حَـنـيـن ٌ لافح ٌ يَجتاح ُ روحـي 
وآهـات ٌ تـنـوءُ بـها الجِّــبـالْ 
وبُركان ٌ تـفـجـَّرَ في كيانــي 
َغداة َ حَلـلـْـتُ في كفن ِالزَّوالْ 
ـــ
فمِنْ خلجات ِ نور ٍ قد بَرانـي 
إلهي قبل َ أن ْ صاغ َ الـوجود ْ
ومِنْ خفقات ِ روحِهِ قد حَباني 
حَـيـاة ً نسْجُها َوهَج ُ الخلـود ْ 
ـــ
ومن يُنـْبوع ِ َرحْمَـتِهِ سقـاني 
فأينعَت ِ الـمَـحَـبَّة ُ والـحـنان ْ 
وأنبـَتَ في الحَشا وَنوى كـَياني 
حَـنينا ً للـنـُّزوح ِ إلى الجنـان ْ 
ـــ
أنا في الأرض ِمَلا َّح ٌ شِراعي 
نسيجُـهُ من حُبـَيـبات ِ الضِّياء ْ 
نزيـل ٌ في ِوشاح ٍ من سَراب ٍ 
خُـيـوُطـهُ من َتهـاويل ِ الـفـنـاءْ 
طويت ُ العُمْرَ أمْـخُـرُ في بحار ٍ 
تجَـذ َّرَ في َموانِـئِـهـا الشـَّـقـاء ْ 
عـلـى شطـآنِـهـا أمْـواج ُ يَـأس ٍ 
وفـي آفـاقِــهـا انحَسرَ الـرَّجـاء ْ 
أعاصير ٌ من َ البغْضاء ِ جازت ْ 
رِحاب َالأرض ِوانتـَشرََ العَداءْ 
وأمْسى الكـُلُّ مَـذبـوحا ً بسـيـف ٍ 
َتطـايـرَ من حَـوافــيـه ِ الــبَـلاء ْ 
وبَات َ الـنـَّـاس ُ خَمْـرتـُهمُ ِدماءٌ 
تسيلُ مِـنَ الطـَّهـارَة ِ والـبَـراء ْ 
وُقربان ُ الجَّـميـع ِ جُـسومُ بَعْض ٍ 
ِضباعٌ مَزَّ قـَت ْ جسدَ الإخاء ْ 
وحوشٌ في ثـياب ٍ مـن ِنـفـاق ٍ 
ِذئاب ٌ في عَـبـاءات ِ الـنـَّـقـاءْ 
يـناجي الكـُل ُّ ربَّـا ً فـي سَـمـاء ٍ 
فـأينَ الــرَّب ُّ من هـذا الـرِّيـاءْ ؟ 
أيـا زيـفَ ابـنِ ِ آدمَ مـا كـَـفـانـا 
مـتــاجَـرَة ً بـأديـان ِ الـسـَّمـاء ْ 
ويا عُـبـَّـاد َ إبـْـلـيس ٍ كــفـاكـمْ 
ُشرورا ً أفـْسَدتْ صَـفـوَ الجِـواءْ 
إلـهُ الـكـَـون ِ ربٌّ لـلـبـَرايا 
جَـمـيعُ الخَـلق ِ بالتـَّـقوى سواء ْ
وديـنُ الـلـَّهِ َنسْـجُـهُ مـن حـنـان ٍ 
ومن حُــبٍّ ورحـمـتـُـهُ رجاءْ 
ونبـْراس ُ الهُـدى في كـُلِّ ديـن ٍ 
إخــاءٌ يَـمْـلأ ُ الـدُّ نـْيـا بَـهاء ْ
ســلام ٌ لـلجَّـمـيع ِ وَتضْحـِيات ٌ 
وخـِدْمَـة ُ آخـر ٍ دين ُ السَّــماء ْ