عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 10 / 2017, 35 : 08 PM   رقم المشاركة : [3]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: هل غاب الشعر حقاً؟

يرى أصحاب هذا الرأي من القراء، أن من الأفضل، وربما من الأكثر معاصرة، أن يتجنب من يُطلقون اليوم على أنفسهم تسمية شعراء، تسميةَ مايكتبونه بالشعر، لاختلافه إلى حدٍّ كبير عن الشعر بمفهومه القديم المتوارَث، وأن يطلقوا على إبداعاتهم وأنفسهم تسمية جديدة تتفق مع البنية الفنية الجديدة لهذه الإبداعات...
هناك فعلا جانب من الحقيقة كما ذكرتَ دكتورنا الفاضل ، فما نقرأه هذه الأيام لا يمكن تصنيفه ! لا بالمفهوم القديم للشعر، ولا بالمفهوم الحديث له..ما نستطيع وصفه به إلا قولنا أنه مجرد كلام مبهم لا قيمة له ! لا يحرّك فينا حسّا ولا شعورا..بل بالعكس يدفعنا إلى الضجر فنهجره غير آسفين على هجره..وأغلب المنتديات والدواوين تعج بمثل هذا اللون من الكلام..
ثمة من يقف في الخندق المواجه، ليؤكد أن الشعر ما زال حياً، لم يمت، بدليل أنه، ورغم كل ما طرأ عليه من حداثة، ما يزال خطاب القلب الإنساني، ولغة الشعور الرائع، والحساسية الشفافة.. بل يذهب عشاق الشعر هؤلاء، بغض النظر عن كونه حديثاً أو قديماً، إلى الاعتقاد بأن الحياة دون ينبوع الشعر الدافئ، ستغدو جافة مثل روحنا المعاصرة التي جفَّفَت الماديةُ كلَّ جميلٍ فيها..
هؤلاء حتما تذوّقوا الشعر بجميع أشكاله وألوانه ، قديمها وحديثها ، فهم إيجابيون ، وإن كانوا يتخيّرون جيّده ، ويهجرون رديئه ، لعلمهم أنّ الإنسان ، ورغم ماديته ، ما زال يحتاج جرعات من الكلام الذي يحرّك الوجدان!
كِلَا الفريقين، أيْ فريق القائلين باستمرارالشعر حياً، وفريق مُعْلِنِي نَعيِهِ، يُحبانه، ولكن كلٌّ على طريقته، ومن زاوية رؤيته الخاصة. وربما لهذا، يتبادلان الاتهامات فيما آلت إليه حال هذاالمخلوق الإنساني ..
وهذه حقيقة ثابتة أخي الدكتور توفيق !
وها أنذا أقول لكم: لن تعود للشعر شعبيته، أو لنقل قداسته الشعبية، إلا إذا توقف سيل غثه وسخيفه عن جرف محبتنا له، إلى قاع اهتمامنا، حيث ألقينا، نحن القراءَ العاديين، بنماذج هذا المسمى شعراً، وبأسماء مؤلفيه أيضاً.... فهل من سبيل إلى إيقاف سيل هذا الغث؟
هذا ما نرجوه، لاسيما وأن تَذَوُّقَ الشعرالجيد من قبل المتلقي العربي، مازال موجوداً، على عكس ما تُقدِّرون وتتوهمون.. وما زال على قيد الوجود أيضاً، تقديرُ الشاعر القادر على دخول القلب بحب وفن وصدق.. وإلا كيف تُفسرون خروج دمشق، شيباً وشباناً، نساء ورجالاً وأولاداً، وراء نعش شاعرها نزار قباني؟ وكيف تُفسرون تزاحم الناس على حضور أمسية كان يُحييها محمود درويش أو غيره من الشعراء الذين امتلكوا بشعرهم مفاتيح الدخول إلى قلوب الناس ومحبتهم وتقديرهم؟

وأنا معك أيها العربيّ الذي لا يفهم نظرياتهم ، ولا يستسيغ معلّباتهم..أنا معك أخي الدكتور..
من كل ما سبق، نخلص إلى القول: إن الشعر عموماً، والشعر العربي خصوصاً، مازال بخير، على الرغم من طوفان الغث الذي يغمر الأسواق تحت عنوان شعر، وما هو بشعر... وعلى القارئ العربي أن يتصدى لهذا الطوفان بمقاطعة مؤلفيه، وقد فعل.. فلا أحد من شعراء الغثاثة يستطيع بيع ما ينشره، بل حسبه أن يوزع نُسَخَ ما يطبع من غثه، على معارفه في الجرائد والمجلات، ليكتبوا عنها مادحين.. ولكن هيهات، لأن مديحهم لم يعد يخدع أحداً، إلا الأغبياء، وهم قليل، والحمد لله.
وفعلا كما ذكرت.. وأنا هنا أخالف العقّاد..فأنا أقول لك أخي القارئ : اقرأ ما يعجبك وما ينفعك وما يحرّك وجدانك..لا تقرأ كلّ الأشعار، حتى لا تصاب بالجلطة أو الانهيار..
شكرا لك عميدنا الدكتور توفيق على هذا الجزء القيّم النّاقد المدرك الواعي..
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس