[frame="15 98"]روّاد في الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر
فتحي صـــالح
E.Mail :
f.saleh.h@gmail.com
اسماعيل شمٌوط : رائد في فن التصوير:[imgl]http://http://www5.0zz0.com/2009/12/11/14/516868264.jpg[/imgl]
ولد اسماعيل شموط في مدينة اللد/ فلسطين عام 1930, دخل المدرسة حينما كانت فلسطين مشتعلة بثورات 36 , واكتشف إمكانياته الفنية كطفل معلمه في تلك الفترة "داوود زلاطيمو" . في الفترة ما قبل 1948رسم بالألوان المائية والزيتية والطباشير , حيث كانت موضوعاتة تنصب على المناظر الطبيعية المحيطة , وسهول فلسطين الخلابة والساحرة ، ثم رسم اللوحات التي لها علاقة بالحدث الفلسطيني , فرسم صورة للحاج " أمين الحسيني" الذي كان قائداً للثورة الفلسطينية في ذلك الوقت ورسم صوراً لبعض الشهداء منهم " عبدالقادر الحسيني " .
سنة 1948 شردته النكبة هو وأهله من مسقط رأسه إلى مخيم اللاجئين في ( خان يونس ) بقطاع غزة , وهناك كانت الحياة صعبة فاضطر للعمل في بيع الحلوى لمدة عام كامل , لم تكن لديه الإمكانية لأن يشتري ورقة وقلماً ليرسم , فكان يرسم على الأرض ... وحينما افتتحت مدارس اللاجئين قبل فيها مدرساً متطوعاً , وهناك وجد أدوات الرسم فأخذ يستعيد إمكانياته وكانت معظم الرسوم مما يحيط حوله كلاجئ فلسطيني ...
بعدها اكتشف أن الرسم فن يحتاج إلى دراسة , ولا تكفي الموهبة وحدها , فلا بد من التعرف إلى أدوات الفن , آفاق الفن , لهذا كان سعيه للسفر , فكانت مصر هي المتاحة حيث كانت تقدم مساعدات كبيرة جداً للطلبة الفلسطينيين , وصل إلى القاهرة والتحق بكلية الفنون الجميلة عام 1950 , وفي عام1953 كان لديه عدد كبير من اللوحات , فحملها إلى قطاع غزة وعرضها هناك بين أهله فكان رد الفعل إيجابياً ومؤثراً , فقرر أن الفن هو حياته وهو مساره , فعاد إلى القاهرة بعد النجاح الكبير الذي حققه على الصعيد الشعبي في قطاع غزة وهو مليء بالثقة فأقام معرضه التالي في القاهرة بمشاركة الفنانة ( تمام الأكحل ) التي تزوج منها سنة 1959 , وقد رعى المعرض وافتتحه الزعيم الراحل ( جمال عبد الناصر ) , بعدها سافر إلى روما لدراسة الفن هناك في أكاديمية الفنون الجميلة ...
عندما تأسست منظمة التحرير الفلسطينية عمل فيها في مجال الثقافة والفنون , وعندما أسس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين أواخر عام 1969 وكان يشمل كافة مجالات الفنون بما فيها الموسيقى والغناء والمسرح ... الذي أعيد تنظيمه بعد عام يقتصر على التشكيليين فقط – انتخب اسماعيل شموط ليكون أول رئيس لهذا الاتحاد. وفي دمشق عام 1971 شارك بتأسيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب , وانتخب أول أمين عام لهذا الاتحاد أيضاً ... أقام العديد من المعارض الشخصية معظمها بمشاركة زوجته تمام الأكحل في معظم البلاد العربية وفي عدد كبير من بلاد العالم ... حاصل على ( درع الثورة للفنون والآداب , وسام القدس , جائزة فلسطين للفنون , وجوائز عربية ودولية عديدة )...
- له عدد من المؤلفات والكتابات الفنية والثقافية والتراثية منها : الفنان الصغير/ سنة 1957 , موجز تاريخ فلسطين المصور , فلسطين تاريخ وحضارة , الفن الشعبي في فلسطين , الفن التشكيلي في فلسطين ,السيرة والمسيرة ... توفي في 3 /7/2006 في إحدى مشافي لندن و في 8/7/2006 نقل إلى مثواه الأخير في مقبرة ( سحاب ) في عمّان الأردن ...
عن جدارياته الأخيرة التي عرضها في المتحف الوطني بدمشق سنة 2002 ( وهو معرض متنقل بالاشتراك مع زوجته تمام الأكحل – تحت عنوان / فلسطين السيرة المسيرة / ) , يمكن القول : عندما تريد أن تقرأ في هذه الجداريات فإنك تحتار في اختيار نقطة البداية , لذلك من الأفضل أن تترك لسجيتك الانعتاق في التعامل مع مفرداتها البصرية ... وهنا قد لا تستطيع أن تصنف الأعمال في إطار مدرسي أو مذهب محدد , لأن المقولة الإبداعية في التعامل مع الخط واللون تتخذ مساراً لا تجده إلا في أعمال الفنان " اسماعيل شموط " فحينما تعتقد أنك تلتقط الحس الأكاديمي و تحاول أن تتابعه بصرياً تجد نفسك تسقط في متاهة التفاصيل التي لا تنتهي عند حد رغم أنك تراها للوهلة الأولى سهلة المنال , والألوان التي تقترب من ألوان الانطباعيين بقوتها وغناها في أحيان كثيرة ، تترقرق بسهولة و يسر في المحيط المجاور الذي يخترق ما يمكن أن تتوقعه في تداعياتك البصرية... قوة الخط في التكوينات الأساسية ثم تلاشيه في الفضاء اللوني والتكوينات المساعدة , والاعتماد على شفافية اللون الفاتح ذو القيمة اللونية المشبعة فوق قيم لونية شديدة الظلمة يظهرا" الكونترستات " القوية حتى في المساحات الصغيرة... والحشود الهائلة التي تظهر أحياناً كأنها " كومبرس " في مشهد تاريخي ينتقل فيه بخطوة معدلة في مشهد الدرجة الثانية كأنه يتعامل مع بناء تركيبي يخترق المكنون التكعيبي يبدو أكثر وضوحاً من خلال إظهار التأطير لأجزاء عناصر التكوين حيث قوة الخط لشدتها تتجاوز حدود الجزء وتنتشر في حدود أوسع , ويلتحم هذا الخط ويتواءم مع قوة اللون الذي يختصره أحياناَ ليصل إلى حدود الخط الأول لدراسة التشريح... وفي أعماله يظهر البناء اللوني الصارم على أساس مكملات ومتممات اللون ...
تمام الأكحل : رائدة في فن التصوير:[imgl]http://http://www5.0zz0.com/2009/12/11/14/277143493.jpg[/imgl]
ولدت تمام الأكحل في مدينة يافا عام 1935 , وعاشت في منزل كان ملجأََ للثوار , حيث كان والدها عارف الأكحل خبيراً في الأسلحة , وقد دخل السجن عدة مرات...
بدأت لديها الموهبة منذ الطفولة , حيث كانت تنقل عن رسومات استهوتها في كنيسة " الخضر " الواقعة مقابل منزلها في يافا , حيث كان الخوري يمنحها أيقونات تحمل صوراً للعذراء , المسيح ... كانت ترسمها , ثم انتقلت لترسم أفراد عائلتها واحداً تلو الآخر بقلم الرصاص والألوان , رسمت الشوارع المزدانة بالأقمشة وألوان الجريد
" سعف النحل " والفوانيس الملونة مع الزهور والأضواء في أكثر من مشهد مع عودة الحاج أمين الحسيني من المنفى إلى فلسطين بالإضافة إلى صور للحاج أمين الحسيني , انتقلت بعد ذلك للرسم على الاسطوانات القديمة بألوان مكثفة قليلاً مما توافر لديها ... في 28/ 4/ 1948 أحست بأن طفولتها سرقت منها حين ابتعدت عنرفيقاتها وعن بنات العائلة اللواتي كن بعمرها , حيث أخرجت مع أهلها بقوة السلاح كما حال كثير من العائلات الفلسطينية , هجرُت إلى بيروت على متن باخرة , وفي اللحظة الأولى على ظهر الباخرة تقول (... تراكمت لدي أحداث لا توصف , أشخاص يرمى بهم إلى ماء البحر , وآخرون يحترقون ...في بيروت رسمت مشاهد معاناة و عذابات الشعب الفلسطيني في المخيمات ....)
اشتركت في سنة التوجيهي بمعرض مدرسي , فلفتت أعمالها انتباه الفنان الراحل " مصطفى فروخ – من رواد الفن اللبناني " بعدها حصلت على منحة لدراسة الفن في مصر , حيث درست في المعهد العالي للفنون الجميلة في القاهرة , وحصلت على دبلوم الرسم والتصوير وعلى إجازة تدريس الفن في المعهد العالي لمعلمات الفن بين عامي ( 1953 – 1957 ) في مصر ...
وفي مصر التقت الفنان " اسماعيل شموط " وعرضت معه بأول معرض مشترك لهما سنة 1954 , افتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .
عملت مدرسة في كلية المقاصد الخيرية في بيروت بين عامي ( 1957 – 1960 ) وفي عام 1959 تزوجت من زميلها الفنان " اسماعيل شموط " وشاركته في كافة المعارض التي أقيمت لأعمالها في معظم البلاد العربية وفي عدد كبير من بلاد العالم
في عام 1964 انتقلا من بيروت إلى فلسطين / البيرة , وبعدها بعام عينت رئيسة لشعبة رعاية الفنون بمنظمة التحرير الفلسطينية , ثم انتقل مقر عملها إلى بيروت , ويقيمان حالياً في عمان / الأردن ....
ابراهيم غنّام : رائد في فن التصوير الفطري: [imgl]http://http://www5.0zz0.com/2009/12/11/14/605530313.jpg[/imgl]
من مواليد الياجور – حيفا / فلسطين عام 1930 ، فنان مقعد ، درس الفن دراسة خاصة ، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين / فرع لبنان ، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب ، نفذ المخرج ( عدنان مدانات ) فيلماً وثائقياً عن فنه بعنوان " رؤى فلسطينية " ، عمل في الإعلام الموحد / قسم الفنون التشكيلية.
أصابه المرض مبكراً ، فتنقل طوال ربع قرن من مشفى إلى آخر لتلقي العلاج ، لكن المرض أودى بساقيه فأصبح مشلولاً ، أقام في مخيم تل الزعتر / لبنان ، توفي في بيروت أواخر العام 1984 ...
الجميل في أعماله أنه يقدمها بشفافية و بإحساس مرهف ، و هي غنية بالعناصر ، و أكثرها تواجداً هي العناصر الإنسانية التي تشكل محوره الأساسي ، يرسم بواقعية تسجيلية قدم خلالها مواضيع مختلفة ( الطهور ، يوم العيد ، زفة النبي صالح ، الدبكة الفلسطينية ، الحصاد ، البيادر ، باحة الدار ، زفة العروس ، الراعي، قطاف البرتقال والزيتون ... ) . ومن الملاحظ أيضاً أنه يمتلك ذاكرة خصبة وظفها بامتياز في التوصيف و في رسم التفاصيل الدقيقة ...
--------------------------------------------------
[align=justify][/align][/frame]