رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
الإنسلاخ الحضاري الهوية و الإنتماء
عندما يجهل الإنسان مقومات حضارته و تراثه و لا يعترف بمخزونه الثقافي لا يفعله و لا يبني عليه و يبحث عن حضارة و تراث آخر يتبنى مفرداته ليجعله يشكل حاضره و يبني عليه مستقبله ليكون منبت الجذور مقطوعها لا يعترف بالتاريخ و لا بالدين الذي يصبح من التراث القديم تجاوزه الزمن لأن الإختراعات العلمية و التقنيات الحديثة غزت العقل البشري و جعلته في خدمتها حتى أنه أصبح لا يستغنى عنها و يطورها كلما وجدها لا تلبي طموحه
بتبني العقل العربي المنطق و اللغة و الفكر الغربي يقطع نهائيا مع مقومات وجوده في بيئته و التي تصبح كل مفرداتها غربية من لباس و معمار و سلوك
إلى غير ذلك من مظاهر حياتية و التي تأثر سلبا على نمط العيش و تطمس كل المعالم الخاصة بالبيئة العربية الإسلامية و التي تعاني من جهلنا و تجاهلنا لها بإتلاف مظاهرها و عدم الحفاظ على مكتسبات أثرية تراثية شاهدة على أجيال بنت قبلنا لتترك لنا و هذا دليل على أن العقل العربي تخلي عن ماضيه بكل ما يحتويه من فكر و تراث حضاري مادي و معنوي و ألقي به إلى البحر ليبحث في الحضارات المجاورة عن هوية لأنه غير قادر على مواجهة الحياة دون أن يكون له إنتماء و مرجعية لغوية ثقافية فكرية هي سنده وهي من تعطيه هوية و تجنسه ليكون هذا الإنسان الناطق و المفكر و القادرعلى مواجهة الحياة
لا ننسى دور الإستعمار في طمس معالم التراث العربي الإسلامي بترسيخه لواقع الإحتلال على الأرض العربية وبفرضه لسياسته و لغته فهو ينشر فكره الذي تتغلغل مفرداته الحاملة لتراث و سلوك و فكر بيئة مختلفة في العقل العربي الذي ينبهر بهذا الجديد الوافد إليه ليتبناه و يفعله على أرض الواقع و قد برع الغرب في تزييف المزيف و تلقين الفكر و المنطق المغاير للحقيقة و الشاهد في ذلك هو قدرتهم على تحريف كتبهم السماوية فكيف بالعقل العربي؟
لا أقدم تبريرا هنا لما يحدث لنا من إنسلاخ و فقد للهوية و الإنتماء للأرض و الوطن بقدر ما أحاول فهم وضعنا الحالي حتى نستطيع مقاومة السلبيات الوافدة علينا من وراء البحار بإدراك ما يحدث داخلنا و تغييره حتى نكتسب مناعة المقاوم الذي لا يلين أمام مغريات العصر المادية و المعنوية الفكرية و أمام الغزو الفكري الممنهج في وسائل الإعلام و الأدبيات الغربية
يتبع
|