عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 12 / 2009, 36 : 02 PM   رقم المشاركة : [10]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: خاطرة - وماذا بعد التيه - لميساء البشيتي في الميزان

[align=justify]إن المتتبع لكتابات ميساء البشيتي ، سواء على صفحات منتدى نور الأدب أو على مدونتها عصفورة الشجن ، سيقف منبهرا أمام زخم الكلمات وسينتبه إلى أن خواطرها تتنوع عناوينها ما بين "بوح خريفي" و"سلسلة حروف أنثوية" و "نافذة على عالم الجنون" إلى غير ذلك من العناوين التي تصب في مصب واحد نستطيع عنونته بـ"الخواطر". وقد يخال قارئ للوهلة الأولى أن هناك رتابة في المواضيع و محتوياتها بالنظر إلى تشابهها على الأقل في ما يخص الخطاب الموجه إلى ذاك المجهول الذي تجعل منه الكاتبة هدفا للومها و عتابها أو ثورتها .. لكن المتمعن في القراءة سيجد في كل نص شيئا جديدا يجذبه وفكرة جديدة تغريه بمتابعة النص إلى آخره و ربما إعادة قراءته من جديد ..
بصفة عامة تتنوع مواضيع ميساء بين الحب و الهجر والمعاناة وبين هموم الوطن .. وربما امتزج كل هذا في نص واحد فتكون للنص قراءتان أو قراءة واحدة حسب نظرة القارئ للنص وحسب الزاوية التي يقرأ منها هذه الخاطرة .. وكثيرا ما تجعل الكاتبة نفسها طرفا في من تخاطبه فتشبعها لوما و تقريعا أو تحاول تهدئتها وتسليتها و إيجاد الأعذار لها خاصة حين يتعلق الأمر بالوطن و شعورها بالتقصير نحوه ..
الحب عند ميساء جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية .. بل هو الحياة بعينها .. فكل النصوص تنضح بالحب و العشق ، ولا مجال عندها للدونية أو التفوق لأحد على الأخر . وغالبا ما تبدأ بصور من الفراق و الهجر تتبعها موجة من اللوم و العتاب :
وماذا بعد التيه ولم يبق َ مني ومنك إلا الظلال ؟
حتى إذا بلغ التأنيب و العتاب أوجه لمسنا فتورا متدرجا إلى أن ينتهي بلهفة للوصال بحيث يصير ذاك المخاطب الذي كان هدفا لسيل من كلمات التشفي هو الأمل في وصال جديد ..
أنت بحري أنا وشاطئي ومرساي وإن طال صمتك وصمتي وتعطلت لغة الكلام .
من ناحية الشكل ، تتميز الخاطرة بالاعتدال ، فما هي بالطويلة فتبعث الملل و لا هي بالقصيرة فتترك القارئ على ظمإ .. يتميز الإيقاه بالتنوع ، فهو سريع حين تكون ثورة الكاتبة في أوجها ، وهو هادئ حين تلتمس الوصال و المصالحة مع مخاطبها .. وتستعمل ميساء الجمل المتوسطة أو الطويلة ربما لأن اندفاعها في التعبير عن مشاعرها يجعل من المستحيل التوقف بين الفواصل أو النقط .
أسلوب ميساء غالبا ما تطبعه نكهة الرحيل إلى البعيد و كثيرا ما تستعمل البحر و المراكب و المرافئ للتعبير عن هذا الفراق كما نجد في هذه الخاطرة .
كل هذه الشطآن تستعد لملاقتي ، ومركبي يأبى الرسو إلا على شطآن عينيك ، فهل سأبقى عائمة ً على مرافىء الانتظار ؟
والبحر في نصوص الكاتبة يعطينا صورة واضحة لمدى هذا الحب الذي تكنه له بحيث لا تكاد تخلو خاطرة من ذكره ، بل إن خواطر عديدة جعلت البحر موضوعا وحيدا لها .. وقد تكون هناك تعابير تنوب عن مصطلح البحر كما في الصورة التالية :
عيناك تتأرجحان بين مد ٍ وجزر ، ترفعهما موجة عابثة وتلقيهما أخرى فتدفنهما في الأعماق .
فتعلقت فيها تعلق الغريق بقشة تطفو على سطح الماء ، وانتشلتك من يم الهوى الذي أغرقك عمرا .
وأنا أدور في مركبي العائم حولك أدركت بأنك تهت بما يكفيك من التيه ، وأنك أبحرت بعيدا ً عن كل الجزر والشطآن .

أسلوب لا يشق له غبار .. وصور ممتعة بتعابير ابتعدت عن التكلف مما يجعل القراءة متعة ما بعدها متعة ..
أرجو أن أكون ساهمت ولو بنزر يسير في إبداء رأي متواضع و بمحاولة نقدية في المستوى .[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس