منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   غادري شراييني-الجزء الاول- (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=32893)

لطيفة الميموني 02 / 11 / 2018 12 : 08 PM

غادري شراييني-الجزء الاول-
 
مسرع الخطوات كأنه يسابق ظله، يلتحق عبده بمحطة القطار ليعانق أحضان الطبيعة حيث ولد وترعرع، وأزهرت عواطفه ونمت لتعرف الحب . تمتلئ عيناه شوقا للقاء الأسرة بعد طول غياب في صفوف المدرسة العتيقة...مشاعره تركض مثله تهفو لضم الحبيبة.
صعد القطار مسرعا، حجز مقعده بجوار شيخ ذكره بمعلمه في المدرسة.
كم هو مشتاق للقاء معشوقته حنان وتطويقها بكلتا ذراعيه طويلا..!!كم يهفو لتزيين جيدها بسلسلة تحمل أولى أحرف اسميهما...سلسلة وضعها في علبة أنيقة وزينها بخيط أحمر جذاب، وبين الفينة والأخرى يدس يده في جيبه ليتحسس الهدية برفق وكأنه يلامس خد محبوبته.
استرخى عبده على مقعده وهو يصغي لدوي القطار معلنا بدء الرحلة...
أغمض عينيه وفي مخيلته يمر شريط ذكرياته الجميلة مع حنان...شريط حب لم يسبق له مثيل..
حسناء شغلت الذهن بشعرها الأسود الناعم الأجمل من سكون الليل، وعينان يتلألآن كنجمتين في ليلة صافية فيشع من وجهها نور يغار منه القمر، وثغر يلهم الشعراء بكتابة ألف قصيدة غزل...ما أبهاها!!!
سحرت أذنه بهمسها كلما انساب اسمه بين شفتيها...
فجأة... انتفض عبده من مقعده مذعورا وهو يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، رحماك ربي.
ترى ما كان حلمه؟؟
أحس الشيخ بشروده وانتفاضته فسأله:
-ما بك بني؟؟
-لا شيء سيدي...
ثم استطرد قائلا:
-هل وصلنا؟؟
-لا ليس بعد...هل سئمت الرحلة؟؟
تبسم قليلا ثم أجاب:
-لا فقط إشتقت...إ...إ...إشتقت لأمي...تمتم مكملا جملته الأخيرة بعدما أحس أن الشيخ عرف نوع لهفته من تلعثمه وعيونه.
آه لتلك المقل التي لا تتقن فن إخفاء حنينها!!!
احمر وجهه خجلا، وعاد لإغماض عينيه مجددا تجنبا لأي سؤال آخر...وغاص في ذكرياته الحميمة.
تذكر لحظة فراقه الأخيرة لحنان وكيف كانت لوعة الحزن تحرق قلبيهما...وكيف امتزجت عبراتهما مشكلة وديانا من دموع لا تتوقف...
وجم اللسان عن النطق، فاسحا المجال للغة العيون، بمفرداتها القليلة المعبرة، لتحكي قصة شوق وعذاب بأسلوب عجز اللسان عن وصفه.
يتأهب عبده للقاء من يهوى بعد طول فراق، وسيل من الأشواق يحملها بين دفتي صدره. بدأت نبضات قلبه تزداد وتهمس باسم حنان مع كل نبضة. يحاول خلسة فتح إحدى عينيه لكي لا يثير فضول الشيخ المجاور لمقعده بمزيد من الأسئلة، يطمئن نفسه أن لحظات الانتظار قد تقلصت مع طي القطار للمسافات طيا.
هناك حيث وجهته...تعد الأم أشهى الأطباق لولدها العائد بعد فترة غير هينة من الغياب...يعود لقضاء أيام عيد الأضحى صحبة أسرته، ويعاود الرجوع إلى مدرسته حيث يتابع دراسته.
رغم انشغال الأم بتحضير الأكل المفضل لولدها، ما تنفك عن الدعاء له بسلامة الوصول، فقد تاقت لضمه بين أحضانها وتقبيل جبينه.
وصل عبده أخيرا إلى منزله حيث الطبيعة الخلابة بين جبال الأطلس الجميلة...منزل بسيط يقبع تحت تلة خضراء...يسافر بعينيه على امتداد الروابي الخضر في يوم ربيعي.
من بعيد، تطل غابات أشجار السنديان التي كانت مسرحا للقاءاته بحنان...ترسل تحاياها عبر سرب من العصافير التي حلقت فوق منزله تشدو أعذب ترانيم العودة، مرحبة بمقدمه...
أسرع بالدخول مرتميا في حضن أمه الحنون التي كانت أكثر شوقا منه لهذا الحضن، تناول طعامه بسرعة وباله مشغول بحنان وكيف أنها قطعت اتصالها به، وكيف أنها لم تبارك وصوله على غير عادتها...
بعد الغذاء، خرج يتفقد أحوال القرية أو بالأحرى أخبار حنان...
تبدو القرية خالية ...لا أثر لغادته هناك، لم يشتم رائحتها في الأجواء، ولم يلاحظ طيفها يلوح له من بعيد...
عاد مستغربا، منكسرا...أتراها نسيت حبه ؟؟ ونسيت كل وعودهما؟؟ أم أن مكروها حال بين لقائهما؟؟
بدأ القلق يدب في صدره، دخل غرفته ليستريح قليلا من تعب السفر، حاول النوم...ترنح فوق وسادة انتشت أشواكا، أنين قلبه المكلوم يصم آذان العشاق.
طيفها زرع الصبابة في جنبات صدره، وسرق النوم من عينيه، وجعله رفيق القمر كل ليلة.
يتقلب في فراشه وهو يردد:
-وقعت فريسة للوجد، لم أكن أعلم أني سأغرق يوما في هذا العالم...يتساءل مع نفسه:
-أين أنت ياحنان؟؟أتراك تتألمين مثلي...؟؟
فجأة .....
-يتبع-

عزة عامر 02 / 11 / 2018 10 : 11 PM

رد: غادري شراييني-الجزء الاول-
 
معك لطيفة أتابع بكل شغف ..وأتمنى لها نهاية سعيدة ، رغم أن اسمها ينبىء بغير ذلك .. تمنياتي لك بالتوفيق .

محمد الصالح الجزائري 03 / 11 / 2018 57 : 12 AM

رد: غادري شراييني-الجزء الاول-
 
قرأت هذا الجزء وأعدت قراءته..قلم قاصّة بدأ يتلمّس طريقه إلى الإبداع..أبدأ بهذه الملاحظات"
هناك أخطاء يجب تصويبها ، وهي قليلة جدا:
تمتلأ : تمتلئ
يلامس خذ :...خدّ
يصغي لذوي :لدويّ وعينين يتلألأين : وعينان يتلألآن : وبعينين يتلألآن
سحرت أذنيه : سحرت أذنه (الإفراد أبلغ من التثنية)
تذكر لحظة فراقه الأخيرة مع حنان :...لحنان...
مرتميا بين صدر أمه الحنون :...في حضن...
ولي عودة نقدية بعد بقية الأجزاء..شكرا لك..

لطيفة الميموني 03 / 11 / 2018 46 : 01 AM

رد: غادري شراييني-الجزء الاول-
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 235085)
معك لطيفة أتابع بكل شغف ..وأتمنى لها نهاية سعيدة ، رغم أن اسمها ينبىء بغير ذلك .. تمنياتي لك بالتوفيق .

مرحبا بك أستاذة عزة .....
من دواعي سروري تواجدك هنا اتمنى أن تروقك قصتي المتواضعة.
تحياتي لك عزيزتي

لطيفة الميموني 03 / 11 / 2018 54 : 01 AM

رد: غادري شراييني-الجزء الاول-
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 235089)
قرأت هذا الجزء وأعدت قراءته..قلم قاصّة بدأ يتلمّس طريقه إلى الإبداع..أبدأ بهذه الملاحظات"
هناك أخطاء يجب تصويبها ، وهي قليلة جدا:
تمتلأ : تمتلئ
يلامس خذ :...خدّ
يصغي لذوي :لدويّ وعينين يتلألأين : وعينان يتلألآن : وبعينين يتلألآن
سحرت أذنيه : سحرت أذنه (الإفراد أبلغ من التثنية)
تذكر لحظة فراقه الأخيرة مع حنان :...لحنان...
مرتميا بين صدر أمه الحنون :...في حضن...
ولي عودة نقدية بعد بقية الأجزاء..شكرا لك..

جزيل الشكر لك شاعرنا القدير محمد الصالح الجزائري...
دائما في الموعد أستاذ موجه لقلمي ...من دواعي سروري ان اكون تلميذة لك...ألف شكر على نصائحك و دعمك المتواصل لي..
سأعمل على تصحيح أخطائي ...وانتظر اطلالتك مجددا...
كل التقدير والاحترام

رشيد الميموني 03 / 11 / 2018 08 : 02 AM

رد: غادري شراييني-الجزء الاول-
 
كنت افكر في ترك ملاحظاتي لحين تتمة الجزء الثاني من القصة لكني عدلت عن رأيي ورأيت أنه من واجبي ترك بعض الملاحظات هنا .
في الحقيقة أسلوبك لا غبار عليه ويعد بالكثير .. ومع الممارسة والاطلاع على الفن القصصي بتكثيف المطالعة وقراءة كبار القصاصين فإني على يقين من أنك ستبلغين شأوا كبيرا في هذا الصنف الأدبي الممتع .. وكما نصحني أحد الأستاذة حين عرضت عليه قصة من قصصي فإني أنصحك بالتكثيف وتجنب الإطناب في بعض الأحيان .. حتى لا يتسرب الملل إلى نفس القارئ .
التشويق سمة هذه القصة ولا شك أن كل قارئ ينتظر بشغف نهايتها لمعرفة سر هذا الغموض .
بالنسبة للأخطاء فإن أخي محمد الصالح قد ناب عني في ذلك مشكورا وهي ، كما قال ، قليلة جدا .
في انتظار الجزء الثاني أقول لك أختي لطيفة : واصلي .. فأنت على الطريق الصحيح .
مع خالص مودتي

ليلى مرجان 03 / 11 / 2018 54 : 12 PM

رد: غادري شراييني-الجزء الاول-
 

سرد مشوق لحرف يخطو لبلوغ الشأو البعيد
واصلي لطيفة خذي بنصائح الأساتذة الكرام وستصلين إلى هدفك إن شاء الله
محبتي

لطيفة الميموني 03 / 11 / 2018 43 : 05 PM

رد: غادري شراييني-الجزء الاول-
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 235100)
كنت افكر في ترك ملاحظاتي لحين تتمة الجزء الثاني من القصة لكني عدلت عن رأيي ورأيت أنه من واجبي ترك بعض الملاحظات هنا .
في الحقيقة أسلوبك لا غبار عليه ويعد بالكثير .. ومع الممارسة والاطلاع على الفن القصصي بتكثيف المطالعة وقراءة كبار القصاصين فإني على يقين من أنك ستبلغين شأوا كبيرا في هذا الصنف الأدبي الممتع .. وكما نصحني أحد الأستاذة حين عرضت عليه قصة من قصصي فإني أنصحك بالتكثيف وتجنب الإطناب في بعض الأحيان .. حتى لا يتسرب الملل إلى نفس القارئ .
التشويق سمة هذه القصة ولا شك أن كل قارئ ينتظر بشغف نهايتها لمعرفة سر هذا الغموض .
بالنسبة للأخطاء فإن أخي محمد الصالح قد ناب عني في ذلك مشكورا وهي ، كما قال ، قليلة جدا .
في انتظار الجزء الثاني أقول لك أختي لطيفة : واصلي .. فأنت على الطريق الصحيح .
مع خالص مودتي

شكرا لابن العم رشيد...
مرورك عبر أسطري فخر لي.. سأعمل جادة على تحسين مستواي لأكون عند حسن ظنكم جميعا..
فخر كبير لي أن أحضى باهتمام عميد القصة في منتدانا..
فائق احترامي

لطيفة الميموني 04 / 11 / 2018 04 : 01 AM

رد: غادري شراييني-الجزء الاول-
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى مرجان (المشاركة 235102)

سرد مشوق لحرف يخطو لبلوغ الشأو البعيد
واصلي لطيفة خذي بنصائح الأساتذة الكرام وستصلين إلى هدفك إن شاء الله
محبتي

أبهجني مرورك أستاذة ليلى....
آمل أن أكون عند حسن ظن الجميع...
فرحت بتوجيهاتكم وسأعمل بها في القادم من الأيام.
خالص مودتي


الساعة الآن 59 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية