إجازة غباء
وأنت بوحي وهمسي .. صمتي ونطقي .. هذياني وصحوي وكل فصول العمر .. كل حروف
اللغة .. فمن قال بأني لا أهواك .. من قال بأني لا أذوب في هواك ؟
لا تختبر ضعفي في جنون الغياب ولا تستفز يراعي فهو أسيرك في الحضور وفي الغياب .
كم مرة خنتني يا أيلول ؟ كم أيلول ٌ قد دفنت فيك يا أيلول ؟ كم أيلول فرّ على عتبات ذلك
الخريف الحزين ..
وما زلت أنتظر كالبلهاء أول زخة مطر تحمل لي في قلبها أيلول ؟
كم أقسمت بأن أمزق أوراقك يا أيلول وهي خضراء يانعة كما مزقت قلبي وعلقت
أشلاءه على أول شجرة مجهولة الهوية صادفت وقع خطاك على رصيف النسيان .
ومع ذلك فأنا ما زلت أصدق مقولتك الجميلة لي ذات مساء .. أنت وأنا توأمان ..
إذا خرجت التنهيدة من صدرك شقت لها أضلعي .. وإن إنحدرت من عينك الدمعة
أُدميت لها وجنتي .. وإن تبسم ثغرك قهقه قلبي ..
كنت غبية حين كنت أصدقك .. ولكن .. أحيانا ً يكون جميلا ً جدا ً الغباء .
أنتظرك في آخر موسم للغباء .. أيلول على الأبواب .. وقلبي نوافذه مشرعة .. لا تتأخر
فقد أرسلت عقلي في إجازة غباء .