السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف لخير خلق الله سيدنا وإمامنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
أضع بين أيديكم قصيدة: (( احملوني إلى الحبيب وروحوا )) للشاعر فضيلة المفتي الأسبق لطرابلس - لبنان الشيخ عمر تقي الدين الرافعي والذي كان يلقب بـ "مجدد الأدب الروحي في دنيا العرب " ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، وهذه القصيدة كتبها في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وأشار إلى المعجزات التي وضعها الله سبحانه على يديه، وهي من ديوانه: " مناجاة الحبيب" في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
يهمني جداً ويسعدني أن أقدم لكم هنا قصيدة جدي الشاعر في ميزان النقد بانتظار قراءاتكم
احملوني إلى الحبيبِ و رُوحوا
واطرحوني في بابه واستريحوا
يا رفـاقي أما بكم مِن رفيـقٍ
يَحمِلُ الصَبَّ و هُوَ صَبٌ طَريحُ
آهِ لـو بِتُّ ليلـةً مُسْـتَريحاً
مِن عَـنائي أَوَّاهُ لَوْ أسْـتَريـحُ
برَّحَ الوجـدُ بي فقلبي عَليلُ
وغَـرامي ذاكَ الغَرامُ الصَّحيحُ
و حَبيبي وهُوَ الذي في عُلاه
لا يُـدانيـهِ آدمٌ و ألمسـيـحُ
مَلأَ الكَونَ نُـورُهُ فَهُـوَ ماحٍ
ظُلْمَـةَ الجَهلِ بالهدى و مُزيحُ
ملأ الكَـونَ مُعْجزاتٍ فَمِنهـا
كانَ بالـرُّعْبِ نَصْرُه الممنوحُ
نطقَ الذئبُ والغزالَةُ والضَّـ
.ـبُّ وكُلٌ منه اللسـان فصيحُ
واسـتَجارَ البعيرُ حينَ رآهُ
و كذا الجزْعُ أَنَّ و هو يَنـوحُ
نَبَعَ الماءُ من يَدَيْهِ فـأرْوى
ظَمَـأَ الجيشِ شَـفَّهُ التَّبريـحُ
وانتَضى العودَ يومَ بَدرٍ فَعا
دَ العُودُ سَـيْفاً و كمْ بِهِ مَذبوحُ
هُوَ رُوحُ الوجودِ والكُلُّ فيهِ
قَدْ سَـرَت بالجَمالِ تلكَ الروحُ
يا أبـا الطيِّبِ الذي فيـهِ طِبْنا
بك طابَ الثَّنا و طابَ المديحُ
إن شَكَوْتُ الضنى وبُحتُ بِسِرّي
رُبَّ مُضنىً بِسـرّه قد يبوحُ
لَمْ أُطِق للنّوى اصطِباراً فَجُدْ لي
باللِّقا بلسـماً فقلبي جريـحُ
جُدْ بقُربي واجمع عليكَ جميعي
بَعُدَتْ شُقَّتي و ضاقَ الفسيحُ
وانتصر لي على العِدَى بِدُعاءٍ
مُسْتَجابٍ فأنتَ في القَوْمِ نوحُ
إيهِ يا سَـعدُ قَدْ سَـعِدنا بطَه
كُلُّ فَضلٍ من فَضلـهِ ممنوحُ
طِبْ بطَه قلباً فَطَهَ الذي طـا
بتْ به طَيْبَةٌ و طابَ الضَّريحُ
حَلَّ فيهِ روحُ الوجودِ فَمَنْ بِنُـ
كرِ مَحْيا جسـم وفيهِ الرُّوحُ
حَلَّ فيـهِ فكانت الرُّوحُ تَلقى
كُلُّ روحٍ تَغدُو بـها و تَروحُ
نادِ مُسْتَشْـفِعاً و لُذْ مُستجيراً
وارجُ مُسْتَمْنِحاً فَطَهَ السَّـميحُ
وَترامَ في بابِهِ فهو بابُ اللَّـ
ـهِ و اللهُ بـابُـهُ مَـفتـوحُ
و تَحقـق منه القَبولَ بـِفَتْحٍ
.لَيسَ بعدَ القبـولِ إلاَّ الفُتُـوحُ
و صَلاةٌ مِنَ المُهَـيمِنِ تُهدى
لعُـلاهُ بِكُـلِّ طِـيبٍ تَفـوحُ
و علىَ الآلِ والصحابةِ ما لا
حَتِْ نُجومٌ مِنْ هَديهمْ أَو تلوحُ
أَو مُحِبُّ الرَّسولَ صَاحَ بوَجدٍ
إِحملوني إلى الحبيبِ وروحوا
يا مَنْ بطَلعته المنيرةِ أشـرقت
كل العوالـم أيّـما إشـراقِ!
كالشمس في كبد السماء محلُّها
و شعاعُها في سـائر الآفاق
بالمولد الأسمى أفضِ نوراً على
مُضنَى هواك و سائر العشّاق
تحيي قلوبهُم و تُسـعد جمعهم
فيراكَ ذو شَجن وذوا أشواقِ
فرضى الحبيب و قربهُ و شهوده
غايُ السعادةِ و النعيمُ الباقي