عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 01 / 2018, 18 : 08 PM   رقم المشاركة : [9]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: مشرط الجرّاح ورحلة الموت المؤقت / هدى الخطيب


هذه قراءة متواضعة لما آثارني في هذا النص الذي أعتبره قصة وإن ورد في منتدى "كلمات"



"مشرط الجراح ورحلة الموت المؤقت" عتبة لنص وافقت محتواه؛ فالمشرط ذو حدين؛ حيث تحكي هذه القصة عن عمليتين جراحيتين؛ الأولى تهم استئصال داء من ذات، والثانية تهم تقطيع أطراف سليمة من ذات أعياها الاستيطان. وطاولة التشريح التي نقلت إليها المريضة إنما هي جلسات التفاوض على بثر فلسطين من جذورها، وتسليمها أطرافا متتالية للهر الأعور أو النمر المسخ الذي ينتظر بكل برودة دم؛ والتي مثلتها الكاتبة بجلوسه فوق كومة من ثلج ينتظر قرار ترامب الماكر؛ والذي نتج عنه حقن المريضة بشوكة غدر في قلبها و هي إحدى الإبر المسمومة التي امتهنها الغاصب طعنا، وطلبها لزيارة حيفا قبل أن تموت، ورده الفاجع بأنها من حق من أهل العبرية وأن عليها الاستسلام، وهذا موت ثاني تصارعه المريضة.
والسمة الإبداعية لهذا النص تتجلى -كذلك- في ذاك التشبيه بين ذات المريضة ووطنها السليب؛ الذي ما فتئ يسكنها ويؤلمها تقطيع أطرافه، و"الهر المسخ يموء معترضا يطلب المزيد مدعيا أن كل لحمي حقه الأزلي" فالهر المسخ كان يطمع في تقطيع المزيد من الأشلاء على أساس أنها حقه الأزلي؛ لكن طمعه أرداه ميتا؛ لأن الجسم العربي لا يتوافق وتكوينه، وهنا مرة أخرى تتجلى رحلة الموت -غير المؤقت حتما- حيث طمرت جيفته في مزبلة التاريخ والجغرافيا، لتعود الحياة بكل تجلياتها إلى كل الفلسطينيين وينتصر السجين والمنفي، ويكللون سعادتهم بإقامة صلاة الشكر في المسجد الأقصى
.


شكرا لك أ. هدى على هذا الإبداع المتميز والحمد لله على سلامتك وإن شاء الله ودون شك طال الزمان أو قصر نفرح كذلك بعودة فلسطين كل فلسطين إلى أهلها.
ليلى مرجان غير متصل   رد مع اقتباس