبداعية رثائية إنسانية

هل جربت مرة أن تقف أمام لوحة مذهلة الإبداع لرسام استثنائي فتنظر ولا ترى ثم تنصرف لأنّ عينيك معلقتان في مكان آخر حجب عنك الرؤيا وإن لم يحجب عنك النظر ، كقطعتي زجاج تنظر ولا تبصر فظنك الناس رأيت وأنت فعلياً لم ترَ ؟؟!!
هذه أنا طوال السنوات الثلاث التي مرّت..
هل جربت مرة أن تمر بماسة برلنتية ثمينة تبعث في المكان إشعاعاً مذهلاً وإلى جانبها قطعة زجاج فتنظر لكليهما ولا تكاد تميز لأن عقلك مغيب وعيناك تبصر ولا ترى في الواقع شيئاً؟!
هذه أنا طوال السنوات الثلاث التي مرّت..

هل عرفت كيف يمكن للصدمات الإنسانية القاصمة أن تتركك ولفترة طويلة من الزمن هيكلا على هيئة إنسان وحطام أديب وبقايا ناقد فقد حاسة التذوق الأدبي فتكون أي شيء ولا تكون أنت؟؟!!
هذه أنا طوال السنوات الثلاث التي مرّت..

بالأمس فقط قرأتها وكأني أقرأ للمرة الأولى وأصغيت إلى كلماتها بصوت الشاعر الأستاذ ابراهيم بشوات .. وقفت عندها أكثر من ساعة وعدت مرات .. هطلت دموعي من شدة التأثر بهذا الإبداع الاستثنائي..
هطلت دموعي فصفت سمائي وأشرقت الشمس على كلمات القصيدة لأرى أي لوحة إبداعية فاتتني وأي ماسة ثمينة لم أميز روعتها وجمالها ذات غياب طويل...

(( وتر الجبال )) قصيدة بديعة إنسانية وجدانية رثائية وماسة شعرية ثمينة بكل المقاييس ، رثى فيها الشاعر المتميز الأستاذ عادل سلطاني شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت سقيرق، فأبدع وأبدع وأبدع ...

نعم تأخرت كثيراً - وقدمت عذري واعتذاري - بوضعها كأي تحفة ثمينة - في ميزان النقد داعية أمهر صاغة الشعر والنقد وكل المتذوقين ليتفضلوا ويتذوقوا بتمعن ويضعوا قراءتهم لهذه القصيدة التي يليق بها أجمل إطار وتستحق من الجميع الوقوف عندها طويلاً طوياً ..
بعد قراءاتكم سألخص ومن ثم أضع قراءتي، متمنية لكم أطيب الأوقات مع هذه التحفة الفنية في شعر الرثاء...

[/align]

عادل سلطاني 06 / 12 / 2014 06 : 11 PM

رد: وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان ال
 
لقد طفت سابحا في الفضاء الافتراضي مقلبا صفحاته الطيعة حتى وجدتني أفتح هذه القصيدة وماكنت أعلم حجم المرارة التي ستسببها لك أيهذي المبدعة الراقية الأديبة الأستاذة هدى نورالدين الخطيب ..لقد تسكعت سائحا هائما كئيبا أقلب بيني وبيني صفحات من الماضي الحزين أستعيد ذكريات مضت ولكنها لم تمض في الحقيقة والواقع لأنها عين الحاضر والمستقبل رغم إطلالتها من كوة الماضي ..لقد أعادتني "وتر الجبال" إلى ديواننا المشترك "مدي المواويل"الذي سكبناه من قلوبنا ذوب محبة لشاعر أخ إنسان أحببناه دون أن نلتقي به على أرض الواقع ..أحببناه لأنه إنسان شفيف شاعر ..لأنه "طلعت"الهائم بوعي صانعا ملكوته الشعري بعيدا عن الزخرف والبريق الإعلامي السرابي الخادع ..أحببناه لأنه شاعر إنسان وكفى ..وكفى الإنسانية حبا كهذا الحب بعيدا عن المصالح الدنيوية الزائلة ..هكذا هو الحب عندنا هكذا نتنفسه وهكذا نمارسه فلسفة حواسية تتجاوز الطين والعرق الترابي الزائل والناسوت والإيديولوجيا هكذا هو حبنا الكوني لأخينا الشاعر الإنسان طلعت محمود سقيرق..

مشكورة على وضع قصيدتي المتواضعة "وتر الجبال"في ميزان النقد.

تحياتي

هدى نورالدين الخطيب 06 / 12 / 2014 37 : 11 PM

رد: وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان ال
 
[align=justify]
الشاعر المبدع والأديب الإنسان الأستاذ عادل سلطاني تحياتي..
بالتأكيد لسنا إنسانياً بحاجة للقاء فيزيائي حتى نميز بين الناس ونفهم معادنهم ، ومن هذا المنطلق طلعت بالتأكيد صديقك وهو كان يحبك كثيراً..

الديوان : (( مدّي المواويل )) عندي وقد تفضلت بإرساله لي بانتظار اليوم الذي نتمكن من طبعه ونجد له التمويل ودار النشر، وأنا بالتأكيد قرأت كل القصائد ، كما شرحت أعلاه في اعتذاري، فالقراءة العادية بعين كليلة لكل القصائد لا تجوز هنا ، ولهذا سأعود لقراءة القصائد بعين الأديبة والناقدة وكل قصيدة على حدا..
أنا كنت ولفترة وجيزة أرفض الإقرار برحيله ، وكنت أهرب من أي شيء يؤكد لي هذا الرحيل ، هل تفهمني؟
بهذا ولهذا أنا قصرت وأخطأت وأعترف ..
ألف شكر مجدداً على هذه الروعة الشعرية الإنسانية وبانتظار القراءات النقدية ، وسأرسل بريد الكتروني للأعضاء في المساء بتوقيتي للإنضمام.
تفضل بقبول فائق تقديري واحترامي
[/align]

محمد الصالح الجزائري 07 / 12 / 2014 19 : 01 AM

رد: وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان ال
 
[frame="13 90"]
..وأذكر حين طرقنا باب الكامل في بكائية النور ..حينها استهلّها الشاعر ياسين عرعار بقوله:
ـ القَلْبُ يَصْرُخُ وَ الـمَدَى أبْـيَاتِي
...................
وَ الشِّـعْرُ يُلْهِمُنِي ذُرَى اللاءَاتِ !

وتعاقب الشعراء..حسن ، دينا ، علاء ..فكتبتُ:
ـ تتّابعُ الأحزانُ في زمنٍ لظىَ
...........................
طعناتُ قلبي جاوزتْ دقّاتي

تأثّر كثيرا العاتري..وكأننا لامسنا فيه وترا حسّاسا..هذا الوتر الذي أشعّ رائعته (وتر الجبال) !!
فالنّحاتُ..كالنيل قديما..لا يفيض إلا إذا أسعدوه بالقربان..حسناء يتلقفها، يغمرها بزرقته..النّحات كما في الأساطير..لا يتفجّر شعرا وسحرا معا إلا إذا غار حدّ الخنجر في الصخر!!
وكانت المرثية..وكان العاتري أجمل فرسانها ! تائية كاملية شفيفة صادقة..امتدّت بين الصخر والجمر والجليد والرّماد..امتدّت بعيدا في وجداننا، فأمطرت آها وحزنا وألما..واستقرّت في ذواتنا أغنية للوفاء الراسخ إلى الأبد..حينما يبكي الشاعرُ الشاعرَ لا يرثيه أبدا بل يُجليه حقيقة ..فيبدو أجمل وأقوى ! فطلعت سقيرق بكل وهجه وجبروته الشعري يجعل العاتري يستحضر التّاريخ والجغرافيا معا فتتلاشى الأبعاد وتذوب المسافات..فغزة ، والقدس وأوراس..والبرتقال والزيتون والدّالية..والفارس وطارق ..مفردات ليست بريئة تقفز من قاموس النّحّات لترسم المشهد الشعري ذا الدلالات الأعمق..إنّ النحّات يؤنسن الجمادات بلمسة شعرية ساحرة..وذنبه أنّ الذي فارقه حمل معه كلّ أدوات الإبداع وترك فجوة في نسيج المودّة ..وخارطة الإبداع ! وأن ترثي كبيرا معظلة كبرى..والنّحّات بمقدرته الشعرية الإبداعية أوقعنا ـ نحن معاشر الشعراء ـ في ورطة كبيرة..فوتر الجبال قصيدة تجاوزت كلّ ما قيل في الرّثاء !ومعزوفة صيغت بإحكام تعدّت كل الألحان !أو ليست قيلتْ في الراحل الحي الشاعر الإنسان والإنسان الشاعر والإنسان الإنسان والشاعر الشاعر ـ طلعت سقيرق ـ عليه رحمة الله..فشكرا أخي الشاعر الأستاذ عادل سلطاني..شكرا أختي الأستاذة الأديبة هدى نور الدين الخطيب...
[/frame]

د. رجاء بنحيدا 07 / 12 / 2014 31 : 03 AM

رد: وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان ال
 
تحية إبداع لجوهرة انبثقت من عمق الأحزان براقةً تلمع بنور الإحساس الصادق
بلغة شعرية رثائية تكونت أيضا من تحت طبقات العتمة ومن عتمة الحزن لتصبح كما تفضلت - الأستاذة هدى الخطيب - ماسة ثمينة ... نادرة ...

قصيدة أثرت في نفسي لما تحمله من دلالات متعددة أجملها وأبهاها هو إحساس الإنسان بأخيه الإنسان في عالم افتراضي جميل ارتقى إلى مرتبة الواقع الحقيقي
فأصبحت العلاقات تتجسد بمشاعر الحب الكوني والاهتمام والأخوة ... الصادقة.

رحم الله الإنسان الشاعر طلعت سقيرق ،الذي ترك نور الأدب صامدا بروحه الزكية الطيبة الطاهرة ..
مشعاً بنور المحبة الصادقة ... الإنسانية ..
تحيتي لكم .... ولي عودة إن شاء الله

رشيد الميموني 07 / 12 / 2014 36 : 03 PM

رد: وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان ال
 
[align=justify]السلام عليكم
في الحفيقة بعد مروري الأول على القصيدة التي أدرجها الأخ ياسين عرعار وتعليقي عليها وجدت نفسي أنساق بلا إرادة إلى هنا لأعيش من جديد أجواء هذه التحفة الثمينة كما سمتها الأديبة هدى .. وهي حقا درة ثمينة وطبق دسم لا تشبع منه النفس المتذوقة لكل ما هو جميل ..
لا أرى نفسي مؤهلا لنقد قصيدة شعرية لسبب بسيط هو أنني لا أملك أدوات النقد ولا ألم بكل القواعد النقدية . إن هي إلا ارتسامات أريد أن اشارك بها بكل تواضع .
ما جذبني إلى القصيدة يتمحور حول شيئين :
1- الصدق الذي طبع نبرتها تجاه روح الفقيد العزيز الذي غادرنا في وقت نحن في أمس الحاجة إليه .
2-ذاك العبق التاريخي والجغرافي الذي رسم بصمته عليها بكل اقتدار شاعرنا الفذ عادل سلطاني ويتجلى بكل البهاء في هذه الأبيات :
ـ مُدِّي الصَّهِيلَ فَسَيْفُ طَارِقَ لَمْ يَذُقْ
...................غِمْدَ الْهَزِيمَةِ .. مَا اسْتَوَتْ صَهَوَاتِي
ـ بُثِّي إِلَى أَوْرَاسَ .. "طَلْعَتَ" فَاتِحًا
.................... حُزْنِي الْجَمِيلَ .. وَبَرْعِمِي ثَوَرَاتِي

دمتم بكل المحبة اللائقة بكم .[/align]

عادل سلطاني 07 / 12 / 2014 06 : 09 PM

رد: وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان ال
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب (المشاركة 201012)
[align=justify]

الشاعر المبدع والأديب الإنسان الأستاذ عادل سلطاني تحياتي..
بالتأكيد لسنا إنسانياً بحاجة للقاء فيزيائي حتى نميز بين الناس ونفهم معادنهم ، ومن هذا المنطلق طلعت بالتأكيد صديقك وهو كان يحبك كثيراً..

الديوان : (( مدّي المواويل )) عندي وقد تفضلت بإرساله لي بانتظار اليوم الذي نتمكن من طبعه ونجد له التمويل ودار النشر، وأنا بالتأكيد قرأت كل القصائد ، كما شرحت أعلاه في اعتذاري، فالقراءة العادية بعين كليلة لكل القصائد لا تجوز هنا ، ولهذا سأعود لقراءة القصائد بعين الأديبة والناقدة وكل قصيدة على حدا..
أنا كنت ولفترة وجيزة أرفض الإقرار برحيله ، وكنت أهرب من أي شيء يؤكد لي هذا الرحيل ، هل تفهمني؟
بهذا ولهذا أنا قصرت وأخطأت وأعترف ..
ألف شكر مجدداً على هذه الروعة الشعرية الإنسانية وبانتظار القراءات النقدية ، وسأرسل بريد الكتروني للأعضاء في المساء بتوقيتي للإنضمام.
تفضل بقبول فائق تقديري واحترامي
[/align]

للتوضيح
أديبتنا الفاضلة الأستاذة هدى نور الدين الخطيب لم يخطر في بالي البتة جسد ديواننا مدي المواويل ولا شكله ولا طباعته أو مثقال ذرة لوم عليك وأنا أكتب على المباشر هذا الرد لأخ شاعر صديق ، لقد سردت مشاعري ومشاعر القطبيين في لحظة صعق شعوري حميمي أخرجت ديواننا المرثية تأبينا لشاعر أحببناه وليس اللقاء الفيزيائي الجسدي شرطا ليتحقق الحب ..لقد أحببناه وكفى كما أحبنا.

تحياتي

هدى نورالدين الخطيب 07 / 12 / 2014 22 : 09 PM

رد: وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان ال
 
[align=justify]
تحياتي لكم جميعاً

بالتأكيد أستاذ عادل فأنت شاعر إنسان، فمثل هذه القصيدة لا يمكن أن تكتب بكل روعتها إلا بصدق ومحبة خالصة - ولم أتحدث في هذا إلا عن نفسي - أردت فقط من خلال ما ذكرت أعلاه أن أبين - عذري أنا - في مدى رفض عقلي الباطن للتسليم برحيل طلعت طوال السنوات الثلاث التي مرت وكيف انعكس عليّ هذا الرفض حتى في القراءة..
أرسلت الدعوات للشعراء والأدباء بانتظار انضمامهم
عميق تقديري واحترامي
[/align]

رأفت العزي 09 / 12 / 2014 41 : 05 PM

رد: وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان ال
 

سيدتي الفاضلة المفضلة أستاذتي هدى نور الدين الخطيب

لم يُكرمني ربي بموهبة شعرية ولكن منحني أشياء كثيرة أحمده عليها .. من هذه الأشياء رقة عواطفي ورهافة إحساسي
(تخوناني في بعض الأوقات) ولكنهما لا ينسياني على الاطلاق التقدير والاحترام اللذان أكنهما لشاعر رقيق صاحب اللسان الطليق عادل سلطاني
قرأت قصيدته الرائعة مرات ومرات وتوقفت كثيرا أمام كلماتها لأجدني أمام شاعر كأنما ولد في طبريا مسقط رأس جده " ميلغار"
يغني الأمل والتاريخ كحارس من حراسه وسيد من اسياده .. وحقّ القول على رجل حق أبدع فأدهش سلمت يداك .. فالخالدون حاضرون بمن هم على مثالك أوفياء

د. رجاء بنحيدا 09 / 12 / 2014 26 : 10 PM

رد: وتر الجبال- قصيدة رثائية لروح الشاعر طلعت سقيرق- للشاعر عادل سلطاني - في ميزان ال
 
النص الشعري الذي بين أيدينا " وتر الجبال " لا يدعونا إلى الوقوف عند عتبة العنوان أو عند الملاحظة أو التقاط خصوصياته الموضوعية من الخارج ، ولكنه يوجه لنا الدعوة للتوغل أكثر ، عن طريق القراءة المتأنية الواعية ، والإحساس بالمعاناة والألم التي كانت خلف صياغة خصوصية هذا النص الإبداعي ، فبقدر مانوغل في موضوع النص المتناول ، بقدو مايوغل فينا هذا الحزن وهذا الفراق ... وهذا الرثاء .

وَتَرُ الْجِبَالِ يَبُثُّنِي حَيْثُ الْمَدَى
........................ وَجَنَازَةُ الْأَنْغَامِ .. فِي كَلِمَاتِي

وبقدر مانوغل النظر في القصيدة بقدر ما نلاحظ تعلق الأبيات بعضها ببعض مما جوَّد الشعر ، وجعل القصيدة لحمة مترابطة دون حشو زائد أو غريب من الألفاظ والمعاني وأكسبها ترابطا وانتظاما يتسق به أوله مع آخره فجعل القصيدة " كالأجزاء من الصيغ تتلاحق وينضم بعضها إلى بعض ، حتى تكثر في العين ، فأنت لذلك لا تكبر شأن صاحبه ، ولا تقضي له بالحذق ، وسَعة الذّرع ، حتى تستوفي القطعة " -1-

فجاءت القصيدة قطعة بلورية يشع نورها ووهجها بقيم دلالية أسطورية رمزية تاريخية جغرافية ( القدس .. غزة ..طارق ... الزيتون .. جبال أوراس ....البرتقال .....) ليمنحها صفة الوجود واستنباط أغوار الذاكرة من أعماق التاريخ و الوجود الجغرافي فتضفي ظلال المحبة على وتر الكلمات لتكتمل المعزوفة الحزينة الرثائية باستكمال عملية البث والسريان في عروق الكلمة والدلالة والمجاري .. الحزينة المتشعبة.

وَتَرُ الْجِبَالِ يَبُثُّنِي حَيْثُ الْمَدَى
........................ وَجَنَازَةُ الْأَنْغَامِ .. فِي كَلِمَاتِي
ـ ذَابَ الْجَلِيدُ عَلَى ضَفَائِرِ غَزَّةٍ
...................... وَالْحُزْنُ .. يَصْلُبُنِي عَلَى آهَاتِي
ـ إِنِّي احْتَرَقْتُ عَلى مَدَى أَهْدَابِهَا
........................ وَعَلَى الرَّمَادِ .. تَمَرَّدَتْ أَنَّاتِي
ـ وَتَخَلَّلَتْ سُدَفَ الرَّمَادِ وَأَشْرَقَتْ
........................ حَجَرِيَّتِي الشَّقْرَاءُ مِنْ ظُلُمَاتِي
وَتَنَزَّلَتْ حَتَّى الْوَتِينِ .. تَبُثُّنِي
..................... طَقْسَ الْأَسَى وَاسَّاقَطَتْ مِنْ ذَاتِي

فصورة الاحتراق توشي بالتمرد ليكون النور المقاوم لعتمة الموت التي امتدت مسالكهافتنزلت
حتى الوتين فتحولت إلى أجنحةالأسى التي تلتف بذات الشاعر .
وحتما فهذا الحزن ( الظلمة) تتخلله أشعة نور تجاهد في بعث الحياة رغم هذا الألم الذي التحف ذات الشاعر ، فينشأ ذاك الخيط الفاصل بين الرماد والإشراق وبين الحزن والنورمن عتمة الحزن لنلمس أبعاد خيوطهما في البيت التالي "
وَلْتُورِقِي مِلْءَ الضُّلُوعِ .. وَتَسْكُبِي
...................... نُورَ الْحَيَاةِ .. وَتُوقِظِي مِشْكَاتِي
فالنور ماء الحياة ، يقهر الموت والعتمة ، وهو يزيح " ألم الاحتراق ، مما يمنح الشاعر قوة الكلمة
والإحساس ليستعيد ذاته ويعانق كينونته انطلاقا من كلماته .... الحزينة الصادقة
ـ وَتَخَلَّلَتْ سُدَفَ الرَّمَادِ وَأَشْرَقَتْ
........................ حَجَرِيَّتِي الشَّقْرَاءُ مِنْ ظُلُمَاتِي

لكن صدى الحزن ودوامة الألم والعتمة تلاحق الشاعر لتتجاوز ذاته الداخلية لتنتقل إلى المدى القريب البعيد ، وهو ما يؤكد واقع الوفاء الذي يغلف حركية القصيدة، وهو وفاء تنقله حرقة الكلمات و احتراق يتضاعف بقدر التمرد وبقدر الصبر..

هُزِّي بِجِذْعِ الصَّبْرِ .. يَا قِدِّيسَتِي
........................ وَتَبَتَّلِي .. فِي غُرْبَةِ الصَّلَوَاتِ
ـ وَلْتُورِقِي مِلْءَ الضُّلُوعِ .. وَتَسْكُبِي
...................... نُورَ الْحَيَاةِ .. وَتُوقِظِي مِشْكَاتِي
ـ وَلْتُسْهِرِي لَيْلِي الْحَزِينَ .. وَهَدْهِدِي
....................... مَهْدَ الْفَرَاغِ .. وَلَمْلِمِي دَمْعَاتِي
ـ طُوفِي بِقُطْبِ الْحُزْنِ .. يَا حَجَرِيَّتِي
.................... حَتَّى الْجَلِيدِ .. لِسِرِّ مَنْ لَمْ يَاتِ
ـ مُدِّي الْجَدَائِلَ لِلْخِيَامِ .. وَمَهِّدِي
.................... طَقْسَ الْعَزَاءِ .. عَلَى مَدَى مَأْسَاتِي
فالشاعر طلعت الفارس و والفارس - طارق -الفاتح يلتقيان ليجسدارمزا للبقاء الخالد في القلوب قبل صفحات التاريخ ... " والرمز يمكن الإنسان من التخلص من الظرفية والمباشرة ، كما يمكنه من التخلص من الكون المغلق للتناظرات ، فمن خلال الرمز تتسرب ذاكرة الإنسان إلى اللغة " 2- .
فالمتأمل في النص الشعري يلاحظ أن لغته تتسم بالخلق والابتداء والإشارة وبعدية المعنى ، وتحرير الأشياء ، وتجاوز الذات وتحقيق الخلود " اللغة الشعرية هي دائماً ابتداء ، فهي لا تتكلم إلا حين تنفصل عما تكملته : تتخلص من تعبها ، تقتلع نفسها من نفسها حتى لا تتلعثم " -3- .

هكذا يرثي الشاعر المبدع عادل سلطاني شاعرنا الكبير طلعت الإنسان-رحمه الله - ليرسخ تمثلات وقيما لها أصولها الحضارية والثقافية والتاريخية ... الإنسانية إنها قيم الحب و الوفاء التي تحمل إرهاصات لمعان أخرى معادلة لها ، فيصبح الصبر والتجلد والتمرد ... كلمات رموز ناطقة تحيل إلى الرفض والمعاناة .. والغضب والثورة .. والألم الشديد .. ..


تحيتي لكم جميعا ... والرحمة على الشاعر القدير - طلعت سقيرق


-1- عبد القاهر الجرجاني دلائل الإعجاز ط3- 1962- ص 178
2- -141 C . S . Peirce : ecrits sur le signe p
3- أدونيس : زمن الشعر ط٢- 1982- ص 78


الساعة الآن 32 : 04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية