أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
خاطرة - وماذا بعد التيه - لميساء البشيتي في الميزان
أحبتي في منتدى نور الأدب ..
لقد سمحت لنفسي بوضع هذه الخاطرة في الميزان لعدة اعتبارات .
أولها أن صاحبتها من رائدات الخواطر وتستحق منا هذه الالتفاتة .
ثانيها أن هذا الركن الخاص بالنقد يحتاج إلى تفعيل ومشاركة بعد فترة من الركود .
ثالثهما ، ورغم صعوبة الاختيار ، فإني لمست ميلا من صاحبتها إلى هذا النص فأدرجته ..
رابعهما أني اخترت هذه المرحلة وأختنا ميساء تستعد للرحيل فكان لا بد من تكريمها حتى تستقر في المسكن الجديد الذي نباركه لها مسبقا .
أتمنى أن أكون وفقت في الاختيار ..
وأستأذن ميساء في إدراج خاطرتها المميزة : وماذا بعد التيه ؟
ولي عودة طبعا .
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: خاطرة - وماذا بعد التيه - لميساء البشيتي في الميزان
وسنكون من الشاكرين لكم على تفعيل هذا الركن / ركن الميزان /
فرصة لتعلم بعضا من أبجدية النقد لمن لا يتقن فنه مثلي
اختياركم موفق
بالانتظار
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: خاطرة - وماذا بعد التيه - لميساء البشيتي في الميزان
وماذا بعد التيه ؟
وماذا بعد التيه ولم يبق َ مني ومنك إلا الظلال ؟
كل هذه الشطآن تستعد لملاقتي ، ومركبي يأبى الرسو إلا على شطآن عينيك ، فهل سأبقى عائمة ً على مرافىء الانتظار ؟
عيناك تتأرجحان بين مد ٍ وجزر ، ترفعهما موجة عابثة وتلقيهما أخرى فتدفنهما في الأعماق ، تنظران إلي نظرة حائرة ولكني للحظة فقدت الجواب ، لا الصمت في عينيك حدثني ولا الصمت على شفتيّ ترجم الكلام .
لوهلة غرّك البريق الساحر في عينيها فتلعثمتَ وتزاحمت في رأسك الأفكار ، رويدا ً رويدا ً ألقت إليك بجدائلها الملفوفة بحبائل السحر فتعلقت فيها تعلق الغريق بقشة تطفو على سطح الماء ، وانتشلتك من يم الهوى الذي أغرقك عمرا ً وثبتتك فانوسا ً وهاجا ً في جبينها وعنوانا ً مضيئا ً على ذلك الباب .
وطال الصمت ، صمتك ، صمتي ، صمت الهوى،
وأُخرست كل الألسن وفُقئت عين الضاد ورُملت الأبجدية في عقر دارها وتاهت كان وأخواتها في ذلك المحراب .
(غريب ) هو اسمك ، هكذا نقشوه بالحروف الأولى على جبهتك ثم فتشوا جيدا ً في صدرك عبثوا فيه لكنهم لم يفهموا أبدا ً من أين يُدق في صدرك صدى تلك الأبواق ؟
لم يلحظوا ترقرق الرفض في عينيك ولا انتفاضة الحروف الساخرة بين شفتيك ولا أنين الضاد المثخنة في حناياك .
اليوم وأنا أدور في مركبي العائم حولك أدركت بأنك تهت بما يكفيك من التيه ، وأنك أبحرت بعيدا ً عن كل الجزر والشطآن ، وأن جدائلها المسحورة و إن طوقتك و أحكمت حول عنقك الوثاق فأنت ما زلت بحرا ً من الوفاء الحرّ لن يمحوه بريق عينيها الأخاذ ، بحرا ً من الحب الخالص لن تغرقه جدائلها الملفوفة بكل بطائن المكر والدهاء .
أنت بحري أنا وشاطئي ومرساي وإن طال صمتك وصمتي وتعطلت لغة الكلام .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: خاطرة - وماذا بعد التيه - لميساء البشيتي في الميزان
شكرا أختي ناجية لمرورك و تشجيعك و املي أن تكون هذه المبادرة إسهاما متواضعا مني في تحريك هذا الملف و تفعيله حتى نستفيد جميعا .
دمت بكل التقدير و المودة .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: خاطرة - وماذا بعد التيه - لميساء البشيتي في الميزان
أهلا بك ميساء .. جاء دورك لنتغلغل بين حروفك و كلماتك رغم أنه سبق لنا ذلك عند قراءتها .. أرجو أن أكون في مستوى محتولتي في النقد .
تحيتي إليك و دمت بكل الود .
رد: خاطرة - وماذا بعد التيه - لميساء البشيتي في الميزان
[align=center][table1="width:95%;background-color:skyblue;"][cell="filter:;"][align=center]صور بلون البحر ومايتعلق به حملتها الخاطرة أضافت لها الكاتبة محاورا جديدة مع اقتراب نهاية النص: ضاد وكتابة وحروف ولغة..
لماذا هذه الإزدواجية ربما للأديبة جواب خاص أو ربما هو القلم و الخيال جاءا بالصور هكذا دون تعمد.
إستخدام الأديبة لمصطلحات خاصة بالنسقين: بحر و كتابة أدخلنا في جو خاص وعالم خاطرة مميزة بها ثقة أنوثة ومقاومة حب للإغراءات و مع أن الاعتراف الأخير جاء:'أنت بحري وشاطئي و مرساي.." إلا أن دلائل أخرى في الخاطرة تقول:'أنت تائه بدوني وعودتك لي أنا الحب الآمن و الأكبر..'.
تقديري لك أستاذ رشيد وللأديبة الجميلة ميساء البشيتي .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: خاطرة - وماذا بعد التيه - لميساء البشيتي في الميزان
[align=justify]إن المتتبع لكتابات ميساء البشيتي ، سواء على صفحات منتدى نور الأدب أو على مدونتها عصفورة الشجن ، سيقف منبهرا أمام زخم الكلمات وسينتبه إلى أن خواطرها تتنوع عناوينها ما بين "بوح خريفي" و"سلسلة حروف أنثوية" و "نافذة على عالم الجنون" إلى غير ذلك من العناوين التي تصب في مصب واحد نستطيع عنونته بـ"الخواطر". وقد يخال قارئ للوهلة الأولى أن هناك رتابة في المواضيع و محتوياتها بالنظر إلى تشابهها على الأقل في ما يخص الخطاب الموجه إلى ذاك المجهول الذي تجعل منه الكاتبة هدفا للومها و عتابها أو ثورتها .. لكن المتمعن في القراءة سيجد في كل نص شيئا جديدا يجذبه وفكرة جديدة تغريه بمتابعة النص إلى آخره و ربما إعادة قراءته من جديد ..
بصفة عامة تتنوع مواضيع ميساء بين الحب و الهجر والمعاناة وبين هموم الوطن .. وربما امتزج كل هذا في نص واحد فتكون للنص قراءتان أو قراءة واحدة حسب نظرة القارئ للنص وحسب الزاوية التي يقرأ منها هذه الخاطرة .. وكثيرا ما تجعل الكاتبة نفسها طرفا في من تخاطبه فتشبعها لوما و تقريعا أو تحاول تهدئتها وتسليتها و إيجاد الأعذار لها خاصة حين يتعلق الأمر بالوطن و شعورها بالتقصير نحوه ..
الحب عند ميساء جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية .. بل هو الحياة بعينها .. فكل النصوص تنضح بالحب و العشق ، ولا مجال عندها للدونية أو التفوق لأحد على الأخر . وغالبا ما تبدأ بصور من الفراق و الهجر تتبعها موجة من اللوم و العتاب :
وماذا بعد التيه ولم يبق َ مني ومنك إلا الظلال ؟
حتى إذا بلغ التأنيب و العتاب أوجه لمسنا فتورا متدرجا إلى أن ينتهي بلهفة للوصال بحيث يصير ذاك المخاطب الذي كان هدفا لسيل من كلمات التشفي هو الأمل في وصال جديد ..
أنت بحري أنا وشاطئي ومرساي وإن طال صمتك وصمتي وتعطلت لغة الكلام .
من ناحية الشكل ، تتميز الخاطرة بالاعتدال ، فما هي بالطويلة فتبعث الملل و لا هي بالقصيرة فتترك القارئ على ظمإ .. يتميز الإيقاه بالتنوع ، فهو سريع حين تكون ثورة الكاتبة في أوجها ، وهو هادئ حين تلتمس الوصال و المصالحة مع مخاطبها .. وتستعمل ميساء الجمل المتوسطة أو الطويلة ربما لأن اندفاعها في التعبير عن مشاعرها يجعل من المستحيل التوقف بين الفواصل أو النقط .
أسلوب ميساء غالبا ما تطبعه نكهة الرحيل إلى البعيد و كثيرا ما تستعمل البحر و المراكب و المرافئ للتعبير عن هذا الفراق كما نجد في هذه الخاطرة .
كل هذه الشطآن تستعد لملاقتي ، ومركبي يأبى الرسو إلا على شطآن عينيك ، فهل سأبقى عائمة ً على مرافىء الانتظار ؟
والبحر في نصوص الكاتبة يعطينا صورة واضحة لمدى هذا الحب الذي تكنه له بحيث لا تكاد تخلو خاطرة من ذكره ، بل إن خواطر عديدة جعلت البحر موضوعا وحيدا لها .. وقد تكون هناك تعابير تنوب عن مصطلح البحر كما في الصورة التالية :
عيناك تتأرجحان بين مد ٍ وجزر ، ترفعهما موجة عابثة وتلقيهما أخرى فتدفنهما في الأعماق .
فتعلقت فيها تعلق الغريق بقشة تطفو على سطح الماء ، وانتشلتك من يم الهوى الذي أغرقك عمرا .
وأنا أدور في مركبي العائم حولك أدركت بأنك تهت بما يكفيك من التيه ، وأنك أبحرت بعيدا ً عن كل الجزر والشطآن .
أسلوب لا يشق له غبار .. وصور ممتعة بتعابير ابتعدت عن التكلف مما يجعل القراءة متعة ما بعدها متعة ..
أرجو أن أكون ساهمت ولو بنزر يسير في إبداء رأي متواضع و بمحاولة نقدية في المستوى .[/align]