عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 01 / 2015, 37 : 10 PM   رقم المشاركة : [2]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: قصيدة - احملوني إلى الحبيب وروحوا - لفضيلة الشيخ الشاعر عمر الرافعي في ميزان النق

اسمحوا لي بأن أستهل بقراءة الناقد شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت سقيرق للقصيدة ، وسأنسخها كما هي في ملف القصيدة الأساسي على الرابط التالي:
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=120


[align=justify]قراءة على هامش قصيدة " احملوني إلى الحبيب وروحوا " للشيخ عمر الرافعي


احملوني إلى الحبيبِ و رُوحوا
............ واطرحوني في بابه واستريحوا
يا رفـاقي أما بكم مِن رفيـقٍ
..............يَحمِلُ الصَبَّ و هُوَ صَبٌ طَريحُ
آهِ لـو بِتُّ ليلـةً مُسْـتَريحاً
.................مِن عَـنائي أَوَّاهُ لَوْ أسْـتَريـحُ
برَّحَ الوجـدُ بي فقلبي عَليلٌ
...............وغَـرامي ذاكَ الغَرامُ الصَّحيحُ


هذه الأبيات الأربعة تشكل مطلع القصيدة ، ولا تشير إلى الغرض الأصلي الذي أراده الشاعر من وراء قصيدته .. نحن أمام حب صريح شديد الصفاء وعالي الوتيرة إلى أبعد حد.. وهو حب ملوّن بصور مدهشة ..
البيت الأول غاية في البساطة ، لكنه في الوقت نفسه غاية في الجمال وطرح البعد الجمالي الثر .. إن اللجوء إلى البحر الخفيف ، يرينا كيف يتحول الحس الإنساني إلى ما يشبه الهمس .. فانظر إلى طلب الشعر " احملوني " ببعده الدال على الضعف من شدة العشق والهيام .. يبدو الفعل هنا بصيغة الأمر لكنه يخرج إلى غرض الرجاء شوقا للحبيب وشغفا به .. ثم انظر إلى بقية البيت كيف تسير الهوينى لتصل إلى الغاية والمرتجى .. فالشاعر الشيخ عمر الرافعي رحمه الله ، يطلب من الحاملين له أن " يطرحوه " والفعل كما نرى محمل بالكثير من التلاصق مع الفعل " احملوني " فطلب الفعل بهذه الصيغة يؤكد التعب ويؤكد شدة الشغف والشوق إلى الحبيب .. فبين الفعلين " احملوني " و" اطرحوني " إذن علاقة تأكيد لصورة أراد أن يقدمها لنا الشاعر في الدال على الضعف والحنين والشوق وشدة المعاناة .. ثم نصل إلى عملية " استريحوا " بعد الطرح .. إذ إن كان حمل الشاعر ونقله من مكان على مكان متعبا لمن يحمل جسد العاشق الولهان ، فليكن باب الحبيب ملجأ وغاية وليذهب بعدها من يذهب .. وإذا ربطنا في البيت اللاحق نلحظ شيئا من العتب لهؤلاء الذين يحملون الشاعر إذ:

يا رفـاقي أما بكم مِن رفيـقٍ ..............يَحمِلُ الصَبَّ و هُوَ صَبٌ طَريحُ

فالسؤال استنكاري .. وكأن الشاعر الشيخ يسأل معاتبا بالله عليكم أليس بينكم رفيق واحد يستطيع أن يحمل هذا المحب المريض المعنى بعد أن أضناه المرض والعشق ، وهما فعلان متلازمان كون المرض مرتبط بالعشق غير مفصول عنه .. وتكون الصورة المعبرة النابضة بكل المشاعر والأحاسيس النابعة من تعب مدفوع بتعب :

آهِ لـو بِتُّ ليلـةً مُسْـتَريحاً .................مِن عَـنائي أَوَّاهُ لَوْ أسْـتَريـحُ

هو رجاء .. لكن هل هو رجاء حقيقي يسعى الشاعر إلى تحققه ؟؟.. لا أظن فالشيخ عمر الرافعي سعيد يتعبه السامي لأن الحبيب ليس أي حبيب .. ولأنه كذلك فمن غير الممكن أن تكون راحة العاشق وغن لساعة واحدة ، وليس ليلة .. هو سعي متصل للوصال واللجوء إلى كنف الحبيب .. كأننا أمام تراسل بين المفردات لتقول في مؤداها ليس هناك ما يسكت هذا الألم وصرخاته العالية غير الوصول إلى الحبيب :

برَّحَ الوجـدُ بي فقلبي عَليلٌ ...............وغَـرامي ذاكَ الغَرامُ الصَّحيحُ

الوجد كما نرى سبب المرض وشدته ، مما جعل القلب مشغول بالحب حتى المرض أو ما يبدو انه مرض .. وفي مدى هذا الحب نرى غراما صحيحا مكتملا غير ناقص.. كما تبدو مفردة " صحيح " دالة على الصحة بما يؤدي إلى غرام لا تشوبه شائبة .. وتبريح الوجد تكاد تداخل الهامش الصوفي في حبه المتوجه للخالق والذي يسعى في صعوده المتواصل لإلغاء المسافات .. الصوفي يحاول دائما أن يتوحد وصولا إلى " يا أنا " استغراقا وفرحا بأن الذات ما عادت موجودة كذات مفردة شخصية بل أصبحت جزءا من الكل الإلهي خشوعا ووجدا وحبا وذهولا يصل في أحيان كثيرة إلى غيبوبة أو " غيبة " العشق التي تولد فرحا على مبدأ الصوفية " لو عرفه الناس لقاتلونا عليه ".. لنترك الآن الغيبوبة والغياب لموضوع آخر عند الحديث عن الصوفية مستقبلا إن شاء الله ...
طبعا الأبيات الأربعة تحتاج إلى أكثر من ذلك لمحمولها الغني المتعدد .. لكن لا يتسع المجال هنا للسير في معارج هذه الأبيات وتواترها بل تواصلها ومبتغاها .. فالمسافة المطلوبة لطرح الشيع الشاعر عمر الرافعي تحتاج إلى الكثير ..
بعد هذه الأبيات الأربعة تتضح صورة الحبيب .. ولأن الحبيب هو الأعلى والأغلى بين البشر ، فقد كانت الأبيات التي قدمتْ شديدة اللصوق بالسعي وشدة الشوق وتبريح الوجد .. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم محور ومقصد كل بيت فإن جميع المفردات تعمل على الوصف والتصوير والغليان عشقا في حب سيد البرية .. وتظهر فرادة القصيدة ومحاولة الشيخ الشاعر عمر الرافعي لجعلها معراجه في حب الحبيب المصطفى ، أنها ابتعدت عن نهج البردة الذي اتخذه الكثير من الشعراء نموذجا يحتذى عند الحديث عن المصطفى صلوات الله عليه وسلامه .. والشيء الجميل والمعبر والدال على الفرادة هو بدء قصيدة الشاعر بقوله " احملوني إلى الحبيبِ و رُوحوا " وانتهائه بهذا القول مع نهاية القصيدة الحائية ، قبل أن يدخل في ما بشبه النشيد مغيرا البحر والقافية أو الروي .. وباعتقادي إذا كان الشاعر الرافعي قد كتب القصيدة وألحق بها هذا النشيد عن قصد ولم تكن هناك أي يد غير يده قد أدخلته كملحق للقصيدة وهو مقطع منفصل ، فإن الشاعر الشيخ عمر الرافعي يأتي هنا بجمالية مفردة وتجديد يلاقح بين التفعيلات والبحور ، فقوله :

يا مَنْ بطَلعته المنيرةِ أشـرقت
.............كل العوالـم أيّـما إشـراقِ!
كالشمس في كبد السماء محلُّها
............و شعاعُها في سـائر الآفاق
بالمولد الأسمى أفضِ نوراً على
..........مُضنَى هواك و سائر العشّاق
تحيي قلوبهُم و تُسـعد جمعهم
.............فيراكَ ذو شَجن وذو أشواقِ
فرضى الحبيب و قربهُ و شهوده
...........غايُ السعادةِ و النعيمُ الباقي

يحمل انتقالا كليا إلى بحر وقافية مختلفين ، حيث بحر الكامل يخدم ما يريد قوله تماما بما يحمل من موسيقى تناسب الإنشاد والسرعة والحركة الجسدية .. كذلك تطويع حرف القاف ليحمل صيرورة العشق .. والناظر لكل مفردة من مفردات القافية في هذه الأبيات ، لا بد أن يلحظ التركيز الشديد على العشق والشوق .. وطبيعي أن كلية المقطع تساعد على التسارع في حركة الجسد التي ترافق الإنشاد أحيانا..
ما سبق يعتبر قراءة جد سريعة لقصيدة مليئة بالعطاء الثر .. إذ لو توقفنا عند كل بيت لاحتجنا إلى الكثير.. وعذري أن مثل هذه القصيدة تقرأ مرارا كي نفهم دلالاتها الكثيرة ، وهو أمر يحتاج إلى أكثر مما كتبت بكثير ..

طلعت سقيرق
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت

التعديل الأخير تم بواسطة د. رجاء بنحيدا ; 05 / 01 / 2015 الساعة 32 : 06 AM.
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس