عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 11 / 2011, 15 : 12 AM   رقم المشاركة : [42]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !

أسرار العلاقة ما بين دمشق وطهران !


يقول محمد حسنين هيكل في كتابه الصادر عن دار الشروق الطبعة العربية
" مدافع آية الله " في الصفحة 115 قال :
" من بين جميع رؤساء الدول الذين راسلهم " الخميني " لطلب المساعدة
لم يستجيب أحدا منهم غير الرئيس عبد الناصر /وكان رئيسا لمصر ولسوريا
أيضا في زمن وحدة القطرين / فأمر ناصر بصرف 150 ألف دولار عن طريق
رئيس جهاز المخابرات العامة السوري عبد الحميد السرّاج الذي كلّف شخصا
لبنانيا يعمل معه وعندما غادر مطار بيروت ووصل إلى طهران ألقي القبض
عليه وهو لا يعلم بأن المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي قد نبهوا
أنظار المسئولين إليه في المطار "

ويضيف هيكل : " أن الشاه قرر أن يوضع حدا لسطوع هذا النجم الصاعد
في سماء العالم الديني في " قُمّ" فأذاع خطابا توجه فيه إلى القيادات الدينية
يسألهم فيه عن رأيهم في زعيم ديني " شيعي " مشهور ، كان على استعداد
لقبول أموال من غير الشيعة ! وفي اليوم التالي أعطى الخميني جوابه في
حوزته ، وقال : " لقد آن الأوان لأن تنهي " التقّية " وأن نقف ونعلن ما
نؤمن به " وقال " أنا لست بحاجة إلى نقود ، فالهبات التي تأتي من حوزتي
تغطي كل احتياجاتي والنقود التي أرسلها عبد الناصر لم تكن مرسلة لي ،
وإنما كانت للجنة المساعدات لسد حاجات الأرامل واليتامى هؤلاء الذين ترملوا
وتيتموا على يدي حكم الشاه وحكم أبيه من قبله ، وإنني أنتهز هذه الفرصة
لأعلن نهاية " التقيّة " .
بهذا الإعلان أصبح الخميني أول زعيم ديني شيعي يستنكر التقية ويهاجم الشاه
بشدة / كان ذلك في العام 1960 من القرن الماضي /

وعندما نجحت الثورة التي قادها الخميني كان أول رجل دين وزعيم شيعي
يجيز أن يُدفع من أموال الخمس الخاصة برجال الدين إلى غير الشيعة ..
فذهبت أولى الدفعات إلى " منظمة التحرير الفلسطينية " ولياسر عرفات
مباشرة عندما زار طهران لتهنئة الخميني وكان أول زعيم عربي أقدم على ذلك
/ كتب أحد الصحفيين المرافقين لعرفات قوله : إني أرى " الفانتوم "
( طائرات حربية إيرانية امريكية الصنع رافقته في سماء إيران )
أراها ترافقني ولا تضربني " والآن فُكّ الحصار عن الثورة الفلسطينية " قالها للخميني
الذي ضحك لأول مرة يراه فيها عامة الناس ضاحكا وهذا أسعد جميع ثوار العالم " !


إن إشارتي إلى هذه المقدمة كانت من أجل الإجابة عن سؤال محيّر :
لماذا وقفت سوريا دونما أمة العرب مع إيران الخميني ؟!
إذن ، فإن العلاقة الإيرانية - السورية قد ابتدأت حين كانت " الجمهورية العربية المتحدة "
التي ضمت سوريا ومصر والتي أسس لها الرئيس جمال عبد الناصر حين كان الصراع
على أشدّه ما بين العروبة والقوميين العرب من جهة وبين الاستعمار وحلفاءه
وأداواته من جهة ثانية ؛ فشاه إيران كان من أشد حلفاء الغرب ، وكان يلقب بشرطي
العصا الغليظة في الخليج ، ويقدم لكيان العدو الإسرائيلي جميع احتياجاته من
النفط الإيراني ، و 90% من حجم التبادل التجاري لإسرائيل كان مع إيران فكان
من الطبيعي أن تكون الدولة السورية حينئذ ضد نظام طهران .

انتهت وحدة مصر وسوريا ، وتغيرت سياسة مصر تجاه شاه إيران .. ولكن
و بالرغم من تعاقب النظم وكثرة الانقلابات فالدولة السورية لم تغير سياستها
الخارجية منذ قيام هذه الدولة لغاية هذه اللحظة تجاه إيران .. وإني أراهن بأن
النظام لو تغير سوف لن تتغير سياسة الدولة السورية في جميع الأحوال طالما
بقيت الدولة دولة وليس كما يخطط البعض لتصبح مجموعة من الدول !

ربما لا يعرف الكثيرون أن تطور العلاقة ما بين سوريا وإيران كان على أساس
موقف كل من الطرفان ما يعني سياستهما الخارجية فحين كانت إيران في
المعسكر الغربي كان النظام السوري يؤيد الثوار الإيرانيين وعندما انتصرت
الثورة ردّ الإيرانيون جزء من الجميل الذي صنعه السوريون مع الثوار ،
إذ ليس سرا أن الحرس الثوري بصفته العسكرية لم ينشأ في إيران بل نشأ
في سوريا ، والجيش السوري هو الذي أشرف على تدريبهم عسكريا في
معسكراته ، وأحتضنهم سياسيا فكما سبق وقلت ، إن معسكرات الجيش
السوري كانت تُدرب الفلسطينيين بمعظم فصائلهم الرئيسية وكانت تدرب
الأريتيريين واليمنيين وحزب العمال الكردستاني بل أن رئيس العراق الحالي
جلال الطالباني كان أحد أهم المعارضين العراقيين والذي أسس الاتحاد الوطني
الكردستاني في سوريا سنة 1975م، وبدأ حركته المسلحة سنة 1976م
وأقام في سوريا ردحا من الزمن ، ومع ذلك فإن دمشق لم تندفع كما اندفعت
منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة " فتح " تحديدا نحو المبالغة في التأييد
( أذكر أني عند زيارتي لأحد مكاتب فتح الرئيسية في لبنان / زمن انتصار الثورة /
كانت صور الخميني تملأ جدران المكتب وطغت على حتى صور ياسر عرفات ؛
والأغرب ، أن خطب الخميني والأغاني الثورية الإيرانية كانت تصدح في أرجاءه
ومثله مثل معظم المكاتب ، وأذكر بأن الغضب ملئ قلبي وأنا القومي العربي
وعلقت بأن هذا " غزو ثقافي خطير " مع أني كنت من مؤيدي الثورة في إيران
داخل إيران !
تبدّل كل شيء فجأة !

فحين وقف عرفات يعرض وساطته بين العراقيين والإيرانيين في بداية الحرب
غضب الخميني وصدّام معا ، فالأول قال " يجب أن تقف مع الحق لأن
إيران تتعرض للغزو " وأما الثاني فقال " خسئت فهذه معركة ما بين ا
لفرس والعرب ، وعليك أن تكون مع العروبة " ومع ذلك فقد بقي عرفات يحظى
برعاية إيرانية وبقيت أموال " الخُمس " تذهب إلى خزينته حتى العام الذي
بدأت تظهر فيه التقارير السرية عن علاقة منظمة التحرير بالأمريكان الذين
أخرجوه من لبنان بحمايتهم ! أما صدام فانتقم منه وزاد من دعم " أبو نضال
" صبري البنا الذي انشق عن فتح في العام 1974 بعد فترة سُبات طويلة
ولما أراد أبو عمار إصلاح وضعه مع صدّام أيده في احتلال الكويت مما
جعل الفلسطينيون في منطقة الخليج يجلسون على خازوق "
فحين جاء ليكحلها عماها " وعمانا !
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس