التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,845
عدد  مرات الظهور : 162,303,639

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > إسرائيليات > إسرائيليات
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12 / 08 / 2009, 01 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
د.حسن الباش
باحث / مختص بمقارنة الأديان

 الصورة الرمزية د.حسن الباش
 




د.حسن الباش is on a distinguished road

Post استراتيجية الإعلام اليهودي من الماضي التوراتي إلى الراهن الصهيوني

[align=justify]استراتيجية الإعلام اليهودي من الماضي التوراتي إلى الراهن الصهيوني.
يشكل الإعلام في العقلية اليهودية أحد أهم الوسائل في تحقيق الأهداف التوسعية والتحكم بمقدار الشعوب والكيانات العالمية، والسيطرة على الاتجاهات الفكرية والنفسية لكثيرين من قادة الفكر في العالم ولا سيما الغربي منه.‏

وليس التفكير اليهودي بوسيلة الإعلام وليد العصر الحديث إنما هو يمتزج بالنسيج الجسدي والنفسي والعقلي للشخصية اليهودية عبر التاريخ.‏

فعبر دراستنا لطبيعة هذه الشخصية في التوراة المحرفة من جهة وفي القرآن الكريم والتاريخ من جهة أخرى نكتشف أن عوامل عدة منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي صنعت في الشخصية اليهودية عقدة متأزمة ظلت تسري في العقل الباطني اليهودي منذ آلاف السنين وحتى وقتنا الحاضر. هذه العقدة هي تحريف الحقيقة وتبني الكذب كجزء هام جداً من أساليب التعامل مع الوجود البشري والوجود الكوني بشكل عام.‏

وقد لعب حاخامات اليهود وكذلك مفكروهم الدور الأبرز في حقن الشخصية اليهودية بمقولة خطرة هي لاحقيقة في الوجود إلا حقيقة اليهود. وهذه المقولة رددها جابوتنسكي الزعيم اليهودي العنصري المعروف قبل أكثر من مئة عام.‏

وإذا كان مفهوم الأعلام قد تطور نظرياً وعملياً فإن مضمونه لا يبتعد كثيراً عما كان عليه لدى اليهود في الماضي الغابر. فهو نسق فكري ونفسي تلبّس الشخصية اليهودية وتلبسته حتى بات من الواضح أن هذا النسق إذا حاولنا تخليصه من بنية الشخصية اليهودية فإننا نقضي عليها. فمن الصعب فصل الشخصية اليهودية عن مكوّناتها وخاصة المكوّنات الفكرية والنفسية.‏

لقد قدم الكثيرون تعاريف عدة للإعلام، وإذا حاولنا تعريفه في السياق اليهودي وجدنا أنه وسيلة نقل المعلومة كاذبةً وجعل الباطل حقيقةً والحقيقة باطلاً وسيلته الخداع، وحسب المصلحة اليهودية. فالكبير يصبح صغيراً والصغير يجري تكبيره حتى يصبح ذا هالة ماردية.‏

ونستطيع أن نقول إذا أراد أي مخلوق أن يتعلم فن الخداع والكذب فما عليه إلا أن يتبنى أساليب الإعلام اليهودي قديمها وحديثها.‏

ويبدو أن كل أساليب التعامل التخاطبي التي اكتسبها اليهود عبر التاريخ أصبحت جزءاً من حياتهم يصعب التخلص منها.‏

* تحريف القول وتغليف الحقيقة بالباطل:‏

وأول ما يبرز لنا في الشخصية اليهودية هو تحريف القول الذي خاطبهم به أنبياؤهم. وتبدأ سلسلة التحريفات من تحريف التوراة وطمس حقائقها التي نزلت على النبي موسى عليه السلام إلى تبديل الأقوال ومدلولاتها.‏

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه التحريفات في أكثر من موضع.‏

يقول تعالى: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) البقرة 75.‏

فتحريف كلام الله لم يجر عن غباء أو سذاجة. فعلماء اليهود يعرفونه حق المعرفة ويعلمون أنه الحق، لكن طبيعتهم التحريفية تأبى الانصياع للحق وتأبى الحقيقة. فزيفوا الواقع من خلال تزييفهم لكلام الحق وتحريفهم لكلام الله.‏

وجاءت آيات القرآن الكريم دقيقة في وصفها لنفسيتهم وطبيعة عقولهم فهم يحرفون كلام الله ويحاولون خداع الأنبياء من خلال اعوجاج مقصود بكلامهم وألسنتهم. ولعل ذلك من أبشع أنواع الخداع حيث يلوون بلغتهم وحروف كلامهم ظناً منهم أنهم يخدعون من يسمع لهم.‏

يقول تعالى: (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمعٍ وراعنا ليّاً بألسنتهم وطعناً في الدين) النساء 45 وطبيعة هذا التحريف ليست طبيعة آنية وليست أحادية الجانب فهي جزء من منهج متكامل من الاعوجاج ونسف الحقائق.‏

يقول تعالى: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون) البقرة 76- 77.‏

فإذا كان منهجهم العقيدي يقوم أساساً على التزوير والخداع والتحريف فما بالنا ونحن نرى مناهجهم السياسية والتربوية تصنع تركيبة عقلية متكاملة تقوم على التزوير والتحريف والخداع!‏

فأسس التزوير تقوم على أساسٍ واحد من المصلحة الخاصة. فالنفسية التي جبلت على قلب كافة القيم والمثل لابد أنها نفسية تجعل محور تعلقها الأنا السلبية فهي نرجسية إلى حد المرض وهي ذاتية إلى حد الجنون.‏

وقد خبرهم السيد المسيح عليه السلام فوبخهم وقرعّهم بسبب تلفيقهم وخداعهم وقلب الحق إلى الباطل.‏

يقول المسيح عليه السلام: أيها الجيل غير المؤمن والأعوج إلى متى أبقى معكم وإلى متى أحتملكم جيل شرير خائن) إنجيل متى 19: 17‏

ويقول (يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون وأنتم أشرار أن تتكلموا كلاماً صالحاً) متى 12: 34‏

ويقول: فهم ينظرون دون أن يبصروا ويسمعون دون أن يسمعوا أو يفهموا) متى 13:12-15.‏

من هنا بدأ اليهود ولم ينتهوا. وعبر مسيرتهم في الزمان استطاعوا أن يعمروا هيكلاً عظيماً من الكذب وصرحاً لا يُطال من التلفيق والباطل.‏

وإذا عدنا إلى تلمودهم -وهو الكتاب الأهم لديهم من التوراة- نجد أن ذلك المنهج الخبيث الذي بثه حاخاماتهم هو التلقين المستمر لأتباعهم والذي يقدم لهم شرحاً مفصلاً لأساليب الكذب والخداع في القول والسلوك.‏

جاء في التلمود: يجب على اليهودي ألا يجاهر بقصده الحقيقي حتى لا يضيع اعتبار الدين أمام أعين باقي الأمم)‏

وقد أولى اليهود كل الاهتمام لأساليب الإعلام ووسائله، بل وضعوه ضمن استراتيجيتهم الأولى إلى جانب قوة المال.‏

وقد كرس اليهود في بروتوكولات حكماء صهيون الاهتمام البالغ بالصحافة باعتبارها الوسائل الأهم من حيث الانتشار وإيصال المعلومة للجميع.‏

جاء في البروتوكول الثاني عشر: ما الدور الذي تلعبه الصحافة في الوقت الحاضر؟ إنها تقوم بتهييج العواطف الجياشة في الناس وأحياناً بإثارة المجادلات الحزبية الأنانية التي ربما تكون ضرورية لمقصدنا. وسيكون علينا أيضاً أن نظفر بإدارة شركات النشر فلن ينفعنا أن نهيمن على الصحافة الدورية بينما لا نزال عرضة لهجمات النشرات والكتب.‏

ويقول: الأدب والصحافة هما أعظم قوتين تعليميتين خطيرتين، ولهذا السبب ستشتري حكومتنا العدد الأكبر من الدوريات.‏

ويوضح هذا البروتوكول أساليب العمل الإعلامية المستندة على الخداع والتزييف يقول: وباسم الهيئة المركزية للصحافة سننظم اجتماعات أدبية سيعطي فيها وكلاؤنا -دون أن يفطن إليهم- شارة للضمان وكلمات السر. وبمناقشة سياستنا ومناقضتها. ومن ناحية سطحية دائماً بالضرورة. ودون مساس في الواقع بأجزائها المهمة سيستمر أعضاؤنا في مجادلات زائفة شكلية مع الجرائد الرسمية كي تعطينا حجة لتحديد خططنا بدقة أكثر.‏

وهذه الإجراءات التي ستختفي ملاحظتها على انتباه الجمهور ستكون أنجح الوسائل في قيادة عقل الجمهور وفي الإيحاء إليه بالثقة والاطمئنان إلى جانب حكومتنا. وبفضل هذه الإجراءات سنكون قادرين على إثارة عقل الشعب وتهدئته في المسائل السياسية حينما يكون ضرورياً لنا أن نفعل ذلك، وسنكون قادرين على إقناعهم أو بلبلتهم بطبع أخبار صحيحة أو زائفة. حقائق أو ما يناقضها حسبما يوافق غرضنا.‏

وبهذه الوسائل والأسباب يقوم كبار حاخامات اليهود بوضع فلسفة عنصرية تجاه غير اليهود وكل ذلك لغاية واحدة صرحوا هم أنفسهم بها في البروتوكول الثالث عشر حيث يقول: ولهذا السبب يجب علينا أن نحطم كل عقائد الإيمان وإذا تكون النتيجة المؤقتة لهذا هي إثمار ملحدين فلن يدخل هذا في موضوعنا ولكنه سيضرب مثلاً للأجيال القادمة التي ستصغي إلى تعاليمنا القائلة بواجب إخضاع كل الأمم تحت أقدامنا.‏

وبالفعل استطاع اليهود في العالم الغربي السيطرة على وسائل الإعلام بشكل كبير فالصحافة البريطانية والفرنسية والأمريكية وهي الأكثر شهرة في العالم تقع جميعها تحت النفوذ الإعلامي اليهودي. وكذلك المحطات الإذاعية والتلفزيونية باتت رهينة السيطرة اليهودية. وهذا ما حقق لليهود وسائل تنفيذ خطط إعلامية ضخمة، من خلالها يبثون الدعاية بشتى أصنافها وبكل اتجاهاتها إن كانت دعاية للمشروع الصهيوني، أو كانت دعاية مضادة ومعادية لكافة الحركات المعادية للكيان الصهيوني والنفوذ اليهودي في العالم.‏

ويبدو أن التطور الهائل في التقنية الإعلامية وُظف بشكل دقيق لقلب الحقائق وترسيخ المقولات التي لا تعد ولا تحصى والتي تهدف جميعها إلى تشويه كل الحقائق بدءاً بالقضايا الفكرية العقيدية وانتهاء بترسيخ كافة الجوانب النفسية السلبية لدى شعوب العالم وخاصة في المنطقة العربية كونها هي المعنية أولاً وأخيراً بالصراع مع اليهود والقوى المعادية للإسلام والطموحات الإسلامية الكبيرة. وإذا حاولنا دراسة هذا الإعلام من حيث أساليبه ووسائله. نجد أنه يشكل نموذجاً فريداً من نوعه في العالم وذلك بسبب استخدامه لكل الوسائل غير المشروعة وغير الأخلاقية في توجهه نحو العالم وخاصة العربي والإسلامي منه.‏

فهو وإن لم يخرج عن طبيعة الإعلام الأمريكي والغربي بشكل عام إلا أن له جذوراً تمتد حتى الأعماق التوراتية والإعلامية، تلك الجذور التي تقوم أساساً على قانون- الغاية تبرر الوسيلة-.‏

ومنذ أن ظهر المشروع الصهيوني أولى الزعماء الصهاينة الإعلام عناية فائقة تساوي العناية التي أولوها للجيش والأسلحة الفتاكة.‏

جاءت السيطرة على المال كعصب للمشروع، لكن قوة السيطرة المالية وظفت للاستفادة من كافة التوجهات الغربية على المستوى الإعلامي والاقتصادي والسياسي والثقافي.‏

واستغلال التوجه الإعلامي كان وما يزال يعني السيطرة على وسائل الإعلام الغربية سيطرة تامة. المتفحص في خلفية الصحافة الغربية الكبرى يجد أن المال اليهودي يسيرها حسب مشيئته وتوجهه العالمي. وظهر أن أغنى رجال المال اليهود يمتلكون امتيازات أكبر الصحف الأمريكية والبريطانية والفرنسية ولشدة نفوذ اليهود في هذه الصحافة تُمنع كثير من الدراسات الهامة من النشر مع العلم أنها لكبار المفكرين والفلاسفة الغربيين. خاصة الدراسات التي تتناول اليهود. فالحديث سلباً عن الشخصية اليهودية وتاريخها هو من المحرمات في وسائل الإعلام الغربية.‏

وعلى سبيل المثال لا الحصر. لم يسمح للمفكر الفرنسي روجيه غارودي أن ينشر مقالة في صحيفة ليموند يتناول فيها خدعة المحرقة اليهودية وفضيحتها. ولم تجرؤ أي صحيفة فرنسية على نشر المقالة فاضطر أن ينشرها في باب الإعلانات وكلفه ذلك سبعين ألف فرنك فرنسي. وعلى الرغم من ذلك قامت قيامة اللوبي اليهودي في فرنسا مما أدى بالتالي إلى شن حملة يهودية عالمية على غارودي.‏

ويعرف المتخصصون في مجال الإعلام أن كبريات الصحف الأمريكية يمتلكها رجال مال يهود وكذلك الصحف البريطانية ومنها صحيفة الغارديان والفايننشال تايمز ونيويورك تايمز ونيوزويك وغيرها. وفي العالم الغربي يمتلك اليهود أقوى المحطات الفضائية والأرضية توجيهاً صهيونياً صرفاً. ففي الولايات المتحدة وحدها يوجه اليهود أكثرية المحطات التلفزيونية وحسب بعض المصادر فإنهم يسيطرون على أربعين محطة تلفزيونية محلية. وفي كل حي يهودي من أحياء البلدان الغربية يفسح المجال بشكل واسع جداً لإقامة محطات إذاعية وتلفزيونية موجهة خاصةٍ باليهود.‏

وأخيراً سيطر رجال الأعمال اليهود على شبكات الإنترنت التي تكرس معظمها لأغراض مشبوهة وغير أخلاقية.‏

وإذا كانت هذه الوسائل الإعلامية معروفة لدى معظم الناس فإن الأساليب المتبعة لنشر المعلومة والخبر تحتاج لوقفة تقييمية معمقة.‏

1- قبل بداية قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ركز الإعلام الصهيوني على مقولات كثيرة كان أهمها أن أرض فلسطين بلا شعب واليهود شعب بلا أرض. حتى أن غولدامائير رئيسة وزراء العدو الصهيوني في منتصف السبعينات كانت تردد دوماً أين هو الشعب الفلسطيني. إنه لا وجود لشعب فلسطيني على الإطلاق.‏

واستطاع الإعلام الذي تبنته المنظمة الصهيونية أن يكرس في عقول الغربيين مقولات هرتزل والزعماء الصهاينة الذين قادوا المنظمة الصهيونية منذ مؤتمر بال في سويسرا وحتى الآن.‏

فالشعب العربي أقوام من البرابرة يجب إلقاء القنابل بينهم لإبادتهم.‏

وقد لفق الإعلام الصهيوني آلاف المقولات عن الشخصية العربية. وجميع هذه المقولات تصف الشخصية العربية بسوء الأخلاق والتخلف والقذارة وانحطاط القيم والمثل.‏

2- وما إن حل الصهاينة في فلسطين وأقيم كيانهم حتى تطور الإعلام الصهيوني بوسائله وأساليبه.‏

ففي الصحف الخاصة بالأطفال وكذلك القصص والكتب الموجهة للأجيال الناشئة ركز الكتاب الصهاينة ومن خلال حس عنصري على زرع الحقد على العرب وتصوير الفلسطينيين بأبشع الصور. ففي مخيلة الطفل تتكون تلك الصور المشوهة ومن ثم يصبح لديه حافز لمعرفة الرد الأمثل والتعامل مع تلك الشخصية ويرى الدكتور أدير كوهين، المشرف على مركز أدب الأطفال في حيفا أن قصص الأطفال تحوي توجيهاً إعلامياً عنصرياً ضد العرب.‏

أما الأساليب والوسائل المستخدمة في وسائل الإعلام الأخرى كالإذاعة والشاشة الصغيرة فهي لا تعد ولا تحصى وتستخدم أوسع الوسائل وأكثرها تأثيراً ومن خلال التجربة الإعلامية الصهيونية يتبيّن أن الكيان الصهيوني يستخدم علماء في علم النفس ومتخصصين بالإشاعة والإشاعة المضادة وبث الأخبار ذات التأثير النفسي السلبي.‏

ويظهر ذلك جلياً أثناء الحروب والهزات الكبيرة التي انتابت التجمع الصهيوني حيث يستنفر الكيان الصهيوني كافة الرجال الاختصاصيين بالإعلام لمعالجة الوضع الطارئ. ومن الطبيعي أن جهاز الإعلام الصهيوني كونه جهازاً خطيراً وحساساً فلا شك أن أجهزة المخابرات الخارجية (الموساد) و(الشين بيت) وبعض الأجهزة الأخرى تعمل بكل قواها في خدمة الإعلام الصهيوني. ويتضح أيضاً أن الإعلام الصهيوني يتجه اتجاهين اتجاه نحو الخارج أي باتجاه العرب واتجاه داخلي نحو التجمع الصهيوني. فلكل اتجاه خطابه المختلف وأدواته المختلفة. فالإشاعة المغرضة الموجهة للعرب لا تستخدم إلا للعرب. بينما الخطاب الموجه لليهود يختلف من حيث الغاية واللغة وأسلوب التوجيه الإعلامي.‏

ويمكن لنا أن نشير هنا إلى الأساليب الإعلامية الصهيونية الموجهة للعرب على الرغم من كثرتها.‏

1- استخدام أسلوب تزييف الحقائق وهو أسلوب واسع الاتجاه. إن كان ذلك في أيام السلم أو كان في أيام الحرب. وعليه فإن الإعلام الصهيوني يكبر الحادثة الصغيرة حتى يجعلها أكبر قضية في وقتها، فعلى سبيل المثال لا الحصر قضية إلقاء القبض على جاسوس يهودي في إحدى الدول. فهذه القضية تحول في الإعلام الصهيوني إلى قضية ترتبط بمعاداة اليهود واللاسامية والعنصرية. ويستنفر الإعلام الصهيوني كافة إمكاناته ووسائله للحديث عن هذه القضية حتى أنه يضغط على وسائل الإعلام الغربية لتجعل من المسألة مشكلة كبرى تمس الأمن العالمي لأنها تتعلق باضطهاد اليهود... حسب ما يروجه ذلك الإعلام.‏

بينما لو أخذنا نموذجاً آخر وليكن مثلاً مجزرة قانا باعتبارها قريبة بحدثها من الوقت الراهن فإن الإعلام الصهيوني يصورها خطأً وقع فيه طيار. أو أن سبب المجزرة وجود بعض أفراد المقاومة بين الناس. وتبدي الأوساط الغربية مجرد أسفها لما حدث. وبقليل من التعويضات يُسكتون الأصوات ويستطيعون إخضاع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لابتزازها. ومن ثم إجبارها على تناسي المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص بينهم أطفال ونساء وشيوخ وعجائز. وقس على ذلك في كافة الأمور التي تصبح فيها الحقيقة باطلاً والباطل حقيقة.‏

2- الإشاعة والإشاعة المضادة. ففي الإعلام الصهيوني شعبة خاصة لتوجيه الإشاعات. بحيث تثير لدى العرب البلبلة والتخبط واليأس والقنوط ويتم تسريب الإشاعة أحياناً في نشرة إخبارية واحدة ولا تكرر بحيث يصبح للسامع فضول في معرفة صحتها والبحث عنها وذلك ما يشغله عن القضايا الأساسية في الصراع. وكمثال على ذلك ما تذيعه الإذاعة الإسرائيلية عن أن قوات الأمم توصلت إلى الخلية العسكرية التابعة لحركة جهادية مّا واعتراف أعضائها بالتنظيم والعمل إلى آخر ما هنالك . بينما تكون الإشاعة مجرد خبر يُراد من ورائه التخبط في الجانب الآخر والحيرة والإحجام والشك والخوف والشلل.‏

3- إظهار الحياد في طريقة بث الخبر. وهذا من أخطر ما يستخدمه الإعلام الصهيوني بحيث يظن السامع أن الخبر موضوعي ليس فيه من الزيف والتحيز شيء ومثال على ذلك ما تبثه الأخبار عن قيام قوات الأمن الصهيوني باعتقال عدد من المستوطنين الذين يريدون الاستيلاء على أراضٍ عربية وفي الواقع تكون قوات الأمن نفسها تحمي مجموعة من المستوطنين الذين يضعون البيوت المسبقة الصنع في أراضٍ عربية ويدّعون أن هذه الأرض استولت عليها الدولة لأغراض أمنية.‏

4- نقل الخبر السريع قبل أن تبثه وكالات الأنباء وذلك لإظهار الإعلام الصهيوني على أنه السباق في نشر الأخبار الهامة. والواقع أن الإعلام الصهيوني يلجأ لبثّ مثل هذه الأخبار استناداً على تقارير تقدم من أجهزة المخابرات والأمن. ويقصد من ورائها التضليل أو الإحباط أو التشويش.‏

5- استخدام منوعات غنائية تحمل من المعاني ما يسيء إلى الشخصية العربية أو يجعلها محطّ الشك والاستهتار. والواقع أن للكيان الصهيوني أسلوباً إعلامياً معروفاً في انتقاد الأغنية الموجهة نفسياً وفكرياً. بحيث تثير لدى السامع ربطاً بين الأخبار التي سمعها وبين الأغنية، ويعتمد هذا الأسلوب على تضخيم الوهم لدى السامع العربي بحيث يصبح رهينه ورهين الخوف فيُشل عن التفكير والحركة أو يشكك بذاته وشخصيته ودينه وقومه وأخلاقه.‏

ولعل طبيعة الشخصية اليهودية المبنية على الخداع والكذب لا تستطيع أن تحيا بمعزل عن كره الآخرين وهذا الكره يولد نزعة عنصرية تستند على مبادئ لا أخلاقية أهمها التركيز على زرع بذور التفرقة بين العرب والمسلمين عن طريق الوسائل الإعلامية المختلفة. وهذا ما لمسناه عن كثب خلال مسيرة الخمسين عاماً التي مضت على احتلال اليهود لأرض فلسطين.‏

وعودة على بدء فإننا لا يمكن أن نفصل دراسة هذه الشخصية عن ما فيها. ولا يمكن أن نغفل أو نتغافل عن القرآن الكريم الذي فضح هذه الشخصية وأساليبها في الكذب والتلفيق والخداع وتحريف الحقائق بل وحرفها عن مسارها الصحيح!.‏

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د.حسن الباش غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من الماضي التوراتي إلى الراهن الصهيوني، استراتيجية الإعلام اليهودي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حمار الحكيم يتنبَّأُ بواقعنا الراهن..! محمد توفيق الصواف الدراسات والأبحاث الأدبية والنقدية 5 11 / 10 / 2016 43 : 12 PM
سيكولوجية الخداع اليهودي مازن شما إسرائيليات 2 04 / 05 / 2014 59 : 07 PM
جمعية الاستعمار اليهودى بوران شما الموسوعة الفلسطينية 0 15 / 07 / 2008 08 : 08 PM
إخطبوط الأعلام الصهيوني تيسير محي الدين الكوجك الصحافة و الإعلام 0 26 / 12 / 2007 39 : 03 PM


الساعة الآن 27 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|