حين يبكي المطر
[align=justify]
جميل أن يعود الأخوة إلى أصل الأشياء ، مما يعني الابتعاد عن الاقتتال والتناحر وسكب الدم بشكل جنوني في الطرقات وعلى الشبابيك وفي الحارات وربما فوق كفين تصافحا قبل خمس دقائق .. صدقوني المطر يبكي عندما يتقاتل الأخوة .. الشوارع تبكي ، عظام الشهداء تبكي .. إذ ما معنى أن يقتل الأخ أخاه ومن أجل أي شيء .. خاصة عندما نحمل في تاريخنا وسنواتنا نضالا لا مثيل له ضد الاحتلال.. في هذا النضال الطويل المشرف يقف الأخ مع أخيه يدافع عنه ويفديه بالروح والدم .. فكيف ينتقل كل هذا إلى اقتتال بين الأخوة دون مبرر مهما كانت ورقة السياسة طويلة عريضة ..
إذا تجاوزنا ما حدث بين أهلنا في فلسطين فماذا نقول عما يحدث لأهلنا في العراق؟؟.. إنسان يتسوق في سوق الخضار تنسفه قنبلة.. إنسان يمشي في الشارع مع أولاده تأخذه عبوة ناسفة هو وأولاده . أيمكن أن نسمي هذا نضالا ضد الاحتلال.. كيف وبأي صورة؟؟..
العراق الذي يذبح بهذا الشكل لا يمكن أن يكون من يذبحه مقاوما أو مناضلا أو إنسانا يريد الخير للعراق .. الاحتلال معروف وواضح وبين فكيف تتوجه الأسلحة إلى غير المكان الذي يجب أن تتوجه إليه ؟؟.. لا أحد يقول إن الأمريكان أهل بلد ، هم احتلال وألف احتلال.. لكن ما ذنب الإنسان العراقي البسيط في معادلة القتل المرعبة التي صارت تطال كل شيء .. نسف ، تدمير ، قتل ، تخريب ، والذين يذهبون ضحية هم العراقيون .. فأي مقاومة هذه ؟؟..
أما داهية الدواهي ، والشيء الذي لا يقبله عقل فهو الاقتتال الطائفي أو قتل طائفة مسلمة لغيرها من الطوائف المسلمة .. من أين جئنا بهذا الحقد حتى نقول شيعي وسني وما إلى ذلك ؟؟.. متى كنا نتقاتل ونقتل على هذا الأساس ، وبأي ميزان نزن أفعالنا هذه؟؟.. أيمكن أن نصدق أن ما نقوم به هو من الدين بشيء ؟؟ ما كان لمسلم أن يقتل مسلما مهما كانت الأسباب ؟؟.. فمن هذا الذي يعطي الفتوى أو السماح بأن ننحر بعضنا وكأن الحرب صارت بين المسلم والمسلم في عصر العجائب والغرائب هذا!!.. الشيعي مسلم يحرم قتله من قبل المسلم ، والسني مسلم يحرم قتله من قبل المسلم .. ومن يفتي بغير ذلك يستحق أن يرجم لأنه يوقع بين المسلمين ويولد فتنة ليس لها أول ولا آخر.. وما عرف الإسلام في يوم من الأيام أن مسلما يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يقتل من قبل مسلم .. فكيف يحدث هذا في العراق ؟؟.. وعلى أي أساس؟؟.. ومن هذا الذي يحلل الذي حرمه الله .. قتل الإنسان بالمطلق دون وجه حق محرم ، فكيف بقتل المسلم للمسلم ؟؟..
لا نريد أن نتوسع لأن الإسلام مستهدف والعقول على ما يبدو لا تريد أن تستوعب أن الاستهداف كبير في فلسطين والعراق وغيرهما .. وكلما سقط واحد منا فنحن نقوي الاحتلال ونضعف أنفسنا وطبيعي أن يفرح الاحتلال ويسر في مثل هذه المواقف ، لأننا نحقق له ما يريد دون أن يخسر شيئا .. فبالله عليكم اعقلوا وانتبهوا!!..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|