[طلعت سقيرق]

[align=justify]
على صخرة الوجع تنكسر الأحلام ، تتبعثر أجنحة الغمام مقتولة قبل أن تلد قطرة مطر..هل هو اليأس والتشاؤم والألم الجارح الحارق من وضع ثقافيّ صارت فيه الموهبة مهيضة الجناح؟؟.. مكسورة قبل أن تخرج إلى النور ؟؟.. عمياء في زمن أهلكه الضباب واستهلكته حمى الكتابات السريعة المصنوعة بشكل آليّ لا روح فيه ولا معنى ولا حتى بشرى بجديد يفتح أفقا ليوم يحمل من الموسيقى ما يكفي لنجعل صورة الصباح أجمل من ذي قبل وإن للحظات ؟؟..
في التشابه ضاعت الملامح ، وفي التكرار تبعثرت كلّ المعاني، وفي الاستسهال صار كلّ شيء مقبولا .. وأكثر ما يجرح ويكاد يجعل النفس تتشظى ألما القول "ومن يقرأ ؟؟" .. كم في هذا القول من استهانة بكلّ شيء، وهروب من كل مسؤولية تجاه الحرف الذي نعرف ، ويعرف من يقول به ، أنّ هناك بالتأكيد من يقرأ..لن ندعي أننا امة قارئة ، وأننا شعوب عربية تهتم بالكتاب..كل هذا لا نريد أن نخترعه أو نغير من حقائقه المعروفة .. لكن لنراهن على من تبقى من القراء، لنراهن على من نستطيع أن نشده إلينا .. ومثل هذا الرهان يحتاج إلى الموهبة التي كبت أو كادت في زمن مالح!!..هذا الرهان يحتاج إلى أن نفتح أبوابنا على الشمس كي تكون النهارات أكثر صفاء .. هناك دائما من يقرأ ، وهناك دائما من يريد أن يقرأ .. لكن إيمان الكاتب بهذا يجب أن يسبق إيمان القارئ ..لأنّ كاتبا يكتب من منطلق " أن لا أحد يقرأ "سيزرع بذرة خبيثة تنبت ثقافة خبيثة بعيدة بالتأكيد عن القارئ.. وأول ما يجدر الالتفات له وبشدة ، البحث عن المواهب واستنهاضها..هناك مواهب تقتل وتوأد في حمى البحث عن مادة صحفية تملأ هذا العمود أو ذاك ، دون الرجوع إلى أهمية هذه المادة وما فيها من موهبة .. انتقلنا دون أن ندري من حراس على الثقافة لموظفي ثقافة .. وكم هو الفرق شاسع مخيف قاتل مؤثر على سنوات حاضرة ولاحقة ..
تعالوا ننظر إلى الشعر ، بعد أن صار زمننا الكالح المالح زمن موات الشعر!!..سنجد شيئا غريبا يحصل..هذا الشيء يطرح وبالفم الملآن سؤالا يقول : أين الشعر ؟؟.. أين الشاعر الذي يأخذك فيأسرك ويجعلك مفتونا بما هو شعريّ؟؟..هل صار لزمن، بصورة آلية مرعبة ، زمن اللاشعر؟؟..
هل صار الزمن ، وهو زمن غريب عجيب ، زمن كسر المواهب وتحطيمها وجعلها في هروب مستمر من كل شيء ؟؟.. ولماذا ؟؟.. نحاول أن نسأل من نعرف أنهم يملكون الموهبة، ويتقنون التعامل الراقي مع المفردة ، فيكون الجواب غصة في الحلق :أين ندخل في هذا المعترك الذي اختلط فيه الحابل بالنابل .. أين مكاننا ولا أحد يهمه إن كانت المادة نتاج موهبة أو توليف أو سرقة أو لطش!!..كله يوضع في ميزان واحد الأدب والإبداع هما الخاسران الوحيدان فيه .. والحل ؟؟.. الهروب والاختفاء بل الاختناق حزنا وكمدا لأن الموهبة سجينة أقفاص مسبقة الصنع لا تهتم بشيء.. ودائما نسال : أين المواهب ؟؟.. أين الكتابات الجيدة الدالة على ولادة جديدة متجددة ؟؟.. أين من يعطي العصر روح المعاصرة بشكل متميز ؟؟.. أسئلة نراكمها في سلة مثقوبة لأنها لا تحمل أجوبة في ظروف لا توفر للمبدع الجو الحقيقي للصعود بإبداعه والوصول به إلى ما نريد من وصول وذيوع وتأثير وترك بصمة تفعل فعلها وتولد الجديد دائما ..
هناك شوك في الدروب .. هناك إدارة ظهر لكل موهبة .. هناك محاربة غريبة في كثير من الأحيان للمواهب .. ومثل هذه الحروب حروب الضعفاء الذين لا يملكون ثقة بالنفس لأنهم خائفون على طول الخط .. الخوف سلاح يشل أي موهبة ويدمرها لأنه يقف ضدها بكل ما يملك من قوة..وهناك موظفو ثقافة يقاتلون من أجل الصدور ليس إلا .. على أي أساس وكيف لا يهم ..فالمهم أن تصدر صفحاتنا مليئة بكتابات وكتابات .. ليتنا نحاول أن نوجد فيها مكانا حقيقيا للإبداع الأصيل ..
[/align]

[نصيرة تختوخ]

أعيد هذا النص للواجهة ليطلع عليه أعضاء نور الأدب.
مع الدعاء بالرحمة للأديب الشاعر طلعت سقيرق.

[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]

تحياتي لك غاليتي أستاذة نصيرة
شكراً.. شكراً على إخراج هذا النص إلى الضوء

نعم أيها الغالي

نعم صديقتي أستاذة نصيرة

هو الزمن المالح ، زمن الركاكة والكلام المصفوف بلا روح ولا موهبة حقيقية!..
زمن محاصرة أصحاب الموهبة وكسر أقلامهم
زمن الحروب غير المعلنة
زمن اختلاط الغث بالثمين ، بل وتصدر الغث على الثمين وانتفاخ أصحابه ، فالطبل الفارغ هو الأشد قرعاً والأعلى صوتاً.

خير ما اخترت يا صديقتي فهذه كانت غصة مرة في صدره وغصة في صدري وغصة في صدرك وفي صدر كل أصحاب الموهبة التي تستند على قاعدة ثقافية راسخة.

أتمنى أن نحول هذا الطرح إلى حوار وقضية تستحق النقاش ، فنحن جميعاً نختنق وأقلامنا تكسر!

قضية تستحق الوقوف عندها طويلاً
تستحق صرخة عالية
تستحق إخراج بعض هذا الألم الذي يتهدد كل أصحاب الموهبة
صرخة جراء هذا التسمم الذي أفقدنا متعة الكتابة ونعمة التذوق
شكراً غاليتي .. شكراً على رفع هذا النص..


شكراً أيها الغالي
شكراً يا سلطان الشعر يا من لم تكتب الغث ولم تدعم الغث ولم تساير الغث .. ولهذا نمت .. نمتَ طويلاً ...
الزمن المالح وجراح الموهبة....

[/align]

[زين العابدين إبراهيم]

الله ,,,,,,, كم هو رائع هذا النص فهذا ماكنت أو د التعبير عنه في موضوع الإبداع الأدبي وشروطه لكن لم تسعفني الكلمات ولم يطاوعني القلم ...
رحمك الله أيها الأديب الخالد على صفحات ذاكرة الزمن ... رحمك الله وأسكنك فسيح جناته
شكرا للأديبة والمترجمة القديرة نصيرة على هذا الطرح المتميز
ولك كامل الود والإحترام والتقدير

[علاء زايد فارس]

مقال رائع وصف الحالة بكل دقة
وتحدث عن العلة بكل تفاصيلها
شيء مؤسف ما يحدث للمواهب العربية الحقيقية
وشيء مؤسف لظهور الإسفاف والسطحية بشكل لم يسبق له مثيل
رحم الله أستاذ طلعت سقيرق
وشكرا لك أستاذة نصيرة على إعادة النص للواجهة مرة أخرى

[بوران شما]

هو حقاً جرح كبير لأصحاب المواهب الحقّة أمام ما نشاهده
هذه الأيام من السطحية والتقليد ، والأهم الإدعاء بأنهم أصحاب
مواهب ،
رحمك الله أديبنا الخالد ، عملاق الأدب والثقافة رحمة واسعة وأسكنك
فسيح جنانه ،
والشكر الكبير للأخت العزيزة أستاذة نصيرة على إعادة هذه الورقة
من أوراق أديبنا أستاذ طلعت إلى الواجهة ،
وكل المودة للغالية أديبتنا أستاذة هدى ،
ودمتم بألف خير .

[رأفت العزي]

اعتدت منذ سنوات بعيدة الذهاب إلى معارض الكتب خصوصا معرض الكتاب العربي الذي لم ينقطع حضوره حتى في أحلك الأزمات والذي كان له المكان المرموق في شارع الحمراء ببيروت، كانت المكتبات ودور النشر تعج بمختلف أنواع الكتب العربية والأجنبية المترجمة والناشرون أي دور النشر المختلفة تعمل على تنويع مصادرها وتدعم ليس فقط الأقلام المشهورة بل وحتى الأقلام الصاعدة التي يعرفها أصحاب الاختصاص بأنها أقلام موهوبة
فتلك الأزمان كانت أزمان " ثورات " حقيقية وقضايا شعبية وصراع اسمه الصراع العربي الصهيوني، وكان لتلك القضايا شعراءها، كتّابها، وجمهور كبير وواسع يريد المعرفة فما الذي تغير؟
اسألوا أنفسكم سؤال : منذ خمس سنوات أين شعراء هذه المرحلة ، أين القضية ، ومن هو الجمهور الذي سيبحث عن كاتب إن كان " مثقفو " البلدان العربية أشهرهم وأقدرهم صاروا يتحدثون في أحسن الأحوال عن " الصراع الفلسطيني الإسرائيلي " صاروا يشجعون بدل الالتحاق بالعمل الفدائي المسلح التخلي عن السلاح والتصالح مع العدو صاروا في أحسن الأحوال يتحدثون عن الطوائف والمذاهب .. ورحمك الله يا نزار حينما سأل : " فهل جاء زمان صار فيه كل من يحمل صندوق سلاح كالذي يحمل صندوق حشيش. "
نعم يا سيدي .. قد جاء الزمن الذي صرنا نفضل فيه أن نحمل صندوق الحشيش بعدما باعوا شرف السلاح .

أما المواهب فسيدنا رحمه الله طلعت لخص وضعهم بجملة قال فيها :



“الخوف سلاح يشل أي موهبة ويدمرها لأنه يقف ضدها بكل ما يملك من قوة "
سؤالي : مم الخوف ؟ ومن هو الذي يستخدم التخويف لإسكات أي صوت لا ينضوي تحت مظلة الملقحين ضد الفكر؟
الخوف يا سادة ألا يجد " الموهوب " مكانا أو وسيلة يُعبر فيها عن حرية الفكر لأن الملقحين ضده صادروا كل الوسائل واشتروا حتى المستمعين والمشاهدين والقراء !
رحمك الله يا طلعت .. لو كنت اليوم وشاهدت ما يحدث فهل قلت فقط عنه " زمن مالح
" ؟!

شكرا لك أستاذة نصيرة ورحم الله رجلا قلما كان له قضية

[ميساء البشيتي]

الله يرحم شاعرنا الغالي طلعت سقيرق
إلى اليوم ونحن نقتات على أشعاره وعلى أفكاره القيمة الثمينة
نحن في وقت لا نحسد فيه على حال لا يوجد على السطح إلا الأصوات العالية المزعجة
التي تخلو من كل إحساس ..
تبرز فكرة التطبيل والتزمير في الشعر والأدب وسائر فنون الأدب
كثير من الأقلام ذاع صيتها وهي لا تستحق كل هذه الهالة التي تحاط بها
بينما هناك أقلام حقيقية لا يلتفت إليها إلا القلة المقربة منها والتي قد تكون لها بعض الإهتمامات الأدبية
الوضع مؤسف ولكن في المستقبل القريب سيعود علينا هذا الوضع بعواقب وخيمة لأن الأدب يورث
ويخلق أجيالاً تحمل سماته ..
شكرا للغالية نصيرة لإعادة الموضوع إلى الواجهة
وشكرا لكل من تفضل بإثراء الموضوع
وألف رحمة على روح شاعرنا الغالي طلعت سقيرق

[رشيد الميموني]

شكرا نصيرة على إعادتك لهذا النص للواجهة ..
ورحمة الله على شاعرنا المرحوم إذ تحدث بوضوح عن مأساوية الوضع الثقافي دون أن يغلق أبواب الأمل في إيجاد جيل قارئ جديد .
محبتي