[عبد الحافظ بخيت متولى]

الله سبحانه وتعالى يعلِّم والرسول صلى الله عليه وسلم يعلِّم وكل هذا يصب فى بوتقة الرقى بالسلوك الإنسانى لنحظى بمجتمع إسلامى والله سبحانه وتعالى وهو القادر كان يخاطب رسوله ب" يا أيها النبى" اجلالا واحتراما له وليعلمنا كيف نخاطب الناس بما يكسبنا مودتهم وأن نكبر فى أعينهم وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا خاطب أحدا من قومه أكبر منه يضفى عليه لقبا ولا يناديه باسمه وفى هذا سلوك القدوة لنا وحتى أن الله سبحانه وتعالى حين أمر سيدنا موسى للذهاب إلى فرعون الذى ادعى أنه اله طلب منه أن يخاطب الفرعون بالقول الليل فقال سبحانه وتعالى
(اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾
من هنا كان أدب الخطاب أحد أهم السلوك الإنسانى فى إقامة العلاقات الجيدة والنظيفة والتى تكشف عن حسن النوايا وشفافية الارواح ونقاء الذوات
لكن الملاحظ هذه الايام أننا نفتقر إلى مثل هذا السلوك فى تعاملاتنا الاجتماعية فننادى من هو أكبر منَّا أو أعلى قدرا باسمه ونقول يا فلان افعل كذا او كذا أو نخاطبه فى كتاباتنا باسمه ونجرده من لقبه وقيمته ومكانته وفى هذا عيب كبير لأننا لم نمنحه هذه الصفه أو هذا اللقب حتى نجرده منه وهذا الخطاب يحفر الشقوق الكثيرة فى النفس ويدمر العلاقات ويشير من قريب أو بعيد إلى تفسخ العلاقات الإنسانية وهشاشة الذوق وعدم رفعة الثقافة وانحطاط السلوك الاجتماعى
ولا حظت أيضا أنن نخاطب المرأة بما يحمل لها المهانة ولا يعلى من شأنها والإسلام أعلى من شأنها وشرع لها الكثير لتكون فاعلة فى المجتمع ومن طبيعتها التى رسخت فيها الرقة ولابد أن يكون خطابنا إليها رقيقا لأن هذا الخطاب من شأنه أن يشعرها بقميتها وهى الكيان السامة بما تحمل من رسالة إنسانية واجتماعية واقتصادية وآلمنى جدا هنا صيغة الخطاب التى نخاطب بها بعضنا البعض ومن أدب الخطاب الرقى بالسلوك واحترام الآخر وتلك قيمة من أهم قيم قيام الحضارات العربية وقد ذكر ابن المقفع فى فضل العرب ان الواحد فيهم كان حين يتحدث فى مكارم الاخلاق لايبقى منها ولا يذر
وأرجو أن نرقى بسلوكنا جميعا فى مخاطبة الآخرين
كل محبتى وعظيم تقديرى للجميع

[Arouba Shankan]

أجل للخطاب تأثيره الكبير والفاعل بإقامة العلاقات الراقية البناءة
الهادفة ،،يسمو بالانسانية ويترك الإنطباع الحسن بالنفس
تحيتي وتقديري لك أ.عبد الحافظ بخيت متولي