[frame="2 10"]
ـ وَتَرُ الْجِبَالِ يَبُثُّنِي حَيْثُ الْمَدَى
........................ وَجَنَازَةُ الْأَنْغَامِ .. فِي كَلِمَاتِي
ـ ذَابَ الْجَلِيدُ عَلَى ضَفَائِرِ غَزَّةٍ
...................... وَالْحُزْنُ .. يَصْلُبُنِي عَلَى آهَاتِي
ـ إِنِّي احْتَرَقْتُ عَلى مَدَى أَهْدَابِهَا
........................ وَعَلَى الرَّمَادِ .. تَمَرَّدَتْ أَنَّاتِي
ـ وَتَخَلَّلَتْ سُدَفَ الرَّمَادِ وَأَشْرَقَتْ
........................ حَجَرِيَّتِي الشَّقْرَاءُ مِنْ ظُلُمَاتِي
ـ وَتَنَزَّلَتْ حَتَّى الْوَتِينِ .. تَبُثُّنِي
..................... طَقْسَ الْأَسَى وَاسَّاقَطَتْ مِنْ ذَاتِي
ـ هُزِّي بِجِذْعِ الصَّبْرِ .. يَا قِدِّيسَتِي
........................ وَتَبَتَّلِي .. فِي غُرْبَةِ الصَّلَوَاتِ
ـ وَلْتُورِقِي مِلْءَ الضُّلُوعِ .. وَتَسْكُبِي
...................... نُورَ الْحَيَاةِ .. وَتُوقِظِي مِشْكَاتِي
ـ وَلْتُسْهِرِي لَيْلِي الْحَزِينَ .. وَهَدْهِدِي
....................... مَهْدَ الْفَرَاغِ .. وَلَمْلِمِي دَمْعَاتِي
ـ طُوفِي بِقُطْبِ الْحُزْنِ .. يَا حَجَرِيَّتِي
.................... حَتَّى الْجَلِيدِ .. لِسِرِّ مَنْ لَمْ يَاتِ
ـ مُدِّي الْجَدَائِلَ لِلْخِيَامِ .. وَمَهِّدِي
.................... طَقْسَ الْعَزَاءِ .. عَلَى مَدَى مَأْسَاتِي
ـ زُفِّي إِلَى الزَّيْتُونِ "طَلْعَتَ" فَارِسًا
.................... مُدِّي الصَّهِيلَ .. وَأَسْرِجِي ثَارَاتِي
ـ مُدِّي الصَّهِيلَ فَسَيْفُ طَارِقَ لَمْ يَذُقْ
...................غِمْدَ الْهَزِيمَةِ .. مَا اسْتَوَتْ صَهَوَاتِي
ـ بُثِّي إِلَى أَوْرَاسَ .. "طَلْعَتَ" فَاتِحًا
.................... حُزْنِي الْجَمِيلَ .. وَبَرْعِمِي ثَوَرَاتِي
ـ إِنِّي اعْتَصَرْتُ الْمَوْتَ .. دَالِيَةَ الْأَسَى
..................... وَرَشَفْتُهُ .. مِنْ أَعْذَبِ السَّكَرَاتِ
ـ مَازَالَ لَوْنُ الْحُزْنِ .. يَرْسُمُ ثَوْرَتِي
..................... وَصَدَى النَّفِيرِ .. يَنُزُّ مِنْ لَوْحَاتِي
ـ هَلْ ضَاعَ وَجْهُ الْقُدْسِ بَيْنَ مَلَامِحِي
........................ وَتَلَبَّدَتْ .. فِي تَيْهِهَا مِرْآتِي؟
ـ مَازَالَ نَبْضُ البُرْتُقَالِ مُشَرَّدًا
........................ هَيَّا ارْجِعِيهِ .. لِدِفْءِ بَيَّارَاتِي
ـ عُودِي اهْجُرِي مُدُنَ الْجَلِيدِ وَجَمْرَهَا
......................... وَتَغَلْغَلِي .. يَا حُرْقَةً مِنْ ذَاتِي
ـ هَيَّا اسْكُبِي لَوْنَ الْحِدَادِ عَلَى الْمَدَى
........................ ذَابَ الْجَلِيدُ .. وَشَيِّعِي أَبْيَاتِي
----------
[marq]
عادل سلطاني ـ الجزائر[/marq]
[/frame]
[align=justify]
تحية شعرية إبداعية رثائية إنسانية
هل جربت مرة أن تقف أمام لوحة مذهلة الإبداع لرسام استثنائي فتنظر ولا ترى ثم تنصرف لأنّ عينيك معلقتان في مكان آخر حجب عنك الرؤيا وإن لم يحجب عنك النظر ، كقطعتي زجاج تنظر ولا تبصر فظنك الناس رأيت وأنت فعلياً لم ترَ ؟؟!!
هذه أنا طوال السنوات الثلاث التي مرّت..
هل جربت مرة أن تمر بماسة برلنتية ثمينة تبعث في المكان إشعاعاً مذهلاً وإلى جانبها قطعة زجاج فتنظر لكليهما ولا تكاد تميز لأن عقلك مغيب وعيناك تبصر ولا ترى في الواقع شيئاً؟!
هذه أنا طوال السنوات الثلاث التي مرّت..
هل عرفت كيف يمكن للصدمات الإنسانية القاصمة أن تتركك ولفترة طويلة من الزمن هيكلا على هيئة إنسان وحطام أديب وبقايا ناقد فقد حاسة التذوق الأدبي فتكون أي شيء ولا تكون أنت؟؟!!
هذه أنا طوال السنوات الثلاث التي مرّت..
بالأمس فقط قرأتها وكأني أقرأ للمرة الأولى وأصغيت إلى كلماتها بصوت الشاعر الأستاذ ابراهيم بشوات .. وقفت عندها أكثر من ساعة وعدت مرات .. هطلت دموعي من شدة التأثر بهذا الإبداع الاستثنائي..
هطلت دموعي فصفت سمائي وأشرقت الشمس على كلمات القصيدة لأرى أي لوحة إبداعية فاتتني وأي ماسة ثمينة لم أميز روعتها وجمالها ذات غياب طويل...
(( وتر الجبال )) قصيدة بديعة إنسانية وجدانية رثائية وماسة شعرية ثمينة بكل المقاييس ، رثى فيها الشاعر المتميز الأستاذ عادل سلطاني شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت سقيرق، فأبدع وأبدع وأبدع ...
نعم تأخرت كثيراً - وقدمت عذري واعتذاري - بوضعها كأي تحفة ثمينة - في ميزان النقد داعية أمهر صاغة الشعر والنقد وكل المتذوقين ليتفضلوا ويتذوقوا بتمعن ويضعوا قراءتهم لهذه القصيدة التي يليق بها أجمل إطار وتستحق من الجميع الوقوف عندها طويلاً طوياً ..
بعد قراءاتكم سألخص ومن ثم أضع قراءتي، متمنية لكم أطيب الأوقات مع هذه التحفة الفنية في شعر الرثاء...
[/align]