صدقت والله أخي الكريم محمد الصالح الجزائري
فهذا المقال الذي كتبته مؤخرا قلة من فقهوا كنهه
وهو مخالف لكل الرؤى المعاصرة الحالية ، فتطور
هذا الفرع العلمي الكمي من علوم الفيزياء فتح بابا
كبيرا لم يكن متوقعا ولم يكن في الحسبان ولم تصله بعد الاجتهادات
المعرفية ليشع على اثرها في نفوس الناس اليقين ، فالله تعالى هو الذي أظهر الحقائق والأمور كلها
وبه ظهرت الأشياء كلها متسقة ومترابطة وهذا ما أذهل علماء الفيزياء في المختبر الكمي فلو
كان لله عدم أو غيبة أو تغير
لانهدت السموات والأرض وما أصبحت متماسكة وبطل الملك والملكوت ولأدرك بذلك التفرقة بين الحالين ولو كان بعض
الأشياء موجوداً به وبعضها موجوداً بغيره لأدركت التفرقة بين الشيئين الدلالة ولكن دلالته عامة
في الأشياء على نسق واحد مترابط ومتماسك وهذا ما تبين في هذه الطفرة العلمية التي
لازالت غامضة وغريبة في دوائر العلم فوجوده دائم في كل الأحوال غامر يستحيل خلافه فلا جرم أورثت شدة الظهور
خفاء فهذا هو السبب في قصور الأفهام عن معرفته ولكن من قويت بصيرته ولم تضعف منته فإنه
في حال اعتدال أمره لا يرى إلا الله تعالى ولا يعرف غيره ويعلم أنه ليس في الوجود إلا الله
ورأى أفعاله أثر من آثار قدرته فهي تابعة له فلا وجود لها بالحقيقة ودونه وإنما الوجود للواحد
الذي به وجود الأفعال كلها ومن هذه حاله فلا ينظر في شيء من الأفعال إلا ويرى فيه الفاعل ويذهل
عن الفعل من حيث إنه سماء وأرض وحيوان وشجر بل ينظر فيه من حيث أنه صنع الواحد الحق فلا
يكون نظره مجاوزاً له إلى غيره وهو سبحانه العزيز المنيع الغالب على أمره واهب الرحمة الى خلقه
وهو القريب اليهم بوده ورحمته ، ولولا أن تجلى الحقُّ من أزليته لأرواح العارفين بجلاله وكبرياءه لقلوب الموحدين ما عرفوه
وهو سبحانه خالق كل شيء في ملكوته الغني عن كل خلقه وانفصاله عن جميع خلقه فلا اتصال له بشئ من خلقه قائم بنفسه في علا مجده وعزه
وجلاله وكبرياءه .