بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمدأخي  المؤمن : لا شك في أنك تحب الله , و تحب هذا الدين الذي اختاره الله لك , و  تحب كل ما جاء فيه من شعائر , و لكنك مع ذلك تشعر أحياناً بانقباض عندما  تسمع بقدوم رمضـان , و إذا ما حل فإنك تتمنى في أعماقك أن ينجلي بسرعة ,  فهل سألت نفسك عن سبب هذا كله , و هل اكتشفت لغز ما ينتابك , و هل ارتقيت  بعد أن عرفت , و هل أصبح شوقك له كشوق الحبيب لحبيبه , و هل بعد ذاك تتعجل رحيله , أم أن الألم يعتصرك عند ذكر فراقه؟!
أخي  المسلم : لن تحب هذا الشهر إلا إذا عشت مكرماته , و استشعرت منافعه , و  عرفت كنوزه التي يحملها إليك , و التي لا تحتاج منك إلا ليسير من الجهد  لتحصيلها , تجلس و تفكر , تنظر و تعتبر , شهر تتخرج منه رجلاً آخر , مليئاً  بالأخلاق الحميدة و المعاني السامية , قهرت شهواتك , و علوت بعيداً عن  نزواتك , شابهت الملائكة الأطهار , و تقربت من رب الأخيار و الأبرار , غسلت  أدرانك , و جاهدت للوصول إلى مسعاك و مبتغاك , أنفت من الرذائل , و تجملت  بأثواب الفضائل , تجنبت السفاهة , و أحببت الوقار و الرزانة , تنثر الخير ,  و لا يصدر منك إثم أو شر , تسعد بك الكائنات , و أنت الذي لا تحمل إليهم  إلا الطيب من الأفعال و النيات , فكيف بعد ذاك لا تستزيد مما إليه قد ألت ,  و تجاهد لاستمرار أسباب ما قد به رقيت , فهنيئاً لمن عرف رمضـان , و أعاده  الله على المسلمين بالأفراح و القربات في كل الشهور و الأزمان . 
الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق 8 نيسان 2015