رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
بعض التعاريف والمعلومات عن مذاهب وفرق:
لإثناعشرية أكبر طوائف الشيعة عموما وهم الشيعة الذين ينقلون الإمامة بعد جعفر الصادق الذي هو بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب وام الامام جعفر الصادق هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق (أبو بكر الصديق هو الصحابي المعروف و الخليفة الأول بعد الرسول ص ), وامها اسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب حسب الرواية الشيعية.
الإمام السادس إلى ابنه موسى الكاظم ويؤمنون من بعد موسى الكاظم بخمسة أئمة آخرهم الإمام الثاني عشر الذي يعتبرونه هو المهدي المنتظر ولهذا السبب يطلق عليهم اسم الإثناعشرية لأنهم آمنوا بإثنى عشر إمام.
ومن أسمائهم أيضا الإمامية وهو يطلق عليهم هم والإسماعيلية ايضا لأنهما اعتبرتا مبحث الإمامة من أصول الدين. وأيضا يطلق عليهم (الجعفرية) وفقهم (الفقه الجعفري) نسبة إلى جعفر الصادق الإمام السادس.أصول الدين لا يجوز فيها التقليد، بل على كل مكلّف أن يعرفها بأدلّتها وهي اعتقاد وإيمان:
التوحيد :وهو أن يعرف الإنسان إلها خلقه، وأوجده من العدم وبيده كل شيء، فالخلق، والرزق والعطاء والمنع، والإماتة، والإحياء، والصحة، والمرض، كلها تحت إرادته (إنما أمره إذا أراد شيأ أن يقول له كن فيكون) وهو الله جل جلاله. فهم يؤمنون أن الله واحد أحد وأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وأن ليس بجسم ولا مادة ولا يصح وصفه بالأوصاف البشرية وأنه ليس له مكان أو زمان
العدل : إن الله جل جلاله عادل لا يظلم أحدا ولا يفعل ما ينافي الحكمة، فكل خلق أو رزق أو عطاء أو منع، صدر عنه هو لمصالح، وإن لم نعلم بها، كما أن الطبيب إذا داوى أحدا بدواء علمنا أن فيه الصلاح، وإن لم نكن نعرف وجه الصلاح في ذلك الدواء.
النبوة :وهو الايمان بنبوة نبي اخر الزمان الرسول الكريم محمد بن عبد الله واتباعه واجب كما قال الله بسم الله الرحمن الرحيم (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) صدق الله العلي العظيم. [3]
الإمامة : تؤمن فرق الشيعة كافة بوجود إمام يرث العلم عن النبي محمدا و هو المسؤول عن قيادة الأمة الإسلامية بتكليف من الله عز و جل، ففي الاعتقاد الشيعي أن الله لن يترك الأمة الإسلامية بدون قائد مكلف.وأن هذا الإمام يكون معصوما عن الخطأ ويختار من قبل الله عز وجل لا بواسطة الناس، ويوصي كل إمام بالإمام الذي يليه
المعاد : إن الله يحيي الإنسان بعد ما مات ليجزي المحسن بما أحسن و يجزي المسيء بما أساء فمن آمن وعمل الصالحات، يجزيه الله بالجنة، ومن كفر وعمل السيئات، يجزيه بجهنم.
ويؤمن الشيعة الإثناعشريون أن الإمام محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر غاب عن العالم وعن الأنظار حتى يأذن الله له بالظهور ليملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا.
ويؤمنون أنه حي يرزق ويعيش بين الناس إلا أنه مخفي عن الأنظار ولا يحظى بلقائه إلا الواصلين والأتقياء.
وفي عهد الغيبة يكون العلماء أو المراجع هم نواب الإمام ويرجع إليهم الناس في شئونهم الدينية والفقهية
يرى علماء الطائفة الإثنا عشرية مفهوم أن كل من رأى النبي وسمع حديثه وآمن به حتى وفاته صحابي عدل هو غير مقبول عندهم.
فهم يرون أنه إذا كان معنى الصحابي (كل من أسلم و رأى رسول الإسلام وسمع حديثه وآمن به حتى وفاته) فهذا معناه أنه ليس كل الصحابة عدول يؤخذ عنهم الحديث، ويشيرون أن القرآن الكريم يتحدث عن أناس يعيشون مع النبي ويصلون معه وقريبون منه ولكنه يصفهم بالمنافقين، ولم يذكر التاريخ أسمائهم بل إن النبي نفسه لم يخبر الأمة بالمنافقين الذين كان يعلم بنفاقهم.
وبالتالي فإن الشيعة الإمامية يخضعون الصحابة للجرح والتعديل ويعتقدون أنهم بشر منهم الصالح ومنهم الطالح والمنافق بخلاف الأئمة الإثنا عشر فهم غير خاضعين للجرح والتعديل وهم الذين يؤخذ منهم الحديث والعلم لأنهم معصومين.
ويؤمن الشيعة الإثناعشريون بأن هناك العديد من الصحابة الذين يؤخذ عنهم العلم والرواية ويجلونهم طبقا للروايات التي جاءت فيهم بأسانيد معتبرة عندهم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: أبو ذر الغفاري عمار بن ياسر المقداد بن عمرو سلمان الفارسي أبو أيوب الأنصاري جابر بن عبد الله الأنصاري (مروي عنه نسبة كبيرة من أحاديث الكافي ومن لا يحضره الفقيه) حجر بن عدي أسماء بنت عميس الأرقم بن أبي الأرقم مصعب بن عمير زيد بن حارثة عبد الله بن رواحة خباب بن الأرت عبد الله بن العباس الفضل بن العباس محمد بن أبي بكر الحارث بن المطلب مالك بن نويرة وغيرهم الكثير.
الزيدية
أو الزيود فرقة إسلامية تبلورت في أوائل العصر العباسي في القرن الثاني الهجري وسميت بالزيدية نسبة إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وهم أحد الفرق الإسلامية وأقرب المذاهب إلى أهل السنة ، ليسوا من الشيعة ولا علاقة لهم بالشيعة كما يعتقد ويختلفون تماماً في مذهبهم وفكرهم عن الشيعة الموجودين في العراق وإيران والكويت والبحرين ولبنان ولا يمتون لهم بصلة، بل هم يميلون إلى السنه ويأخذون عنهم العلوم ، وبعض العلماء يعد الزيدية من اهل السنة.
لا ترى الزيدية العصمة شرطا لصحة الإمامة.
يعتقد الزيديون بان الإمامة تجوز في كل حر تقي عادل عالم من آل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
الزيدية لا يكفرون الصحابة ولا يسبونهم.
ترى الزيدية بصحة إمامة صحابة النبي محمد: أبي بكر وعمر وعثمان، بخلاف الشيعة الأمامية.
ترى الزيدية جواز الأمامة في أولاد الحسن والحسين ولا تجد مندوحة لحصرها بأولاد الحسين، ولا يعــرف الإمام عندهم سوى من شهــر سيفه، وقاتل أعــدائه ولا يميلون إلى التقية.
لا ترى الزيدية في استخلاف علي بن أبي طالب سوى النص الخفي وأنكرت البترية (الزيدية) مثل هذا النص ومن الزيدية من قال أن طريق الإمامة الإختيار أو الدعوة.
كما تعتقد الزيدية أن المسلم إذا إرتكب كبيرة فإن ذلك لا يخرجه عن الإسلام، فهو مسلم وإن كان فاسقاً بما فعل من الكبائر والآثام أيضـــاً، وبذلك وافقوا أهل السنة.
قصــرت الزيدية العصمة على الرسول وحــده.
الاسماعيلية
ثاني أكبر جمهور الشيعة بعد الاثني عشرية. وتسمى بالإسماعيلية نسبة إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق.
وتشترك الاسماعيلية مع الاثناعشرية بمفهوم الائمة المنحدرين من نسل رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم وابنته فاطمة ولكن انشق الاسماعيليون عن جمهور الشيعة الاثناعشرية عند الامام السادس (جعفر الصادق) ومن سيخلفه من ابنائه. فجنح الاسماعيليون مع ابن جعفر الصادق الاكبر "اسماعيل" بينما تبنى الاثناعشريون ابنه الاصغر "موسى الكاظم".
يؤمن الإسماعيليون كباقي الإمامية أن الإمام ينص عليه وليس بالإختيار وأن الإمام الأول هو علي بن ابي طالب ولا يعترفون بخلافة الخلفاء من قبله.
لم يختلف الإسماعيليون مع الإثنا عشريون في الأئمة المبكرين الست الأوائل:
((علي بن ابي طالب))
((الحسن بن علي)) ويستثنيه الإسماعيليون النزارية المعروفون حاليا باسم الأغاخانية من الأئمة بينما يؤمن به باقي الإسماعيليين.
((الحسين بن علي))
((علي زين العابدين))
((محمد الباقر))
((جعفر الصادق))
ولا يختلف اعتقاد الإسماعيليون في هؤلاء الأئمة عن باقي الشيعة من حيث مفهوم الإمامة بشكل عام وإن كان الإسماعيليون يستعملون بعض التعبيرات والألقاب الخاصة لا يستعملها الإثنا عشريون، مثل (إسمي ذي العرش العظيم عليا ، ما كنت إلا نوره الازليا) وبالطبع هم لا يؤلهون علي بن ابي طالب أو أحد الأئمة ولكن كل الكلام الذي قد يبدو غلوا خاضع للتأويل عندهم وهو يؤمنون كباقي المسلمين ان الله واحد أحد وهو الواجب الوجود
بعد وفاة الإمام السادس جعفر الصادق أعلن الإسماعيليون أن الإمام كان إسماعيل بن جعفر الصادق وإنه لم يمت في حياة ابيه وانما كانت جنازة وهمية أقامها ابوه لظروف وحكمة تقتضي اخفائه ونقلوا الإمامة إلى ولده محمد بن إسماعيل الإمام السابع بعد جعفر الصادق الذي يعتبره السبعية دون باقي طوائف الإسماعيلية المختفي الذي سيظهر مرة أخرى وهو المهدي المنتظر عندهم، بينما باقي طوائف الإسماعيلية تتبع نسله وتوالي الأئمة من أبنائه
الفاطميون
يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت محمد بن عبد الله صلى الله علية وسلم رسول الإسلام، كما يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ومنه جاءت الطائفة الشيعة الاسماعلية. يرى غالب المؤرخين أن نسبهم كان منحولاً.
يفضل غالب علماء السنة كابن حزم الظاهري الأندلسي في كتابه جمهرة أنساب العرب أن يطلقَ عليهم لقب "العبيديون" نسبة إلى جدهم عبيد الله بن قداح. قال العلامة ابن خلكان في وفيات الاعيان (3/118): (والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم فى النسبة المحمدية أصلا). وقال الذهبي في ( العبر فى خبر من غبر ) ( ج 2/ص 199 ) : ( المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق) وقد ذكر غيرهما من المؤرخين أنه فى ربيع الاخر من عام 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة والاشراف والعدول والصالحين المحدثين وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر وهو منصور الذى يرجع نسبه الى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم فى ولد علي بن أبي طالب وأن الذى ادعوه اليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات على بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول فى انهم خوارج كذبة وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون للاسلام جاحدون ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الانبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وكتب سنة اثنتين وأربعمائة ). قال ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ( 11/346 ) بعد أن نقل هذا : ( وقد كتب خطه فى المحضر خلق كثير ) .
على أن المقريزي في البيان و الأعراب عما بأرض مصر من الأعراب وفي اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا وكذلك ابن خلدون في تاريخه، يجزمان بانتسابهما لأهل البيت. وانتقد ذلك السيوطي فى تاريخه (تاريخ الخلفاء) ( ص 4 ) حيث قال : ( ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين لان خلافتهم غير صحيحة وذكر أن جدهم مجوسي وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام ) .
الدولة الفاطمية في أقصى اتساعهامؤسس السلالة عبيد الله المهدي (909ء934 م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبو عبد الله الشيعي، نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة و حمله إلى السلطة، معتمدا في ذلك على كثرة جموع قبيلته كتامة البربرية، الذين زحفوا إلى المشرق واختطوا القاهرة مع رابع خلفاء الفاطميين المعز لدين الله الفاطمي ، ولم يتبق منهم في المغرب إلا القليل. استولى الفاطميون على شرق الجزائر، ثم تونس، ثم ليبيا ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م استولى المعز (953ء975 م) على مصر وبنى مدينة القاهرة. بقيادة جوهر الصقلي.
دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع أمويي الأندلس. كما تمكنوا من إخضاع الحجاز والحرمين مابين سنوات 965ء1070 م. ازدهرت التجارة ونما اقتصاد البلاد ونشطت حركة العمران أثناء عهد العزيز بالله الفاطمي (965ء996 م) ثم الحاكم بأمر الله الفاطمي (996ء1021 م) وفي عهده انشقت عن الاسماعلية طائفة من الشيعة عرفت باسم الدروز واللذي إختفا في سنة (1021 م) ولم يعرف تاريخ مماته. بعد حكم المستنصر (1036ء1094 م) الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتين النزارية والمستعلية. تولى الحكم من بعده خلفاء أطفال. مع حكم الحافظ (1131ء1149 م) تقلصت حدود الدولة إلى مصر فقط.
آخر الخلفاء وهو العاضد لدين الله الفاطمي وقع تحت سيطرة القادة العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي والذي تولى الوزارة منذ 1169 م، بالقضاء على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171 م. ورجعت مصر بعدها إلى المذهب السني.
ملامح الدولة الفاطمية
كان للفاطميين أثر كبير في التاريخ الإسلامي بشكل العام والمصري بشكل خاص، حيث تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت القاهرة حاضرة زمانها يفدها الطلاب من أنحاء العالم للتزود بالعلم والمعرفة وبنيت بها دار الحكمة والأزهر وانتشرت الكتب وجعل المال من أجل الشعراء والأدباء، وارتبطت الكثير من العادات والتقاليد والطقوس بالدولة الفاطمية في مصر حيث مازال التاثير الفاطمي يظهر في مصر أثناء شهر رمضان والأعياد.
ويقول ول ديورانت أن مصر بدأت نهضتها الحقيقة منذ العهد الفاطمي حيث بدأت الشخصية المصرية تستقل وتبدأ بالظهور من جديد بروح جديدة إسلامية.
وتميز العصر الفاطمي بالفخامة في كل شيئ من حيث مواكب الخلفاء والإهتمام بالأعياد والإحتفالات ونرى المقريزي يمعن في وصف الإحتفالات والمواكب الخاصة بالخلفاء.
وفي العصر الفاطمي يعود أقباط ويهود مصر في الظهور على مسرح الأحداث من جديد فإذا استثنينا السنوات الاخيرة من عهد الحاكم بأمر الله نجد أن باقي العهد الفاطمي كان عهد حريات للأقباط واليهود وبعضهم وصل إلى أرقى مناصب البلاط الفاطمي.
|