التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,821
عدد  مرات الظهور : 162,198,052

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مجتمع نور الأدب > أقسام الواحة > الصحافة والإعلام > الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين
الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين رئيسه ومؤسسه و المشرف عليه الشاعر الأديب د. محمد شادي كسكين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 31 / 05 / 2008, 32 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

أمل دنقل في عيون شباب الفيس بوك

أمل دنقل في عيون شباب الفيس بوك


السبت 24 / 5 / 2008
تحقيق ـ رشا عامر


أتري حين أفقأ عينيك ثم أثبت مكانهما حجرين هل تري؟ جاءت هذه الجملة علي لسان عادل إمام في فيلم السفارة في العمارة في سياق استخفافي لينتزع بها الضحك من قلوب المشاهدين الذين ربما لم ينتبهوا إلي أنها واحدة من أشهر أبيات قصيدة لا تصالح للشاعر أمل دنقل‏,‏ وذلك بعد استبدال كلمة جوهرتين بـ حجرين ربما لأن هذه الأخيرة هي الأنسب في التعبير عن مشهد البطل المسطول من أثر تدخين حجر الحشيش‏.‏
تذكرت هذا المشهد ونحن نحتفل بمرور ربع قرن علي رحيل هذا الشاعر الفذ أمل دنقل‏,‏ والذي لم يعرفه البعض حق معرفته إلا قبيل وفاته بسنوات قليلة عندما داهمه المرض الخبيث حيث ظل حبيسا بالمعهد القومي للأورام طيلة أربع سنوات كتب خلالها ديوانه أوراق الغرفة‏8‏ وهي الغرفة التي ظل حبيسا فيها يتلقي جرعات العلاج الكيماوي حتي كاد يتحلل قبل وفاته في‏21‏ مايو‏.1983‏
لم يكن الكثيرون يعرفون من هو أمل دنقل وربما لو كان حيا بيننا إلي الآن لأصابته الدهشة من فرط اهتمام الأجيال الجديدة به ولعل ذلك يتضح من خلال موقع الفيس بوك علي الإنترنت وكذلك مواقع المنتديات المختلفة‏,‏ فالمتعاملون مع هذه المواقع يتبادلون أشعار أمل دنقل سواء كانت مكتوبة أم مسجلة بصوته مؤكدين أنها أفضل ما يمكن أن يعبر عن أوضاعنا الحالية خصوصا قصيدة لا تصالح أشهر ما كتب أمل دنقل‏.‏
ربما الشيء المثير للدهشة هو أن معظم زوار الفيس بوك هم فئة الشباب الذين كنا نتصور أنهم ربما لا يهتمون بمثل هذه القمم والهامات الأدبية الرفيعة والعالية مثل أمل دنقل‏,‏ وخصوصا أنهم لم يعاصروه‏,‏ ولذلك كان من الأولي أن ينصب إعجابهم علي شاعر مثل نزار قباني نظرا لما يحمله شعره من عواطف جياشة وكلمات مؤثرة ومعبرة عن المرأة إضافة إلي شعره السياسي‏,‏ ولكن الشيء الغريب أن هؤلاء الشباب اتجهوا بشكل أكبر إلي شعر أمل دنقل‏,‏ فهم يتبادلونه علي صفحات الفيس بوك‏,‏ بل ويحتفلون هم أيضا هذه الأيام بذكري مرور ربع قرن علي وفاته من منطلق أشياء كثيرة لعل أهمها مواقفه الوطنية والقوية ومساهماته الشعرية في مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني‏,‏ فهو من وجهة نظرهم شاعر معارض وقيمة كبيرة في ديوان الشعر العربي‏.‏
يصف زوار المنتديات علاقة أمل دنقل بالجماهير بأنها واحدة من أوسع وأعمق العلاقات التي كونها الشعراء العرب طوال تاريخ الشعر الحديث بل إنه يقف إلي جانب كل من بيرم التونسي وأحمد شوقي في دائرة الشعراء ذوي الجماهيرية الواسعة‏,‏ فرغم أنه علي حد تعبيرهم خالي الوفاض من أية عوامل مساعدة‏,‏ أو مؤثرات خارجية مثل تلك التي ساعدت بيرم وشوقي مثل الكتابة باللغة العامية أو الاهتمام الإعلامي الشديد أو تحويل قصائده إلي أغنيات علي ألسنة الجماهير‏,‏ فأمل دنقل كان متمسكا بلغته العربية الفصحي وكان دائم التمرد علي النظام السياسي والاجتماعي لدرجة أنه كان ممنوعا من الظهور في التليفزيون أو وسائل الإعلام إلا أن ذلك لم يمنعه من تكوين شعبية وجماهيرية عريضة برزت في ترديد قصيدته الكعكة الحجرية في المظاهرات الاعتصام الشهير للضغط علي القيادة السياسية لخوض حرب التحرير‏,‏ بل إن بعضهم يصف شعره بأنه تحول في مسار القصيدة السياسية في مصر بل هو أكبر لا قيلت في عصره لأنه كان شاعرا ثوريا ورافضا لكل الأوضاع الخاطئة العربية والمصرية‏,‏ فقصيدة لا تصالح من وجهة نظر الكثيرين من أعضاء منتديات الفيس بوك تحتاج إلي صفحات لها وحدها فهي أكبر صرخة رفض تعبر عن حال الأمة العربية رغم مرور أكثر من‏30‏ سنة علي كتابتها فإنها تبدو كأنها كتبت للأوضاع الراهنة لدرجة أن البعض يصف أمل دنقل بأنه كان علي علم بما سيصل به الدهر بالعرب ولذلك كتب هذه القصيدة التي أصبح الجميع في حاجة إليها أكثر من الوقت الذي كتبت فيه‏,‏ لأنها الآن أفضل ما ينقل صرخات الألم والفجيعة في صدور السواد الأعظم من أبناء هذه الأمة المكلومة التي تعودت علي طعم الذل حتي صارت لا تري وجودها إلا تحت أقدام الجلادين علي حد تعبيرهم‏.‏
أخذ عشاق أمل دنقل علي عاتقهم مهمة البحث عن سماته وأوصافه فأهتدي بعضهم إلي أنه كان صلبا شديدا لا يتغني بالقصائد بل إنه يمسك بالسكين ليكتب به الكلمات‏,‏ واستدلوا علي ذلك من خلال كلماته التي قال فيها إنه عبر سنوات العذاب قتل كل أمل ينمو بداخله حتي الرغبات الصغيرة فلقد كان يريد أن يكون عقله هو السيد الوحيد‏,‏ لا الحب ولا الجنس ولا الأماني الصغيرة‏,‏ فهو لا يقبل كلمة رقيقة من امرأة لأن هذا سيضطره إلي التودد إليها وهذا بالنسبة له يمثل الضعف الذي لا يغتفر‏,‏ ويدلل أصحاب هذا الرأي بأن أمل دنقل كان يخجل من مجرد وصفه بالشاعر لأن وصف الشاعر يقترن في أذهان الناس بالرقة والمشاعر الفياضة والنعومة‏,‏ لذلك فعندما نعته كمال الملاخ بأنه شاعر عاطفي قامت الدنيا ولم تقعد وقيل إن كمال الملاخ لم يقرأ شعر أمل دنقل ولم يعرفه لأنه لا يكتب بالقلم وإنما يكتب بالسكين تماما كما وصفته زوجته عبلة الرويني بأنه كان شديد الصلابة كالجرانيت وقادرا دائما علي كتمان انفعالاته وأحيانا علي إظهار عكسها من هنا استغل البعض الآخر من عشاق أمل دنقل أيضا هاتين الكلمتين الأخيرتين ليؤكدوا أنه استطاع أن يخدع الجميع بوضع قناع زائف علي وجهه الحقيقي الذي يتدفق عاطفة ويتفجر حبا فهو يملك وجدانا جياشا بالمشاعر الرقيقة مهما حاول أن يوهم الناس أن العاطفة لديه لحظة ضعف يحاول أن يطردها من حياته واستدلوا علي هذا الرأي بكلمته الشهيرة التي قال فيها إن الشاعر بلا حب كالشعر بلا معني‏,‏ ويبدي هؤلاء تعجبهم من حرص أمل علي عدم نشر قصائده العاطفية وقوله من أنه يخاف من أن يكشف الناس كم هو رقيق فيدهسونه بسنابكهم‏!‏
يصف البعض أمل دنقل بأنه ضمير الأمة وهو المعبر عنها رغم مرور ربع قرن علي وفاته فإن شعره كان ولايزال معبرا عن الشعب وليس نفاقا لأصحاب العروش‏,‏ لذلك فهو سيعيش إلي الأبد لأنه علي حد تعبير يوسف إدريس لا يمكن الوقوف حدادا عليه لأن الحداد سيكون علي عصر طويل‏.‏
مساحة كبيرة تلك التي يعيشها أمل دنقل بين الجيل الجديد‏,‏ إنها مساحة تسمح لهم بالتعرف بشكل أكبر علي شعره وعلي حياته وعلي الويلات التي لاقاها والتي استحق بسببها أن يسمي بالشاعر الفذ الذي ولد من رحم المعاناة‏,‏ وهي التي جعلتهم يطرحون التساؤل التالي هل أمل دنقل يعيش معنا حياتنا أم أنه مجرد اسم نردد أشعاره لنرتدي ثوب المثقفين؟ هل نحن مقتنعون بما تحتويه كتبه أم أننا نشتريها فقط لنزين بها مكتباتنا؟ الإجابة عن هذا التساؤل شغلت مساحات كبيرة جدا من المنتديات ولكنها أجمعت علي شيء واحد هو أن أشعار أمل دنقل هي الحياة وليست زينة المكتبات ولا ثياب المثقف‏.‏
ولذلك لابد لشعره أن يقفز طوال الوقت للنور ولا يمكن أن يخمد في صندوق الذاكرة‏,‏ فقصائده سابقة لعصره في كل شيء‏,‏ نفس الشيء يؤكده الناقد نسيم مجلي في كتابه أمل دنقل أمير شعراء الرفض والذي صدر أخيرا عن كتاب الجمهورية حيث تناول الباحث قصائد أمل دنقل في مواجهة الأحداث السياسية خصوصا نكسة‏1967,‏ كما يتناول أيضا ما جسدته هذه القصائد في أذهان الجماهير وشباب الجامعات الذين كانوا يتظاهرون مرددين أشعاره نظرا لأنها كانت تأتي دائما في موازاة الأحداث بل إنها كانت تعد بمثابة بانوراما كاشفة لمواطن الخلل وأسباب العلل واستباق الأحداث‏.‏
أمل دنقل لم يعرفه طوال تجربته ربما ربع عدد الذين يعرفونه الآن لماذا؟ سؤال آخر جاء في المدونات في سياق الحديث عن عظمة أمل دنقل أما الإجابات فكانت أشد قسوة من السؤال لأنها جاءت لتؤكد أننا نقدس الموتي‏,‏ فنحن نقتل المبدعين أولا ثم نقدسهم ثانيا‏,‏ وتلك هي النفسية العربية التي تهمل الشاعر وتحاصره إلي درجة الحرب أثناء حياته‏,‏ ثم نهتم ونحتفي به إلي درجة التقديس بعد مماته وهذا بالضبط ما حدث مع أمل دنقل الذي ألهم بشعره ليس فقط الشعوب ولا المتظاهرين وإنما الرسامين والخطاطين‏,‏ ولعل أبرز مثال علي ذلك تلك اللوحات الفنية الرائعة التي خرجت من ريشة المبدع الذي رحل من عالمنا مؤخرا حامد العويضي‏,‏ فهناك لوحات للعويضي عبارة عن إعادة كتابة أشعار أمل دنقل بشكل فني لتخرج لنا في النهاية وكأنها لوحة مرسومة بالكلمات نكاد نسمع صوت كاتبها‏.‏
شيء أخير كان لابد من رصده أثناء متابعة منتدي أمل دنقل وهو أن البعض كتب أن قصيدته لا تصالح هي آخر ما كتبه قبل وفاته‏!‏ وهذا ليس صحيحا‏.‏
البعض الآخر أرسل ليقول إنه لم يكن يعلم أن أمل دنقل هو رجل إلا هذه اللحظة إذ كان يتصور أنه سيدة‏.‏
أما أطرف تعليق استحق الرد عليه بالقول المأثور يا أمة ضحكت من جهلها الأمم‏,‏ فهو هذا التعليق الذي أرسلته إحدي المتابعات لمنتدي أمل دنقل قائلة بالحرف الواحد‏:‏ أمل دنقل دي طول عمرها شاعرة حساسة أوي ومن رائدات الشعر في مصر وحضرت ليها ندوات شعر كتيييييير تحس في صوتها بنبرات قوية ودافئة في نفس الوقت‏*‏

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د.محمد شادي كسكين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12 / 02 / 2022, 38 : 04 AM   رقم المشاركة : [2]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: أمل دنقل في عيون شباب الفيس بوك

كنت أقرأ بتأن وشغف، وشعرت أني أفيد من هذا المقال الجميل ، الذي أضحكتني جدا نهايته، خاصة أني كذلك وأنا تلميذة بالثانوية تعرفت على شعر دنقل أول مرة، وكنا مطالبين في امتحان بتحليل نص له، وجل التلاميذ يحللون على أنه شاعرة، وكان نصه جعلني أشك فيما إن كان أنثى أو ذكرا، فظللت أكتب الاسم مرفقا بمصدر فعل ؛ مثلا :( دعوة أمل،قول أمل دنقل) حتى لا يلاحظ جهلي به ، وأحيانا أقول: ويعبر النص أو يذكر النص ... هيهيهيهيه ( ابتسامة ذكريات)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نور الأدب على الفيس بوك طلعت سقيرق جمهورية كلّ العرب 3 08 / 07 / 2020 56 : 08 AM
عنصرية غوغل وحقد الفيس وتويتر مازن شما الإبداع.التقني 1 22 / 04 / 2015 51 : 05 PM
مجلة نور الأدب على الفيس بوك طلعت سقيرق جمهورية يوم.الجمعة والعطل الرسمية والأعياد 1 14 / 06 / 2011 26 : 04 AM
سجل ملاحظاتك واشتراكك بمنتديات نور الأدب على الفيس بوك طلعت سقيرق رابطة نـور الأدب (مسجلة ومرخصة) 4 15 / 05 / 2011 01 : 12 AM
الفحص الطبي قبل الزواج .. من أجل أبنائنا نجاة دينار نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك 1 26 / 04 / 2008 22 : 09 AM


الساعة الآن 19 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|