[ميساء البشيتي]

أخيرا عاد نور الأدب .. لكن ما زالت في قلبي رجفة من تكرار الغياب

أصبح الخوف يسكنني وأصبح لدي هاجس أن الفراق موجود في كل مكان

فرحتي بعودته كانت كبيرة هذه المرة ولم يكن ينغصها سوى ذلك الهاجس اللعين

الذي ولده الخوف من تكرار الغياب ..

ما زالت هناك صفحاتي تنتظرني .. أوراقي شبه خالية .. مدادي جف عليها .. حلفت أغلظ الأيمان .. بسري

لن أكتب فيها حرفا ً حتى تعود لي تلك الأيام .. لست أنا من تنتزع مني هذه الحياة كل ما أحب وأسكت

لم أكتب حرفا واحدا خارج إطار الرد هنا على صفحات في نور الأدب .. لم أسمح لأي فكرة أن تداعب

خيالي قبل أن أجلس هنا على شرفتي وأتنسم هوائي ويهبط على طائر الشوق محملا ً برسائل الأحبة

ويهب مدادي ثائرا ً منتفضا ً كعادته .. أو يتسلل هادئا ً .. وادعا ً .. حالما ً.. من الباب الخلفي لقلبي

ليسمح لبعض الحروف بالتسلل وأنا أغض الطرف عن طيب خاطر وضحكة ليست طفولية ولكنها ليست

كهلة جدا ً .. إنما هي ضحكة أمتزجت فيها رياح الخريف المبللة بأولى قطرات الشتاء وتحمل بين طياتها

نسمة صغيرة تلوح بزهرة لم تتفتح بعد من أزهار الربيع .. سأخبئها هنا في نور الأدب وسأسقيها من رحيقكم

وستنبت زهرة .. بل شجرة أزهار وسنستظل جميعنا بظلها وربما أخبىء بها بعض الحروف ..

اشتقت لكم أحبتي فردا فردا ..