رد: اقتباسات من روايات وقصص
ص. 31. رواية " في قلبي أنثى عبرية"
خولة حمدي
"تفضل بعض الكعك... سيساعدك على استرداد عافيتك ...
وضعت الطبق أمامه، وأخذت تجمع الأغطية وترتبها. أطرق أحمد في تردد وهو يراقب حركتها بطرف خفي. كان يصارع الفضول الذي استبد به، وصار يلح عليه حتى يعرف حقيقة أمرها. كانت تهم بالانصراف حين استوقفها وقد أوشكت على تجاوز العتبة.
- لحظة من فضلك...
توقفت ندى والتفتت إليه في اهتمام.
- آنستي... أنت يهودية، أليس كذلك؟
نظرت ندى على الفور إلى نجمة داود التي كشفت أمرها منذ البداية، ولم تعلق.
_ إذن... لماذا تساعديننا؟
رفعت عينيها في انزعاج وهتفت:
_ وما شأن ديانتي بالعمل الإنساني؟ ألا يحثك دينك على الرحمة والرأفة وتقديم يد المساعدة إلى من يحتاجها، مهما كان انتماؤه و عقيدته؟ أليست تلك رسالة جميع الأديان السماوية؟
ارتبك أحمد وقد أدهشه ردها، وخفض رأسه في خجل من نفسه. فتاة يهودية تلقنه درسا في الأخلاق!! لم يملك إلا أن يتمتم في اعتذار :
- أنا آسف... لم أقصد الإهانة..
استطردت ندى في عدم اكتراث:
- لا عليك... فما يحصل حولنا ينسينا أننا نعبد إلها واحدا... وإن اختلفت التفاصيل والملابسات..
سرح أحمد للحظات، وهو يحاول استيعاب كلماتها التي صدمته بقوة. لم يكن قد تقرب قبل من اليهود العرب، ولا عرف شيئا عن طريقة تفكيرهم. والفكرة الطاغية لديه هي أنهم يضمرون العداء للمسلمين. لكن هذه الفتاة التي تقف أمامه تقول كلاما لم يتعود عليه. كلاما يضع الكثير من المسلمات لديه موضع تشكيك."
|