عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 12 / 2014, 52 : 07 PM   رقم المشاركة : [2]
عمر الريسوني
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية عمر الريسوني
 




عمر الريسوني is on a distinguished road

رد: لله الحجة البالغة

أخي الكريم زين العابدين ابراهيم لكم مني تحية طيبة خالصة مباركة ووفقنا الله تعالى لمحبته ومرضاته ووفقنا في هذا المسعى
الأطهر المبارك

فلهذا الوجود الحق أخي الكريم زين العابدين مراتب ، ولكل مرتبة في الوجود شأن: الأولى مرتبة اللاتعين والاطلاق والذات البحت لا بمعنى أن قيد الأطلاق ومفهوم سلب التعين ثابتان في تلك المرتبة ، بل بمعنى ان ذلك الوجود في تلك المرتبة منزه عن اضافة جميع القيود والنعوت اليه حتى عن قيد الاطلاق أيضا ، ويسمى بالمرتبة الأحدية وهي كنه الحق سبحانه وليس فوقها مرتبة أخرى بل كل المراتب تحتها الثانية مرتبة التعين وتسمى بالواحدية وهي عبارة عن علمه تعالى لذاته ولصفاته ولجميع الموجودات على وجه الاجمال من غير امتياز بعضها على بعض الثالثة مرتبة التعين الثاني وتسمى بالواحدية وهي عبارة عن علمه تعالى لذاته ولصفاته ولجميع الموجودات على التفصيل وامتياز يعضها عن بعض فهذه ثلاث مراتب كلها قديمة ، و العقل يحكم بتقدم بعضها على بعض كالحياة على العلم والعلم على الارادة ، والعلم في حقيقته هو انكشاف المعلوم لدى العالم ، و هو أمر إضافي ينتزعه العقل من تقابل المُدرِك المدرَك مع عدم حائل بينهما ، فليس العلم سوى رفع الحجاب الحاجز بين المنكشف و المنكشف لديه ، فإذا لم يكن حجاب بين المُدرك ومُدرَكه ، حصل الادراك ، الذي هو عبارة عن انتقاش صورته في ذهن المُدرك على أثر هذا التقابل ، سواء أكان عيناً أم معنىً ، فعلمه تعالى بالأشياء هو عبارة عن حضور الأشياء بأسرها لديه تعالى ، و كل شيء هو رهن حضوره في محضر القدس تعالى ، ليس يعزب عنه شيء ، وبوجود الأشياء فهو الحق فكل ما فرضه على الخلق ألزم به نفسه سبحانه ، وعلمه تعالى بالاشياء هو عبارة عن حضور الاشياء بأسرها لديه تعالى ، و كل شيء هو رهن حضوره ، ليس يعزب عنه شيء ، فهو سبحانه الذي له العلم الأزلي الكائن قبل وجود الأشياء ، أما العلم الفعلي فهو الحاصل بحصول الأشياء ، والعبد المؤمن يعرف قدر ربه وبالفهم والتدبر يستلهم ما يجوز وما لا يجوز في حق الله تعالى ، وفي بيان كمال الصفات بين الحق سبحانه أن له صفاتا ذاتية أي نسبها لذاته وصفاتا هي من صفات فعله فلما أوجد هذا الوجود بالحق أخبر سبحانه كما ورد في الحديث النبوي الشريف ان رحمتي سبقت غضبي ، والراسخون في العلم يقولون آمنا به وبكل ما بين الله تعالى في كتابه العزيز من آيات بينات ، وأن لله صفات عظيمة بجلال قدره المبارك ، وهذه الصفات تتصف بكمالها وعزتها وغناها وسعات الرحمة واللطف والحكمة والعلم والاحاطة الجامعة المهيمنة والقدرة والارادة القاهرة وهي دالة بحق على كمال صفات الله تعالى وأنه لا يخرج شيء عن قيوميته ما دق وما جل حتى لحظة سكون هذا العالم المخلوق وكل شيء يتم وفق ما أراده وأن الخلق والأمر بيده وأن الله تعالى موصوف بعلا مجده وكبريائه في علياءه وبجميل ود قربه لعباده وبالغ حكمته وحلمه ولطفه ورحمته في تصريف أمره ، وأن هذا الخلق خلقه بالحق والأجل والمسمى فأسبغ عليه من نعماءه وبعث الأنبياء والمرسلين وأنزل الكتب وبين لهم سنن الهدى وأمر عباده بالتزام الحق وعدم العبث والفساد وتوعد من استهان بالحق وانحرف عن جادة الحق وأفسد في الأرض أن له عواقب الخسران وبين أن غاية الأمانة هي الاسترشاد بالحق والالتزام بأمر الله واقامة أسس الحق والعدل في الأرض حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
عمر الريسوني غير متصل   رد مع اقتباس