عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 04 / 2008, 37 : 06 AM   رقم المشاركة : [11]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي

مقارنة بين الدين والقوميات ... بقلم الأستاذ حسان العاني

السلام عليكم



الشيء الذي دفعني لسرد الموضوع الذي استنبطته من عدة قراءات لي لمختلف الكتاب منهم الاستاذ المدون سيد يوسف هو ملاحظتي لكثير من اقلام المدونات .. وجود قاسم مشترك رائع وقابليات خلاقة تسعى للاصلاح لتوحيد الامة ولكن هناك اختلافات بسيطة لاتعدوا سوى كلمات تحتاج لبلورة لكي تبرز الوصف والغاية والهدف الى مايصبون اليه من خلال ادراجاتهم وردودهم .. وارجو ان اكون قد وُفقت في الاستنباط لايصال الفكرة للجميع ....



*

يبدو ان هناك تحاور جوهري ماض قدما لتهيأة العقل العربي اشبه بصراع النظريات والافكار من اجل اثبات ماينفع لبلداننا ولشعوبنا فتمخض عن هذا التحاور أسئلة فرضت نفسها امام الواقع .. ماهو التناقض بين الاسلام والقومية ؟؟ وهل يوجد ما يهدد العرب كقومية من الإسلام ؟؟ ام يوجد ما يهدد الإسلام من العرب كقومية ؟؟



قال الشاعر



إن العـروبة َلفظ ٌإن نطقتَ بهِ



فالشرقُ والضادُ والإسلامُ معناهُ




القومية بمضمونها العام تمثل الواقع اللغوي والاجتماعي والثقافي لفئة معينة من الناس يجمعهم وطن ويطلق عليهم اسم (( قوم )) .. والعرب كقوم ينتمون لوطن اجتمعت فيه خصائص مشتركة وأهمها اللغة ، وكذلك بعض الميزات الفكرية والثقافية التي تمثل الواقع الاجتماعي لسلوكياتهم .. ولكنها كبقية القوميات ليس لديهم عقيدة خاصة بهم ..لانه لاوجود لعقيدة من بنات افكار البشرية تصلح لتسيير الناس بكل ماينظم شؤونهم .. فمن المتيقن به ان اي معتقد وضعه البشر لايخلو من ثغرات يستحيل فيها تحقيق العدالة .... فجاء الإسلام الذي تمثل عقيدته الالهية أمتداد لبقية الاديان والتي جميعها تشترك في المقومات الاساسية لمفهوم العقيدة كالتوحيد الذي هو اساس كل دين .. فلهذا اختلفت صيغة المنهاج بحسب كل نبي ارسله الله في قومه وبحسب الميزات البارزة التي كانت عليها حياتهم لقوله تعالى (( لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا )) وبما ان الدين الاسلامي جاء خاتما للأديان لكل الناس ليكون دين شامل ونظام حياتي متكامل ينظم شئون الناس جميعهم كقيادة وشعوب فى كل مفردات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي ادق الامور وبكل تفاصيلها المتمثل بالقرآن والسنة النبوية المطهرة ....



ولقد اختار الله العرب ليكونوا حملة رسالة الإسلام بأرساله المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام واختيارهم جاء لحكمة آلهية .. قد يكون منها والله اعلم كياسة التفكير للعقل العربي و طول صبرهم وهذا مالمسناه من عدم استعجالهم باتخاذ قرار فردي الا بعد ان يتشاوروا اذا كان الامر يعني الجميع وان كان بعض اجماعهم ينم عن تعصب في بعض الامور ولكن المهم انهم يتشاورون ... وكذلك عدم استعجالهم بسؤال الضيف الذي يحل عليهم الا بعد ان تمضي ثلاثة ايام يغدقونه خلالها بكرم الضيافة مما يجعل الود والسكينة والاطمئنان بكل من يحل عليهم ضيفا .. اولانهم اعتادوا تحمل صعوبات الحياة بسبب قسوة التضاريس الارضية والطبيعة المناخية التي تتسم بها بلداننا خصوصا الجزيرة العربية ، اوبسبب سلامة لسانهم كونهم يتكلمون اللغة العربية والتي تعتبر افصح اللغات واثبتها لقوله تعالى (( إنا انزلناه قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلكم تعقلون)) فنشاهد الاية هنا خاطبت العقل لانه المركز الرئيسي لفهم المراد وفي قوله تعالى (( نزل به الروح الامين بلسان عربي مبين )) وهنا مخاطبة الوجدان حتى يعطي الثقة بكل من يتبع الاسلام من غير العرب بأن اللسان العربي هو اختيار آلهي ليكون به تفصيل كل شيء لبلاغته وفصاحته .. وفي قوله تعالى (( قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون )) وهنا التكلم بصيغة التحذير من التلفيق والحث على التقوى لان مفردات اللغة العربية معانيها واضحة وعميقة مع تعدد قرءاتها والله اعلم بالصواب .. او قد يكون السبب في اختيار العرب لوجود المقدسات في وطنهم الذي جمع جميع الاديان ومقدساتهم ابتداءا بالبيت الحرام بمكة ومرورا بال الاقصى في فلسطين .. اللذان يعتبران اهم واعظم صرحيين مقدسين على وجه الارض قبل ان يضاف اليهما الـمسـجد النبوي الشريف .. ومن هنا فقد جاء الإسلام لينيط بالعرب ايصال اعظم رسالة حضارية غيرت وجه الانسانية .. فحري بنا كعرب أن نفتخر بانتمائنا للإسلام الذي أعلى من مكانتنا بين الامم على الرغم من بساطة المقومات المادية المتفاوتة اذا ما قيست بالامكانيات الهائلة التي كانت تمتلكها الامبراطورية الرومانية والبيزنطية والفارسية والحبشية وغيرها من بقية الامم .. ثم بعد ذلك وحد بين القبائل العربية المتناحرة على مر التاريخ ، فبهذا التوحد ورسوخ الايمان استطاع العرب ومن دخل معهم الاسلام من بقية القوميات وان كانت نسبتهم قليلة جدا في بداية الرسالة أن ينشروا بالإسلام حضارة سادت الدنيا قرونا ولازالت تنتظر من يعيد امجاد هذه الحضارة

وإذا كان حب القومية والوطن تعبير عن خلجات النفس فإن هذا لا يعني التنصل عن الروابط الوجدانية والروحانية التي جمعتنا فالنبى محمد صلى الله عليه وسلم حينما هاجر من مكة ودعها قائلا (( والله إنكِ لأحب أرض الله إلي ، وإنك لأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت )) وهذا يعني انه صلى الله عليه وسلم آثر الدين فوق حب الوطن وقد بقي في المدينة المنورة اكراما للانصار الذين احتضنوه ونصروه وآزروه عندما هاجر اليهم فعاش ومات ودفن فيها عليه افضل الصلاة واتم التسليم



وبعد انتشار الدين ليدخل تحت رايته مختلف القوميات والشعوب لم تحصل اي مشكلات اساسية تمس مكانة كل من دخل فيه بل ان تنوع الشعوب والقبائل انعكس ايجابيا على المجتمع الاسلامي .. لانهم اجتمعوا وجمعتهم عقيدة واحدة مما فسح المجال لغرض الالتحام فكريا وماديا واجتماعيا وإن كان ثمة اختلاف اعترى بعض المسائل ولكنه كان من اجل الصقل والتطوير وليس اختلاف من اجل السيادة او صراع من اجل الانفصال.. باعتبار أن راية الاسلام تذوب تحتها جميع المفارقات الثانوية .. وإن اختلفت بعض العادات والتقاليد فلم يجعلوها كمشكلة تعترض اعتزازهم ببعضهم البعض بهذا الدين الذي أكرمهم الله به وارتضاه لهم . لان الولاء الحقيقي يجب ان يكون للإسلام وكما قال سبحانه وتعالى (( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون )) والعبادة الصحيحة هي ماشرعه الاسلام من خلال القرآن والسنة



وهناك امر مهم لايجب ان ننساه .. وهو كيف قام الاسلام بتوحيد صفوف العرب وبقية القوميات بمختلف دياناتهم يوم وقفوا صفا واحدا بوجه الحملة الصليبية التي قام بها ريتشارد قلب الاسد وكيف كان اخواننا النصارى من الكتابين ينفذون كل اوامر الناصر صلاح الدين الايوبي الكردي الاصل حتى حرروا القدس من براثن الحملة الصليبية وهذا مفاده ان الاسلام يعيش تحت سماحته وعدالته جميع الاديان وجميع القوميات لانه ارسى الاسس لتحقيق العدالة لكل من يعيش على ارض الاسلام



فالمعارضة اذاً ليس في الانتماء الإسلامي، والانتماء القومي كجامع سياسي أو كجامع حضاري، ولكنه يبرز عندما تتضمن الدعوة إلى القومية العنصرية والعلمانية، ويحدث هذا التعارض عندما يتكلمون عن العروبة، ويريدون أن يسيروها ويحصروها في نطاق مفاده أنها جماعة عنصرية علمانية، وأنه يتعين على فكرة الوحدة العربية أو وحدة العروبة أن تنحي الدين جانبا، كأساس لمرجعيتها السياسية والاجتماعية والسلوكية .. وهذه النقطة ثارت من قبل ولازالت تثير مشاكل بين المفكرين الإسلاميين والقوميين والعلمانيين .. مع ان الفكر الإسلامي يعتز بالعروبة وأغلب المفكرين يعترفون بالعروبة من موقع إسلامي .. فعلينا أن نكون منتبهين إلى أن الفكر الإسلامي ليست مشكلته مع الدعوة إلى العروبة ولكن مشكلته مع الوصف العلماني والعنصري الذي يراد أن يلصق بالعروبة .. وعلينا أن ننحي هذا الوصف عن العروبة .. وبذلك يمكن أن نحقق نجاحا في دعم أوضاع المشاركات بين القومية بوصفها إسلامية تحتضن جميع القوميات الداخلة ضمن بقعتها الجغرافية وفي نفس الوقت السند الظهير لكل من ينتمي للاسلام خارج بقعتها الجغرافية لنكون حينها قادة اممين بقرآننا العربي المبين



واخيرا وليس اخرا ان امتنا ليست مهددة بالانقراض عن الوجود ولكنها مهددة بالانسلاخ عن المنهج القويم الذي اعزها الله به وجعل كل العالم عندما يذكروا الاسلام فيعنون به العرب وعندما يذكرون العرب فيعنون به الاسلام ... فلهذا كان عليه الصلاة والسلام كما في الاثر يقول لسيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه (( لاتبغضني ياسلمان فأبغضك .. فقال سلمان فداك نفسي و امي وابي يارسول الله وكيف ابغضك فقال عليه الصلاة والسلام .. اذا ابغضت العرب فقد ابغضتني )) والعرب هنا هم حملة الرسالة النبوية التي جعلت شعلتهم تضيء فوق امم الارض وليس العرب هم من يتعصب لقوميته على الحق وعلى الباطل فقد كان ابو جهل وابو لهب عم النبي من اشد المتعصبين للعرب ولكن هذا لم ينفعهم لانهم فضلوا قوميتهم على دين الله



ارقى واسمى امنياتي للجميع بالتوفيق الذي يرضي الله



ويرضى به علينا



توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت

التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 30 / 07 / 2009 الساعة 40 : 07 PM.
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس