رائحة شَعْري
[gdwl]رَائحَةْ شَعْرِي
يوليو2009 كُنت في أَحَد البلدان العربية وبالتحديد في "لِبنان" برفقة "أمي وأخواتي الثلاث وابنة أختي كانت هي الرابعة بيننا" ،حيث سكنا في فندق فينيسيا ويقع في "رأس بيروت "
المطل على البحر ،هنالك رحت أحاكي ذكرياتي عندما كنت أعيش في بيروت في بداية السبعينات ،آه هنا كنت أعيش طفولتي هنا كنت أدرس في "مدارس المروج " عندما كانت خديجة تصطحبني من بيتنا في حي الروشة ..إلى المدرسة والتي تقع في غابات الصنوبر حيث كانت تمشط شعري وتشده بشريطيتين بيضاويتين و مريلة كحلية وقميص أبيض ناصع
كانت أمي تراقبني وتركض خارجا وتقول بصوت منخفض
هذه ربع ليرة اشتري بها "كولا" وهذه "عروسة زعتر" لكِ انتبه من شارع المدرسة ابتعدي
عنه ،وهذه مناديل ورقية
جلست على الكرسي الطويل، ووضعت حقيبتي المربعة الصغيرة بلونها البني على المنضدة المزدحمة هنالك أسندتها بأغراض وكتب تتحدث عن بلدي الذي أتيت منه، بعثها لي أخي خالد عبر البريد تحكي عن أصدقاء طفولتي وصورهم وذكرياتي معهم. مع جمل ناقصة وإشارات من يدي ويديه، تركتها جالسة تعقد ساقيها تحاكيني بعينيها إنها معلمتي كنت أَكُنُّ لها كل احترام وهيبة وكأني أقف أمام تمثال" أبو الهول" لا كنت أتكلم ولكن بصوت منخفض أتراها تَكُنُّ لي احترام كما أنا! أَمْ تراها نستني لنسياني لها!
هل أعني ل "خديجة" كما كنت بالأمس أنا لها؟ أم تبدَّلت مشاعرها؟
أم هي في دائرة اللاَّشيء ،دائرة زمن آخر انتقلت إليه وكان القضاء ..ربما..!
كنت أَحَبّ شَيْءٌ لها، كانت تسميني "يا قطتي " "يا بِسَّهْ" تداعبني كالقطَّة وتحفُّ الألعاب من حولي ، كنت أعيش المواقف, كما لو كنت الآن كنت الصغرى المدلَّلَّة من بين أخواتي الثلاث وفي الليل أستيقظ عطشا
ورائحة شَعْرِي من فوق المخدَّة تنتشر بعطرٍ يُحلِّق بي كفراشة تستنشق عطرها من الياسمين والورد
آه لقد مرت السنين و كَبرت وصرت أم لولد في السابعة عشر من عمره، آه يا لعجلة الزمان لا تتوقف و دون استئذان تجري بسرعة البرق والريح سأسألها هل هي تعرف عن حبي له عندما استفاق قلبي ونبض بإحساس أَرَقّ أُمْ
خولة عبد العزيز الراشد
الجمعة 21-نوفمبر-2009 في الساعة العاشرة صباحاً[/gdwl]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|