![]() |
انا في القدس... يحكي قصة أربعين عاماً من احتلال المدينة المقدسة
[frame="13 95"][align=justify]
انا في القدس... يحكي قصة أربعين عاماً من احتلال المدينة المقدسة قد يتراءى لمن يشاهد فيلم انا في القدس من إنتاج المركز الاعلامي بال ميديا، أن الفيلم سيتحدث عن سائح رماه هواه لزيارة المدينة المقدسة، وهذا مستوعب، ولكن ما يستبعده العقل أن يكون بطل هذا الفلم طفل فلسطيني من أكناف بيت المقدس يحلم حلماً بزيارة القدس عامة والمسجد الاقصى المبارك خاصة عبد الله جودة 11 عاماًَ من الشجاعية في غزة، يعايش في ظل الاحتلال الاسرائيلي الجاثم على أرضه حرماناَ من التنقل في بلده، بينما الغرباء وأبناؤهم يصولون ويجولون بقوة السلاح داخل أقدس مقدساته. فعبد الله لم يصل بعد إلى المرحلة التعليمية التي تورد سينية أحمد شوقي، ولم يأت على البيت القائل أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس... لكنة كان يعيش هذا الحرمان الذي فرضه سلاح المحتل وبطشه. مأساة الفلسطينيين بدأت منذ 59 عاماً يتوارثها الاجيال ولكل منهم فكرة في التعبير عن جرح لا يزال نازفاً، فصاحب الفكرة لفلم أنا في القدس جبر فؤاد من مخيم اللاجئين قلنديا شمال القدس (طرد من منزل له في حارة الشرف والتي باتت تعرف اليوم بالحي اليهودي)، وجد في الحلم العربي الاسلامي الاسيرفي القدس منذ أربعين عاماً فكرته عبر طفل صمم أن يحقق حلمه بزيارة المدينة المقدسة لتبدأ أحداث الفيلم يإقناع عبدالله أمه أن يزور القدس وهو صغير قبل أن يصل إلى السن الذي تمنعه لاحقاً سلطات الاحتلال من دخول المدينة وفق اجراءاتها الامنية ضد الفلسطينين. فالمشاهد لاحداث الفلم قد يعتقد أن الحكاية كتبها مؤلف سيناريو، لكن كل ما دار من أحداث هي يوميات الفلسطيني إذا فكر بالخروج من قريته أو مدينته نحو أي مدينة فلسطينية اخرى وتكون مهتمته أصعب إذا كان المقصد إلى المدينة المقدسة. حاجز عسكري هنا وحاجزهناك قطعوا طريق طفلنا المتوجه إلى القدس، وكم كان قلبه يهفو لروية أشجار الزيتون تحف طريق رحلته إلى القدس، غير أن الاحتلال إستبدلها بالجدران الاسمنتيه العالية لتشكل جدار الفصل العنصري الذي يتلوى كالافعى على عنق القدس، فيما تنوء شوارع المدينة بالعساكرالمدججين بأسلحتهم مانعين المصلين المسلمين من الوصول إلى المسجد الاقصى مسرى نبيهم محمد (صلى الله عليه وسلم) مما إضطر بطل حكايتنا عبد الله جودة من الوقوف بين المصليين اللذين أقاموا صلاتهم عند آخر نقطة إستطاعوا الوصول إليها في شارع وسط القدس بعيداً عن الحرم القدسي. فعبد الله حالت تحركات الجنود الاسرائيلية المدجيين بأسلحتهم بينه وبين صلاته عندما (شمر) للصلاة فظل يرقب سلاح المحتل( قنبلة غاز وبندقية وهراوة واخرى)، ولم يك عبدالله مع الراكعين والساجدين فظل واقفا حتى نهاية الصلاة كما صورته المخرجة منى الجريدي ابنة القدس العتيقة(التي هدمت قوات الاحتلال منزل اسرتها في حي المغاربة في اليوم الاول لاحتلال القدس) في إلتقاط مثل هذه الصور وبعد جهد جهيد وصل عبدالله في رحلته إلى البلدة القديمة في القدس ومر طريق الالام التي سار عليها المعذب الاكبر النبي المسيح عليه السلام حاملا صليبه قبل نحو 2000 عام عندما حوكم بالصلب حتى الموت في محكمة بيلاطس البنطي و التي ما زالت اقواس المحكمة ماثلة حتى اليوم وتجول عبدالله في كنسة القيامة ليتعرف على مقدسات المدينة و تاريخها العربي الاسلامي المسيحي وقد بدت معالم الذهول على وجهه فهو أول مرة يزور القدس المحتلة ويشاهد مقدساتها وطقوس اهلها الدينية و سار مع فرق الكشافة ليتعرف على هذا النمط التراثي من تاريخ المدينة التي كانت انذاك تحتفل بعيد الفصح المجيد وقبل أن يصل إلى هدفه غص قلب طفلنا بمرارة ما راى من فعلة إسرائيلية في تدمير حي المغاربة عام 67 و الاستيلاء على حائط البراق و اغتصاب تاريخه الاسلامي حيث ربط رسول الله براقه عند حائط المسجد الاقصى الغربي و هو ما يدعي اليهود انه حائط المبكى و الاكثر مرارة ما سمعه عبدالله من جماعة عوطيرت كوهنيم المتطرفة التي تجمع عدد من عناصرها على باب المغاربة على بعد امتار من الجسر الرابط بالمسجد الاقصى الذي يجري هدمه في هذه الايام يجمعون تبرعات مالية من المصلين اليهود الذين يؤدون طقوسهم الدينية عند حائط البراق لتخليص البلدة القديمة من العرب سكانها الاصليين. كل ما رأى عبد الله في القدس أثار فيه شجونه خاصة ( بائعات الخضار وبائع الكعك ومحلات تجارية) داخل أزقة البلدة القديمة تعج بالتحف والقطع الاثرية والملابس التراثية التي تروى قصه شعب. وأخيراً حطت به الرحال عند أبواب المسجد الاقصى المبارك ليسال سدنة المسجد عن الطريق الذي يوصله بالحرم و بحنين المشتاق تجول عبدالله في باحات الاقصى ومتع ناظريه بجدرانه وقببه وفنه المعماري، واقام عبدالله صلاته مع المصلين وطاف في ارجائه ليحفر في ذاكرته صورة تكون سلواه في بعده اذا لم تسمح له الظروف ثانية بشد الرحال الى الاقصى. وتعهد عبد الله بالعودة الى القدس في كلمات رددها في آخر زيارته قائلا : حوصلك حتى لو عارف اني ممكن اموت حوصلك و لازم تحسي بلي حبك موت وياتي هذا الفيلم ضمن سلسلة افلام ينتجها المركز الاعلامي بال ميديا واخرها (انا في القدس) نفذه غصوب علاء الدين. وسجلت احداث الفيلم في القدس المحتلة وانتج عشية مرور اربعين عاما على احتلال المدينة المقدسة حيث سيشارك المركز الاعلامي بال ميديا في المهرجان الثالث عشر للاذاعة والتلفزيون في تونس مطلع حزيران المقبل، كما سيشارك المركز بعدد من الافلام الوثائقية و التاريخية في مهرجانات عربية و دولية. أحمد زكي/PNN- [/align][/frame] |
الساعة الآن 07 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية