التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,869
عدد  مرات الظهور : 162,406,638

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار > الأقسام > صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار المفتوح
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 03 / 2008, 04 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

حوار مع الأديب و الباحث الكبير محمد توفيق الصوّاف

[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:10px inset purple;"][cell="filter:;"][align=right]
14/12/2006

[/align]
[/cell][/table1][/align]

[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:10px inset purple;"][cell="filter:;"][align=right]

إعداد و حوار هـدى الـخطيب



ضيف صالوننا الأدبي من أهل الدار أستاذ بكل المقاييس موسوعة ثقافية شاملة مهما سبحنا فيها نبقى على الشط و مهما نهلنا نرغب بالمزيد أديب و قاص باحث و مفكّر عربي بامتياز متوقد الذكاء حاضر الذهن متواضع تواضع الكبار في فكرهم لا تنقصه روح الدعابة و النكتة اللاذعة ذات المغزى و المضمون و فوق هذا و ذاك متخصص في الشأن الإسرائيلي و يجيد اللغة العبرية و يعلّمها إنه
الأستاذ الذي نعتز و نفخر به محمد توفيق الصوّاف

و لعلي في وصفه أقتبس من التأملات " Les contemplations " لهيجو هذا المقطع:
" تأمّل.. فإن كل شيء ينضح بالنور
و من رأى الحقيقة.. يعني أنه وجد الفضيلة
و من يقرأ العالم جيداً..يقرأ الحياة جيداً "


عربي ـ سوري، من مواليد دمشق 12/3/1953.
حائز على الإجازة في الآداب من قسم اللغة العربية، في جامعة دمشق، عام 1976، وعلى دبلوم الدراسات العليا الأدبية من نفس الجامعة، في عام 1980. ‏‏ ‏
وفي سياق تحضيره لنيل درجة الماجستير في الأدب المقارن، من نفس الجامعة، أتقن اللغتين الإنكليزية والعبرية، ليتمكن من إعداد أطروحته التي كانت بعنوان (صورة الآخر في الروايتين الفلسطينية والإسرائيلية).‏‏ ‏
بدأ حياته العملية باحثاً تحت التدريب، في مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية، بعد تخرجه من الجامعة مباشرة، عام 1977، ثم أصبح باحثا متخصصاً في نفس المؤسسة، وظل متفرغا للعمل فيها حتى عام 1992، لينتقل منها إلى العمل في إذاعة دمشق باحثاً في السياسة الإسرائيلية، ومؤسسَ الأرشيف الصحفي لقسمها العبري، ومعداً لثلاثة برامج إذاعية أسبوعية، مازالت تبث باللغة العبرية، من إذاعة دمشق، حتى اليوم، أحدها سياسي واسمه (متابعات) والثاني اجتماعي واسمه (إسرائيل الثانية)، والثالث أدبي واسمه (قراءات). وفي عام 1996، كُلف بإعداد برنامج سياسي عن إسرائيل بعنوان (للحقيقة)، ظل يبث مساء كل يوم خميس باللغة العربية من قناة البرنامج العام في إذاعة دمشق، حتى نهاية عام 1999، كما كلف بإعداد برنامج آخر عن العنصرية في إسرائيل، بعنوان (تحت الأضواء)، ظل يبث ظهيرة كل اثنين من قناة البرنامج العام في إذاعة دمشق، حتى نهاية عام 1999 أيضاً. ومن بين الأعمال الإضافية الأخرى التي مارسها سابقاً: مدقق ومصحح للغة العربية، في عدد من دور النشر، في دمشق. ‏‏ ‏
أما الأعمال التي ما زال يمارسها حتى الآن فهي: ‏‏ ‏
باحث وصحفي في إذاعة دمشق، بالإضافة إلى استمراره في نشر الدراسات والمقالات والقصص في عدد من المجلات والصحف العربية. ‏‏ ‏
أستاذ محاضر في كلية الآداب بجامعة دمشق، حيث يدرس مادة اللغة العبرية لطلاب السنتين الأولى والثانية، في قسم اللغة العربية. ‏‏ ‏
خلال عمله الطويل في مؤسسة الأرض، ثم في إذاعة دمشق، نشر الباحث ما يزيد على مائة وخمسين دراسة وبحث ومقالة، في المجالات السياسية والأدبية، بالإضافة إلى عدد من القصص القصيرة، وذلك في مطبوعات عربية عديدة، منها على سبيل المثال: ‏‏ ‏
مجلات: (الأرض، صوت فلسطين، شؤون الأوسط/اللبنانية، صامد الاقتصادي/الأردنية، الموقف الأدبي، العربي/الكويتية، جيش الشعب، أوروبا والعرب، الضحى، الكاتب الفلسطيني)، وغيرها؛ ‏‏ ‏
وصحف: (الكفاح العربي، السفير، الديار، السياسة الكويتية، الأسبوع الأدبي، تشرين، المحرر /اللبنانية، المجد/الأردنية، البيان/الظبيانية، جيش الشعب، الأخبار/الصادرة في لوس أنجلوس باللغتين العربية والإنكليزية، الدعوة الإسلامية/الليبية، النصر/الجزائرية الصادرة في قسنطينة)، وغيرها. ‏‏ ‏
صدر أول كتاب للباحث عام 1997، عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق، وهو كتاب في النقد الأدبي، بعنوان ((الانتفاضة في أدب الوطن المحتل ـ دراسة في القصة القصيرة)قدم له الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق.. وقريباً سيصدر له كتاب موسوعي بعنوان (ظاهرة الصهيونية الأدبية). وللباحث مجموعة قصصية، صدرت عن دار المسبار للطباعة والنشر والتوزيع ، بعنوان (ميت في إجازة)، وكتاب في النقد الأدبي حول قصيدة النثر ومواضيع أحرى تمّ تناولها من وجهة نظر القارئ وهو بعنوان ‏‏ " القارئ ناقدا ".. وصدر عن دار المسبار أيضا ..شارك الباحث في العديد من الندوات والأمسيات التي عقدت لمناقشة بعض قضايا السياسة والأدب الإسرائيليين، وأجريت معه عدة حوارات إذاعية، حول بعض هذه القضايا، في إذاعة دمشق وغيرها من الإذاعات العربية.‏‏

أهلاً بك أستاذ توفيق
لدي الكثير من الأسئلة لكني سأكتفي بداية بسؤال على أن يكون لي مداخلات أخرى في سياق الحوار و السؤال حول موضوع أطروحتك التي نلت عليها درجة الماجستير في الأدب المقارن: هل نحن كعرب نعرف الآخر/ العدو و ما هو النهج الذي على المفكرين و الأدباء إتباعه لمعرفة هذا الآخر و التعريف به و هو الذي يعرف كل شيء عنا؟؟


[/align][/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل  
قديم 16 / 03 / 2008, 24 : 08 PM   رقم المشاركة : [2]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: حوار مع الأديب و الباحث الكبير محمد توفيق الصوّاف

طلعت سقيرق15/12/06 10 :18 10:18:35 AM
أهلا وسهلا

أخي الأديب محمد توفيق الصواف
أرحب بك في هذا المنتدى وأنت من أهل الدار كما قالت أديبتنا هدى الخطيب .. سرني جدا أن تكون ضيف صالون أوراق99 وضيف أديبة متميزة هي الأديبة هدى الخطيب وأتمنى مستقبلا أن تستضيف أديبتنا الخطيب البقية من مبدعينا أو ممن يشكلون قوام رابطتنا مثل : يوسف جاد الحق ، حسن حميد ، فابيولا بدوي ، محمد مباركة ، ناظم النحوي ، ربما تشجعهم على التواصل مع الانترنت بشكل دائم ..
يا صديقي إن أردت الحديث عنك فعلي أن أفرد ثلاثين سنة .. على كل سأترك ذلك ليوم آخر حتى أتيح لك التواصل مع ضيوف المنتدى .. سؤال بسيط الآن : ليتك تحدثنا عن مشوارك الأدبي .. ؟؟.. أرأيت كم سؤالي بسيط .. أنا لا أشاكس يا صديقي، فمشاكساتنا لجلساتنا .. فأجب يا رعاك الله ..

د. زاهية مستجاب15/12/06 10 :21 10:21:27 AMالسلام عليكم

أولا لي أن أسجل اعتذاري من صديقتي الأديبة المتميزة هدى الخطيب عن طول غيابي وصدقا أيتها الصديقة هي الظروف العامة في البلد وأنت أدرى الناس .. يسرني أن تستضيفي اليوم علما من أعلام سورية هو الأديب محمد توفيق الصواف الذي نعتز بعطاءاته .. وأسأله : كثيرا ما قرأنا عن قرب صدور كتابك أو موسوعتك عن الأدب الصهيوني فلماذا لم تصدر حتى الآن ؟؟.. سؤال آخر : كأنك في قصصك تمتح من الشعر فهل تكتب الشعر ؟؟.. سيكون مداخلات مع ما تطرحون شكرا ..
د. زاهية مستجاب




محمد توفيق الصواف15/12/06 05 :58 05:58:11 PM
الأخت الكريمة والأديبة المعطاءة دائماً، السيدة هدى الخطيب المحترمة..



أشكرك على إتاحة هذه النافذة لي، كي أطلَّ منها على زوار الموقع الكرام، فأحاورهم وأستفيد منهم.. كما أشكرك على تقديمك لي بكل تلك الصفات التي أسبغتِها علي، والتي أرجو أن أكون مستحقاً لها، وإلا فأرجو من الله أن يؤهلني للاتصاف بها ذات يوم.
أما بالنسبة لسؤالك الصعب والحساس جداً والمؤلم جداً لما يكرسه من حقيقة نعانيها نحن العرب في ميدان معرفتنا عن عدو ما زال يحاربنا، فالإجابة عنه تطول وتطول، ولكنني سأوجز ما استطعت في هذا المقام.
بداية، دعيني أقلْ: صحيح أننا نعرف عن عدونا أشياء كثيرة، ولكنها ليست بالحجم الذي تحتمه علينا استمرارية الصراع معه.. بتعبير آخر: لو تفحصنا ما نُشر باللغة العربية عن إسرائيل والصهيونية، خلال القرن الماضي، وبداية الحالي، لوجدنا كماً كبيراً من الكتابات التي تناولت هذا العدو من جوانب عديدة، عسكرية واقتصادية وسياسية، ولكن حتى الآن ما نزال نفتقر إلى الكثير من المعرفة بجوانب أخرى لا تقل أهمية، وأخص بالذكر منها جوانبه الاجتماعية والثقافية، وبضمنها طبعاً نتاجه الأدبي الذي أظن أنه ما يزال ـ في معظمه ـ مجهولاً بالنسبة للقارئ العربي حتى الآن، لأسباب كثيرة، على الرغم من وجود ضرورات كثيرة تحتم علينا التعرف على هذا النتاج، وبأسرع وقت ممكن..
لقد عرضت في مقدمة كتابي عن ظاهرة الأدب الإسرائيلي إلى هذه الضرورات التي سأوجز أهمها في هذه العجالة:
ً1) لعل أولى هذه الضرورات تنبثق من البدهية الشائعة (اعرف عدوك)، لأنك مادمت تجهله، فلن تظلَّ عاجزاً عن إحراز أي نصر عليه فحسب، بل ستعجز حتى عن مجرد الحدِّ من استمرارية عدوانه عليك، وحصر سلبية نتائج هذا العدوان، في أضيق الحدود.. ومن المؤكد أن لا حدود لمحاولة معرفة العدو، ولا ينبغي وجود حواجز من أي نوع تمنعنا من معرفة أي جاني من جوانبه، الأمر الذي يعني ضرورة شمولية معرفتنا بكل ما يخصه ويصدر عنه ويتصل به، في جميع ميادين الحياة، وعلى الصعد كافة. وخصوصاً ميدان تركيبته النفسية التي تصنع أفعاله وردود أفعاله ضدنا.. وليس كالأدب كاشفاً لهذه التركيبة، لأن الأدب، من أهم وأوثق السجلات المعرفية التي يمكن استقاء المعلومات منها عن تكوين أي مجتمع.
ً2) وبقدر أهمية معرفتنا لصورة الخصم الحقيقية وتركيبته النفسية ودوافعه ومخططاته ضدنا، تبرز أهمية معرفة صورتنا في مرآته.. في حالتي السلم والحرب. وبهذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن أدباء الصهيونية وإسرائيل، ومنذ بداية الهجرة الصهيونية إلى أرض فلسطين، دأبوا على رسم صورة نمطية مشوهة للإنسان العربي عموماً، والفلسطيني بشكل خاص، ليس في الأدب الموجه لكبارهم فحسب، وإنما في النتاجات الأدبية الموجهة لأطفالهم أيضاً. وكانت هذه الصورة، بتلك الملامح البالغة التشويه والتحقير، منبع اثنين من أهم مشاعر صنع القسوة المفرطة ضد العربي، وهما الاحتقار العنصري الشديد له، والاستخفاف به كخصم.. وقد كتبتُ الكثير عن هذا الموضوع، وحاضرتُ فيه مراراً، وأظن أنني لم أستوفِ كل جوانبه، ولن أستطيع الإحاطة بها جميعاً وحدي، بل لابد من تضافر جهود كثيرين معي، أرجو من الله أن يسارعوا في البدء بهذه المهمة..
ً3) التعرف على المعطيات التي يطرحها أدباء إسرائيل في أدبهم، والمعطيات التي يقدمونها لقرائهم الإسرائيليين بشكل خاص، ولغيرهم من قراء العالم بشكل عام، عن صراعهم مع العرب، وقياس مدى قرب ما يقدمونه وبعده عن حقائق الواقع. ثم السعي إلى فضح المعطيات المفتراة على العرب حاضراً وماضياً، وفي مختلف الاتجاهات.
وثمة ضرورات أخرى كثيرة أشرت إليها في فصل خاص من فصول كتابي (ظاهرة الأدب الإسرائيلي) الذي آمل أن يظهر للنور قريباً جداً..
أما بالنسبة للنهج الذي على مفكرينا وأدبائنا إتباعه لمعرفة هذا العدو والتعريف به، فكثيرة هي المناهج، وكل منها حسب الجانب الذي يريد هذا المفكر أو ذلك الأديب الحديث عنه والخوض فيه، ذلك أن لكل ميدان معرفي منهجه الخاص، كما تعرفين.. ولكن ما يجمع بين جميع هذه المناهج، في رأيي، ضرورةُ شمولية المعرفة عن إسرائيل، لأن هناك تجاذبات كثيرة وتداخلات هائلة بين مختلف الميادين المعرفية الخاصة بها. وثمة ضرورة أخرى لابد من الإشارة لها في هذا السياق، وهي أن على الباحثين العرب المهتمين بالشأن الإسرائيلي، أن لا يكتفوا بحشد المعلومات في كتاباتهم بل أن يعالجوها ويحاكموها ثم يفندوا ما فيها من مغالطات.. بتعبير آخر: نحن بحاجة لباحثين متخصصين في الشأن الإسرائيلي، بمختلف جوانبه، لا يقفون عند حدود نقل المعلومة، بل يحاولون دراستها دراسة موضوعية قدر الإمكان.. أي أننا بحاجة إلى باحثين وليس إلى ناقلين، أياً كان المصدر الذي ينقلون عنه.. ثم على أولئك الباحثين أن يعملوا انطلاقاً من مبدأ والتزام بقضية تهم جميع أبناء شعبهم، وليس من أجل شهرة أو مال، كما يفعل كثيرون اليوم، وللأسف، مستغلين جهل كثيرين من العرب بالشأن الإسرائيلي، للظهور أمامهم كعلماء، على مبدأ (الأعور بين العميان ملك)!! وهنا أحب أن أقول لهؤلاء: أبداً ليس جميع العرب كما تتوهمون يا سادة، وخصوصاً في عصر الفضائيات الراهن، وبالتالي، آن لكم أن تكفوا عن المراهنة على جهل قارئكم العربي، وأن تحاولوا البدء في إنتاج بحوث ودراسات معمقة وجادة تأخذ بيد هذا القارئ إلى شاطئ المعرفة الصحيحة، قبل ن يأخذ أعداؤه بيده وعقله إلى شاطئ مليء بالمغالطات والافتراءات التي متى استقرت في وعيه، سيصير صعباً عليكم أيها السادة شفاءه من تأثيراتها السلبية، مهما بلغتم من شهرة!!
وأخيراً، أرى أن إسرائيل تعرف عن العرب الكثير، كما تفضلتِ، لكنني أظنها ما تزال بحاجة لمعرفة الكثير عنهم أيضاً، بدليل أنها، ورغم وجود مراكز بحث إسرائيلية كثيرة متخصصة بالشأن العربي، تمكنت المقاومة اللبنانية من مفاجأة هذه (الإسرائيل) في حرب تموز الأخيرة، كما أن الإنسان الفلسطيني ما يزال يفاجئها كل يوم بما يبتكره من أساليب للصمود في وجه عدوانها..
أرجو أن تتسع دائرة اهتمامنا بالتعرف على إسرائيل والصهيونية أكثر لا لتصبح أوسع مما عليه الآن فحسب، بل لتصبح في حجم استمرارية صراعنا مع هذا العدو الشرس، وبحجم رغبة الشعب العربي في الانتصار على هذا العدو..

محمد توفيق الصواف15/12/06 06 :12 06:12:50 PM
أخي الحبيب الشاعر طلعت سقيرق:
تكرم عينك وعين زوار موقعك ، سأحدثك، ولكن بشرطين: الأول أن تمهلني بعض الوقت لأعد ما تطلب، والشرط الثاني أن تسمح لي بأن أتحدث عما تسميه مشواري الأدبي بلسان الحبيب بهلول، حتى أُلطِف من ثقل دمي في هذا الحديث، ما أمكن..

محمد توفيق الصواف15/12/06 06 :08 06:08:27 PMد. زاهية مستجاب الكريمة:
يشرفني اهتمامك بما أكتب، وأشكرك جزيل الشكر على طرحك هذا السؤال علي، وخصوصاً شقه الأول المتعلق بكتابي عن الأدب الصهيوني..
أختي الكريمة.. لقد اشتغلت على هذا الكتاب منذ نحو ربع قرن، وما أزال، وقد تم إنجازه، والحمد لله، ولم تبقَ سوى فهارسه الطويلة التي أرجو الانتهاء منها قريباً، ليصير جاهزاً للطبع تماماً.. ولكن المشكلة ليست هنا، بل هي في العثور على من يتبنى طباعة كتاب كبير كهذا تتجاوز صفحات أجزائه الأربعة الألف صفحة.. أرجو من الله أن يصدر هذا الكتاب قريباً، وأن يرى الحياة قبل أن يُفارق مؤلفه الحياة، ليس من أجل شهرة أبتغيها، ولكن لتوهمي بأنه قد يكون مفيداً جداً، في تقديم صورة بانورامية موسوعية، إلى حد ما، ربما تساهم في إضاءة جانب معرفي مهم ما يزال مجهولاً، لدى إنساننا العربي، وهو النتاج الأدبي لأدباء إسرائيل والصهيونية، هذا النتاج الذي كان له كبير الأثر والدور الهام جداً في صناعة التركيبة النفسية العنصرية لمستوطني إسرائيل، وفي صناعة غالبية حوافزهم لقتال العرب وقتلهم، بأي وسيلة مهما كانت وحشية، دون أي يرف لأي منهم جفن، أو يهتز ضمير..

بالنسبة لسؤالك الثاني:
نعم يا سيدتي.. بدأت بالشعر، كأغلب الأدباء العرب، ثم وجدتُ أنني لست شاعراً أصيلاً.. بمعنى أنني أفتقر إلى شاعرية الشاعر وطفولته الدائمة، خصوصاً بعدما جعلني اشتغالي بالبحث مضطراً للعقلانية والمنطقية والبرود الموضوعي إلى الحد الذي لا يناسب كتابة الشعر.. فتركت دوحته متألماً، لكنني ظللت أحن إليه، ورحتُ أروي ظمئي إلى عذوبة نبعه بقراءة الجيد منه وأخص صديقي الشاعر المبدع طلعت سقيرق، كما رحتُ أحاول ريَّ رغبتي القديمة في الصيرورة شاعراً، بتلك الصور الشعرية التي تجدينها في بعض قصصي، والتي تأتي عفو الخاطر.. وثمة سبب آخر دفعني للإقلاع عن التفكير في محاولة الصيرورة شاعراً، وهو خوفي الشديد من لقب شاعر الذي أظن أن القلائل فقط، في كل عصر، يستحقون هذه التسمية الجليلة جداً..
أشكرك على سؤالك، وأرجو أن أنشر في هذا المنتدى بعض القصائد التي كتبتها أيام الصبا لتتعرفي على محاولتي كتابة الشعر، ولتقتنعي يا سيدتي، كما اقتنعتُ أنا، بأنني لست شاعراً أصيلاً، مما سيجعلك تحمدي الله مثلي، على أنني لم أركب رأسي وأصر على أنني شاعر، كما يفعل كثيرون من أشباه الشعراء المعاصرين الذين يصرون على أنهم شعراء، رغم أن ما يكتبونه بريء من الشعر والشاعرية براءة الذئب من دم يوسف.


هدى الخطيب16/12/06 07 :11 07:11:07 AM
* الأستاذ طلعت سقيرق
شاعرنا المبدع المتألق أشكرك من كل قلبي و لي الشرف بالطبع و يسعدني إجراء الحوار مع الأساتذة : يوسف جاد الحق ، حسن حميد ، فابيولا بدوي ، محمد مباركة ، ناظم النحوي ، في رابطة المسبار اسم لم تذكره يسعدني أيضاً و يشرفني إجراء حوار معه
الأستاذ و الشاعر الكبير طلعت سقيرق
و ألف شكر لك يا أستاذي

* الناقدة المتميزة الدكتورة زاهية مستجاب
أهلاً بك يا صديقتي ، اشتقنا لك و كذلك الموقع يفتقدك حين تغيبين عنه أعرف ظروفكم و آلام لبنان حبيبي توجعني.. يحفظه الله و يحفظكم جميعاً..
سعيدة بعودتك و بمداخلتك

* أستاذ محمد توفيق الصوّاف
أشكرك مجدداً، الصفات التي قدمتك بها يا سيّدي تستحق أكثر منها و الدليل واضح جليّ كالشمس في كبد السماء و مع هذا جوابك على سؤالي أو سؤال الدكتورة زاهية مستجاب خير دليل على أنك يا سيّدي موسوعة ثقافية
النكتة اللاذعة ذات المغزى و المضمون و التي تحتاج ذكاء متوقد و قد افتقدنا هذا النوع من الأدب السهل الممتنع و الفرق شاسع بينه و بين التهريج على سبيل المثال: " يوميات بهلول " التي توجهت بها إلى الأستاذ طلعت و أمتعتنا بها في هذا الموقع ،جاءت بأسلوب غاية في التميّز و خفة الظل

" تحية بلا لون ولا طعم ولا رائحة، أي تحية صافية من القلب، وليست تحية مبهدلة كزمننا العربي الراهن بلونه الأسود وأيامه ذات الطعم المر والرائحة النتنة... تحية رجال على الطريقة القديمة، وليست تحية عرب اليوم، (في الوجه مرآة وفي القفا صرماة)! "


هذه اليوميات جعلتني أضحك حد الألم الموجع على و من زمننا العربي، نقد لاذع يحيط بمآسينا باختصار و بأسلوب غاية في الرشاقة و خفة الظل و الحقيقة أنا شخصياًَ افتقدت بهلول و بالمناسبة " ناكش أنفه " وجدت فيها شيئاً من يوميات بهلول.
هل لنا أن نأمل بعودة يوميات بهلول متى سمح وقتك ؟

غانية رستم16/12/06 07 :26 07:26:06 AMأهلا بك يا أستاذ محمد توفيق الصواف

أشكر الأديبة هدى الخطيب و هذا الموقع المتميز على استضافة الأستاذ الصواف و اتاحة المجال لنا للحوار معه
أهلا بك يا أستاذ محمد توفيق الصواف
أنا معجبة بكتاباتك و فكرك لكني أحب إن تكرمت أن تطلعنا على إحدى قصائدك التي كتبت
و شكراً

طلعت سقيرق16/12/06 04 :30 04:30:50 PMتحياتي

أخي الأديب محمد توفيق الصواف
لك أن تشرط وتشترط فأنت الآن ضيف الصالون الأدبي وليت كلّ الضيوف في مثل علمك وأدبك وعمق عطائك .. يا صديقي هي منحة لنا أن تتحدث بأسلوب بهلول الذي كنت فيه مجليا ، ربما ذلك يسعد أديبتنا المتميزة هدى الخطيب التي أصرت على أن زاويتك بهلول من عيون الأدب وهذا ما يسعد بقية القراء أيضا . يا صديقي هات ما عندك حماك الله ووفقك وسدد خطاك ..

د. زاهية مستجاب16/12/06 04 :34 04:34:32 PMشكرا

شكرا لك سيدي .. الأستاذ توفيق الصواف .. برأيك لماذا لا نشهد تدريسا جادا للأدب الصهيوني من خلال اللغة العبرية إلا في مصر ؟؟.. كتابك الذي ذكرت هل يتناول الأدب الصهيوني بعمومه أم يأخذ جنسا أدبيا واحدا منه ؟؟..
د.زاهية مستجاب
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل  
قديم 16 / 03 / 2008, 34 : 08 PM   رقم المشاركة : [3]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: حوار مع الأديب و الباحث الكبير محمد توفيق الصوّاف

كامل الشهابي16/12/06 04 :38 04:38:06 PM
قيد النشر

الأديبة الموقرة هدى الخطيب فعلا لماذا لا تجرين حوارات مع شاعرنا الكبير طلعت سقيرق ومع الأدباء الذين ذكرتهم .. خاصة أن الأديب حسن حميد الروائي والقاص الفلسطيني المعروف قد كرم في الفترة الأخيرة وأنتم في الموقع ذكرتم ذلك ؟؟.. وسؤال للأستاذ محمد توفيق الصواف مجموعتك القصصية " ميت في اجازة " لا يمكن أن تكون الأولى حسب بنيتها الفنية وأبعادها هل هناك غيرها قيد النشر أم ماذا ؟؟..

نبيلة الكرمي16/12/06 04 :41 04:41:44 PMأهلا بأديبنا


أهلا بك أستاذ محمد توفيق الصواف نعتبر استضافتك تكريما لك ولرواد الموقع لما تتميز به حضرتك .. بصراحة كنت احسب أنك من فلسطين لقرب كتاباتك من الجو الفلسطيني .. على كل يا سيدي لك التحية من فلسطين وأهلها .. سؤالي بدأ غسان كنفاني شهيدنا الراحل بتقديم الأدب الفلسطيني في الداخل وطالت السنوات حتى قام أديبنا وشاعرنا طلعت سقيرق بكتابة " الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني " و" الانتفاضة في شعر الوطن المحتل " و" عشرون قمرا للوطن " وكتبت حضرتك (الانتفاضة في أدب الوطن المحتل ـ دراسة في القصة القصيرة( وظني أن هذا كل ما صدر عن أدب الوطن المحتل في الوطن العربي .. برأيك لماذا مثل هذا التقصير من الآخرين ..؟؟.. وماذا عن الكتب التي قدمتموها ؟؟..

محمد توفيق الصواف16/12/06 05 :42 05:42:35 PMالأخت غانية رستم، تحية وبعد،
نزولاً عند رغبتك بقراءة شيء من شعري، فهأنذا أرسلُ هذه القصيدة التي كتبتها أيام الشباب، راجياً أن لا تزعجكِ شكلاً ومضموناً، فإن وجدتِها مزعجة، فذنبك على جنبك، لأنك أنتِ التي طلبتِ نموذجاً من كتابتي الشعرية.
القصيدة تعود إلى عام 1977، وهي بعنوان: (الرحيل من مدن القهر..)..
لا تبخلي علي برأيكِ فيها، حتى ولو كان سلبياً..

الرحيل من مدن القهر...
محمد توفيق الصواف
(1)
مدن القهرِ
دنيا أخرى...
تتشكَّلُ في غيبٍ ملغزْ...
(ممحاةٌ وظلالٌ قاتمةٌ ورمادْ...،
وتلالٌ من جثثِ الأحلام المفتَخَرَهْ...)..
مدن القهرِ
الكلُّ سواءٌ فيها:
طفلٌ يحبو..،
رجل يهذرُ،
بطلٌ ينهضُ بالأوطان شموخاً..،
أنثى تسقطُ..،
أنثى تلدُ مسيحاً..،
شيخٌ خرِفٌ....
الكلُّ سواءْ...
مدن القهرِ
لا تسعلْ فيها..
ذراتُ الحقدِ لها آذانْ،
وسعالُكَ يعني أشياءً،
فاكسبْ وقتكَ فيها..
قفْ... وتحركْ، في آنٍ،
وتزيَّفْ...
فالزيفُ سلاحٌ لا يُغلَبْ..
وترهَّبْ وازْنِ بلا خوفٍ،
تصبحُ ربّاً فيها،
رغم النور المتأطِّرِ في حلق الدهشهْ!!
فالزهري، داءٌ في العينينْ،
والسِّلُّ يُصيبُ الآذانا،
والقلبُ مكان الأنفْ،
والخدُّ على ظهرٍ مصفوعْ..
دنيا أخرى..
مدنُ القهرِ...
حسنٌ أن تصنعَ فيها،
من أعصابِ الناسِ حلوقاً تحلمُ بالخبزْ...
أمَّا أن تصنع من بسماتِ الشمس معابرَ للآمالْ،
فحرامٌ.. لا.. لا تفعلْ...!!
دنيا أخرى..
دنيا أخرى...
(2)
أتغرَّبُ في غاباتِ الحرفِ المتجذِّرِ،
في ماضي الأخبارْ
فأرى:
الكلَّ يُقاتلُ حتى الميْتَ،
وما من ميتْ..
وأرى القبرَ الأبلهَ يتسكعُ في درب الأبطال بيأسٍ،
يبحثُ عن جثهْ..
لكنْ،
في زمني،
ماتتْ أزمنةُ الأخبارِ الحلوهْ..
أتكَوَّرُ قبضةْ،
وأمدُّ شراعَ الرفضِ على خارطة اليأسِ المتحدي،
أنادي:
لن أقبلَ...
أتلاشى...
أغدو ظلاً،
ينتظرُ أمام الزاويةِ المصلوبةِ،
في عين الرفضْ...
حيثُ سوادٌ يمتشق الرعبَ ويصرخُ بي:
- هل تفهمْ؟
- لا..
يتجهمُ،
يُمسكُ بي منفعلاً:
- إنْ لم تفهمْ... مُتْ!!
(3)
يرحمك الله أيا ربعي،
فالذعر الطالع من عينيكَ يقولُ: كسوفاً..
يرحمك الله أيا وطني،
سنتاجرُ بالحرفِ المسؤول، إلى يومِ وفاتِكْ...
هل تعرفُ أن تصنعَ كفناً؟
يرحمك الله أيا وطني...
لِمَ نجبتَ مسوخاً؟!!
أمكَ خاطئةٌ يا وطني..،
فلتَقْتُلْها،
قبل هبوبِ الريحِ المشغوفة بالأخبارِ النتنةْ..
هل تعرفُ أن تقتل أمك؟
بكلامٍ يتضَوَّعُ كذباً..
فالكلمة أمضى من سيفٍ في قلب العاشق
وتبختَرْ في العرسِ الدامي:
- ماتتْ خاطئةً أمي!!
يرحمك الله أيا شعبي،
يا بعضي..
يا كُلِّي..
فالصبرُ الرابضُ في عينيك، يقول: وداعاً...
يرحمك الله أيا وطني..
لِمَ أنجبتَ مسوخاً؟
يا وطني! الوقتُ قصير..،
والريحُ تصرُّ على الأبوابْ،
والرايةُ أفئدةٌ حبلى بالآهِ وحقدٍ..
فانبذْ أتعابك، واتبعني..
واحصدْ أحقادك، واتبعني..
واحصدْ أبعادكَ، واتبعني..
فعسانا نلجُ جنانَ الحلمْ،
فجنانُ الحلمِ هي المأوى..
(4)
جاؤوا
من أوهام الحذرِ المنخورةِ بالجبنِ، وقالوا:
لا ترحلْ...،
فالغربةُ ترتاد الوحلَ إلى أرضِ الظلماتْ..
تمشي في موكب من رحلوا: حزناً وحنيناً وأسى..
ستذوقُ الحزنَ بألفِ لسان..
وتذوقُ الخوفَ بألفِ لسان...
وتذوقُ الفقرَ بألفِ لسان...
لا ترحلْ..
الغربةُ سكينٌ لا يشكمها عرفٌ أو قانونْ..
لا ترحلْ..
فأجيبُ بشفَتَيْ مسكونٍ بالرعبْ:
بلْ أرحلْ..
فرداء الشمس المشرقةِ، يناديني...
ودبيبُ اللامعروف، اللامألوف، يناديني..
والعريُ الخارجُ من أعصابِ الكبتِ
لساناً يحكي الخوفَ بلا خوفٍ
يناديني...
يغريني صمتُ الأوديةِ المجهولةْ...
يغريني عبَقُ الحرفِ الرابضِ،
في قممِ الـ (لاّ...)
يغريني تعبٌ يعقبه نومٌ هادئ..
تغريني الصيرورةُ إنساناً،
لا يخشى صوتَ السوطِ،
ولونَ الحبِّ،
وطعمَ النورِ يذوبُ على النظراتِ
جموحاً ورؤى..
فَدَعُوني...
سأسافرُ رغم الأفلاكِ الدائرةِ بعكسي..
سأسافرُ في عينَيْ عصفور مجنونْ..
سأسافرُ حلماً بجناحيْ عطَشِي،
كي أكشف ماذا...،
كي أفضحَ مخبأَ ضعفي...،
أكي ُبحرَ في نبضاتِ الغامضِ من عمرٍ ولَّى قهراً،
بحثاً عن أرضٍ بكْرٍ..
بحثاً عن أرضٍ لا تعرفُ خوفاً...
كي أعرفَ طعمَ العيشِ بلا خوفِ...
(5)
ورحلتْ...
من جمجمة الصمتِ المعجونةِ بالخوفِ طَلَعْت..
كالماردِ يطلعُ من قمقمْ..
في عينيَّ تنوسُ الدنيا..
في حنجرتي،
آلافُ الأصواتِ المخنوقةِ من زمنِ الطوفانْ...
وبكفَّيَّ أخذتُ أهزُّ العالمَ كالإعصارْ..،
كضميرٍ من غضبٍ أبلجْ،
لأصيرَ الإنسانْ..
فأنا.. منذ الطوفان،
أحلمُ أن أصبح إنساناً،
أن أحيا إنساناً،
أن أقضيَ إنساناً،
أن أُدفنَ كالإنسانْ...
(6)
لن ترحلَ يا هذا المجهولُ من العالمْ..
إنْ ترحلْ،
ماذا نصنعْ؟
ماذا سيثيرُ تشوفَنا؟
فتعالَ، لتبقى فينا منبعَ رغبةْ..
تعالْ..
كنْ ضوءَ مسيرتنا،
نحو الشطآن المغمورة بالدفْ..
نحو الأودية اللابسةِ الغيمْ..
نحو الآمادِ اللامحدودة..
ولنُنشدْ أثناء مسيرتنا،
(أغنية المدن المنتظرة):
عيناكِ لقاءُ الأشتاتِ..
فوحُ الهمساتِ المشمومةِ من ثغرْ..
ظلُّ الأحلامِ المنسيةِ
ترقصُ عاريةً،
في عرس الكلماتِ الطفلةْ،
تتدحرج فوق شفَتَي طفلٍ لم يعرفْ طعمَ القهرْ..
وجهكِ لغةٌ أخرى..
يفهمها كلُّ العشاقِ بلا تمييزْ..
يفهمها حتى الأطفالُ...
شفتاكِ رحيلُ الحدسِ إلى أودية اللامعروف..
رئةُ الرؤيا..
واسمكِ... رمزُ الغربةِ،
يزرعُني في أرضِ الغربةِ عنكِ جنوناً..
يزرعني سنبلةً ملأى بالشوق إليكِ..
سنبلةً تحيا بلا جذرِ..
إذ فيكُ الجذرُ يشدُّ خطايَ،
فوق خرائط عشقٍ يتفجَّرُ عدواً،
نحو الآتي... تحت سمائكْ..
فانتظري العودةْ...
انتظري مني.... العودةْ...
دمشق، الثلاثاء، 10/5/1977


نبيل حماد الأسعد17/12/06 05 :45 05:45:21 AMقصيدة النثر

الأستاذ محمد توفيق الصواف المحترم
كتابتك عن قصيدة النثر كانت مجحفة وظالمة .. ما سبب كل هذا العداء لقصيدة النثر ؟؟.. لك كل احترامي وتقديري ..


نبيل حماد الأسعد17/12/06 05 :58 05:58:57 AMقصيدة النثر أيضا

الأديبة الجميلة المبدعة هدى الخطيب
أجبت عن السؤال بما يخص قصيدة النثر لكن بشيء من الدبلوماسية التي تبتعد عن مس مشاعر من كنت تستضيفين .. ليتك تفصلين هنا رأيك في قصيدة النثر وسؤالي هل يجوز التحدث عن الكتاب كما حصل ؟؟!!..


نبيل حماد الأسعد17/12/06 06 :00 06:00:18 AMقصيدة النثر أيضا وأيضا

الشاعر المحلق أبدا طلعت سقيرق
تعودنا منك الجرأة والميل إلى قول الحقيقة كاملة والابتعاد عن أي مديح أو تزلف في كل كتاباتك .. فلماذا ترددت في الرد عن الساءة لقصيدة النثر .. سيدي لا أريد أن أقول حتى لا تحرج أحداً فمواقفك معروفة في البعد عن المهادنة ، ولا أقول دفاعا عن الشاعر فالميل للحقيقة أس كتاباتك والصمت هنا غير جائز .. عذرا سيدي لكن فعلا أريد سماع رأيك خاصة ..


محمد توفيق الصواف17/12/06 08 :49 08:49:06 AMالجزء الأول من الرد
الدكتورة زاهية مستجاب المحترمة، تحية طيبة وبعد،
بسؤالك هذا، وضعتِ يدك على الجرح الذي طالما سعيتُ مع غيري لإيجاد دواء شافٍ له، دون جدوى... وأقصد جرح جهل معظم العرب بالأدبين الصهيوني والإسرائيلي، لأن حتى ما يُدرَّس منه في مصر الشقيقة دون المطلوب، في ظل استمرارية الصراع مع إسرائيل، من جهة، وحتى لو توقف هذا الصراع بأسلوبه العسكري من جهة أخرى، لأنه سيتحول إلى صراع حضاري، سلاحه الأقوى والأهم هو الثقافة التي يملكها كل طرف من طرفي الصراع عن الآخر..
هناك تقصير شديد ومعيب في معرفة العرب لخصمهم، وخصوصاً من الجانب الثقافي، أما بالنسبة لمعرفة العرب بالأدب الإسرائيلي، فلا أظن أنني أبالغ إذا قلت إنها تساوي صفراً، حتى الآن، في حين أن هذا الخصم قام وفي وقت مبكر جداً بمحاولة التعرف على العرب من خلال أدبهم.. وبهذا الصدد، تنبغي الإشارة إلى أن أدباء الصهيونية وإسرائيل قد بادروا، منذ أن وطئت أقدامهم الغازية أرض وطننا العربي، إلى ترجمة كمٍّ كبير من نماذج أدبنا ، قديمه وحديثه، ووضع دراسات عنها بالعبرية وغيرها من اللغات، ثم تسويقها في مختلف أنحاء العالم، بقصد المساهمة في التأثير على الرأي العام العالمي، وفق ما يخدم الصهيونية وإسرائيل وأهدافهما.
وقد لا يكون من الغلو والمبالغة القول، إن هذه المبادرة الإسرائيلية المبكرة للتعرف على أدبنا وأدبائنا، قد لعبت دوراً كبيراً في صياغة السياسات الإسرائيلية ضدنا، ثم في صياغة هزائمنا أمام تلك السياسات.. وذلك لأنهم لم يدرسوا أدبنا إعجاباً به وبأصحابه، ولا من أجل المتعة المعرفية أو الفنية، بل بحثاً عن عيوبنا في ثناياه، لتكون الثغرات التي تُمكنهم من النفاذ عبرها، إلى نفسية الإنسان العربي، واكتشاف مواطن ضعفها وقوتها، ومن ثم وضع المخططات التي توفر لهم النصر على أصحابها.. وأذكر، في هذا المجال، مثلاً، الترجمة المبكرة، في أربعينات القرن الماضي، والتي قام بها (أبا إيبن) رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، لكتاب توفيق الحكيم الهام جداً (يوميات نائب في الأرياف)، وما تلا هذه الترجمة من انكباب فريق كبير من النقاد والباحثين الإسرائيليين على دراسة نتاجات عدد من الأدباء العرب القدامى والمحدثين، مكرسين لهذه الدراسة وما رافقها من ترجمات إلى العبرية، جلَّ أعمارهم وجهودهم. كما انكب باحثون إسرائيليون آخرون على دراسة نتاجات العرب في مجالات الفنون الحديثة، ولاسيما فني المسرح والسينما، وأصدروا نتائج دراساتهم في العديد من الكتب. بل ثمة باحثون إسرائيليون تخصصوا في دراسة العربية الفصحى أيضاً، وبلغ بعضهم مرتبة عالية في معرفة خصائصها وأساليبها، كما هو حال البروفيسور (ساسون سوميخ) رئيس معهد اللغات والآداب في جامعة تل أبيب، بينما سعى آخرون إلى التعمق في دراسة العاميات العربية، كما فعل (يوحنان أليحاي) الذي وضع، عام 1977، أشمل قاموس يشرح الكلمات العبرية بالعربية العامية، ووضع آخرون معاجم عربية ـ عبرية هامة لتيسير دراسة لغتنا أمام الإسرائيليين الراغبين في تعلمها، هذا بينما دراسة العبرية، ما تزال إلى الآن، في بعض الدول العربية، مسألة أمنية، بل مدعاة للشك في وطنية الراغبين في تعلمها وتعليمها!
ومؤخراً، ذهب الإسرائيليون إلى أبعد من ذلك حين طرحوا بعضاً من نماذج الأدب العربي/الفلسطيني كمادة للتدريس في مدارسهم، من ذلك مثلاً، إدخال وزارة المعارف الإسرائيلية، عام 2000، بمبادرة من وزيرها آنذاك، (يوسي ساريد)، بعض قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ضمن مناهج الدراسة الثانوية في المدارس الإسرائيلية، على الرغم من المعارضة اليمينية الشديدة لإدخالها، والمعارضة الخجولة التي أبداها رئيس وزراء إسرائيل، في حينه، (إيهود باراك) بحجة أن (المجتمع الإسرائيلي لم ينضج بعد لدراسة أشعار درويش). وقد اجتهد كثيرون في تعليل خطوة ساريد هذه، متفقين على أنها ليست حباً بشعر درويش، وإعجاباً به، بل كانت انطلاقاً من الرغبة في تعريف الإسرائيلي، منذ نعومة أظفاره، على أعدائه العرب وموقفهم منه، للحيلولة دون تأثره بما يطرحه أدباؤهم، على نحو يتعارض مع أهداف الصهيونية وإسرائيل. ولم تكن أشعار محمود درويش وحدها موضع اهتمام أدباء إسرائيل ونقادها، بدليل ترجمتهم لأشعار كثيرين غيره من الشعراء الفلسطينيين إلى العبرية ودراستها.
وبالمقابل، لم ينشط من العرب، في هذا المجال، إلا عدد قليل جداً، بينهم العبد الفقير إلى الله، وذلك لاعتبارات كثيرة تدل على ضحالة في التفكير وسوء تقدير لعواقب الإهمال في هذا الجانب الهام من الصراع.. ولعل في مقدمة المعوقات التي حالت دون ترجمة الأدب الصهيوني والإسرائيلي إلى العربية الاعتقاد الخاطئ لدى البعض بأن ترجمة نماذج هذين الأدبين تُسهل التطبيع مع العدو، ولكن أي تطبيع يمكن أن يتم عندما يرى العربي تلك الصورة النمطية القبيحة التي رسمها له أدباء إسرائيل في أدبهم؟


محمد توفيق الصواف17/12/06 08 :54 08:54:38 AMالجزء الثاني من الرد
إلى الدكتورة زاهية مستجاب المحترمة،
في سياق السؤال الذي بدأت الإجابة عنه، ولكي ندرك ـ نحن العرب ـ أهمية التعرف على الأدب الإسرائيلي ودوره في صياغة نفسية الجندي الإسرائيلي الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا، دون أن يشعر بأي تأنيب ضمير، دعيني أطرح سؤالاً هاماً، أقوم بالإجابة عنه، راجياً احتمال الإطالة:
إلى أي حد ساهمت نصوص الأدب الإسرائيلي في صياغة النفسية العنصرية ذات النزعات العدوانية ليهود إسرائيل؟
بداية، قد يكون من الضروري الإشارة إلى الحقيقة التي تقول: إن الأعمال الأدبية، في أي بلد، على اختلاف أنواعها، من قصة وشعر ورواية ومسرحية، يتجاوز تأثيرها، في متلقيها ـ وخصوصا إذا كان من أبناء البلد الذي أنتجت فيه ـ حدود المتعة، إلى المساهمة الفعالة في تشكيل جزء من بنيته النفسية والعقلية.. وعلى هذا يمكن القول: إن الطموحات والعواطف والمشاعر المتضاربة للفرد العادي التي تبرزها الأعمال الأدبية الصادرة في أي بلد، سواء عبر الصورة الشعرية الموحية، أو من خلال سيرورة الفعل ورد الفعل لأبطال الأعمال الدرامية، لابد أن تترك تأثيرا ما في نفسية متلقي هذه الأعمال وفي عقله.. ولأنه من المحتمل تَحُّول هذا المتلقي، في أي وقت، إلى جندي الساعة، عندما تتعرض بلده لأي خطر من أي جهة خارجية، أو عندما ترغب قيادته في شن حرب على أي بلد مجاور أو بعيد، حتى وإن كانت هذه الحرب عدوانية، فإن تأثير الأعمال الأدبية والفنية التي قرأها أو شاهدها، كثيرا ما يظهر في ممارسته السلوكية، على أرض الواقع، ذلك أن هذه الأعمال قد ساهمت، عن وعي منه أو عن غير وعي، في تشكيل جزء من نفسيته وجانب مهم من قناعاته العقلية، فإذا به يتصرف في ساحة السلوك، قريبا، أو على نحو مشابه، لتصرف بطل هذه القصة أو تلك الرواية التي قرأها، في ظرف مماثل...
بتعبير آخر: نلاحظ أن تلك الطموحات والعواطف والمشاعر التي قد تبدو فردية في العمل الأدبي، وغير متبلورة واقعيا، أي متخيلة، هي التي تتم بلورتها وتحولها إلى فعل ملموس على أرض الواقع، وخصوصا في أوقات الحرب، بل هي التي تبرز أثناء المعارك بوصفها عقلية ذلك الفرد المحارب ونفسيته.
على افتراض صحة هذه الرؤية لتأثير العمل الأدبي، في نفسية متلقيه وعقليته، وتطبيقها، من ثَمَّ، على جدلية التأثر والتأثير بين نصوص الأدب الإسرائيلي ومتلقيه من يهود إسرائيل تحديدا، يمكننا القول: إن التحليل الموضوعي لنتائج هذه الجدلية على الصعيد السلوكي للشخصية الإسرائيلية، وخصوصا في ساحة الحرب، يقودنا إلى حقيقتين هامتين، تتعلق أولاهما بدور المضامين التي تمحور حولها، وما يزال، نتاج معظم الأدباء الإسرائيليين، وتأثيرها في البنية النفسية للفرد الإسرائيلي، وهي مضامين تُكرس النزعة العدوانية من منظور عنصري ضد العرب، وفي حالتي السلم والحرب معا... أما الحقيقة الثانية، وربما تكون الأهم، فهي أن ما تدعو إليه تلك المضامين المشبعة بالروح العنصرية العدوانية، ضد العرب، لم تبقَ مجرد كلمات، بل تمت بلورتها، بالتدريج، لتتحول إلى أفعال وممارسات غير إنسانية، يقوم بها الفرد الإسرائيلي ضد الإنسان العربي، ولاسيما، في حالات اشتداد الصراع بين الطرفين...


محمد توفيق الصواف17/12/06 08 :56 08:56:07 AMالجزء الثالث من الرد
إلى الدكتورة زاهية مستجاب المحترمة،
ولكي نضيء أكثر كيفية تحوُّل نتائج التأثير الأدبي للنصوص العنصرية التي أنتجها أدباء إسرائيل، إلى ممارسات سلوكية، تتسم بالعدوانية المفرطة، قام بها، وما يزال، معظم الإسرائيليين الذين قرأوا بعضا من تلك النصوص، في مرحلة ما من مراحل حياتهم، قد يكون من الضروري، التعرف أولا على بعض ما ورد فيها، من صفات سلبية تم استخدامها في رسم صورة مشوهة للشخصية العربية، تدفع أي يهودي يطلع على ملامحها إلى كره صاحبها واحتقاره والحقد عليه والرغبة في إيذائه والفتك به..
ولا أدل على صحة هذا المعطى، من اعتراف أديب كـ (عاموس عوز) الذي يضعه النقاد الإسرائيليون في مقدمة مبدعي الأدب الإسرائيلي.. ففي برنامج أدبي جرت وقائعه، في جامعة (تل أبيب)، عام 1979، حول الصورة النمطية للعربي في الأدب الإسرائيلي، وأشارت إليه الروائية الإسرائيلية (شولاميت هارإيفين)، في مقال لها نشرته، في صحيفة معريف الصادرة بتاريخ 20/4/1979، قال (عوز)، أثناء ذلك البرنامج، معترفا دون أدنى مواربة: (العربي في أدبنا شخصية هزيلة، ونمطية دائما، نكنُّ لصاحبها الكثير من الاحتقار والترفع والاتهام، وقدرا ملحوظا من الحقد).. وبدون تردد أو مواربة أيضا، لم يستثن (عوز) أيا من أدباء إسرائيل أو يهودها من تهمة النظر إلى العربي والشعور تجاهه، على هذا النحو العنصري العدواني، إذ قال معمما: (كلنا عموما)..
وإذا انطلقنا من اعتراف (عوز) الآنف، في محاولتنا تتبع التأثير السلبي لصورة العربي المشوهة، في الأدب الإسرائيلي، على نفسية متلقي هذا الأدب وعقليته ومواقفه من صاحب هذه الشخصية، وكيف تمت ترجمة نتائج هذا التأثير السلبي إلى سلوكيات مفرطة في العدوانية، ضد العرب، مقاتلين ومدنيين عزلا، في أوقات الحرب والسلم، على السواء، نلاحظ أن مضامين الكثير من الأعمال الأدبية الإسرائيلية تؤكد وتدعم ما اعترف به (عوز)..
إذ نجد أن كثيرين من مؤلفي هذه الأعمال قد قصدوا متعمدين إلى تحقير الإنسان العربي والحط من كرامته الإنسانية وقيمته، على مختلف الصعد، ومن أبرز هؤلاء، (شموئيل يوسف عجنون) الذي لم يتورع في روايته الطويلة (تمول شلشوم = أمس الأول)، عن تشبيه العرب بالكلاب في جلستهم، كما لم يتورع عن وصفهم بـ (أعداء الحضارة) لزعمه في قصته (تهلا) بأنهم حولوا ما وصفه بـ (مراكز الحضارة اليهودية القديمة في فلسطين) إلى إسطبلات لحميرهم.. أما في أعمال روائي مثل (بنيامين تموز) الذي يوصف أحيانا بالاعتدال في نظرته للعرب، فرغم (اعتداله) هذا لم يظهر العربي، في روايته (رقفيئم لنعمان = تراتيل على روح نعمان) إلا كمغتصب للنساء اليهوديات، أو كخادم مطيع للأثرياء اليهود.. وأما في أشعار (ناتان ألترمان) فتطالعنا صورة العربي (القاتل) أو (اللص) فقط، وفي قصة (الأسير) لـ (سميلانسكي يزهار) نجد العربي مجرد (مخلوق ضعيف أبله لا يقدر على شيء)، وكذلك في روايته (خربة خزعة) حيث تطالعنا صورة العربي (الجبان والمتخاذل والأناني) الذي لا يتوانى عن الهرب من مواجهة أعدائه محاولا النجاة بنفسه وماله إن استطاع، تاركا لأولئك الأعداء أرض وطنه يستبيحونها كما يشاؤون دون أي مقاومة منه...
وإلى جانب هذه الملامح التي أُريدَ لها أن تثير في نفسية القارئ اليهودي أقوى مشاعر الاحتقار للإنسان العربي، هناك ملامح أخرى أراد مؤلفو الأدب الإسرائيلي من وراء إلصاقها بالشخصية العربية، أن يثيروا في النفسية الإسرائيلية أشد مشاعر الحقد ضد صاحبها.. من ذلك مثلا: الغدر والخيانة، كما يزعم (ناتان ألترمان) في قصيدته الطويلة (أنشيه علياه هشنياه = رجال الهجرة الثانية)، ومن ملامحه المفتراة أيضا رغبته الدائمة في قتل الإسرائيلي أينما وجد، مع حرص الذين يصفونه بهذه الصفة على إغفال الأسباب التي تثير في نفسه هذه الرغبة، وخصوصا السبب المتمثل في احتلال أرضه من قبل ذلك الإسرائيلي، وطرده منها، وقتله، دونما رحمة، إن هو رفض الخروج أو أصر على المقاومة..
ومن أكثر الأدباء الإسرائيليين الذين نحوا هذا المنحى الشاعرة اليمينية المتطرفة (نعمي شيمر) والروائية المماثلة لها، اسما ومنهجا، (نعمي فرنكل).. وهاتان، مع كثيرين غيرهما، من أدباء إسرائيل، دعوا قراءهم اليهود، في الكثير من أعمالهم، إلى عدم التردد في قتل العربي أينما وُجِد.. بل ذهب بعض هؤلاء إلى أبعد من ذلك حين راحوا يصورون لقارئهم اليهودي أن إقدامه على هذا العمل اللاإنساني يعد مصدرا للإحساس بـ (البطولة والفخر)، كما نقرأ في بعض قصائد شيمر نفسها!
وبالانتقال من الطرف الأول للمعادلة، أي الأديب المؤثر، إلى طرفها الثاني، أي الإسرائيلي المتأثر بإنتاج هذا الأديب، نلاحظ أن الهدف الذي قصد إليه مؤلفو الأدب الإسرائيلي قد تحقق إلى حد كبير.. فالذين تلقوا أدبهم من يهود إسرائيل، وتأثروا به، وأصيبوا بعقدة العنصرية، قد تحولوا، في أيام السلم والحرب، إلى ساديين يتلذذون بقتل العرب، حتى وإن كانوا مسالمين عزلا.. كما تحولوا، وخصوصا، في ساحات المعارك، إلى مخلوقات بالغة الوحشية في ممارساتها، ليس ضد العسكريين فقط بل حتى ضد المدنيين أيضا... وهذا ما نجد أمثلة كثيرة عليه في سجل الممارسات الإسرائيلية ضد العرب، وخصوصا تلك المذابح المروعة التي لم يستثنِ مرتكبوها حتى الأطفال والعَجَزَة من القتل..
وإذا اتخذنا مما فعله جنود الاحتلال ضد العرب، في الفترة الأولى من انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية، مثالا على نتائج ما زرعه الأدباء الإسرائيليون في نفسية قرائهم الذين صاروا جنودا، في جيش الاحتلال الإسرائيلي، نجد أن تأثير كتابات هؤلاء الأدباء، قد بلغ، من الوحشية والسادية العنصرية، في الممارسة السلوكية، حدّاً مذهلا في قسوته.. إذ لم يتورع بعض هؤلاء الجنود عن تكسير عظام الأطفال الفلسطينيين، ودفن بعض شبان الانتفاضة وهم أحياء! وهذه أعمال تصل، في قسوتها ووحشية تنفيذها إلى أبعد وأشنع مما فعله أي جيش إرهابي في التاريخ...
بعد هذه الإطلالة السريعة على دور الأدب الإسرائيلي في صنع النفسية العنصرية العدوانية لمعظم يهود إسرائيل، ودفعهم إلى ارتكاب أبشع الجرائم بحق العرب، يمكن القول: إن صاحب نفسية وممارسات كهذه، من المستبعد أن يكون ميالا لصنع السلام مع العرب، بل العكس هو الصحيح، كما تؤكد تصرفاته وممارساته... ومثل هذا الموقف من الإسرائيلي، يعتبر بدهيا، حين ننظر إليه ونحاكمه، على خلفية النظرة العنصرية التي رسخها الأدب الإسرائيلي في نفسيته، ضد العرب، طيلة السنوات الخمسين الماضية، كما سبقت الإشارة آنفا.. خصوصا وأن مؤلفي هذا الأدب، لم يوضحوا لقرائهم الإسرائيليين، الأسباب الحقيقية للصراع، ولم يرووا لهم الأحداث كما وقعت، بل كما ألفوها هم، وعلى النحو الذي يزيد الكراهية ضد كل ما هو عربي..
فقلما نجد أديبا إسرائيليا تحدث عن المذابح التي ارتكبها المستوطنون الأوائل بحق العرب العزل، أو نجد بينهم من يقول الحقيقة، ولو لمرة واحدة، حول ملكية العرب للأرض التي استوطنها الإسرائيليون، بعد أن احتلوها بالقهر والقوة، ومازالوا يستوطنونها إلى اليوم... بل يصورون العرب على أنهم، وهكذا دون أي مسوغ، لا يريدون لليهود أن يستوطنوا تلك الأرض، وأن العرب، هكذا ودون مسوغ، يكرهون الإسرائيليين، وأن العرب، هكذا ودون مسوغ، ينتفضون ضد الوجود الاحتلالي الإسرائيلي في أراضيهم... فهل يمكن لعاقل أن يصدق أن كل هذا الافتراء ليس مسؤولا عما ارتكبه ويرتكبه جنود الاحتلال ضد العرب، أو أنه غير مسؤول عن رفض معظم الإسرائيليين لصنع السلام مع العرب، حتى اليوم؟
أخيراً، أقول لك يا سيدتي، ولكل زوار الموقع الكرام، إننا بحاجة إلى إعادة التفكير في هذه مسألة التعرف على الأدب الإسرائيلي، وبأقصى سرعة، واتخاذ قرار مناسب، يُشجع على الترجمة من العبرية إلى العربية، ولكن بشرط ألا تكون ترجمة محضاً، بل مشفوعة بدراسة للنص المترجم تُنشر معه، كي تقي القارئ العربي من مخادعات الأدبين الإسرائيلي والصهيوني، ولا بأس أن يكتب هذه الدراسة المترجم نفسه، إن كان يستطيع، أو يقوم بها مختص غيره.. إنني أرى، أن في هذا الميدان، ستكون معركتنا مع إسرائيل، فهلا استعددنا لها، قبل أن تلحقنا الهزيمة في هذا الميدان أيضاً؟
هذا بالنسبة للشق الأول من سؤالك، أما بالنسبة لكتابي، فهو لا يقتصر على عرض جنس أدبي واحد، من الأجناس التي ظهر بها الأدب الصهيوني، وإنما يعرض لكل هذه الأجناس بالدراسة والتحليل والرد.. كما أنه تناول بالإضافة إلى الأدب الصهيوني، نماذج ما يسمى بالأدب العبري والأدب الإسرائيلي والأدب اليهودي، ككل متكامل.. ولعلمك سيدتي، فقد نشرت عن هذه الجوانب الأربعة من نتاج اليهود الأدبي ما يزيد عن مائتي مقالة وبحث ودراسة، في مجلات وصحف كثيرة، خلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية.. كما أعدت نشر العديد من هذه الدراسات والبحوث على صفحة موقعي الخاص على شبكة الانترنت، ويمكن العودة إليها هناك، وعنوان الموقع هو:

(توفقت ) عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

أخيراً، أشكرك يا سيدتي على هذه الأسئلة، وآمل أن تجدي كل ما ترغبين بمعرفته عن الأدبين الصهيوني والإسرائيلي في كتابي، بعد صدوره قريباً، بإذن الله.

محمد توفيق الصواف17/12/06 09 :00 09:00:29 AMالأخت الكريمة نبيلة الكرمي المحترمة، تحية طيبة وبعد،
أشكر لك جداً هذا اللطف الذي بدأتِ به رسالتك إلي، ولك ولكل أهلي في فلسطين المحتلة أطيب السلام وأصدق الأمنيات بنصر قريب، إن شاء الله، والله على ما يشاء قدير..
أما بخصوص ظنك أنني فلسطيني، فلستِ الوحيدة التي تظن ذلك، بل كثيرون في الوطن العربي تأتيني رسائلهم مصدَّرَة بعبارة (الأديب الفلسطيني) أو (الباحث الفلسطيني).. ولن تُصدقي كم أسعدُ بظنهم هذا، بدليل أنني لم أصوِّبه لأحد منهم.. وعلى أي حال، فأنا كما وصفني الشاعر الفلسطيني الكبير (خالد أبو خالد) ذات يوم: (فلسطيني الانتماء).. نعم، فأنا سوري المولد، عربي الهوية، فلسطيني الانتماء.. وليس ذلك حباً بفلسطين وأهلها فحسب، بل لقناعتي العميقة والراسخة بأن على كل عربي أن ينتمي إلى أولئك الأبطال الذين مازالوا صامدين في وجه إسرائيل وحدهم، وبحجارة أرضهم فقط، حتى الآن.. إنه لفخر يا سيدتي أن ينتمي إنسان مثلي إلى أولئك الأبطال، وأن يقبلوا انتماءه.. ثم، ماذا أفعل بقناعتي الأخرى وهي أن إسرائيل عدوة لي ولكل العرب بقدر عداوتها للفلسطينيين؟ أأقابل عداوتها بالحب، لا سمح الله؟ إنني لو فعلت أكون أبلهاً، ولا أظنني كذلك..
بالنسبة لسؤالك عن التقصير بخصوص كتابة العرب عن الأدب الفلسطيني في الداخل، وعدم إعطائه ما يستحق من الاهتمام.. فلهذا التقصير أسباب كثيرة، لعل من أهمها قلة ما يصل العرب خارج فلسطين من نتاج أهلها الأدبي.. فمعظم هذا النتاج ما يزال مجهولاً لكثير من العرب.. ولا يمكن للإنسان أن يكتب عما يجهل، حتى لو أراد.. ثم هناك ما نشهده جميعاً من تراجعات في المواقف العربية الرسمية وفي أوساط المثقفين، تجاه القضية الفلسطينية التي يعمل البعض اليوم على إزاحتها عن موقعها الحقيقي، أي كمحور لكل ما يعانيه العرب اليوم من ويلات، وما يحتمل أن يتعرضوا له في المستقبل من آلام وكوارث، على يد إسرائيل وحلفائها في العالم.. إن بعض العرب لا يريد أن يُصدق أن حلَّ كل مشاكل وطننا العربي مرهون بحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وأهلها، في الداخل والخارج.. وهذا سبب آخر أدى إلى التقصير في الاهتمام العربي بأدب الداخل الفلسطيني.. وثمة أسباب أخرى كثيرة، تضيق مساحة الوقت عن الإحاطة بها جميعاً.. وأنا أدرك مدى تعطش القارئ العربي لهذا اللون من المعرفة، من خلال ما كُتب عن كتابي (الانتفاضة في أدب الوطن المحتل)، وعن كتب أخي طلعت الكثيرة في هذا المجال مثل (الأدب الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني )، على الرغم من أن ما كتبناه، وما سبقنا إليه الشهيد غسان كنفاني، لا يعتبر إلا أقلَّ من القليل الذي ينبغي أن يناله أدب الداخل من اهتمام الأدباء العرب عموماً.. أرجو أن يكون سؤالك هذا فاتحة خير تدفع من يقرأه ويقرأ ردي عليه إلى الشروع مباشرة في نشر أدب الداخل ونقده وإعطائه ما يستحق من اهتمام.. ومرة أخرى أشكرك على سؤالي، وأرجو أن أكون دائماً عند حسن ظنك بي وظن أهلي في فلسطين أيضاً..

توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل  
قديم 17 / 03 / 2008, 16 : 02 AM   رقم المشاركة : [4]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: حوار مع الأديب و الباحث الكبير محمد توفيق الصوّاف

سناء عبد الله
19/12/06 06 :35 06:35:07 PM


سؤال

الأستاذ محمد توفيق الصواف هل تجد نفسك في القصة أم في الدراسة أم في البحث ؟؟.. ولماذا ؟؟..

هدى الخطيب20/12/06 06 :51 06:51:06 AMأود أولا أن أسجل اعتذاري عن توقف موقعنا هذا مع عدد غير قليل من المواقع لبعض الوقت مما لا يد لنا فيه و لعلها كانت مشكلة تقنية
و عليه فأنا أرى أن الحوار مع أستاذنا الكبير محمد توفيق الصواف قد تأثر بهذا التوقف الطارئ و لعله مع عدد من القراء لم يعرفوا بعودة الموقع لمواصلة الحوار


أستاذ كامل الشهابي المحترم
أشكرك يا سيّدي وأعدك بمشيئة الله بالحوار مع شاعرنا الكبير طلعت سقيرق في مستهل العام الجديد ، كذلك الأمر لباقي أدباء الموقع و رابطة المسبار و آمل بحوار قريب مع الروائي الفلسطيني الأستاذ حسن حميد و أستغل الفرصة لأوجه له تهنئتي وتحياتي و عميق تقديري
المشكلة الوحيدة التي تواجهنا تتعلق بمسألة مدى تعامل الأدباء مع الحوارات عبر الانترنيت ، و تقبل تقديري و احترامي


الأستاذ نبيل حماد الأسعد المحترم
أشكرك و أعتقد يا سيّدي أني لا أختلف معك و كنت واضحة في جوابي ، أحب قصيدة النثر و أتمنى مستقبلا أن أسلط الضوء على بعض جمالياتها في موضوع و لا أحب التعميم ، لا أرى أي صلة بين المرض النفسي المسمّى نرجسية أو عشق الذات و بين كاتب النثر و لا ضير من الديبلوماسية إن لم يكن فيها كذب أو تملّق مصطنع و تزلف ، للضيافة آداب كما تعلم و كل إنسان حر في وجهة نظره حتى و إن لم نتفق معه و نستطيع أن نعبّر عن آرائنا بألف وسيلة ، قد لا يعجبك أسلوبي و هذا حقك الذي أحترمه و أقدره أيضاً
و تقبل تقديري و احترامي


طلعت سقيرق20/12/06 07 :27 07:27:03 AMقصيدة النثر

الأستاذ نبيل حماد الأسعد المحترم
لك تحياتي وأشكرك كل الشكر على ثقتك بي
عطفا على ما قالته سيدة الموقع أديبتنا المميزة الرائعة هدى الخطيب فقد تحدثت مع أخي الصواف قبل دقائق وأخبرني فعلا أنه لم يعرف بعودة المواقع إلى طبيعته وسيحاول التواصل مجددا مع الحوار..
من جهة قصيدة النثر فالأديبة هدى الخطيب كانت واضحة جدا في جوابها ثم هي تكتب قصيدة النثر بشكل أخاذ وجميل .. وقد استوفت في ردها كل شيء بعيدا عن أي غموض ولا يمكن أن تكتب قصيدة النثر وتكون ضدها ..
من جهتي – وقد طلب رأيي أكثر من مرة – فأنا مع الشعر بأي ثوب جاء لا فرق عندي بين العمودي والتفعيلة والنثر .. من جهتي كتبت الأنواع الثلاثة ... طبعا لا علاقة للحكم أي حكم نقدي بصاحب العمل أو بالكاتب تعميما إذ لا يمكن أن نقول كتاب القصيدة العمودية كذا وكتاب قصيدة التفعيلة كذا وكتاب قصيدة النثر كذا لأن ذلك يخرج من باب النقد إلى باب آخر وظني أن شاعرنا صابر معوض لم يقصد مثل هذا التعميم .... هنا أحب أن أشير إلى أن قصيدة النثر تخلت عن الوزن والشعر ليس وزنا فقط لكن الوزن مهم ويعطي ميزة لا يمكن أن ننكرها إذن على قصيدة النثر أن تعوض غياب الوزن بقوة شعرية مضافة إلى قصيدة النثر .. وفي النهاية حكمنا يكون على النص وكاتبه لا على المصطلح كله .. ولا يحق لنا أن نقول عن هؤلاء شعراء وعن هؤلاء ليسوا شعراء .. كل يكتب من وجهة نظره وقناعته وحريته وفي نتاج الأمر أقف لأقول هل هذا شعر أم لا من خلال كمه الشعري الذي يحمله ؟؟..
أشير هنا إلى أنّ ما كتبه الأستاذ محمد توفيق الصواف عن قصيدة النثر لم يكن عاما بل كان خاصا بالنماذج السيئة من قصيدة النثر وهذا شيء طبيعي ينطبق على العمودي والتفعيلة وقد أشار الأستاذ الصواف إلى ذلك في مقاله المطول عن الشعر .. واترك لصديقي الأستاذ الصواف أن يبين ذلك ..
لأديبتنا هدى الخطيب أقول يشرفني سيدتي أن أكون ضيف صالونك في مطلع العام 2007 وفي أي وقت تقررين ، هذا شرف لي أن تحاورني أديبة مثلك وأن أرد على أسئلة رواد وأهل الموقع والمنتدى الكرام شكرا لك ولهم سلفا وكل عام والجميع بخير ..



محمد توفيق الصواف20/12/06 05 :50 05:50:11 PMالأخ الكريم نبيل حماد الأسعد المحترم، تحية طيبة وبعد،
أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك بما أكتب، أياً كان رأيك في مضمون كتاباتي، مؤيداً أم معارضاً، فأنا، وكما جاء في ردِّ الأديبة هدى الخطيب إليك، أحترم رأيك وأقدره أيضاً، ولستُ ممن يرون في مخالفة الرأي عداءً، بل أعتبر اختلاف الرأي دليل عافية للمجتمع وعنوان حرية لأبنائه..
من هذه الزاوية في الاعتقاد تحديداً، أود الدخول إلى الإجابة عن سؤالك..
فأنا يا سيدي لم أكن مجحفاً بحق قصيدة النثر، لسبب بسيط جداً هو أنني لست ضدها، كما تراءى لك من خلال قراءة دراستي عنها، بل أنا ضد كل سخيف بأي شكل كُتب، وبأي طريقة، وما تناولته في دراستي ناقداً ومنتقداً وساخراً هو النماذج السيئة من قصيدة النثر، بدليل أنني أبديت إعجابي ببعض نماذجها الجيدة.
فرق كبير يا سيدي أن تنقد إبداعاً جميلاً جيداً وأن تنقد آخر سيئاً ورديئاً.. وبهذا السياق أقول لكل من آخذني على ما جاء في تلك الدراسة، إنني ضد الرديء والسيئ فقط، وهذا الرديء من قصائد النثر هو الذي أطلقت عليه ساخراً تسمية النثعيرة، وعلى مؤلفه تسمية نثعور.. وأنا أقترح على السيدة هدى الخطيب والشاعر طلعت سقيرق إعادة نشر هذه الدراسة على موقع أوراق، ليطَّلِع عليها كل من يود من زوار الموقع الكرام، ممن فاتهم الإطلاع عليها منشورة في مجلة الآداب اللبنانية، وذلك للوقوف على حقيقة موقفي..
ثم تعال أيها الأخ الكريم لأناقشك في بعض ما يُنشر اليوم تحت اسم شعر في الجرائد والمجلات العربية، وهو لا يمت إلى الشعر بأي صلة.. لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون.. الأمر الذي ساهم في إحداث تلك القطيعة الرهيبة والمؤلمة بين الشاعر والمتلقي العربي، مع أن العرب أمة الشعر...
لقد بتنا نقرأ كلاماً للبعض لا يفهمه إلا كاتبه، ولا يمس شيئاً من أوجاعنا الراهنة، على كثرتها، من قريب أو بعيد، وإذا مسها، فلا نفهم ماذا يريد الشاعر، ولا نتأثر بما يقوله.. أنا أقول لك رأيي في هذا الموضوع، ولا ألزمك الأخذ به:
الشعر واحة المتلقي العربي، إليها يفيء كلما ضغطت عليه هموم الحياة ليرتاح في ظلالها الوارفة، ويستعير كلام الشعراء ليغازل حبيبته، وليعبر لها عن لواعج قلبه وعواطفه اللاهبة، والشعر فوق هذا وذاك، بوق الحرية الذي يستجيب لصوته كلما دهم الوطن خطب، أو استبد طاغية، وصار من اللازم خلعه.. الشاعر مؤثراً، لأنه قائداً ملهِماً وصدراً حنوناً وحكيماً واعظاً وصانع جمال وعذوبة..
الوزن مجرد أداة من الأدوات الجمالية، ولكن هناك أسباب أخرى كثيرة لعل في مقدمتها صدق الشاعر فيما يقوله، وحبه لمن يتوجه إليهم
إن مصيبة بعض الشعراء العرب اليوم هي في التقليد الأعمى لمذاهب الغرب ونماذجه التي لا تلائم بيئتنا ولا أوضاعنا ولا همومنا ومصائبنا.. لقد ثار السياب ونازك الملائكة وقباني ومحمود درويش وسميح القاسم وطلعت سقيرق وغيرهم كثيرون على قصيدة العمود والشطرين والقافية الواحدة، ومع ذلك ظلوا مؤثرين، لأنهم أصحاب رسالة وكانوا صادقين في دعوتهم الناس لما آمنوا هم به، و كلامهم مفهوماً لشرائح كبيرة من الناس وليس لخاصة الخاصة من المثقفين فقط..
أنا شخصياً لا أفهم 90% بعض ما يكتب تحت اسم شعر، فما بالك بغير المثقف، بالإنسان العادي؟ كم تراه سيَفْهَم من كلامهم؟ وإذا فهم بعد حين ومين، فكم سيؤثر فيه ما فهمه؟ إننا أمام معضلة يمكن تلخيصها بتشبيهها بمصيبة ذلك الغراب الذي أراد أن يقلد عصفوراً ملون الريش، فلوَّن ريشه الأسود، فأنكرته العصافير، وحين عاد إلى الغربان أنكروه أيضاً، فضاع بين هؤلاء وأولئك..
أنا لا أقول أن نقاطع ثقافة الغرب، بل لا بأس أن نتأثر بها، وبنماذجها الجيدة، ولكن بشرط أن نطبع ما نكتبه متأثرين بها بطابعنا العربي، أن نجدد ونطور انطلاقاً من مفاهمينا الخاصة وتراثنا الخاص وهويتنا الخاصة..
أرجوك اعذرني على الإطالة، واعذرني أيضاً إن بدوت قاسي الرد على سؤالك، ولكنني متألم إلى العظم بسبب بعض الطفيليين على مائدة الشعر وموضع لا مبالاة العرب، وكان الشاعر فخر قومه ..
مرة أخرى أكرر اعتذاري لك ولكل من يرى خلاف رأيي، ومرة أخرى أكرر إنني لست ضد قصيدة النثر ولا عدواً لها، ولكنني ضد السخيف أياً كان شكله واسمه، وسأظل أحترم رأيك ورأي المخالفين لي، ولن أغضب أبداً، وإذا أقنعني أحد بأنني على خطأ فيما أرى، فسأتراجع، لأنني على مبدأ الخليفة الحكيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يقول: (أحب من أهدى إلي أخطائي).. والسلام عليكم..


محمد توفيق الصواف20/12/06 05 :53 05:53:08 PMالأخ كامل الشهابي المحترم، تحية طيبة وبعد،
صدقت.. فقبل هذه المجموعة كتبت الكثير جداً من القصص القصيرة ونشرت القليل منها في الصحف، ثم طويت أغلبها لخوفي من أن لا أكون قاصاً جيداً، ولأنني أحترم قارئي إلى أبعد الحدود، وأتوق إلى الكمال فيما أكتب، قدر استطاعتي.. أما إن كان لدي غير (ميت في إجازة) قيد النشر، فنعم، هناك مجموعة جديدة أرجو أن تظهر قريباً، وهي مختلفة في بنيتها وأسلوبها عن بنية قصص (ميت في إجازة) وأسلوبها.. بتعبير آخر: إن قصص المجموعة الجديدة التي أعدها للنشر تتسم بكونها قصص ساخرة، ولكن ليست سخرية مجانية بل سخرية هادفة موظفة.. وإذا أردت نموذجاً لها، فاقرأ قصتي (ناكش أنفه) المنشورة على الموقع، أو (يوميات بهلول) التي أعد الأديبة الأخت هدى الخطيب أن أعود إلى مواصلة كتابتها قريباً.. وسبب تحولي إلى السخرية، ينبع من توهمي أنها الآن، خير حامل لوضعنا العربي الراهن الذي دخل في اللامعقول منذ زمن طويل، وخير معبِّر عنه.. أرجو أن يصل صوتي عبر مجموعتي الجديدة إلى أكبر عدد من القراء الأعزاء، وأرجو أن أكون فاعلاً ومفيداً بما أكتب وقادراً على الإمتاع أيضاً، وإلا فثق أنني سأتوقف عن الكتابة، إذا وجدت نفسي غير قادر على أن أكون كذلك.. لأنني من صنف الكتاب الذين لا يهمهم إلا الوصول إلى الناس لتوصيل رسالة محددة، لا من أجل أن يُقال عنهم أنهم مبدعون.. يكفيني أن يتأثر أي متلقٍ بما أكتب، وأن يتحرك نتيجة تأثره بالاتجاه الصحيح، حتى أشعر بالرضا عن نفسي وعملي، وإلا فيا لخسارة وقتي ووقته، ويا لخسارة جهدي في الكتابة وجهده في القراءة..
أشكرك على اهتمامك، وأرجو أن أكون عند حسن ظنك وظن القراء بي، ودمت..


محمد توفيق الصواف20/12/06 05 :55 05:55:51 PMالأخت سناء عبد الله المحترمة، تحية كبيرة لك على هذا السؤال الصعب جداً، والذي سأحاول اختصار الإجابة عنه ما استطعت..
سأصدقك القول وأعترف لك أنني حين أود أن أتحرر من قيودي كلها ومن مركزي الاجتماعي وأعبائي وأن أتكلم من قلبي لا من عقلي، أجد نفسي في القصة.. ففيها أبوح بما أريد وكيف أريد، على غير سابق خطة أو تصور، أكتب لأنني أريد أن أتكلم إلى الآخرين، أن أضحكهم أن أبكيهم، أن أهز بدنهم، وأن أشاركهم همي ويشاركوني همومهم.. أكتب بعفوية كبيرة، وبانسيابية لا يوفرها لي البحث..
أما عندما أريد أن أحلل وأنقد وأفسر وأُعلم، فالبحث أداتي الأفضل.. إنني عندئذ أنطلق من عقلي وأتقيد بالمنطق، وأكون شديد الموضوعية، كما أتوهم، هكذا تجدينني في البحث ذي الطابع الأكاديمي البحت، سواء كان أدبياً أو سياسياً أو فكرياً..
ومع أن معظم إنتاجي المنشور، هو في مجال البحث، إذ نُشر لي حتى الآن أكثر من مائتي بحث ودراسة، معظمها في السياسة والأدب الإسرائيليين، فإن القصة هي واحتي التي أستريح فيها وأمرح.. بتعبير آخر: أنا في البحث أتعذب كثيراً، لكثرة ما أدقق في المعلومات وأمحص، ولكن في القصة أستمتع لأنني أنطلق في كتابتها على سجيتي دون قيود كثيرة.. أنا في البحث رجل رزين ثقيل الدم بنظارة وصلعة كبيرة ولحية وقورة وربطة عنق أنيقة، وفي القصة طفل مرح ضاحك أو باك، حسب الظرف، بلا نظارة ولا ربطة عنق.. وهذا يعني أنني أجد بعضي في القصة، وبعضي الآخر في البحث والدراسة، ولا أحب أن أفصل بعضي هذا عن بعضي ذاك، إلا من حيث الظاهر فقط، وإذا اضطررت..
أشكرك على هذه المداخلة، وأرجو أن أكون قد أحسنت الإجابة، لأن الذي كتبها توفيق القاص الطفل، وليس توفيق الباحث المتجهم الوجه والقاسي الملامح.. أو هكذا أتوهم..


د. زاهية مستجاب21/12/06 05 :49 05:49:29 PM
الأستاذ محمد توفيق الصواف المحترم
كنت أتمنى وبصدق شديد أن أبقى على تواصلي معك كناقد قدمت الأديبة هدى الخطيب عنه الكثير مما يشير إلى أنه ناقد مطلع على الأدب العربي الحديث على اقل تقدير .. لكن فعلا هناك ما لا أوافقك عليه .. لا أقول ذلك لأنني اكتب قصيدة النثر والسؤال هل أنت معها وضدها في الوقت نفسه .. !!.. حتى لا يقال إنني أدافع عن قصيدة النثر من منطلق كتابتي لها وميلي لما أنجزته ..
لك أن توسع الدائرة شيئا فشيئا لتقرأ الأدب العربي الحديث صدقني ستجد الكثير .. عذرا سيدي فالصمت أحيانا في مثل هذه الأمور يكون كفرا لذلك ليكن صدرك رحبا.. ولك تحياتي وتقديري ..
د. زاهية مستجاب






محمد توفيق الصواف08/01/07 06 :04 06:04:44 AMالدكتورة زاهية مستجاب المحترمة،
تحية طيبة وكل عام وأنت بخير، وبعد،
أعتذر عن التأخر في الرد، بسبب مرض طويل ألمَّ بي، ومنعني من ممارسة أي عمل، أما بالنسبة لردك على رأيي في قصيدة النثر، فأظن أنه كان عصبياً، ولكن أحترمه، فأنا على المبدأ القائل (لي رأيي وللآخرين رأيهم) وليس بالضرورة أن نكون جميعاً على رأي واحد تجاه أي مسألة أو قضية، ولكن أومن أيضاً أن الخلاف في الرأي لا يعني أبداً الاختلاف .. لذلك أرجو أن نتواصل كمثقفين لهما آراء مختلفة، فأنا معجب بما تكتبين من آراء، وإن كنت لا أتفق معها جميعاً.. سرني اهتمامك واهتمام باقي زوار الموقع بما كتبت أثناء هذا الحوار، فلكم مني كل الشكر، من رآني منكم مصيباً ومن وجدني مخطئاً..
والشكر كل الشكر لإدارة الموقع على إتاحة هذه الفرصة لي للتحاور مع زواره، وأرجو ألا أكون ضيفاً ثقيل الظل على أحد، وتمنياتي للموقع بمزيد من الازدهار والتقدم، ولأديبتنا الرائعة هدى الخطيب كل الاحترام..
محمد توفيق الصواف


هدى الخطيب09/01/07 05 :34 05:34:43 AMكل عام و أنتم بخير سنة سعيدة أتمناها لجميع أعضاء و قرّاء المنتدى الكرام وبعد..
اسمحوا لي أن أتقدم بالتهنئة في هذا الملف و بصورة خاصّة من الباحث الكبير و الصديق الأستاذ محمد توفيق الصوّاف متمنية له عام سعيد و الحمد لله على سلامتك من الوعكة الصحية التي ألمّت بك و إن شاء الله تتماثل للشفاء تماماً و تعود بكامل نشاطك و ألقك.
كما أود أن أتقدم بالتهنئة من الصديقة التي أحب و أحترم السيّدة الدكتورة زاهية مستجاب و أتمنى لها سنة سعيدة.
قبل أن أتقدم بالشكر الجزيل من ضيف صالوننا الأدبي الأستاذ الكبير محمد توفيق الصواف الذي حل علينا ضيفاً عزيزا كريما..
أود أن أسجل اعتذاري عن عدم وضع أي مشاركة جديدة لعلمي بمرضه بانتظار مداخلته الأخيرة لهذا الحوار و اسمحوا لي ببعض التوضيح الذي لا بد منه..
أما بالنسبة للاختلاف أحياناً في وجهات النظر بين الضيف و الأعضاء
من الممكن و الجائز أن أدعو ضيفا لا أعرفه، قرأت له من قبل أو لم أقرأ، و تابعت بعض إنجازاته قليلاً أو كثيرا و لا أعرف عنه أكثر من هذا..
و كثيراً ما تكون المداخلات من أعضاء جدد كرام لا أعرفهم و هذا شيء طبيعي ، و في كل الأحوال لا أتدخل بين الضيف و المعلّق المحاور و لو حتى بالإيضاح و إبداء الرأي و لا بد من البقاء على الحياد كمضيفة إلاّ ضمن نطاق حسن الضيافة و ما يترتب عليها بعيداً عن رأيي الشخصي و الانحياز من خلاله لطرف دون الآخر..
و لكن ماذا لو كنت أعرف الضيف و أعرف قدره و قدر ثقافته و مكانته و ما يملك و حسن نواياه و أحترمه و كذلك أعرف العضو المتداخل و قدره و نقاء سريرته و جمال نفسه و غيرته على الإبداع بعيداً عن أي أنانية أو دوافع شخصية؟؟
لا بد أن أكتفي بالصمت و واجب الحياد و أبقي الملف مفتوحاً بانتظار رد و توضيح من صاحب الشأن و بعد هذا يحق لي أن أوضح سبب صمتي و أختم الحوار كما يجب كي أكون جديرة بصالون أدبي أستضيف فيه كبار الأدباء و المفكرين ثم أنا بالفعل أحب الضيف و أحترمه و أعرف قدره و أحب المتداخلة و أحترمها و أعرف قدرها.
الأستاذ محمد توفيق الصواف جدير بما قدمته به و بما يختص و يتميز به بصورة خاصّة ، عربي بامتياز يحمل هم القضية الفلسطينية و يعتبرها قضية كل العرب و قضيته الأولى كعربي مثقف و من هنا انطلق مفكرنا لخدمة القضية باحثاً في الأدب الإسرائيلي و في السياسة الإسرائيلية و درس و درّس اللغة العبرية خدمة لهدفه النبيل ، و ما قام به و قدمه في هذا المجال كثير جداً وقريباً سيصدر له كتاب موسوعي بعنوان: " ظاهرة الصهيونية الأدبية " و أنشأ موقع له: " العنقاء " و هو موقع متخصص في الشأن الإسرائيلي، و كان قد أهداني مشكوراً في العام الماضي أرشيف أعده لمؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية، و هو عبارة
عن مادة توثيقية عن جرائم الصهيونية وإسرائيل ضد العرب والفلسطينيين منهم خاصة، معظمها مأخوذ من مصادر ومراجع أجنبية أو إسرائيلية،
و قد سمح لي في حينها بنشر هذه المادّة في الموقع ، و لعلنا نقوم بنشرها لاحقاً.
الأستاذ الكبير محمد توفيق الصوّاف موسوعة ثقافية و كنز فكري نجلّه بالنظر لما يمثله كعربي يبني لنا جسراً نعبر من خلاله لنعرف و ندرك من هم أعداؤنا
لا يمكننا إلا أن نقدّر و نجلّ باحث و مفكر بمكانة الأستاذ الصوّاف و نحمد الله على وجوده بيننا
أما بالنسبة لموضوع الخلاف حول قصيدة النثر ، لعلّه عدم وضوح وجهة النظر، الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية و برأيي لا نستطيع أن نستوضح رأي الأستاذ الصواف جلياً دون أن نطلّع على دراسته حول النثر من خلال نشرها في الموقع إن أمكن.

أما بالنسبة للدكتورة زاهية مستجاب أتمنى لو أنّ كل النقاد يتحلون بمثل إيجابيتها و يحملون همّ الأدب و الإبداع بمثل هذا الإخلاص
لمست فيها الثقافة العالية و الغيرة النبيلة على الإبداع و التميز و الحرص على كل مبدع و الوفاء النادر له
و أستطيع أن أقول أنها ناقدة إيجابية تحب البناء و تفرح بالإبداع و تدعمه بأسلوبها النبيل و إيجابيتها الراقية و جمال نفسها الذي ينعكس على نقدها بصورة جلية، أمّا ما لا يعجبها و لا ترى فيه تميزا و إبداعاً تكتفي بالصمت حياله و صمتها بليغ لأنها تكره فيما رأيت من خلال متابعتي الطويلة لها أن تهدم ثقة أي كاتب بنفسه و تحاول أن تعطيه الكثير من الفرص لعله يطور أدواته و يصقل موهبته و يجيد إبرازها فيقدم الأفضل فتشجعه ، أو أن تجده لا يتمتع بأي موهبة فتكتفي هنا بإهماله تماماً و تترفع عن نقده و تجريحه رقّة منها و إنسانية به إلى أن يفهم و يبحث لنفسه عن مجال آخر.
إنسانة رائعة ناقدة نبيلة أديبة مثقفة صديقة وفية للإبداع هي الدكتورة زاهية مستجاب

من أجل كل هذا كان صمتي وعدم تدخلي، فهل كنت على صواب؟

في ختام هذا الحوار لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل من الأستاذ والباحث الكبير محمد توفيق الصواف و أتمنى صادقة أن يكون لنا معه حوار آخر معه كما أشكر كل أعضاء المنتدى الكرام الذين شاركوا في هذا الحوار بمداخلاتهم.

[frame="1 10"]
و الآن أستاذ توفيق
الحوار في ذلك الحين اعتراه فترات الانقطاع الفني للموقع السابق ثم جاء مرضك حينها الذي فرض علينا الاختصار
و ما زلت أنتظر لنتابع حوارنا مستقبلاً
و لكن .. في نور الأدب
[/frame]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل  
قديم 17 / 03 / 2008, 34 : 02 PM   رقم المشاركة : [5]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: حوار مع الأديب و الباحث الكبير محمد توفيق الصوّاف

أشكرأختي هدى على استضافتها لصرح من صروح الثقافة العربية .. و أرحب بكل حب بالباحث القاص الشاعر محمد توفيق الصواف و لي كل الشرف في الالتحاق بزملائي لوضع سؤالين أو ثلاثة فقط :
1- لفت انتباهي قولك إن "الأدباء" الصهاينة يكتبون عن العرب دون معرفة و عن جهل.في حين أنك ذكرت إنهم قاموا بترجمة وقراءة الأدب العربي منذ أمد بعيد قصد التعرف على نفسية العربي .. فهل هذا يخضع لتقسيمك الأدبي المعروف عندهم إلى أربعة أقسام ؟
2- يتهافت بعض الأدباء العرب على الاتصال ببعض "الأدباء" الصهاينة في منتديات أو معارض .. و مبررهم هو ضرورة التواصل لإبلاغ صوت العرب إلى الطرف الآخر و عدم الظهور بمظهر المعادي للسامية .. مارأيك في هذا ؟
3- كيف نجنب الأدباء الشباب العرب الانسياق وراء بريق الشهرة بأي ثمن ، خصوصا وأن النشرفي بلداننا العربية يكاد يكون منعدما .
أشكرك مجددا رحابة صدرك ولك مني كل الود و التقدير
رشيد الميموني غير متصل  
قديم 17 / 03 / 2008, 21 : 03 PM   رقم المشاركة : [6]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: حوار مع الأديب و الباحث الكبير محمد توفيق الصوّاف

استسمح إخواني وأخواتي على عودتي لطرح سؤالين آخرين مع رجائي ألا أثقل على أديبنا محمد توفيق .. والسؤالان هما :
1- هل كان لليسار العربي دور في الهزائم نظرا لارتباطه بقوى لم تقدم للعرب شيئا سوى ما يوافق مصلحتها .. ونظرا لدأبه الحثيث على الابتعاد عن كل ما يمت إلى التراث العربي الاسلامي بصلة ؟
2- ألا ترى معي - أخي- أن أكبر خطإ للعرب هو إسراعهم بإنشاء جامعة الدول العربية غير آبهين إلى امتدادهم و محيطهم الإسلامي وبالتالي أعرضوا عن الدول الإسلامية الأخرى ممن أعطى الفرصة للأعداء لاستغلال الفرصة وتكريس الهوة بين الأشقاء ؟
لكم مني كل المودة و الحب
رشيد الميموني غير متصل  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عيد ميلاد الأديب والباحث الكبير الأستاذ محمد توفيق الصوّاف هدى نورالدين الخطيب تهنئة، تعزية، معايدات 20 15 / 03 / 2017 40 : 01 PM
اقرأ للأديب والباحث الكبير محمد توفيق الصوّاف هدى نورالدين الخطيب أجمل نصوص الشهر 5 04 / 11 / 2016 01 : 09 AM
رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ - تساؤلات بين يدي الكتاب - محمد توفيق الصوّاف محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 8 25 / 07 / 2016 24 : 06 PM
الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين / محمد توفيق الصوّاف محمد توفيق الصواف أنا وطلعت.. حكاية عمر 14 09 / 05 / 2014 27 : 09 PM
حوار التناظر مع الأديب الشاعر توفيق زياد د.مازن حمدونه كـان.يـاما.كـان... 1 24 / 02 / 2012 27 : 08 PM


الساعة الآن 26 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|