07 / 04 / 2010, 46 : 05 PM
|
رقم المشاركة : [4]
|
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
|
رد: واقع يلفه الحلم
سيدتي الفاضلة ناهد شما
أسعد الله أيامك
من سعد أيامي قراءتك هنا ايتها القدير
فتصبح كلماتي لها قيمة ولها معنى
سأنتظر ونبضات قلبي ستسبقني للترحاب بقدومك
دائما
فلسطين يا سيدتي ستبقى هي هي
ولن تتغير ولن القي درسا في التاريخ
فجميعنا نعرفه ؛ مصير الأمة تغيّر
لكن الناس الأرض لم تتغير .. وحين أرادوا أعادوا ولم يبقى من ذكرى المحتل إلا بعض الحجارة
والذاكرة لنا .. فمن بداية الوعي على ذاكرتي
سأبدأ
.................................................. ...
وقف " ألجليلي ُ" باكيا : كان كأنما يحاول الطيران بنا ويصرخ ما بوسعه من صوت :
بيض صنائعنا .. سود مواقعنا .. خضر مرابعنا ........ حمر مواضينا.
و أصواتنا ترتفع مدوية ، متموجة ، كتموج أرتالنا المصفوفة
فوق ارض مدرستنا الابتدائية في احد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان .
تلك الشعارات ، كانت بمثابة نشيد وقسم ، نردده كل يوم ، وقبل بدئ الدروس ؛
فبالرغم من صغرنا ، وقصر قاماتنا ، ألا أن مدير مدرستنا لم يزدنا طولا ، لذا
كان يعتلي سلما خشبيا صغيرا كأنما صنعت دراجاته على عجل وبغير ترتيب ، ودونما
أي اتساق درجاته فدرجاته الثلاث كان ترفعه عن الأرض أو تزيد من طوله
عشرات السنتمترات ليعلوا هذا " المُربي " فوقنا ويصبح في مرمى أنظارنا جميعا .
اللون "الزيتي " أو اللون العسكري كان لباسه الدائم .
نحيف الجسم ، متقد الحماس ، صوته الضعيف
لا يساعده على ترجمة ما بداخله من قوة ، وإرادة وعزيمة ؛ نستشعر أحيانا
انه سيسقط على الأرض ، فسلمه العتيق يتراقص تحت قدميه كلما شد
جسمه نحوالأعلى ، ووقف على رؤوس أصابع رجليه كأنه يحاول الطيران ،
أو كأنه يريد التعويض عن عقدة قصر قامته ، مكررا محاولاته الارتفاع بنفسه ، وبنا .
ونحن نقلده فيما يفعل ، ونعجب منه عندما كان يلوّح بيديه نحو الفضاء
بحركات مختلفة ، وراحتا يديه تحاول الرسم والتعبير عن : مرابعنا الخضراء
مشيرا نحو الجنوب نحو فلسطين ، فيزداد حماسا .
كان فخورا بنا ، عاملا مع أمثاله على بناء جيل من المتعلمين ، من المناضلين ، الذين
ربما كان يرى فيهم " أبطال تحرير " ليساهموا مستقبلا في معركة العزّ القادمة
ويرى أن لحلم العربي معهم سيتحقق في بناء دولة العرب الوحدوية التي آمن بها وكان من أكبر دعاتها ... !
كان عربيا حتى العظم . فهل اقترب من تحقق حلمه بعد مضي عشرات السنين من التربية الكفاح ...؟ !
:
:
لقد رأيته باكيا بعد مُضي اكثر 40عاما على ما آلت إلية أحوال النضال والمناضلين
وعلى كل صعيد ..! شاهدته في نفس المخيم الذي كان يدير مدرسته لسنوات
طويلة خلت صامتا .. وقرأت في عيناه أشياء وأشياء .. فكل شيء قد تغيّر . قلت له :
يا معلمي ، لقد انتصر مشروع الإفساد ؛ وهُزم مشروع النضال .!
وهزم مشروع الوحدة والتحرير وانتصرت أفكار الانفصال ..!
ولكني لم أيأس ولن .
بعض الرفاق القدامى من التلامذة الذين أصبح منهم الطبيب والمحامي والمهندس
والعامل مثلي ، أقاموا له احتفالا تكريمي في احد المنتديات الثقافة في مدينة صيدا قبل أعوام
بمناسبة بلوغه السبعين ؛ وعندما وقف فينا خطيبا ، قضى نصف الوقت باكيا سُأل فقال :
- على أشياء ضاعت وأخرى تغيرت . أما انأ ، فبكت عيناي مرتان ، مرة على أشياء قالها ،
ومرة عليه عندما يبكي المناضلون بمرارة .
|
|
|
|