رد: مقاطع وفقرات أترجمها من كتاب التطهير العرقي في فلسطين للبرفسور إيلان بابي Ilan P
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]حيفا
إعتمد التيار الرئيسي للمؤرخين الإسرائيليين والمراجع التاريخي بيني موريس حيفا كمثال للحق المشروع للصهاينة في تهجير السكان المحليين لكن الحقيقة في نهاية عام 1947 كانت مختلفة تماما عما جاؤوا به.
ابتداء ا من الصباح الذي تلى قبول القرار التقسيم الذي جاءت به الأمم المتحدة كان 75000فلسطينيا ضحية لعمليات إرهاب نفذها الهاجانا و الإرجون .
لأن عهد المستوطنين اليهود بحيفا لم يكن يتجاوز العشر سنين (في حدود عام 1947) فإنهم منازلهم كانت مبنية في أعلى الجبل ؛ طبوغرافيا إذن سكنوا فوق الأحياء العربية فصار متاحا لهم قصفها وإطلاق الرصاص عليها بسهولة؛الأمر الذي صاريحدث بشكل مستمر انطلاقا من ديسمبر 1948.
استعمل الصهاينة أيضا طرق تحرش أخرى :كانت المجموعات اليهودية ترمي براميل ملآى بالمتفجرات في الأحياء وكذلك تترك كرات فولاذية ضخمة تتدحرج إليها كما كانت ترمي النفط الممزوج بالمواد الحارقة على الطرقات لتشعلها فيما بعد وكلما خرج الفلسطينيون مذعورين من بيوتهم وحاولوا إطفاء نهر النار المشتعل أمامهم هوجموا بالبنادق الرشاشة.
في الأحياء التي كان لازال يسكنها سكان مختلطون كان الهاجانا يأتون بسيارات محملة بالمتفجرات وميكانيزمات قابلة للتفجير إلى ورشات الفلسطينيين مدعين الرغبة في إصلاحها وكانوا بذلك يزرعون الموت و الهلع والفوضى.كانت وحدة خاصة من الهاجانا وراء هذا النوع من الضربات إسمها هاشاهار أي 'الفجر ' ضمت الميسترافيم ( الكلمة بالعبرية تعني صار عربيا) أي اليهود الذين يتنكرون على شكل فلسطينيين.
والدماغ المدبر لها هو 'داني أجمون'.
كتب المؤرخ الرسمي للبالماخ :'تعرض الفلسطينيون في حيفا ابتدا ء ا من 1947ديسمبر للتحرش و الحصار.
الهجومات اليهودية وصلت إلى واحد من أهم القطاعات التي عمل فيها الفلسطينيون و اليهود جنبا إلى جنب:مصانع تكرير النفط العراقي في خليج حيفا حيث رمت عصابة إرجون قنبلة بين مجموعة كبيرة من الفلسطينيين كانوا ينتظرون الدخول إلى المصنع وكان ذلك بالتعاون مع الهاجانا كاستراتيجية جديدة لإبعاد سكان حيفا رغم أن الإرجون قالوا أنهم فعلوا ذلك انتقاما لاعتداء ات عرب على زملاء يهود لهم ( رمي القنابل وسط مجموعات عربية كان تخصص الإرجون الذين قاموا بذلك حتى قبل عام 1947).
رد الفلسطينيون على تلك الضربة القاسية في ساعات معدودة وقتلوا 39يهوديا لكنها كانت آخر ردة على هجمة لأن سلسلة العنف المتبادل انتهت هنا لتبدأ مرحلة غير مسبوقة في تاريخ فلسطين.
أراد جناح العمليات للهاجانا اختبار مراقبة البريطانيين وردة فعلهم فتقرر أن يهجم الهاجانا على قرية بلد الشيخ (حوالي 10كلمترات على حيفا) وينهبوها ويدمروها ويقتلوا بعض سكانها .
قرية بلد الشيخ هي القرية التي دفن فيها الشيخ عز الدين القسام وقبره واحد من المعالم القليلة الباقية للقرية.
أُمر القائد حائيم أفينوعام بمحاصرة القرية و قتل أكبر عدد من الرجال وتدمير المنازل لكن عدم مهاجمة النساء و الأطفال.
تم تنفيذ الهجوم يوم 31 ديسمبر 1947 ودام 3 ساعات . قتل مايزيد عن 60 فلسطينيا و لم يكونوا رجالا فقط! وكان حتى حينها لاتزال هناك تفرقة بين الرجال والنساء لكن اجتماع مجلس بن غوريون وزملائه الذي تلى جاء بقرار أنه ليس من الداعي التفريق بين الرجال و النساء وأن ذلك يعقد العمليات فقط.في نفس الوقت التي كانت بلد الشيخ تهاجم و تدمر كان الهاجانا يجربون تعاملا أخطر في حيفا : دخلوا إلى حي سكني فلسطيني إسمه وادي رشمية طردوا الأهالي ونسفوا بيوتهم.
وهذا يمكن أن يعتبر بداية التطهير العرقي للمدن الفلسطينية.
البريطانيون أداروا وجههم حين حدث كل هذا ولم يفعلوا شيئا.
[/align][/cell][/table1][/align]
|