اشتقت يا أيلول
ثلاثة أشهر تفصلني عنك .. أتوق لمعانقتك .. أشتاق للحديث معك
في جعبتي الكثير .. أود أن أبوح لك .. أن أشتكي لك .. أن أبكي على
صدرك .. أن أنظر في عينيك .. اشتقت إلى عينيك .
أيلول لمذا تأتيني مرة واحدة في العام ؟ هذا لا يكفيني ..
لم يعد يكفيني .. أحتاج المزيد .. أحتاجك بقربي يا أيلول ..
أعلم أنك لا تغادرني حتى تدفن كل أحزاني وتسلمني لمطر الشتاء
كي يغسلني من هموم الصيف وغبرته فأعود بيضاء كما
ولدت ذات خريف .. لم تغير بياض لوني الناصع شمس تموز الحارقة ..
ولم تلفحني رياح آب المستعرة ..
ولكنني في هذا اليوم أفتقدك .. في هذا الصباح أفتقدك .. أنا وفنجان قهوتي
وأوراقي ومشاعري وأحاسيس ونبضات قلبي نفتقدك
اشتقنا لك .. أشتقنا لدقات قلبك على زجاج النافذة في ساعات المساء ..
كم أشتاق للحديث معك .. اشتقت لمشاكستك .. لاستفزازك لي .. اشتقت
لغزلك الناعم المبطن .. اشتقت لجبنك اللذيذ الذي طالما عيرتك فيه ..
اشتقت يا أيلول .. اشتقت .. وهذا اعتراف .. هذا الاعتراف الذي طالما حلمت به ..
طالما كنت تبحث عنه في أعماقي .. وطالما كنت أضن به عليك ..
أنا اليوم أقدمه لك غير نادمة .. ولا متسرعة .. وأقول لك اشتقتك
يا أيلولي .. اشتقتك .. اشتقتك .
أيلولي .. وكعادتي عندما أنادي عليك يكون لدي ما يكون ..
اليوم أخبرك بأن أوراقا ً من دفتر عمري قد جفت ولا أريد الاحتفاظ بها
.. وجودها في دفتري يشوه جمالية الدفتر .. وجمالية عمري
أريدك أن تأخذها بعيدا ً .. تلقيها في البحر .. أغرقها لو شئت
أو فالق بها إلى الريح السوادء .. دعها تمزقها .. أو ادفنها في جوف
الأرض ولكن لا تنسى أن تتلو عليها ما تيسر من القرآن الكريم
قد كانت صفحات في حياتي .. صفحات من عمري .. ولو أنها ذبلت
.. ولو أنها جفت .. تبقى رائحتي عالقة بها .. وبعض حروفي
ربما لم يجف مدادها كما جفت روحي الآن ..
أيلول .. أنتظرك .. وأشتاق إليك .. أشتاق إليك
|