الموضوع
:
معارك حيفا(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم أول-مجلد ثاني)
عرض مشاركة واحدة
08 / 02 / 2011, 23 : 12 AM
رقم المشاركة : [
7
]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: معارك حيفا(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم أول-مجلد ثاني)
سيدتي الفاضلة الأستاذة بوران شمّا عليك وعلى أساتذتي السلام والرحمة
سأضيف ما تقدمت به من معلومات هامة إلى هذا الملف الذي أتحدث فيه عن حيفا وتاريخها الحديث
http://www.nooreladab.com/vb/showthr...t=14789&page=6
إن الهجرة اليهودية إلى فلسطين قد بدأت مع بداية الاستعمار
البريطاني وتوسعت مع ترسيخ هذا الاستعمار لوجوده ووصلت إلى
الذروة مع بداية الحرب العالمية الثانية وبعد نهايتها .
والحديث عن التوسع في بناء المستوطنات اليهودية وشراء الأراضي لم يُعطى الأهمية
من قبل المؤرخين الفلسطينيين أو المؤرخين العرب بسب غياب التوثيق وحساسية
الموضوع لأن الدعاية الصهيونية قد أثّرت على حتى بعض المثقفين وغمز بعضهم
من قناة الفلسطينيين الذين " باعوا " أراضيهم لليهود بشكل مباشر أو بالواسطة ..!
وغاب عن هؤلاء وأولئك أمرا بسيطا وهو حتى لو سلمنا جدلا بأن عددا صغيرا كان أم
كبيرا قد باع أرضه فهل هذا يُعطي للشاري حق تملّك الوطن ؟!
وهل يخوّل أصحاب الشركات الأجنبية شرائهم ما نسبته 80% من عقارات دولة خليجية بأن يحولوها إلى وطن ؟
أم ان الأمر في فلسطين كان مؤامرة دولية اتفقت فيها دول العالم كله شرقا وغربا وبشكل شاذ لم يحدث في التاريخ
بأن اتفقت قوى بهذا الكمّ على مسألة واحدة ؟!
هذا هو لبّ الموضوع ولن أبقى في موضع الاتهام في هذا الخصوص وعلى المرء أن يسأل أيضا :
هل تمّ شراء أراضي معظم الشرق العربي عندما أحتلها الأجنبي وأقام عليها دويلاته وأعلن عن
أسماء ممالكه خصوصا في القدس الشريف استمرت حوالي مائتي عام من التاريخ ٍ؟!
فلسطين هي موطني وحيفا هي مسقط رأسي والمدينة التي اعشقها ...
وهي مدينة كانت عامرة توارد إليها الناس من مختلف المناطق
الداخلية ومن خارج فلسطين حيث يبدأ تاريخها الحديث " من اليوم الذي تحرك فيه قطار
الحجاز في سنة 1905 عندما ربطها بدمشق والحجاز " وكذلك ربطها ببيروت وطرابلس الشام
ونمت اقتصاديا عندما افتتح " خط أنابيب كركوك- حيفا " وصب فيها الزيت لأول مرة في
مستودعاتها و بدأت معامل التكرير في " مصفاتها " في العمل لتزود الشرقين الأدنى والأوسط
عام1933 وتم تدشين ميناءها الحديث في نفس العام
ليكون ثاني ميناء على البحر المتوسط بعد ميناء مرسيليا
الفرنسي ، حتى أصبح الشريان الحيوي لفلسطين والأردن
وسوريا والعراق وإيران وغيرها من البلدان الأسيوية ،
" فإذا أضيف إلى هذه الأعمال ما كان فيها من مصانع
الأسمنت وصناعة السجائر والغزل والنسيج تبين لنا
قوة الجذب إليها من العمال العرب من مصر وبلاد الشام
واستقدم إليها التاجر الشامي الدمشقي الذي نجح نجاحا
باهرا في مزاحمة التجار اليهود تجاريا"
لذلك كانت حيفا مركز العمل والعمال في فلسطين
وفيها تبلورت حركتهم التقدمية فأنشئوا جمعية منظمة
" للعمال " وصناديق توفير وجمعيات تعاونية ضمت
أصحاب المهن في البلاد ..
وحيفا كانت تعيش كما يشهد ابناءها وحدة إنسانية توحد بين مواطنيها العرب
مسلمين ومسيحيين ، واحد مظاهر تلك الوحدة هو الاحتفالات بعيد مار الياس
يشترك فيه الحيفاويون في يوم واحد فالمسلم في " زاوية " الخضر والمسيحي في زاوية أخرى
يتبادلون التهاني على سفوح جبل الكرمل الشامخ .
وحيفا مدينة الثقافة والعلوم في فلسطين حيث يزول
العجب عندما نعلم ان الصحف والمجلات الصادرة فيها
فلا تعد ولا تحصى .. وعلى سبيل المثال : لقد كانت تصدر
فيها حوالي الأربعون صحيفة يومية ما بين سنة 1908- 1948
غير عدد المجلات الثقافية والاجتماعية .. !
وكان عدد الجمعيات والنوادي فيها واحد وعشرون ناديا
وجمعية عربية عدا ما كان يملكه اليهود من جمعيات وما
كان يصدره من صحف لا يقارن بما كان للعرب !
ووصل عدد المدارس فيها إلى 33 مدرسة حتى العام 1933
حيث عمدت الحكومة البريطانية إلى الحد منها حيث أنها لم
تزد عن ثلاثة مدارس خلال عشر سنوات التالية ..
إن هذا أهلّها لتلعب دورا نضاليا وسياسيا رائدا ضد الاحتلال والحركة الصهيونية
" وفي هذا الجو المزدهر وحركة العمال استطاع
الشهيد عز الدين القسام ان يقوم بعمل لم يكن بالحسبان ..
ففي سنة 1934 قال له عامل بسيط بعد ان سمع منه درس " الجهاد " :
هل سمع سيدنا عن الأسلحة التي كان يهربها اليهود ؟
ومنذ ذاك التاريخ اختفى الشيخ الجليل والذي اكتشف
أمره بعد سنة يحمل السلاح في غابات بلدة " يعبد
" قضاء مدينة جنين يدرب مجموعة من المجاهدين على
القتال فطوقتهم قوات الاحتلال البريطاني واستشهد مع
أربعة من رفاقه في العشرين من تشرين الثاني \ نوفمبر \
حيث كانت تلك هي الشرارة والمهماز لثورة شعب
فلسطين لمدة ثلاث سنوات 1936-1939 .. "
وبالرغم من هذا الازدهار والانفتاح لم تخف حيفا تعصبها لقوميتها العربية والسورية .. فمع وصول
لجنة الاستفتاء الأممية 1919 برئاسة الأميركي " كراين " الذي سميت اللجنة على اسمه
والتي كانت غايتها الوقوف على رأي السكان ومعرفة رغباتهم بعد انتهاء الحرب
العالمية الأولى تقدمت المدينة بتقرير موحد يعبر عن
رغبات السكان العرب : النص أورده الشيخ عبد الرحمن مراد في
كتابه " حيفا ومعركتها الأخيرة " نقلا عن وثائق مركز
الدراسات الفلسطينية التي حصل عليها من ( مكتب السجلات العامة – لندن )
:
1 - إن شعب فلسطين جزء من الشعب العربي في البلاد السورية ....
2 – إن فلسطين عبر التاريخ هي الجزء الجنوبي لسوريا
ومرتبط بها ارتباطا عضويا من الناحية الجغرافية والسياسية
والاقتصادية وداخل ضمن حدودها الطبيعية ، فسكانها مرتبط
بعضهم البعض في وحدة اللغة والعادات والتقاليد والأنساب
والاشتراك في التملك الخ .....
3 - يرفض شعب فلسطين تجزئة البلاد السورية ( ولا سيما الجزء الجنوبي فيها )
ويصر على وحدته في هذا السياق .
>>>>>>>>>>>>>>
شكرا لك على ما تقومين به من أجل إبقاء ذاكرتنا حية
توقيع
رأفت العزي
"
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع رأفت العزي المفضل
البحث عن كل مشاركات رأفت العزي