التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,859
عدد  مرات الظهور : 162,360,603

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > نقد أدبي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17 / 06 / 2011, 40 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

الغربة ورائحة الموت عند احمد سعد الدين

الغربة ورائحة الموت عند احمد سعد الدين
هذه القراءة تحاول أن تتلمس بعض المحاور والملامح البارزة فى شعر الشاعر احمد سعد الدين فالحالة الكبيرة التى تطالعنا ونحن نتامل شعر الشاعر هى الشعور بالغربة ورائحة الموت واذا كانت مهمتنا اكتشاف تنويعات هذه الحالة عبر قصائد الشاعر فقد استطعنا ان نضع ايدينا على ثلاثة انماط متمايزة لكنها متفاعلة لحالة العربة عند الشاعر وهذه الانماط هى
*الغربة العزلة او الابتعاد وهو مفروضة على الشاعر فى اغلب الاحوالنتيجة احباط الواقع وهمومه
*العزلة المغامرة او العزلة من اجل التامل والاستكشاف حيث توق الشاعر للجديد والمدهش
*العزلة الالتصاق حيث الرغبة فى الالتصاق بالوطن والخروج عن الذات والالتحام بالواقع
لكن حالة الوحدة والعزلة والغربة والاغتراب هى الحالة السائدة والاثيرة لدى الشاعر حتى لو لم يصاحب هذه الحالة شعور حاد بالكآبة والحزن
ان هذه الحالة غالبا ما يصاحبها لدى الشاعر اما حالة شديدة من الاحساس بالانعزال عن الناس والعالم مع ما يصاحب ذلك من محاولة التظاهر باللامبالاة والبرود الوجدانى والشعور بخواء العالم او حالة مناقضة معاكسة تكون فيها الوحدة قرينة المغامرة والكشف والرغبة الجامحة فى اقتحام العالم والغور فى اعماقه واكتشاف خفاياه وبين هاتين الحالتين هناك توق عارم للتواصل والاتصال والتفاعل مع كل ما يحيط بالشاعر من كائنات واحداث رغم مشاعر الاحباط والالم التى تجهض احلام الشاعر وتدفعه بعيدا فى حالات كثيرة
1- الغربة / العزلة
هذه هى الحالة الاكثر ظهورا فى قصائد احمد سعد الدين وذلك فى قصيدة " فى اخر دروب العمر/ الفراشة والشرنقة/ التاريخ السر للحزن/ " هناك إحساس بالوحدة فرضته ظروف الواقع على الشاعر فيؤثر العزلة فى آخر دروب العمر بعد اكتشافه القيم الفاسدة فى الواقع مثل الغدر والشر وتغير الاناس وفقدان الاحساس حيث يقول فى قصيدة "فى آخلر دروب العمر":

فى آخر درب العمرْ
فى آخر نبضات القلبْ
بعد تغير كل الناسْ
بعد ضياع الإحساس وراء الإحساسْ
بعد الغدر وبعد الشر وبعد الترك وبعد الهجرْ
هل يمكن ان يجد القلب حنيناً كي ينشد لحناً ويصيغ الشعرْ ؟
هذه الحالة التى تسيطر على الشاعر من فقدان الحنان وحلول القسوة محلها جعله يدخل فى حالة فقدان القيمة وفقدان الفرح فالقلب لايجد حنينا كى ينشد شعرا أو يصوغ لحنا مع ملاحظةو ما يلعبه الاستفهام هنا من دور هام فى الاكشف عن تلك الحالة المسيطرة علة ذات الشاعر والتى كما تومئ القصيدة هى رد فعل حساس مضاد لذلك الاحباط الشرس الذى واجهه الشاعر خلال احتكاكه بالعالم وتفاعله معه وهنا يكون الباطن هو السائد وهو العالم والمملكه ذلك الباطن المحبط اليائس المتغرب والوحيد ويصبح الظاهر هو الغريب والشاذ

متشرنقٌ فى أغنيات الحبِّ ,
فى ذكرى فؤادٍ كان يشدو للكفاحِ
وللنجاحِ وللشعوب وللقلوب وللحيارى والسهارى ..
للغرام وللقبل
متشرنقٌ فى أسر خيطٍ من مراراتِ الشجنْ
من كل أهوالِ الزمنْ
دمعِ التواريخ القديمة .. توقِها .. همّ القصائد للوطنْ
حزن الأزلْ
شوق الأزلْ
ماذا حصدت سوى الكلل ؟
ماذا حصدت سوى الكلل ؟
وهذه الشرنقة هنا ذروة الاغتراب لكنه استعاض عنها بالذكريات القديمة والكفاح القديم والتواريخ القديمة كبدل نفسى لايقاع سيطرة الداخل وعدم اهتزازه وهوالمخرج من غربته، وشعوره بالاغتراب، وهذا يعطينا صورة على المنهج التعويضي الذي اتبعه، ويتبعه.. وهو عبارة عن رد فعل لحالةالاغتراب...وقد تنوع هذا المنهج، وتنوعت آلياته، فنجده يتراوح بين:
العودة إلى الطفولة، والماضي تارة. وتارة يلجا الى الحلم والرؤية وتارة الى استلهام الترث
لكن الشعور بالوحدة ياخذ الشاعر الى متاهات الحياة والتامل الكاشف عن رؤية رمزية فى شعره تجعله يصنع صورا راعشة فى القلب على بساطتها وناتجة من احساس كونى يشمل الشاعر من الداخل فهو يتجول فى الكون لايجد سوى الريح والقهر الذى يبعثره فى كل الانحاء حيث يقول

اتجول فوق الدنيا
تبذرنى الريح بكل الأنحاءِ .. تبعثرنى
انبت صبارا .. ريحانا .. شوكا .. وردا

لن يعرفنى الا من يعرفنى
انه هنا يقف امام هاجس الامة الذى يفضى بها الى التناقض حتى اننا لا نستبين الفرق بين الشوك والورد وبين الصبار والريحان بما يشى بذوبان الفواصل بين الجميل والقبيح ونجد انفسنا هنا امام حالة من الخطر والقلق وامام حالة من الاغتراب الروحى شديد العمق هذه الحالة تدفعه الى التقيد والعجر حتى حين يدخل دائرة ايجابية مثل دائرة الحب بجده يؤثر القيد على الانطلاق فى نمو درامى جميل للقصيدة حيث يقول

قلبى عصفورٌ يتخبط فى قفص الحب
قلبى أتعسُ قلب
يشرب من عينيك كئوساً لاذعةً ومريرةْ
تشنقه فوق غصون الشجرةْ
نظرةْ
وضفيرةْ
قلبى فردٌ من أسراكِ
أهواكِ
فكيف يستحيل الحب قفصا لتخبط القلب؟ مالم يكن الشاعر موغلا فى غربته النفسية انه يصنع هنا صورة شديدة العتمة والتناقض ايضا تعتمد على الحزن القابع فى كاس المرارة واللوعة والاسر غير المبرر الا من سيطرة الاغتراب الذى البسه تلك النظارة السوادء فاستحالت كل مفردات الجمال سوادا والشعور الجميل قبحا ولذلك فتيمة الحزن تيسطر على معظم مفردات معجمه الشعرى بل ان الحزن عند الشاعر هو محطة الروح الاخيرة حيث يقول

فى لهفات القلب
فى النزعات المخفية
فى أعمق أعماق الأعماق
يبدو الإنسان صبيا حيرانا ،
لا يستره من عري الكينونة ،
غيرُ الحزن وغيرُ الإخفاق

ويبدو ان الشاعر يعى تماما كيف يبنى خطابه الشعرى وكيف يوجهه, فتارة يجعل خطاب النص لصيق به وتارة يجعل الخطاب تعبيرا عن الأخر وهذا يشير الى ما يعانيه الشاعر من قلق وعلى المستوى الفنى فان التنويع فى لغة الخطاب وتوظيسف الرمز ورسم الصور المعتمة يجعلنا امام وجود حقيقى لتيار الوعى فى بنية النصوص الشعرية وتطور الخطاب فى كل مرحلة من المباشرة الى العمق وربما كان هذا نتيجة القلق الذى يعانيه الشاعر من جراء غربته وانفصاله عن العالم الذى لايجد انسامجا نفسيا بينه وبين الذات الشاعرة الشفافة وهذا يجرنا الى الحديث عن الملاحظة الثانية وهى
الغربة الاكتشاف
ان حالة العزلة التى يعانيها الشاعر ليست حالة منفصلة او مرغوبة لذاتها بل هى رد فعل عكسى مضاد كما قلنا لواقع اصابه الخلل وتخلل الانهيار كل جنباته وتكون العزلة بمثابة ميكانزم الدفاع الذى تحيط به الذات عالمها رغبة فى حماية ما يكمن فى باطنها من ان يصيبه الهوس التدميرى لكن هذه الحالة فى حد ذاتها احيانا تكون نوعا من الخلل الذى اصاب النفس ايضا حينئذ لا تكون هناك عقبة فى الخروج والانفتاح على الخراج والتجول فى اعالم بحرية اكبر ومحاولة الاقتحام والمغامرة والكشف والالتصاق الايجابى الحميم بالوطن وهذا معبر عنه الشاعر فى كثير من قصائده فمثل ايقول الشاعر
كسروا سيف المتنبى
صنعوا منه أوانى للسلطان
يشرب فيها دم الجارية الأصفر
صرخ المتنبى ان العيد هباء حين تعم الأحزان
ان العمر هباء حين تسود الظلمات
ان الناس هباء حين يقود الخصيان
ان الشعر هباء فى زمن الغربان
هنا يعبر الشاعر عن تلك الرغبة الجامحة فى المغامرة والكشف ولذلك فهو يتجاوز حدود الزمان والمكان الى افاق الماضى ليحطم قيود الواقع وما استدعاء المتنبى والحجاج الا تعبير عن الرغبة فى تجاوز هذا الحاضر الى متخيل جديد لكنه متخيل يقوم على الانهيار ايضا فكسر سيف المتنبى هنا كسر للشموخ الوطنى والعزة الوطنية وحين يتناص الشاعر مع مقولة المتنبى " عيد باية حال عدت ياعيد" انما هو هنا يعيد اكتشاف هذا المعنى عند المتنبى فى اروقة شعرى ليعرى هذا الواقع ويعيد اكتشافه من جديد خلال قراءته لهذا الواقع حتى يكتشفه قبل الكتابة عنه انه اكتشاف من خلف زجاج الغربة ايضا التى يصبح عندها عندها الشعر هباء فى زمن الغربان الذين هم سبب غربة الشاعر ويستدعى الشاعر ايضا الحجاج بن يوسف الثقفى ليعيد اكتشاف القهر فى الواقع معنمدا على قناع التاريخ ساخرا من عالمه الذى يتسم بالجبن تجاه قوى القهر ويكتشف الانسانية التى صارت معادلة بين طرفين احدهمنا غالب والاخر مقهور حيث يثقول
يزأر سيف الحجاج بأكباد الأطفال
- ولدى يا مجروح
- يا مقتول
أصرخ ملتاعا .. يقطع رأسى
مرفوعا فوق الرمح الخشبي
يتقطر رأسى شجنا ودما
آباء الأطفال يصيحون بفرحة :
الخائن
الخائن
يصرخ فى وجه الحجاج ؟
لا يكفى أن يُقطع رأسه
لقد كان الشاعرواعيا باليات اكتشا ف واقعه حيث يعمق حالة القهر من خلال صورة الطفولة وما تحمله من اغتيال للبراءة والطهر فى عالمه وعجز الاباء عن حماية هذه البراءة بل انه يعمق صورة الجبن والتخاذل بهذه الفوضى حتى ان الخائن لا يكفى ان تقطع راسه والشاعر هنا يحاول ان يستدعى التاريخ المعادل للكشف عن المدهش والتجول بين السطح والقاع او بين الواقع والماضى والربط بينهما فى محاولة معرفة الفطرى والروحى المقتول فى اتون الغربة التى تحتويه وتسيطر عليه ورغم ان حالة الوحدة التى تعيشها الشاعر لكنها ليست حالة الوحدةوالحزن والتباعد والعزلة السائدة بل وحدة الكشف والمغامرة واكتشاف المدهش لايجاد تعويض نفسى للاغتراب الروحى الذى يعانيه فيتسرب عبر التاريخ البشرى محاولا التاكيد على دوره فى الحياة من خلال قراءة التاريخ خارجا على اطار العزلة حيث يقول

أتسرب عبر التاريخ البشري
أسبح عكس التاريخ
أوغل .. أتغلغل .. أرجع عريانا فى الغابات الحجرية
أقتل رجلا كى أحظى بامرأته
وأموت بطعنة خنجر
يحكمها مجهول فى عمق ظلام الليلات الوثنية
لم يكن التاريخ هنا سوى العودة الى اللزمن حيث العصر الحجرى الذى يرى فيه الشاعر البديل لهذه الغربة ويستطيع ان يوجد دوره حيث يقتل رجلا ليحظى بامراة او يتلقى طعنة خنجر ساخرا بذلك من عجزه وتغربه فى عالمه الذى يحيها وهذا ايضا يدفعه الى االتداعى الحر فى استدعاء حالة الطفولة وهذا الغلام الوحيد الذى يصارع من اجل البقاء وايجاد دروه فى الحياة حيث يقول

ها أنا أجلس وحدى
ها أنا أنشد وحدى
ليس عندى
غير ذكرى لغلام تائه فى الأبدِ
صوته يبدو نحيبا يتغنى بشجىً منفردِ
يعشق النيلَ وموْجَ البحرِ .. يرنو للغدِ
ُسهد البدر المغنّى
فهو هنا يعيد اكتشاف الذكرى والحلم ليتجاوب مع وطنه وواقعه ولايجاد مبرر لهذا التجاوب فبرغم الوحدة الا انه يغنى للنيل وموج البحر ويرنو للغد وهذا يدفعنا الى معنى الغربة الالتصاق بالوطن عند الشاعر
حيث يحاول الشاعر ان ينتشل ذاته من الوحدة والفراغ والعدم والحزن اللامتناهى ويلقى بها فى فضاء ممتد جامح تجاه الوطن حيث يقول

ينبعث الشاعر صوتا للشعب
مزمارا حلوا
أملا للأوطان
حلما فى جفن الحرمان
زيتا فى قنديل الفرحة
هى الرغبة لديه ان يلتصق بوطنه ويخرج من شرنقته ليكون املا لوطنه فى حال الحزن وحال الفرح ويكون صوتل لشعبه انه هنا يحاول ان يخرج من غربة الروح الى بحر الوطن المائج بما يشبه حسن التخلص فى الشعر العربى القديم لينتقل بنا عبر محطات الالتصاق بالوطن والذوبان فيه والتعبير عنه حتى يصبح حلما فى جفن الحرمان او زيتا فى قنديل الفرحة وهذا يعنى تحطيم كل قيود العزلة والخروج من الشرنقة ويتعاظم هذا الدور فى حال الدفاع عن الوطن ويثار لنفسه ولوطن حيث يقول

سأحيا بثأرى كجرعة كرهٍ تمزّق كلَ العروقْ
وتنشر دون كلامٍ كمائنَ موتٍ وحقدٍ وكرهٍ كسم أفاعى الشقوقْ
وانى قتيلٌ سأصحو لكي استعيد الحياهْ
أعلّم شعبَ العصاةِ الكريهَ جزاءَ المروقْ
سأحيا بثأرٍ يعشّشُ بين الهشيمِ وتحت الصخورِ وأسفلَ موج البحارْ
ان التسويف هنا يشير الى مستقبل علاقته بوطنه بعد خروجه من شرنقته متطورا بحالته الروحية خارجا من العدم الى معترك جديد معترك يخلص فيه العالم من وطاة العصاة والمستغلين حتى يستعيد حياة جديدة ويرد وطنه الى سيرته الاولى كى يحقق ذاته وهنا تبدو الغربة دافعا روحيا للتحول من حالة العدم الى حالة الوجود فى عمق شعرى متطور وخطاب شعرى فى النصوص يلتصق بالحالة ومفردات جديدة وكانه يتغير على مستوى الذات والشعر او يتطور بفنه وذاته ايضا ويتعمق بشكل اكبر فى حالة الالتصاق حتى يصبح قارئا لبلده من الداخل مكتشفا روحها وعمق هويتها حيث يقول

بلدى توهّجَ فى الفضا العالى وغابْ
بلدى ترنح فى صبابات الكئوس وفى حشاشات الجوى رهن العذابْ
بلد القصائد والهوى ..
بلد المحبة والصحابْ
بلد الخصومات الصغيرة والعتابْ
بلد التندّر والفكاهةِ والتذكرِ فى الغيابْ
انها روح الود هنا والانبساط والتخلص من التعقيد النفسى واكتشاف ذاته داخل بلده بلد المحبة والصحاب وبلد التندر والفكاهة والعتاب تلك الروح المصرية الغائبة الفاعلة فى بناء الذات والكاشفة عن عمق الروح الانسانية فى الذاكرة الجمعية والكاشفة ايضا عن التحول الايجابى من التشرنق فى الذات الى الوطن او من الداخل الى الخارج بيد انه فى تحوله يتزل من عليائه الى بساطة الوطن واكتشاف روحه الجميله معبرا عن شعوره عن الاتصاق بالوطن والذوبان فى ماهيته
رائحة الموت
يبدو الموت شبحا يلازم الشاعر فى محطات حياته داخلا فى اروقة روحه متغلغلا فى اتون لغته حتى ان مفردة الموت تتكرر كثيرا فى قصائده الاخير وكانه استشعر قرب نهايه فكان للموت حضوره الطاغى على مستوى الذات وعلى مستوى الشعر فعلى مستوى الذات يصبح الموت نصب عينى الشاعر يشعره فى حركاته وسكون وفى رؤاه واحلامه حيث يقول

لن ينفعنى الدمعُ ولن ينفعنى البوحُ ولن ينفعنى الحبْ
لن ينفعنى الشِعرْ
للموت حديثهنا لالموت هو المحطة الاخيرة والحقيقة الوحيدة الصادقة فالدمع كاذب والشعر هباء ويبقى فقط حديث الموت الحلم الاخير للشاعر حتى انه يختزل حياته كلها بين محطتى الميلاد والموت منتصرا للوجود الروحى للموت حيث يقول

خطواتى تنزعنى من حلم الميلاد ،
وتسحبنى فى بطء نحو سراديب الموت ،
فيشربنى الظمأ الهادر فى أوردة الدهر ،
ويأكلنى جوع الديدان ،
ويسلخنى شوق اللحم الحي الى اللحم الحي ..
تهرول أعضائى نحو الموت .
حالة من الوجد تشى بسيطرة الموت على روح الشاعر وتحل الناء محل الوجود بما يشبه النبوءة بقرب النهاية ويلاحظ ان معظم قصائد الشاعر التى تسيطر عليها حالة الموت تتسم بالشفافية والصفاء والصور المتلاحمة المتوهجة بما يعنى ادراكه الحقيقى لقرب نهايته فاراد ان يرسم ملامحه فى حال الموت وينتصر للفناء على الوجود فى خطاب مفتوح على الشعر وعلى الزمان ايضا حتى ان هذه القصائد يخلدها المعنى الشفاف للموت فى بنيتها الشعرية وربما كانت قصيدة " زمن الموت من اهم ماكتب الشاعر فى هذه الحالة حيث يقول

أيامك آثارٌ باهتةُ الوطءِ على رملِ الأزمانْ
تأكلها الريحْ
كم يزعق فى الصحراء التبريحْ
والبوْحُ .. الشجْوُ .. التوْقُ .. الشوْقُ .. التجريحْ
والريحْ ؟
تلعق آثار الأقدام , وآثار الأشعار , وآثار اللحن المبحوحْ
والموت يجئُ
الموت يروحْ
أكتب شيئا .. قل شيئا .. غنِّ .. غنِِّ .. حتى ان كان الصوت فحيحْ
ارسل من فوق الأغصان نشيدْ
فالموت اذا لم يأت الآن ...
مازال بعيدْ
انها حالة التوجع لشعوره بقرب نهاية العمر فالايام صارت باهتة ولاقيمة للحياة وللشعر وولاقانيم الحياتية الاخرى لكنها الذات التى تلهث للخلود فتحض على ترك اثارها حتى قرب اللحظة الاخيرة من الموت وعلينا ان ندرك ان الشاعر كان موقنا بالموت كحقيقة لكنه ليس موتا ميتافيزيقيا لكنه موت يفضى الى حياة جديدة حتى على مستوى اللغة فقد احيا مفردت الموت وامت غيرها من المفردات وذلك بتكراراها بسياقات مختلفة ودلالات تعبر عن رؤيته لقضية الموت بشكل عام وهذا ما يبدو مهيمنا فى تشكيل خطابه الشعرى
ويبقى ان الشاعر احمد سعد الدين يشكل مشروعا شعريا لابد ان نتامله ونعيد اكتشافه من جديد

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الموت, الحيل, الغربة, احمد, ورائحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ليس الموت ما نخشاه انما نخشى الموت ونفوسنا ليست نقية عمر الريسوني مكارم الأخلاق 0 14 / 02 / 2016 52 : 04 PM
الغربة ليلى مرجان فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 5 14 / 01 / 2014 10 : 09 PM
رسالة من الغربة فاطمة البشر رسائل في مهب العمر 10 23 / 12 / 2011 03 : 09 AM
مناقشة نقدية لرواية العبور احمد للمولف/احمد فنديس صادق ابراهيم صادق نقد أدبي 0 24 / 10 / 2009 57 : 07 PM
بعطر غرفة الأميـرة ورائحة أزهار المانوليـا نصيرة تختوخ الخاطـرة 6 21 / 01 / 2009 33 : 11 AM


الساعة الآن 12 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|