أريد أن ألون حياتي ، أريد أن اصبغها بألوان زاهية وبراقة ، سألون أيام الطفولة بلون وردي ، وأيام البلوغ بألا زرق السماوي ، وأيام الشباب بالأخضر الربيعي ،وباقي الأيام بلون داكن ، ليس لأني متشائمة بل حتى لا تظهر عليها خطوط السنين وخربشات الأيام فتحول بياضها الناصع إلى لا لون !
مراحل حياتي كلها أتذكرها جيدا ، أتذكر كل تفاصيلها ،بحلوها ومرها ،إلا أنت ، فأنت الحاضر .. الحاضر الذي لا يغيب ولا ينطفئ ولا يدخل جعبة الذكريات ، أنت ماذا ألونك وأنت تحتل كل حياتي ؟ وأي علبة ألوان تكفي لصبغ حياتي معك؟
تعددت الألوان أمام ناظري واحترت أي لون يبدو عليك الأنسب ؟ هل هو الأسود ؟ فاللون الأسود مناسب جدا ً لنهايتنا السعيدة التي توجتها بخيانتك البريئة ! أما الأرجواني فماذا يناسب ؟ يناسب حياتي معك وهي في أوجها ، أوج الحب ،أوج الإخلاص، أوج الصدق ، أوج التضحية ، اللون الوردي يليق لبدايتنا ، البداية العطرة الدافئة ، النقية ، الطاهرة .
أما أنت أيها الحاضر.. الحاضر الذي لا ينتهي ولا ينطفئ ولا يدخل جعبة الذكريات ماذا ألونك ؟ وخلف أي لون أخفيك عن ناظري ؟
وبأي لون اخفي خيانتك ؟ وبأي لون أستعيد عفتك وطهارتك ؟ وبأي لون أصبغ عذابك لي وشقائي على مرّ الأيام ؟ بأي ريشة وألوان أعيد تشكيل حياتي معك ؟ بأي ريشة وألوان؟
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: بريشة وألوان
نص رائع من خمسة مقاطع .. هناك التقاء عضوي بين المقطع الأول والثاني الذي هو امتداد للماضي بكل ذكرياته .. ثم توغل في الحاضر .. ماض زاهي الألوان ، مفعم بالحيوية والفرح مقابل حاضر تختصره كلمة واحدة .. الخيانة .
هل الحاضر بكل هذه القتامة ؟ .. أليس هناك ما يشفع له ولو تجربة حب .. أولحظة عشق أو خفقة فؤاد وشوق ؟
مع تقديري و امتناني