رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
أضيف إلى ما تفضلت به أخت هدى جزأ منقولا من مقالي :هل الإسلام عدواني أم عالمي الموجود في واحة الأدب كدعم وتأكيد لما تفضلت به:
برنارد لويس يجد في عدم خضوع الإسلام لسلطة معينة وموحدة تحكمه وفي عدم وجود تفسير محدد وواضح لآيات القرأن فرصة للمتطرفين لشحذ النفوس على العنف و الإنتقام و التخريب في دار الحرب (بلاد أو أرض يسكنها غير المسلمين وتحكمها قوانين غير إسلامية وتدخل في حرب مع دولة الإسلام أو شعوبها).
.
خلا صة هذه النظرات القاتمة لمفكري الغرب هي: مجتمعات الإسلام يطبعها تخلف و تشبث بدين منغلق قد يأخذ أبعادا مختلفة لأنه محور حياة أتباعه ممايؤدي للحقد و العنف و الإبتعاد عن الركب.
الآن ماذا يرى مفكر مسلم كسيد قطب ؟ و ماذا يقول عن المجتمع الإسلامي هل هو فعلا عدواني أم عالمي ؟ .
سيد قطب ,هذا المنظر الإسلامي الذي سجن أكثر من خمسة عشر سنة أو يزيد و ذاق أصناف العذاب المختلفة , يرى أن المجتمع الإسلامي عالمي
أولا : لكونه لا يقوم على أي أسس تمييز عرقي أو قومي.ونستطيع أن نستدل على كلامه هذا بوجود صحابة كانوا مقربين من الرسول ولهم شأن مثل بلال ابن رباح الذي كان أسودا و سلمان الذي كان فارسيا وكذلك بقوله تعالى:"ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
فالتقوى هي مصدر التفضيل الوحيد و هذه متعلقة طبعا بسلوك المرء و عمله و عبادته.
كما أننا إن عدنا للآية نفسها فسنجد اعترافا بالتعددية و دعوة للتعارف و التلاحم لا التنافر و العدوانية.
ثانيا:الإسلام يزيح الحدود الجغرافية ويدعو للتآخي والتلاحم وينبذ العصبية فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"ليس منا من دعى إلى عصبية و ليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية".
وكذلك:"ارحموا أهل الأرض ,يرحمكم من في السماء" ولم يقل الرسول الكريم ارحموا مسلمي الأرض أو جنسا أو قوما معينا.
ثالثا:الإسلام لايفرض و لا يوجب إجبار أحد على اعتناقه قسرا فقد قال تعالى:"لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي".
المسلمون لم يشهروا سيوفهم لقطع رقاب المشركين وإكراههم على الدخول في دينهم حين ظهوره لابل دافعوا عن أنفسهم حين منعوا من نشر الدعوة وحوربوا و شيئ التنكيل بهم.
هدف المسلمين كان نبيلا لأنهم أرادوا تعميم الخير وفضل دينهم على الآخرين لكنهم لم يمنحوا حرية فعل ذلك.
رابعا: وفي الحقيقة يمكن ضم هذه النقطة لسابقتها لكنني أدرجها مستقلة للتركيز عليها في زمن سيئ فيه فهم تاريخ الإسلام و شوهت فيه حقائق الفتوحات.
القتال كان من أواخر الحلول في بدايات الإسلام وكانت له أسبابه.
قال تعالى:"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا, وإن الله على نصرهم لقدير,الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا:"ربنا الله, ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات و مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا, ولينصرن الله من نصره, إن الله قوي عزيز"
إذن القتال لم يشرع إلا بعد الأذى الذي لحق بالمسلمين ولم يكن طغيانا وجبروتا وإنما دفاعا عن حرية العقيدة وتحقيق الصلاح والخير في الأرض.
وليس هناك حسب اعتقادي أي نص قرآني أو حديث نبوي يشرع الإعتداء على غير المسلمين لإجبارهم على الإسلام بل الدلائل كلها تصب في بحر التعايش مع غير المسلمين وعدم إكراههم. قال تعالى:"قل:ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم:ألانعبد إلاالله ولانشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله,فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون".
إذن إن تولوا لا يستدعي ذلك اراقة الدماء, لهم دينهم و للمسلمين دينهم.
تحياتي.
|