وداعاً أيها العيد..؟!
وداعاً أيها العيد..؟!
العيد يطرق أبواب منازلنا , فوقف أطفال شعبي يودعونه ..؟!
لم يفتحوا له,وأصروا على عدم السماح له للنقاش أو التفاوض فلم يكن هناك من داعي لزيارته الغير متوقعة.
قبل سنوات كان للعيد فرحة مميزة رغم كل شيء..وكنا نحتضن ملابسنا الرخيصة الثمن والرديئة الجودة ,لم يغافل النعاس عيوننا ليسلب فرحة خيالنا بقضاء الليل ونحن نرتدي ملابسنا الجديدة لنعرضها على المارة بالشوارع .
رمضان كان خيرُ أنيس وجليس رغم قلة الطعام وضنك العيش ..لم تتسلل عيون الصغار إلى موائد الملوك أو بوفيهات الأغنياء ومزابلهم ممتلئة البطون والمستضيفة للقطط والكلاب لتشبع فوق شبعها,لم ينتظر أولائك الصغار فاعل خير ليضع بأيديهم حفنة من النقود ملطخة بالذل وملابس ملؤها الشوك لتصلب جلودهم .
لم يفكر أحد بأن يكون بابا نوئيل العرب ليتسلل إلى منازل الأطفال ليلاً ويضع الفرحة بين أيديهم مع أفاقة الصباح.
من فكر ينسيهم صور الحرب البشعة ويخلعها عن ذاكرتهم الصغيرة ؟
من فكر بأن يكون بديل أبائهم الذين تداينهم الموت دون حاجة منه لهم ؟
من فكر بأن يكون علي ويقتل الفقر على أعتاب بيوتنا الخربة ؟
أي فرحة يتقلدها العيد عندما يرى دموع تتناثر على أفئدة الظلم؟
أي فرحة تدخل قلوب أولائك المغترون بأموالهم وسلطانهم..؟
لم يكن العيد لأطفال شعبي سوى زنزانة تحبس الفرحة بداخلهم حتى تبقى صريعة بصدورهم التي لم تعرف للسعادة طريق.
لكم الله يا أطفال فلسطين ...
لكم الله يا أطفال العراق ...
بقلم :هدير الجميلي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|