التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,391,205

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > الله نور السموات والأرض > مرافئ الروح في رحاب الإيمان > الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل > الأحاديث النبوية الشريفة > مكارم الأخلاق
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17 / 12 / 2014, 50 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
عمر الريسوني
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية عمر الريسوني
 




عمر الريسوني is on a distinguished road

لله الحجة البالغة


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين

الله تعالى هو الذي له الخلق والأمر لا معقب لحكمه وليس له وزير ولا نصير ولا شريك ولا مشير تعالى وتقدس لا يشرك في علم غيبه أحدا لكمال قدرته وعجز غيره عن شأنه كما لا يجوز لحاكم أن يحكم أو يسن التشريعات أو يحكم من ذات نفسه فيكون شريكا لله في حكمه ، وإن الحكم إلا لله وكما ورد في الحديث ( بك خاصمت وإليك حاكمت ) ، فعلى العباد أن يثبتوا إلهية الحق في قلوبهم وينفوها عمن سواه ، فالحاكمية لله وحده ، ولذلك حذرنا الحق بمن أشركوا بالله لما اتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله ، وهو سبحانه مع ذلك يوضح لنا السبل السليمة حتى نجتاز كل العقبات بأمن وسلام فلا نزل ونضل عن النهج القويم وحتى نبلغ دار السلام التي يدعونا اليها والخالية من كل الآفات ، ومع ذلك فالتذكير بالحق ملزم حتى يأتي أمر الله فهو المتفرد بالربوبية والملك والتصرف في خلقه وما علينا الا الخضوع لأمره ، وهناك من الناس من يعتقد أن العبد يخلق أفعاله ويخرجون أفعال عباده عن ملكه وقدرته ومشيئته وهذا خطأ ، لذلك احتج الكفار في دفع دعوة الأنبياء والرسل بأن قالوا كل ما حصل فهو بمشيئة الله وإذا شاء الله منا ذلك فكيف يمكننا تركه فرد الله تعالى عليهم بقوله ( قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ) الآية ، فثبتت حجته ببعثه الأنبياء والمرسلين وهداياته وأنواره الساطعة فأبطل حجتهم ، فالإنسان خلق ذا علم ومشيئة وإرادة وقدرة فيعمل بقدرته وإرادته ما يرى بحسب ما وصل إليه علمه أنه خير له والإنسان في ذلك ليس معارضا لمشيئة الله ولا مزيلا لها بل مشيئته تابعة لمشيئة الله ومظهر من مظاهرها ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) الآية ، وقد جرت سنته بأن يشاء لنا أن نعمل عندما يترجح في علمنا أن العمل خير من تركه وأن نترك عندما يترجح أن الترك خير من العمل والله تعالى مع هذا هو خالق كل شيء وبيده ملكوت كل شيء وبمشيئته يجري كل شيء على سنن مطردة ومقادير معلومة فإرادة الله فوق كل إرادة ولا يمكن أن يقع في ملكه وسلطانه ما لا يريد وهو مع إرادته لها يكرهها ويحذر منها ( إن الله لا يحب الكافرين ) و ( الله لا يحب الظالمين ) ولو لم يخلق أسباب الشرور والأثام والمعاصي لبطلت حكمته في إرسال أنبيائه ورسله هداة يهتدى بهم في الصبر على البلايا والشرور (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ) الآية ، ولله الحكمة المتعالية بكمالاتها ، قال تعالى ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) الآية ، فلا يعترض عليه أحد فيما يفعله إذ هو تعالى لقوة عظمته الباهرة وعزة سلطانه القاهرة ليس لأحد أن يسأله ولا أن يناقشه فيما يفعل ذلك أن أفعاله ومشيئته لا تعلل بالأغراض والغايات فلا يقال فعل كذا لكذا ، إذ لو كانت معلله لكان للعبد أن يسأل ، فإن الله مالك كل شيء وليس فوقه من تجب طاعته ، قال تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ) الآية ، فهذا خلقه وهو عليم به فقد جعل في طي كل نعمة نقمة وفي جانب كل مصلحة مفسدة ومن أراد الله به خيرا استعمله في الخير دفعا للشر ، ومن أراد الله به شرا استعمله في الشر دفعا للخير وهو خالق الظلمات والنور ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) الآية ، فهو لم يخلق أسباب الذنوب والمعاصي هدرا لغير غاية إلى مخلوقاته بل خلقها ليرتب عليها الثواب والعقاب والهداية والخذلان ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) الآية ، والإنسان خاضع لأمر الله ولا ينتظر ما سيجري به قدر الله وقضاؤه لقوله تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ) الآية ، فالمرتبة الالهية اذا أخذت بشرط جميع الأشياء اللازمة لها كلياتها وجزئياتها المسماة بالأسماء والصفات فهي المرتبة الالهية واذا أخذت بشرط كليات الأشياء تسمى مرتبة الاسم الرحمن واذا أخذت بشرط أن تكون الكليات فيها جزئيات منفصلة ثابتة من غير احتجابها عن كلياتها فهي مرتبة الاسم الرحيم
فمعاني هذه الصفات كلها بحسب مدلولها اللغوي واستعمالها في البشر محال على الله تعالى إذ العلم بحسب مدلوله اللغوي هو صورة المعلومات في الذهن ، التي استفادها من إدراك الحواس أو من الفكر ، وهي بهذا المعنى محال على الله تعالى ولله علما حقيقيا هو وصف له ، ولكنه لا يشبه علمنا ، وإن له سمعا حقيقيا هو وصف له لا يشبه سمعنا ، وإن له رحمة حقيقية هي وصف له لا تشبه رحمتنا التي هي انفعال في النفس ، قال تعالى ( أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ) الآية
فالرحمة إذا نسبت لاسمه الرب أفادت العطاء في القسمة، ذلك أنه سبحانه يقسّم الرزق بالرحمة واذا نسبت لاسمه الله فإنها تدلّ على الفيض الذي لا يتناهي والكرم الذي لا ينقطع ، قال تعالى ( وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) الآية ، وكما ذكرت في البداية فالرحمانية اسم جميع المراتب الحقية دون الخلقية فهي أخص من الألوهية لانفرادها بما يتفرد الحق سبحانه ، والألوهية جميع الأحكام الحقية والخلقية ، والاسم الظاهر في المرتبة الرحمانية هو الرحمن وهو اسم يرجع الى الأسماء الذاتية والأوصاف النفسية والأسماء الذاتية كالأحدية والواحدية والصمدية ونحوها ، واختصاص هذه المرتبة بهذا الاسم للرحمة الشاملة لكل المراتب الحقية والخلقية ، فانه لظهورها في المراتب الحقية ظهرت في المراتب الخلقية ، فصارت الرحمة عامة في جميع الموجودات .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عمر الريسوني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 12 / 2014, 52 : 07 PM   رقم المشاركة : [2]
عمر الريسوني
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية عمر الريسوني
 




عمر الريسوني is on a distinguished road

رد: لله الحجة البالغة

أخي الكريم زين العابدين ابراهيم لكم مني تحية طيبة خالصة مباركة ووفقنا الله تعالى لمحبته ومرضاته ووفقنا في هذا المسعى
الأطهر المبارك

فلهذا الوجود الحق أخي الكريم زين العابدين مراتب ، ولكل مرتبة في الوجود شأن: الأولى مرتبة اللاتعين والاطلاق والذات البحت لا بمعنى أن قيد الأطلاق ومفهوم سلب التعين ثابتان في تلك المرتبة ، بل بمعنى ان ذلك الوجود في تلك المرتبة منزه عن اضافة جميع القيود والنعوت اليه حتى عن قيد الاطلاق أيضا ، ويسمى بالمرتبة الأحدية وهي كنه الحق سبحانه وليس فوقها مرتبة أخرى بل كل المراتب تحتها الثانية مرتبة التعين وتسمى بالواحدية وهي عبارة عن علمه تعالى لذاته ولصفاته ولجميع الموجودات على وجه الاجمال من غير امتياز بعضها على بعض الثالثة مرتبة التعين الثاني وتسمى بالواحدية وهي عبارة عن علمه تعالى لذاته ولصفاته ولجميع الموجودات على التفصيل وامتياز يعضها عن بعض فهذه ثلاث مراتب كلها قديمة ، و العقل يحكم بتقدم بعضها على بعض كالحياة على العلم والعلم على الارادة ، والعلم في حقيقته هو انكشاف المعلوم لدى العالم ، و هو أمر إضافي ينتزعه العقل من تقابل المُدرِك المدرَك مع عدم حائل بينهما ، فليس العلم سوى رفع الحجاب الحاجز بين المنكشف و المنكشف لديه ، فإذا لم يكن حجاب بين المُدرك ومُدرَكه ، حصل الادراك ، الذي هو عبارة عن انتقاش صورته في ذهن المُدرك على أثر هذا التقابل ، سواء أكان عيناً أم معنىً ، فعلمه تعالى بالأشياء هو عبارة عن حضور الأشياء بأسرها لديه تعالى ، و كل شيء هو رهن حضوره في محضر القدس تعالى ، ليس يعزب عنه شيء ، وبوجود الأشياء فهو الحق فكل ما فرضه على الخلق ألزم به نفسه سبحانه ، وعلمه تعالى بالاشياء هو عبارة عن حضور الاشياء بأسرها لديه تعالى ، و كل شيء هو رهن حضوره ، ليس يعزب عنه شيء ، فهو سبحانه الذي له العلم الأزلي الكائن قبل وجود الأشياء ، أما العلم الفعلي فهو الحاصل بحصول الأشياء ، والعبد المؤمن يعرف قدر ربه وبالفهم والتدبر يستلهم ما يجوز وما لا يجوز في حق الله تعالى ، وفي بيان كمال الصفات بين الحق سبحانه أن له صفاتا ذاتية أي نسبها لذاته وصفاتا هي من صفات فعله فلما أوجد هذا الوجود بالحق أخبر سبحانه كما ورد في الحديث النبوي الشريف ان رحمتي سبقت غضبي ، والراسخون في العلم يقولون آمنا به وبكل ما بين الله تعالى في كتابه العزيز من آيات بينات ، وأن لله صفات عظيمة بجلال قدره المبارك ، وهذه الصفات تتصف بكمالها وعزتها وغناها وسعات الرحمة واللطف والحكمة والعلم والاحاطة الجامعة المهيمنة والقدرة والارادة القاهرة وهي دالة بحق على كمال صفات الله تعالى وأنه لا يخرج شيء عن قيوميته ما دق وما جل حتى لحظة سكون هذا العالم المخلوق وكل شيء يتم وفق ما أراده وأن الخلق والأمر بيده وأن الله تعالى موصوف بعلا مجده وكبريائه في علياءه وبجميل ود قربه لعباده وبالغ حكمته وحلمه ولطفه ورحمته في تصريف أمره ، وأن هذا الخلق خلقه بالحق والأجل والمسمى فأسبغ عليه من نعماءه وبعث الأنبياء والمرسلين وأنزل الكتب وبين لهم سنن الهدى وأمر عباده بالتزام الحق وعدم العبث والفساد وتوعد من استهان بالحق وانحرف عن جادة الحق وأفسد في الأرض أن له عواقب الخسران وبين أن غاية الأمانة هي الاسترشاد بالحق والالتزام بأمر الله واقامة أسس الحق والعدل في الأرض حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
عمر الريسوني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 12 / 2014, 18 : 09 PM   رقم المشاركة : [3]
زين العابدين إبراهيم
أديب روائي

 الصورة الرمزية زين العابدين إبراهيم
 





زين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: لله الحجة البالغة

بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
ولكم الود والتقدير والإحترام
زين العابدين إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البالغة, الحدث


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عنزة الجدب..... فهيم رياض الخاطـرة 4 14 / 01 / 2017 34 : 01 PM
( العشر الأوائل من ذى الحجة) فتحى عطا شهر رمضان و المناسبات الدينية 0 14 / 09 / 2015 15 : 01 AM
عشر ذي الحجة د. محمد رأفت عثمان الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات 0 23 / 09 / 2014 46 : 12 PM
الجدة طلعت سقيرق القصص 1 12 / 09 / 2012 35 : 04 PM
أبو الديب .. باع قلمه خيري حمدان الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 4 14 / 08 / 2009 13 : 09 PM


الساعة الآن 46 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|